المصورّ العالمي جونثان سكوت: الطبيعة مكان المقدس يجب أن يحترمه البشر جميعهم
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
خلال جلسة استضافتها “المنصة X” بالمهرجان الدولي للتصوير إكسبوجر 2024 تضمنتْ حديثاً حول الطبيعة من حولنا وكائناتها المهددة بالانقراض والاختفاء، تحدث الزوجان جوناثان وأنجيلا سكوت مصورا الحياة البرية اللذين قضيا أكثر من نصف قرن في توثيق حياة الأسود والفهود وغيرها من الحيوانات بمحمية ماساي مارا الوطنية بكينيا وغيرها من الأماكن، عن مشروعهما النبيل “مبادرة الطبيعة المقدسة” الذي يهدفان من خلاله إلى إعادة ربط الناس بكوكب الأرض، ونشر الوعي بوجوب الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيئي.
أفريقيا عشقي الكبير
استهلّ المصور العالمي جوناثان سكوت حديثه عن مبادرة الطبيعة المقدسة بالإشارة إلى عشقه الكبير لقارة أفريقيا، التي أشرعتْ أمامه الأبواب ليدخل لعالم الحيوانات ويخوض غمار هذه التجربة التي دائماً ما حلم بها، وقال سكوت عن بداياته: “نشأت في مزرعةٍ بإنجلترا، وعشقت منذ طفولتي أفريقيا والحياة البرية في هذه القارة الجميلة، من خلال ما كنت أشاهده عنها في التلفاز، وقلت لأبي حين أكبر سأذهب إلى هناك وأعيش بقية عمري في أفريقيا، وقد ذهبت، ووجدت حريتي في إفريقيا”.
مبادرة الطبيعة المقدسة
خصص جوناثان سكوت معظم الجلسة للحديث عن مبادرة الطبيعة المقدسة، في حين عرضت زوجته ورفيقة مشواره أنجيلا سكوت الكثير من الصور التي التقطاها في براري إفريقيا وغيرها للتدليل على ما يتحدث عنه جوناثان، أولى هذه الصور كانت لزرافتين في لقطة عريضة كاملة، وخلفهما جبل شاهق الارتفاع، قال سكوت عن تلك الصورة: “الجبل الظاهر خلف الزرافتين جبل مقدس وبعض القبائل الأفريقية تتجه إليه للعبادة، وحينما التقطت هذه الصورة وتأملتها وجدتُ فيها رمزيةً كبيرةً، وكأن الطبيعة هي المكان المقدس الذي يجب أن يحترمه جميع الناس..” من هنا انطلقت مبادرة الطبيعة المقدسة SNI.
3 ركائز هامة
تستند مبادرة الطبيعة المقدسة (SNI) على ثلاث ركائز أساسية كما صرح جوناثان سكون، الإلهام، والتثقيف، والمحافظة. وعن الهدف السامي الكائن خلف هذه المبادرة أوضح سكوت: “النظام البيئي العالمي السليم، أو ما نسميه (الطبيعة) ضروري لرفاهية الإنسان وبقائه، لكن الخسارة الكارثية للتنوع البيولوجي ما تزال تواجهنا، ونحاول جاهدين أن ننشر الوعي بوجوب الحفاظ على الطبيعة، فناقوس الخطر قد دق، فمنذ عام 1970، فقدنا ما يقرب من 70% من جميع الحيوانات والطيور والزواحف والحياة البحرية في جميع أنحاء الكوكب، وعلى الدول والأفراد أن تكثف الجهود لحماية الطبيعة والتنوع البيئي، لقد كنا ذات يومٍ جزءاً من هذه الطبيعة، ولابد أن نفهم ذلك”.
صور في غاية الجمال
اختتم الزوجان جوناثان وأنجيلا سكوت جلستهما بعرض عشرات الصور من ستة أنظمة بيئية ساحرة، وهي السافانا، والعالم الأخضر للأشجار والغابات في أفريقيا، والصحاري، والجبال، والأنهار والمحيطات، وأخيراً القطب الشمالي، بالإضافة إلى عرضهما العديد من الصور التي التقطاها في بوتان، بجنوب شرق آسيا، وعن تلك الصور صرح سكوت: “ذهبتُ إلى بوتان لتصوير المهرجانات هناك، وعلاقة الناس بالحيوانات والطبيعة، وقد أدهشني كلام أحد الأشخاص عن أن هذه المهرجانات ليست للترفيه، بل الرقص والغناء فيها تجربة روحية، وقد أحببت منظر الأطفال وهم يطعمون المئات من الحمام في الشوارع”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف: أسلاف البشر يصنعون أدوات عظمية قبل مليون ونصف!
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
توصلت دراسة نُشرت الأربعاء في مجلة «نيتشر» إلى أنّ أشباه البشر، وهم الممثلون الأوائل للسلالة البشرية، كانوا يصنّعون أدوات عظمية قبل 1.5 مليون سنة؛ أي في مرحلة أبكر بكثير مما كان يُعتقد.
