حكاية المدينة التي بُنيت سرا وعلى عجل في جبال نيو مكسيكو النائية، والمخصصة بالكامل للأبحاث النووية، ليست حبكة فيلم "أوبنهايمر" فقط، بل هي كذلك قصة الطريقة التي أُنتِج بها هذا الفيلم.

وكما فعل مخترع القنبلة الذرية الذي يتناوله الفيلم، اضطر المخرج كريستوفر نولان إلى أن ينشئ من الصفر نسخته من موقع لوس ألاموس الذي صُمم فيه هذا السلاح الفتّاك.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4بعد دوره في "أوبنهايمر".. أفلام أخرى لا تفوتها لكيليان ميرفيlist 2 of 46 أفلام غير "أوبنهايمر" تناولت موضوع تفجير القنبلة النوويةlist 3 of 4مواقع التواصل تفضح عنصرية منتج "أوبنهايمر"list 4 of 4بطلة "أوبنهايمر" فلورنس بوغ تطالب بوقف إطلاق النار في غزةend of list

ويقول ديفيد مانزاناريس، وهو مدير موقع "غوست رانش" الذي أقيمت فيه نسخة طبق الأصل من المدينة، إن المشروع "أحيط بالسرية بشكل واضح".

وكان على ديفيد مانزاناريس، مثل جميع أعضاء فريقه الآخرين، أن ينتظر حتى أغسطس/آب الماضي، أي بعد شهر من بدء عرض الفيلم في دور السينما، حتى يتمكن من التحدث عن عمله.

وللوصول إلى الموقع، ينبغي لك عبور حواجز تعلوها علامة "منطقة محظورة". وبعد اجتياز بضعة كيلومترات على طريق ترابية، تطّل المنازل الخشبية والمكاتب ونقاط الأمن التي بُنيت خصيصى للفيلم، وتوجد حتى كنيسة صغيرة، وفي الخلفية ترتسم من بعيد الجبال الصحراوية.

ولا تزال لوس ألاموس الحقيقية التي تقع على بعد نحو ساعة بالسيارة، تضم مختبرا سريا للغاية، يعمل على ضمان الأمان في الأسلحة النووية الأميركية وعلى صيانتها. ولكن منذ 1945، أصبحت القرية الغامضة مدينة حديثة.

ديفيد مانزاناريس المنتج، ومدير موقع تصوير فيلم أوبنهايمر (الفرنسية) موقع حقيقي

واستلزم تصوير المشاهد الخارجية بناء نسخة طبق الأصل من الشارع. ومن المعروف عن كريستوفر نولان أنه يصرّ دائما على إضفاء أقصى أكبر قدر من الطابع الحقيقي والأصلي على أفلامه.

أما في "أوبنهايمر"، فاكتفى المخرج البريطاني بالحد الأدنى من المؤثرات الخاصة لتصوير مشهد إعادة إنشاء اختبار القنبلة الذرية، واستعان بعلماء حقيقيين من لوس ألاموس لتولي أدوار الكومبارس الصامتة.

في أكتوبر/تشرين الأول 2021، تلقى مانزاناريس اتصالا من مدير تصوير صديق كان يبحث له عن مواقع خالية من المباني في نيو مكسيكو، لفيلم تدور أحداثه في أربعينيات القرن العشرين.

وبعد شهر، وصل كريستوفر نولان شخصيا إلى "غوست رانش". وقال مانزاناريس "لقد أحبّ الموقع على الفور".

كان على فريقه أن يلبي متطلبات المخرج الذي كان يحتاج في الواقع إلى تصميمين متطابقين تقريبا.

وكان يُفترض أن يكون أحد التصميمين فارغا، لتصوير مشهد يظهر فيه روبرت أوبنهايمر الذي يؤدي دوره كيليان مورفي، وهو يُطلع جنرالا من الجيش الأميركي على المكان الذي يرغب في بناء قاعدة مشروع مانهاتن فيه.

أما الآخر، فكان يُفترض أن تُبنى فيه قرية لوس ألاموس، لاحتضان تصوير بقية مشاهد الفيلم بداية من اليوم التالي.

ولكي ينجح ذلك، اختار مانزاناريس مكانين يتشابه فيهما مشهد "الهضاب"، أي الجبال البرتقالية ذات القمم المسطحة العريضة التي يتميز بها الغرب الأميركي.

وما إن وصل فريق الإنتاج إلى الموقع، بدأ تطبيق السرية على "الجميع، حتى على الممثلين". وأضاف "كانوا يحصلون على الصفحات ويذهبون إلى غرفهم في الفندق ويقرؤون، ولكن لم يكن مسموحا لهم الخروج ومعهم السيناريو".

موقع تصوير المخرج كريستوفر نولان لفيلمه المرشح لجائزة الأوسكار "أوبنهايمر"، في أبيكوي، نيو مكسيكو (الفرنسية) الأفاعي المجلجلة

مثل هذا التدابير مألوفة في فيلم بهذا الحجم، إذ ترغب شركات الإنتاج الكبيرة بأي ثمن في تجنب التسريبات للصحافة قبل إصدار الفيلم، من صور وشائعات وأجزاء من القصة.

