«مشورة صديق» من هنا كانت البداية التى انطلق من ورائها مينا ثروت، حين أشار عليه صديقه بمشاركته فى الجرى وراء الكلب الخاص به، لم يتعدّ الأمر عن كونه رحلة قطعها الشاب العشرينى برفقة صديقه، لكنه لم يعلم أنها «بوابة الخير»، التى فتحت أمامه الطريق لإنقاص وزنه المفرط والوصول إلى الجسم المثالى الذى أكسبه الثقة فى النفس ومكنه من العمل بجدارة فى مهنته كمهندس مدنى يُسارع مع زملائه دون كسل أو تأخر فى الحركة.

رحلة شاقة مليئة بالتحديات خاضها الشاب العشرينى، بعدما صار لعدة سنوات متبعاً عادات غذائية خاطئة زادت من وزنه بصورة مفرطة أصابته بضغوط نفسية أفقدته الرغبة فى قياس وزنه: «وصلت لـ105 كيلو.. ماكنتش حابب أقيس وزنى تانى»، حاول اتباع بعض الأنظمة الغذائية، لكن الفشل كان مصيرها فى كل مرة: «فقدت الأمل إنى أكمل».

رحلة مليئة بالتحديات خاضها «مينا» لفقدان وزنه 

ومع زيادة وزنه تعرّض «مينا» لبعض المواقف التى زادت من حزنه، كان أحدها فى عجزه عن شراء ما يحلو له من الملابس: «ماكانش عندى رفاهية إنى أختار حاجة.. بادور على مقاسى حتى لو شكلها مش عاجبنى»، ليمتد شعور الشاب العشرينى، حين كان طالباً فى كلية الهندسة، متذكراً تعرّضه للسقوط فى أحد مواقع التدريب العملى: «محدش خد باله.. لكن بينى وبين نفسى كنت متضايق».

ووسط كل المحاولات التى سعى إليها «مينا» أشار عليه صديقه بالجرى معه وراء الكلب الخاص به كنوع من الرياضة التى يمكنه ممارستها، ليوافقه الشاب العشرينى الذى التمس أولى نتائجها حين عاد إلى المنزل رافضاً أن يمحو ما بذله من مجهود بدنى بتناوله المزيد من الطعام: «صعب عليّا أبوظ المجهود وقُلت مش هاكل»، ربما كانت المرة التى اتخذها الشاب العشرينى بجدية وإرادة ويقرّر ممارسة رياضة الجرى بشكل يومى لمدة ساعة كاملة، ومن ثم وضع نظاماً غذائياً صحياً لطعامه: «طبعاً كنت باعانى فى الأول.. بس مبسوط إنى شايف نفسى باخس».

وعقب 3 أشهر متواصلة من الرياضة المستمرة والنظام الصحى فقد «مينا» قرابة الـ40 كيلوجراماً، ووصل الشاب العشرينى إلى وزنه المثالى ليصبح 65 كيلوجراماً، مواصلاً إنجازه بالذهاب إلى الصالات الرياضية لشد جسده من الترهلات: «بقيت أروح الجيم وبالعب رياضة علشان أظبط شكل جسمى».

إنجازات «مينا» فى وصوله إلى الوزن المثالى امتد تأثيرها فى اكتساب الثقة بالنفس وحبه لمظهره «شكلى لما باجرى وأنا رفيع أفضل كتير طبعاً»، بالإضافة إلى التحاقه بالعمل كمهندس بصورة أفضل عما وقتما كان بوزن زائد: «طبعاً فرق معايا فى الشغل.. ماكنتش هاعرف أشتغل، لأن شغلى محتاج حركة سريعة وكمان أطلع على السقالة وسط الصنايعية».

