الصين تكشف السر الكيميائي للتخلص من أسراب الجراد المدمرة
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
لطالما اعتبر الجراد غازيا مدمرا للمحاصيل الزراعية، ويحتاج للقيام بذلك إلى سلاح واحد فقط، وهو إشارة كيميائية تحوله من كائنات فردية مسالمة إلى جيش ضارب متحرك.
الآن، ولأول مرة، تمكن العلماء من فك شفرة هذه "الرسالة" الكيميائية التي تمكن الجراد من "التحدث" مع بعضه البعض بلغة سرية تدفعه إلى الاتحاد في أسراب مدمرة.
وفي دراسة حديثة نُشرت في دورية "نيتشر"، توصل فريق من علماء الحيوان والمهندسين الجزيئيين وخبراء مكافحة الآفات بالأكاديمية الصينية للعلوم، بالتعاون مع باحثين من جامعة بكين، إلى تحديد الإنزيمات والمركبات المسؤولة عن إنتاج مادة "4 في إيه"، وهي الفيرومون التي تحفز الجراد على الانتقال من حالة الانفراد إلى تشكيل أسراب ضخمة.
وللوصول إلى هذه النتائج، قام الباحثون بتعطيل بعض الجينات في أرجل الجراد الخلفية، حيث يُنتج هذا الفيرومون، حتى حددوا الجين المسؤول عن إنزيم يُدعى "4 في بي إم تي1″، الذي يحول بدوره مركبا أوليا يُعرف باسم "4 في بي" إلى المادة الفعالة "4 في إيه".
وفي خطوة أكثر جرأة، اختبر الباحثون مادة تُدعى "4-نيتروفينول"، ووجدوها قادرة على وقف هذا التحول السلوكي في الجراد عند إضافتها إلى غذائه، وهو ما يفتح الباب أمام استخدامها كرذاذ على المحاصيل لمنع تشكل الأسراب.
وتُستخدم "4-نيتروفينول" كمادة وسيطة لصناعة الأصباغ، وتدخل في صناعة بعض المبيدات الحشرية ومثبطات التآكل، لكن رغم فعاليتها في وأد هجوم الجراد فإن لها تأثيرات بيئية ضارة، وهو ما يدفع الفريق الآن للبحث عن بدائل أكثر أمانا، يمكنها تحقيق التأثير نفسه دون المساس بالبيئة.
ووفق الدراسة، فإن هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو مكافحة الجراد بطريقة ذكية وآمنة، بعيدا عن المبيدات التقليدية التي لطالما ارتبطت بمخاطر بيئية وصحية.
إعلانوالمبيدات هي الطريقة الأكثر استخداما عالميا في مكافحة الجراد، حيث تُرش جوا أو برا على أسرابه أو مناطق تكاثره، ومن أبرز المبيدات المستخدمة "مالاثيون"، و"دلتامثرين"، و"فبرونيل".
وهذه الأداة فعالة وسريعة المفعول، لكن من عيوبها التأثير سلبيا على البيئة (تلويث المياه والتربة)، وقتل الحشرات النافعة أيضا (مثل النحل)، وتسبب مقاومة في الجراد عند تكرار الاستخدام، لذلك تسعى الفرق البحثية إلى وسائل أكثر أمانا لمقاومة هذه الحشرة المهددة للأمن الغذائي.
ويمكن لسرب واحد من الجراد أن يضم 80 مليون جرادة، ويغطي بهذا العدد حوالي كيلومتر مربع، وهذا السرب يمكنه استهلاك ما يعادل غذاء 35 ألف شخص في يوم واحد، ويتغذى الجراد على جميع أنواع النباتات تقريبا، من القمح إلى الذرة، والأرز، والشعير، والخضروات، وحتى الأشجار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
سهند.. المدمرة الإيرانية الشبح
المدمرة الشبح "سهند" هي ثالث مدمرة من طراز "موج" تصنع في مصانع القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني، وانضمت لأول مرة للأسطول الجنوبي في ديسمبر/كانون الأول 2018، وهي مزودة بمهبط للطائرات المروحية (الهليكوبتر) وقاذفة توربيدات ومدافع مضادة للطائرات والسفن وصواريخ أرض-أرض وأرض-جو وأنظمة حرب إلكترونية.
وشهدت إيران في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 إعادة إطلاق مدمّرة سهند في مياه الخليج للمرة الثانية، وذلك بعد عملية تأهيل وتجهيز استمرت نحو عام ونصف عام، إثر الحادث الذي أدى لغرقها في 6 يوليو/تموز 2024 عقب فترة قصيرة من تحريكها في ميناء بندر عباس جنوبي البلاد.
وجرى الحدث ضمن مراسم خاصة بمناسبة "اليوم الوطني للقوات البحرية الإيرانية"، بحضور كل من اللواء أمير حاتمي القائد العام للجيش، ونائبه للشؤون التنسيقية الأدميرال حبيب الله سياري، إضافة إلى الأدميرال شهرام إيراني قائد القوة البحرية.
وأثناء كلمته في مركز المنطقة البحرية الأولى بمحافظة هرمزكان المطلة على مضيق هرمز الإستراتيجي، أكد اللواء حاتمي -في فعالية شملت أيضا تدشين القاعدة العائمة "كردستان"- أن الإستراتيجية الدفاعية لطهران ترتكز على الدفاع النشط والردع الذكي، مشددا على جاهزية القوات للقيام بـ"ردّ قاطع ومُحطِّم" في حال أي اعتداء.