وما إن أُنجز تصوير مشاهد لوس ألاموس، حتى أزيلت "مختبرات" المدينة المزيفة، وكذلك أعمدة الهاتف، التي كان يمكن أن تقتلعها الرياح.

لكن الفيلم ترك وراءه عددا من المنشآت الخشبية، وهو ما يحصل للمرة الأولى في فيلم يصور في "غوست رانش". وبالنسبة لفريق الموقع، كان هذا يعني إبقاء السرية التامة لمدة عام بعد التصوير، ولكن الموقع الآن يخضع في الوقت الراهن لعملية تنظيف، تمهيدا لفتحه أمام الجمهور.

وقالت مسؤولة الزيارات جوليا هايوود، "لقد عثرنا على أفاعٍ مجلجلة وعناكب الأرملة السوداء"، لكنها أضافت "الموقع الآن آمن تماما".

ويعدّ فيلم أوبنهايمر للمخرج كريستوفر نولات الأوفر حظا للفوز بجائزة أفضل فيلم في جوائز أوسكار 2024، كما أنه مرشح للفوز بجوائز في 13 فئة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کریستوفر نولان

إقرأ أيضاً:

رامي مالك يحتفل بعامه الـ44.. نجم مصري الأصل خطف أوسكار هوليوود وتألق في أصعب الأدوار

 

في مثل هذا اليوم، الاثنين 12 مايو، يحتفل النجم العالمي رامي مالك بعيد ميلاده الـ44، بعد مشوار فني لامع جعل منه أحد أبرز نجوم هوليوود خلال العقد الأخير، مستندًا إلى موهبة فريدة وجذور مصرية صنعت منه شخصية لافتة عالميًا.

الفنان رامي مالكانطلاقة غير عادية من Mr. Robot

كانت البداية الحقيقية لرامي مالك من خلال مسلسل Mr. Robot، حيث جسد شخصية “إليوت” العبقري الانطوائي في عالم القرصنة الإلكترونية. 

المسلسل، الذي عُرض على مدار 4 مواسم، حصد إشادات واسعة، وجعل من مالك اسمًا بارزًا في عالم التلفزيون، ليفوز عام 2016 بجائزة Emmy كأفضل ممثل في دور رئيسي، ويمهد الطريق أمامه للانتقال بقوة إلى شاشة السينما.

 

الأوسكار.. بوابة المجد

في عام 2019، كتب رامي مالك اسمه بحروف ذهبية في تاريخ السينما العالمية بفوزه بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن تجسيده الأسطوري لشخصية فريدي ميركوري في فيلم Bohemian Rhapsody،  الأداء الذي نال أيضًا جائزة جولدن جلوب في فئة أفضل ممثل في فيلم درامي، شكّل نقطة التحول الكبرى في مسيرته، وجعله في مصاف النجوم العالميين.

 

ثنائيات مميزة وأدوار قوية

بعد الأوسكار، واصل رامي مالك انتقاء أدواره بعناية، فشارك النجم دينزل واشنطن في فيلم The Little Things، ليشكّل معه ثنائية مميزة، إلى جانب النجم جاريد ليتو. الفيلم أظهر جانبًا آخر من قدرات مالك التمثيلية، مؤكدًا قدرته على التنقل بين الأدوار المعقدة بمرونة لافتة.

 

مسيرة حافلة وطموح لا يتوقف

رامي مالك ليس مجرد ممثل موهوب، بل قصة نجاح مُلهمة لشاب من أصول مصرية اقتحم أسوار هوليوود، وفرض اسمه في قائمة كبار النجوم. وما زالت مسيرته مستمرة في الصعود، وسط ترقب دائم من جمهوره العالمي لأعماله المقبلة.

مقالات مشابهة

  • القبض على مصارع معروف في عملية دعارة سرية
  • عرض أصول عقارية في ملكية الشركة المستغلة لفندق عريق بتارودانت للبيع في المزاد
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • محافظ بني سويف يوجه بإنهاء كافة الاستعدادات لامتحانات نهاية العام
  • موقع ديلي بيست الأمريكي يكشف القرار المزلزل الذي وعد ترامب بإعلانه
  • رامي مالك يحتفل بعامه الـ44.. نجم مصري الأصل خطف أوسكار هوليوود وتألق في أصعب الأدوار
  • موقع عالمي يتحدث عن تأثيرات الحصار اليمني على مطارات الكيان
  • حزب الله يمنع تفتيش موقع قصفه الاحتلال جنوب لبنان.. ماذا يخفي تحت الأرض؟
  • سكينة وانسيابية تامة لضيوف الرحمن داخل صحن المطاف
  • بالصورة والفيديو.. ناشط سعودي ينشر مقطع لمنزله بمدينة “جازان” ويشبهه بالمنازل السودانية: (اعلم كما قيل لي انها تشبه السودان ونفس كل شي في السودان و لذلك احس بكل الشوق الذي في دواخلكم إلى بلدكم)