بشعور الفرحة والفخر بما حققه «مينا» من إنجاز وجّه نصيحته إلى أصحاب الوزن الزائد، قائلاً: «ماتأجلش القرار.. لازم تبدأ وتاخد الخطوة، وهتلاقى النتيجة، لكن أهم حاجة يكون عندك إرادة قوية إنك تكمل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: زيادة الوزن السمنة مكافحة السمنة محاربة السمنة

إقرأ أيضاً:

وماذا بعد؟

بعد تلك الحملة الأمنية والإعلامية الضخمة التى استهدفت كثيرا من مشاهير التيك توك المزعومين، ووسط أنباء تتواتر كل يوم عن اتهامات جديدة توجه لهم مثل غسيل الأموال ونشر الفجور والتعدى على قيم المجتمع يطرح السؤال نفسه: إذا كنا نقدر على إغلاق هذا الملف الذى كان يؤرق بال كل عاشق لمستقبل أجيال هذا الوطن بهذه القوة والحسم وفى وقت ضيق، فلماذا لا يمتد هذا التطهير إلى كل دروب الحياة الفكرية فى مصر؟!

لماذا لا نعلنها ثورة على القبح والتدني الأخلاقي وكل المظاهر السلبية التى سادت مجتمعنا المصرى دون مبرر خلال العقد الأخير؟ لتكن انتفاضة ضد كل ما هو هادم لقيم المجتمع، ضد العنف والفن الهابط والفكر الأجوف ومروجي الشائعات وأصحاب الفتاوى الهزلية التى تملأ جنبات الميديا، ضد إعلام لا يراعي المهنية وقيمة مصر ويتاجر فقط فى تلك التريندات التافهة، ضد كل من يخرج عن المألوف ويحاول أن يفرض علينا واقعا فكريا ونمط حياة لا يتفقان مع قيمنا وأخلاقنا.

ليست دعوة لتقييد الحريات فلا مجال لكاتب أو صاحب فكر أن ينادى بذلك، فالحرية هى مصدر الإبداع الوحيد، ولكنها دعوة للتطهير وإزالة كثير من المخلفات والشوائب التى لوثت حياتنا دون وجه حق وأفقدتنا جزءا كبيرا من هويتنا الثقافية والفكرية وشتتت عقول الصغار حتى اختلطت الأمور لديهم وأصبح ميزان القيم والمبادئ لدى بعضهم مختلا بشكل ينذر بخطر عظيم على استمرار هذا الوطن بنفس الشكل وذات الهوية التى عرفها العالم عبر آلاف السنين.

لتكن بداية نبني عليها وخطوة طيبة نستكملها معًا ضد كل ما يلوث هواء هذا الوطن، نحن نستحق الأفضل ونستطيع أن نصنع لأنفسنا حاضرًا فكريًا يليق بنا حين نريد، فقط هى الإرادة الجمعية حين تتوافر لدى الكل، نريدها حربًا ضروسًا ضد كل ما يخالف القيم والأعراف والاديان وموروثات هذا الوطن، كل العالم اليوم يبحث عن الجذور ويتمسك بها ضد طوفان الحداثة، فلماذا لا نفعلها نحن ولدينا تاريخ وموروث حضاري عظيم نعود إليه ونستلهم منه عظمة هذا الشعب وقوته حين يصطف خلف قضية ما؟ لتكن بداية وليست نهاية فهذا وطن يستحق، وتلك أجيال صاعدة ستحاسبنا يومًا إن قصرنا فى حمايتها من فقدان الهوية والتشتت.. .حفظ الله مصر وأجيالها الناشئة، حفظ الله الوطن العزيز الغالي.

مقالات مشابهة

  • توتنهام يمدد عقد «الشاب مور»
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. متى يصبح “الجري” مخاطرة حقيقية؟
  • شاب سعودي يجري جراحة سمنة ناجحة بعدما بلغ وزنه 330 كغم.. فيديو
  • تفاصيل البروتوكول المُحدث لحالات عقر الكلاب.. وتحديد جرعات الوقاية
  • وماذا بعد؟
  • مينا نبيل نجل ياسر جلال وأروى جودة في للعدالة وجه آخر
  • تعرف على شروط حيازة الكلاب الخاصة بالمنازل طبقا للقانون
  • البيطريين تهاجم الكلاب الضالة: تهدد المجتمع.. ولدينا استراتيجيات لمواجهتها
  • نقيب الأطباء البيطريين: حلول علمية وإنسانية لمشكلة الكلاب الضالة في مصر
  • بسيطة وخارقة .. اعرف فوائد الجري