ومن المعلوم أنّ بعض هؤلاء الأسلاف البعيدين، على سبيل المثال شبيه الإنسان الأسترالي (القرد الجنوبي)، استخدموا بقايا العظام لحفر تلال النمل الأبيض أو حفر الدرنات. واليوم مثلاً، لا تزال قردة الشمبانزي، وهي من سلالة قريبة من البشر، تستخدم عيدان تناول الطعام للوصول إلى النمل الأبيض في موائلها.
قبل أكثر من مليونَي سنة، أنتج أشباه البشر من شرق أفريقيا في مضيق أولدوفاي في تنزانيا، وهو أحد أهم مواقع ما قبل التاريخ في العالم، أدوات حجرية. لكن حتى اليوم، ما كان يُعرَف أي مثال على الإنتاج المنهجي لأدوات عظمية يعود تاريخها إلى ما قبل 500 ألف سنة قبل الميلاد، باستثناء بضعة أمثلة متفرقة في أفريقيا.
وكان لاكتشاف أجرته مجموعة تضم علماء من مختلف أنحاء العالم، دور في تغيير هذا السيناريو من خلال إعادة عقارب الساعة مليون سنة إلى الوراء.
وحددت الدراسة التي وقعها إغناسيو دي لا توري من المعهد الإسباني للتاريخ في مدريد، 27 أداة مصنوعة من عظام الفخذ والساق وعظم العضد لحيوانات كبيرة، خصوصاً لفيلة وأفراس نهر.
وفي حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول عالم الآثار فرنشيسكو ديريكو من جامعة بوردو، والذي أشرف على الدراسة مع أنجيليكي تيودوروبولو من المعهد الإسباني للتاريخ: «هذه المرة الأولى التي نكتشف فيها مجموعة من هذه الأدوات تعود إلى الأرض نفسها في أولدوفاي».
ولن ترى عيون غير الخبراء سوى قطع كبيرة من العظام. لكن بالنسبة إلى عالم الأنثروبولوجيا، تشكل هذه العظام شاهداً على قدرات معرفية مميزة، وتؤشر إلى إتقان «أنماط ذهنية» للغرض الذي رغبوا في الحصول عليه، واختيار المادة المناسبة، والاستراتيجية المستخدمة لإنجازه.
ويُظهر تحليل الأدوات أن مبتكريها فضّلوا استخدام عظام الفخذ المأخوذة مباشرة من الجيفة في حالة فرس النهر مثلاً، ولكن أيضاً من الأفيال، رغم ندرتها في هذا المكان، مما يؤشر إلى أنه تم الحصول عليها في مكان آخر.
وكانت هذه العظام تُشذّب بالحجارة التي كانت تُستَخدم كمطارق، للحصول على أداة يتراوح طولها بين 20 و40 سنتيمتراً، ويصل وزنها إلى أكثر من كيلوغرام.
يقول ديريكو: «لاحظنا وجود رغبة في تغيير شكل العظم، وإنتاج أدوات ثقيلة جداً وطويلة. وحتى في بعض الحالات، إنشاء نوع من الشق في وسط العظم، ربما للتمكّن من حمله بشكل أفضل في اليد».
ويُفترض أن هذه العظام الضخمة وذات الرؤوس المدببة قد استُخدمت لذبح ثدييات كبيرة، في وقت كانت لا تزال فيه الأدوات الحجرية، في الثقافة المسماة أولدوفاية تيمّناً بموقع أولدوفاي، مشذبة بطريقة بدائية.
وبحسب عالم الآثار، فإنه «ثمة عدد قليل جداً من الأدوات الكبيرة» المصنوعة من الحجر في موقع أولدوفاي، وهو نوع من الكوارتز لا يناسب العمليات الوحشية لذبح الفرائس الكبيرة.
وكانت الثقافة الأشولية التي ظهرت في المرحلة نفسها هي التي اخترعت قطع الحجارة ثنائية السطح التي أتاحت قطع لحم الطرائد وكشط جلودها.
ويقول فرنشيسكو ديريكو إن «فرضية الدراسة هي أن هذا الحجم من العظام في أولدوفاي هو اختراع أصلي، في لحظة تحوّل نحو السطوح الثنائية».
ويتابع أنّ «الاحتمال الآخر هو أنّ هذا التقليد استمر، لكن لم يتم تحديد هذه العظام فعلياً في مواقع أثرية أخرى».
وبالتالي، فإن التقنية التي بدأ اعتمادها في أولدوفاي «اختفت» لمليون عام، قبل أن تعاود الظهور لاحقاً، كما الحال في منطقة روما الحالية التي كانت تفتقر إلى الصوان ذي الحجم المناسب، فقام السكان بقطع عظام الفيل على شكل قطع ثنائية.
ويتبع استخدام العظام تطوّر السلالة البشرية؛ إذ انتقل ممثلوها من نحت عظام الفخذ قبل 1.5 مليون سنة إلى نحت قطع أكثر تعقيداً، مثل إبر الخياطة التي «تم اختراعها في الصين وسيبيريا ولم تصل إلى أوروبا إلا اعتباراً من 26 ألف سنة قبل الميلاد»، بحسب عالم الآثار.