لازاريني: تفكيك الأونروا يعني التضحية بجيل كامل من الأطفال الفلسطينيين
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاثنين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن تفكيك الأونروا الذي تطالب به إسرائيل سيؤدي إلى التضحية "بجيل كامل من الأطفال" و"زرع بذور" نزاعات مقبلة.
وقال فيليب لازاريني إن "تفكيك الأونروا (خطوة) متهورة. عبر القيام بها، سنضحي بجيل كامل من الأطفال وسنزرع بذور الكراهية والاستياء و(اندلاع) نزاع مقبل"، معتبرا أن "من السذاجة" الاعتقاد أن زوال الوكالة يمكن أن يتم من دون تهديد السلام والأمن العالميين.
ومع ارتفاع منسوب التوتر بين إسرائيل والأمم المتحدة، ندّد لازاريني بـ"حملة متعمّدة ومتضافرة لتقويض" عمليات الأونروا، بهدف نهائي هو "وضع حد لها".
وقال لازاريني "يشمل جزء من هذه الحملة إغراق المانحين بمعلومات مضلّلة تهدف إلى تأجيج انعدام الثقة وتشويه سمعة الوكالة".
وسبق للوكالة أن واجهت اتهامات إسرائيلية بضلوع موظفين في هجوم السابع من أكتوبر، ما دفع العديد من الدول الى تعليق تمويلها في خضم ظروف إنسانية كارثية في قطاع غزة.
واندلعت الحرب في غزة إثر شنّ حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أدى إلى مقتل نحو 1160 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأعلنت الأمم المتحدة على الفور فصل الموظفين المتهمين. في موازاة ذلك كلّف الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش فريقا مستقلا إجراء تقييم للأونروا و"حياديتها".
وسارعت دول غربية عدة في أعقاب هذه الاتهامات، إلى تعليق تمويل الوكالة، لكن لازاريني شدّد على أن إسرائيل لم تقدّم أي أدلة على اتهاماتها.
وقال "دعوني أخبركم بما هو على المحك إذا لم يتم اتخاذ إجراء ذي مغزى لتصحيح (هذا) المسار الكارثي (...) على المدى القصير، ستنهار الاستجابة الإنسانية في غزة تماما".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
800 شهيد في ملاجئ الأونروا منذ اندلاع الحرب بغزة.. تحولت لمقابر
كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن أكثر من 810 فلسطينيين استشهدوا أثناء احتمائهم داخل منشآت تابعة للوكالة في قطاع غزة، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023 وحتى اليوم.
وجاء ذلك في بيان رسمي أصدرته الوكالة محذرة فيه من أن منشآتها لم تعد أماكن آمنة رغم أنها تحمل شارة الأمم المتحدة.
وأكدت الأونروا أن نحو 1.9 مليون نازح فلسطيني اضطروا للجوء إلى مدارس ومراكز تابعة لها، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية في غزة، ما جعل مؤسساتها الخيار الوحيد أمام آلاف العائلات الهاربة من القصف.
وأوضحت الوكالة أن 600 منشأة تابعة لها تعرّضت لأضرار متفاوتة، من بينها 186 مبنى تم قصفه بشكل مباشر، ما أدى إلى مئات الشهداء والجرحى، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وكانت المتحدثة باسم الأونروا تمارا الرفاعي قالت في تصريحات لـ"بي بي سي" إن "المنشآت الأممية ليست فقط غير محمية، بل أصبحت أهدافًا متكررة"، مشيرة إلى أن الهجمات المتواصلة على المرافق المدنية تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
من جهة أخرى، وثقت الوكالة استشهاد 317 من موظفيها منذ بداية الحرب، ما يجعل هذا النزاع الأكثر دموية للعاملين في المجال الإنساني في تاريخ الأمم المتحدة، وقد أكدت الأونروا أن معظم الضحايا لقوا مصرعهم أثناء تأدية مهام الإغاثة أو داخل مساكنهم في أوقات القصف.
بحسب آخر بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، بلغ عدد الضحايا الإجمالي في قطاع غزة 56,331 شخصًا حتى 27 حزيران / يونيو 2025، بمعدل يقترب من 72 شهيدا يوميًا، وتشير البيانات إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء.
ومنذ أذار/ مارس 2025، تفاقمت الأزمة الإنسانية نتيجة قطع المساعدات عن شمال غزة بالكامل، ما أدى إلى حالات سوء تغذية حاد تجاوزت 2,700 حالة موثقة، أغلبها بين الأطفال، وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن منظومة الغذاء في القطاع "انهارت عمليًا"، وسط عجز المنظمات الإنسانية عن التوزيع الآمن للإمدادات.
وطالبت الأونروا بإجراء تحقيق دولي مستقل في استهداف منشآتها، مؤكدة أن هذه الهجمات تقوّض قدرة الأمم المتحدة على حماية المدنيين في أوقات الحرب، كما دعت إلى توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، وإلى وقف فوري للهجمات على المنشآت الإنسانية، مشيرة إلى أن استمرار هذا النهج "يهدد بقاء الوكالة نفسها في القطاع".
من جانبه، دعا المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إلى تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف استهداف المرافق الإنسانية، وأكد في بيان رسمي نشر على موقع الوكالة أن استمرار استهداف منشآت الأمم المتحدة يعكس انهيارا خطيرا في المبادئ الإنسانية التي أُقرت بعد الحرب العالمية الثانية.