وأشار اللواء حاتمي إلى أن إيران لن تنتظر حتى يبادر العدو بالهجوم، مؤكّدا أن القوات المسلحة بكل فروعها "لن تتردّد في بذل أي جهد دفاعا عن البلاد وضمان سلامة الشعب". وشدّد على أن الصناعات البحرية الإيرانية أصبحت في موقع متقدم في مجالات تصنيع القطع السطحية والغواصات ومختلف تجهيزاتها.
التصنيع والتدشينكُشف عن المدمّرة سهند لأول مرة عام 2012، قبل أن تُدشَّن في المياه رسميا في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2018.
وتعتبر سهند ثالث مدمرة إيرانية الصنع من فئة "موج" بعد جماران ودماوند، في حين تواصل القوة البحرية للجيش الإيراني عمليات بناء 4 سفن حربية أخرى.
سُمّيت المدمّرة بهذا الاسم تيمّنا بفرقاطة قديمة من فئة "سام" كانت قد تعرّضت لهجوم من البحرية الأميركية في أواخر الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وأغرِقَت عام 1988.
وكانت هذه الفرقاطة تُسمّى "فرامرز" في عهد الشاه، قبل أن يُعاد تسميتها إلى "سهند" بعد انتصار الثورة الإيرانية التي أطاحت بالنظام البهلوي عام 1979، وصارت تُعرف باسم "البرز".
وفي الثاني من شهر يونيو/حزيران 2021، بدأت المدمرة "سهند" مهمتها الأبرز، إذ شاركت برفقة قاعدة "مكران" العائمة -ضمن الأسطول البحري المرقم 360 التابع لبحرية الجيش الإيراني- في مهمة بحرية استمرت 133 يوما قطعت أثناءها مسافة 46 ألف كيلومتر، وتُعتبر أطول رحلة بحرية عسكرية في تاريخ البحرية الإيرانية.
إعلانوأثناء هذه المهمة، عبر الأسطول البحري 3 محيطات و7 بحار، حتى طاف حول قارة أفريقيا ووصل ميناء سانت بطرسبرغ، وشارك في العرض البحري بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس البحرية الروسية.
المواصفات التصميم: شبحي يقلل من بصمتها الرادارية ويجعلها أقل قابلية للكشف. الطول: 94 مترا. العرض: 11 مترا. الارتفاع: 16 مترا. الوزن: يتراوح بين 1200 و1500 طن. السرعة: تبلغ نحو 30 عقدة بحرية (العقدة توازي 1.8 كلم/ساعة تقريبا) وبذلك أصبحت قادرة على قطع مسافة بحدود 56 كيلومترا في الساعة. نظام الدفع: مكون من 4 توربينات بقوة 10 آلاف حصان. كما أنها مزودة بأربعة مولدات تعمل بالديزل توفر 740 حصانا إضافيا. القدرات والمميزاتتجمع المدمرة "سهند" بين قدرات الدفاع الجوي ومكافحة السفن والغواصات، مما يجعلها عنصرا متعدد الأدوار ضمن إستراتيجية البحرية الإيرانية.
وتملك قدرات متطورة في مجالي الاستشعار والاتصالات، ويبدو من خلال تصميمها حرص القائمين على بنائها على استقلاليتها في العمل لفترات طويلة وقدرتها على تنفيذ مهام متنوعة.
يبلغ عدد أفراد طاقم المدمرة نحو 140، وتم تصميمها للبقاء في البحر مدة تصل إلى 150 يوما بدعم إعادة التموين.
وتم تجهيزها بمجموعة تسليحية متنوعة تمكنها من التصدي لمختلف التهديدات، بما في ذلك مدفع بحري من عيار 76 ملم ومن طراز "فجر-27″، إلى جانب تزويدها بمجموعة من الصواريخ تشمل صواريخ "محراب" أرض-جو، وصواريخ "نور" أو "قادر" المضادة للسفن.
كما أنها مجهزة بمدفع "فتح-40" من عيار 40 ملم ومدافع "أورليكون" سريعة الطلقات من عيار 20 ملم للدفاع الجوي القريب، وزوج من القواذف ثلاثية الأنابيب لإطلاق توربيدات من عيار 324 ملم، ورشاشات ثقيلة للمواجهات القتالية قريبة المدى.
منصة المروحيات موجودة في مكانها التقليدي بمؤخرة السفينة الحربية، وتتمتع بالقدرة على استيعاب هليكوبتر من طراز "بيل 214" أو ما يماثله. ويمكن استخدام هذه الطائرة وسيلة نقل أولية أو للحرب المضادة للغواصات.
والسفينة الحربية مسلحة بصواريخ بالستية؛ منها 4 صواريخ أرض-جو من طراز "محراب" و 4 صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز "نور" أو 8 صواريخ من طراز "قادر".
نسخة مطورةوفي النسخة المُطورة منها، أُجريت تغييرات جوهرية على الهيكل والأنظمة التشغيلية مع زيادة طول الهيكل 8 أمتار مقارنة بالنسخة السابقة، حتی أصبحت هذه السفينة تتمتع بثبات بحري أكبر، وزادت قدرتها على حمل المعدات والأسلحة.
وأثناء إعادة تصميمها إثر غرقها في المياه الخليجية في 2024، تم تحسين أنظمة الدفاع الجوي وتعزيز قدرتها على التعامل مع الأهداف منخفضة الارتفاع ومتوسطة المدى، إلى جانب تحسين أنظمة المعلومات والإشارات والحرب الإلكترونية.
في النسخة الجديدة، وصلت قدرة إطلاق الصواريخ للمدمرة "سهند" في القسم الدفاعي إلى 18 صاروخا، مما يُمثل قفزة في قدرتها علی الدفاع من مسافات قريبة.