لهذا السبب احذر ضياع الوقت.. علي جمعة يوضحه
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن سيدنا النبي ﷺ يقول: «لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ : عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ...» فنرى المسلمين قد حوَّلوا هذا المعنى وهذه القيمة (الحفاظ على الوقت) إلى برنامج عمل يومي، وحافظوا على أوقاتهم.
يقول ابن الجوزي في كتاب له ألَّفه في هذا الشأن، وسمَّاه (لفتة الكَبِد في نصيحة الوَلِد): “يا بني -وهو ينصح ابنه- اعلم أن أغلب الناس لا يعرفون حقيقة الدنيا، وأنها إلى زوال، ولذلك تراهم يتكلمون في مجالسهم في الأسواق وفي الحكَّام) - ابن الجوزي مات سنة 595 هجريًّا، آخر القرن السادس، الناس أيضًا يجلسون وليس عندهم إلَّا أن الأسواق قد ارتفعت أسعارها، وأن هناك أزمة اقتصادية، وأن الحُكَّام يظلموننا أو لا يُراعوننا، هكذا أبدًا من القرن السادس الهجري والناس تفعل هذا- (واعلم أنهم يجلسون فيتكلمون في الأسواق وفي الحكامِ، فأشتغل بِبَرْيِ الأقلام وتحضير الدواة، وتقطيع الورق وتحضير المراجع حتى ينصرفوا) يعني حتى يعرفوا إنه لا وقت لهذا الكلام، وأنَّ أهم شيء في حياة الإنسان هو العمل الصالح، يريد أن يُؤَلِّف، يريد أن يذاكر، يريد أن ينفع مَن بعده وأن ينفع غيره، ولذلك كانوا يشغلون أوقاتهم بالعمل الصالح”.
ويؤلف ابن الحاج رحمه الله تعالى كتابًا ماتِعًا في استغلال الأعمال والأوقات، وأسماه “المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات والتنبيه على بعض البدع والعوائد”، ولكن اشتهر بكلمة (المدخل)، في (المدخل) يُبين لنا أن النية أيضًا تفيد في قِلة الأوقات وقلة الأعمال، ولذلك كانت الصحابة توجه أعمالها دائمًا بالنية، فمثلًا، أنا لبست ثوب غالي وفَخيم وجميل، كانت الصحابة إذا فعلت ذلك مباشرةً تنوي في قلبها إظهار نعمة الله، والشكر على هذه النعمة، وعسى أن يتعرَّض لي أحدهم حتى أساعده بصدقة، بمعونة، بشفاعة، بقضاء حاجة ... إلى آخره، والنيات لا تحتاج إلى وقت، مراعاة للأوقات وضِيقها، ومراعاة لقلة الأعمال؛ حتى يزيد ثواب الإنسان، فكانوا يخرجون إلى الصلاة، والخروج إلى الصلاة بالثوب الفَخيم ينوي به الزينة {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} ولذلك فهو يَمْتَثِل هذا الأمر، وبالنية هذه يأخذ الثواب الجليل، وإذا أراد أن يلبس ثوبًا متواضعًا، فإنه يُظهر التواضع لله، وينوي ستر العورة، وينوي عدم التميُّز عن الناس وعن جماهير المسلمين، وينوي عدم التَّكَبُّر وهكذا.
هو شخص واحد إذا لَبِسَ ثوبًا غاليًا نَوَى هذه النيات، وإذا لَبِسَ ثوبًا رَخيصًا نَوَى هذه النيات، لكنَّهم أبدًا لا يتأخرون عن العمل، لا يتأخرون عن فعل الخيرات؛ لأنهم في صراع مع الحياة، ولأنهم في صراع مع الوقت.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
دونجا: خسرنا نهائي كأس مصر أمام الزمالك لهذا السبب.. وهذه روشتة تطوير الكرة المصرية
أكد محمود عبد العاطي دونجا لاعب بيراميدز الحالي والزمالك السابق، أنه ليس هناك فريق محظوظ أو كعبه عالي على آخر في كرة القدم، هناك فريق موفق وآخر غير موفق، مشددًا على أن مباريات بيراميدز أمام الزمالك والأهلي تكون نتيجتها غير متوقعة لأنهما فريقان كبيران، وفي المواجهات تلك ليس هناك فريق فائز أو متوقع للنتيجة قبل بدايتها، من يجتهد ويقاتل أكثر سيفوز.
وتابع "دونجا" في تصريحات لبرنامج نجوم دوري نايل مع أحمد المصري عبر إذاعة أون سبورت إف إم: خسرنا نهائي كأس مصر أمام الزمالك لأننا لم نكن مستعدين 100%، اللاعبون لم يكونوا متحمسين وشغوفين مثلما كان الحال في نهائي دوري أبطال إفريقيا قبلها بأيام، لذلك من الطبيعي أن تخسر لأنك تواجه فريقًا كبيرًا بحجم الزمالك وجماهيره العظيمة التي تحرك الصخر وتستطيع فعل أي شيء في أي وقت.
وأضاف لاعب الزمالك السابق: كابتن سيد عيد مدرب كبير ويقدم موسمًا رائعًا مع بتروجيت وكذلك كابتن محمد الشيخ مع وادي دجلة، هو صديق شخصي ومدرب رائع لديه طموحات كبيرة، يعجبني مثل هؤلاء المدربين الذي يجتهدون ولا يتركون فرصة للتطور إلا وينتهزوها، وأبرزهم علي ماهر مع سيراميكا كليوباترا، وهذا يظهر في المواجهات مع هؤلاء المدربين، الأفكار والتكتيكات والبصمات والجهود كلها تكون واضحة تمامًا في الملعب، هو أفضل مدرب في مصر حاليًا ويقدم موسمًا متميزًا مع فريقه.
وواصل لاعب بيراميدز الحالي: هذا ما يجب أن يحدث إذا كنت نريد تطويرًا للكرة المصرية، أن نعتمد على مدربين مؤهلين تمامًا، لكن عندما تنظر لمدربي منتخبات الناشئين في مصر تجد عكس ذلك تمامًا، وإذا نظرت لدولة مثل المغرب، ستجد المنتخب الأول رابع العالم ومنتخب الناشئين بطل العالم بمدربين وطنيين مؤهلين وحاصلين على شهادات معتمدة، كل الفئات العمرية تنافس في كل البطولات القارية والعالمية بقوة، والموضوع ليس شخصيًا كما يحدث هنا، لكنها سياسة يطبقها اتحاد اللعبة نفسه.
واختتم محمود عبد العاطي دونجا حديثه: هذا توجه الدولة بالكامل، لذلك نحتاج لاهتمام الدولة بشكل أكبر بالرياضة لأن اسم مصر ليس صغيرًا، منتخب مصر الثاني خرج بفضيحة كروية من كأس العرب 2025 بقطر، يجب أن نتعلم من أخطائنا وأن نعيد رسم سياسات الرياضة حتى نستطيع استعادة مكانتنا مرة آخرى كأفضل منتخب في إفريقيا.