زنقة 20. البراط

حققت كرة القدم النسوية المغربية، خلال السنوات الأخيرة، نتائج مبهرة ساهمت في النهوض بالممارسة الكروية في أوساط الفتيات في شتى ربوع المملكة، وذلك بفضل إستراتيجية محكمة ترمي إلى جعل المغرب نموذجا يحتذى به في مجال تطوير هذا التخصص.

ويعزى النجاح الكبير الذي تشهده كرة القدم النسوية الوطنية إلى مختلف الإنجازات التي حققتها المنتخبات والأندية الوطنية، في جميع الفئات العمرية، على المستويين القاري والدولي.

وكان المنتخب الوطني الأول للسيدات قد شارك، لأول مرة في تاريخه، في نهائيات كأس العالم، التي نظمت من 20 يوليوز إلى 20 غشت 2023، بشكل مشترك في أستراليا ونيوزيلندا، حيث احتل، بصفته أول منتخب شمال إفريقي يشارك في المونديال، المركز الثاني في مجموعته، متفوقا على كل من ألمانيا وكوريا، ليتأهل إلى الدور ثمن النهائي رفقة كولومبيا، قبل أن يغادر المنافسة بهزيمته ضد فرنسا (0-4)، بعدما بصم على مشاركة رائعة ستظل محفورة في سجلات كرة القدم الوطنية.

وعلاوة على ذلك، تفوق المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية على نظيره التونسي (4-1)، في 28 فبراير المنصرم، برسم إياب الدور الثالث من إقصائيات المنطقة الإفريقية المؤهلة للألعاب الأولمبية باريس 2024، بعد أن تغلب عليه في مباراة الذهاب (2-1) بتونس، ليحجز بذلك تذكرة العبور إلى الدور الرابع والأخير.

وكان المنتخب المغربي، بقيادة المدرب الإسباني، خورخي فيلدا، قد تخطى عقبة ناميبيا في الدور الثاني (4-0 في مجموع المباراتين).

وسيواجه المنتخب المغربي خلال الجولة الأخيرة من التصفيات (من 1 إلى 9 أبريل المقبل) نظيره الزامبي، الذي تأهل على حساب غانا، من أجل حجز تذكرة التأهل للألعاب الأولمبية المقبلة كواحد من المنتخبي ن الممثلي ن لإفريقيا.

وعلى غرار المنتخب الأول، حققت لاعبات المنتخب الوطني لكرة القدم تحت 20 سنة، بدورهن، تأهلا تاريخيا إلى نهائيات كأس العالم لهذه الفئة.

وسيرا على خطى لبؤات الأطلس، اللواتي تأهلن لأول مرة في التاريخ إلى نهائيات كأس العالم 2023، بعد أن وصلن إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم للسيدات 2022، تعتزم لاعبات المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة التألق خلال المونديال، الذي سيقام في الفترة من 31 غشت إلى 22 شتنبر القادمين في كولومبيا.

ولم يقتصر حصد الإنجازات على منتخبات كرة القدم النسوية المغربية، بل إن الأندية أيضا أبرزت علو كعبها وتمكنت من مقارعة كبار القارة.

وهكذا، احتل نادي سبورتينغ الدار البيضاء المركز الثاني في دوري أبطال إفريقيا للسيدات في نسختها الثالثة، التي نظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في نونبر الماضي بكوت ديفوار.

صحيح أن نادي سبورتينغ اكتفى باحتلال هذا المركز المشرف بعد الهزيمة أمام فريق ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي، لكن اللاعبات نجحن في إعطاء صورة رائعة عن كرة القدم النسوية المغربية.

وإضافة إلى ذلك، احتل الجيش الملكي المركز الثالث بعد فوزه على أمبيم داركوا الغاني (2-0)، ليحصد بهذا الفوز الميدالية البرونزية ويضمن تواجده على منصة التتويج في جميع نسخ دوري أبطال إفريقيا.

وكان الجيش الملكي أول فريق يشارك في مباراة الترتيب أكثر من مرة، علما أن المغرب هو أول بلد يمثل بفريقين مختلفين تمكنا من الوصول إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا للسيدات، وهما سبورتينغ الدار البيضاء (2023) والجيش الملكي (2022).

وفي ظل هذا التألق المتواصل، اكتسبت نجمات المنتخب المغربي، من قبيل العميدة غزلان الشباك وفاطمة تاكناوت وروزيلا عيان، شعبية كبيرة في شتى أرجاء البلاد.

وقد أثارت النهضة التي حققتها كرة القدم النسوية الوطنية، بفضل السياسة التي تنهجها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل تشجيع الفتيات على ممارسة كرة القدم، اهتماما واسعا بمباريات الفرق النسوية، التي أضحت تقام أمام أنظار آلاف المشجعين في الملاعب، وخير دليل على ذلك هو كأس إفريقيا للأمم 2022، التي نظمت بالمملكة، وسجلت رقما قياسيا من حيث الحضور الجماهيري، إلى جانب عشرات آلاف المتابعين أمام الشاشات.

ولا شك أن تنظيم المغرب لكأس الأمم الإفريقية للسيدات 2024 سيشكل فرصة جديدة للبؤات الأطلس للتألق والسعي للظفر بباكورة ألقابها القارية.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: کرة القدم النسویة

إقرأ أيضاً:

إنفانتينو يفتتح بالمغرب أول مقر إقليمي للفيفا في إفريقيا

قام جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السبت، بالمغرب المقر الإقليمي للفيفا –فرع إفريقيا، وذلك بحضور رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم باتريس موتسيبي، إلى جانب رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم  فوزي لقجع، وعدد من كبار المسؤولين الرياضيين من إفريقيا وخارجها.

ويأتي هذا الافتتاح تتويجا لاتفاقية تم توقيعها يوم 16 دجنبر 2024 بمدينة مراكش، بين الاتحاد الدولي لكرة القدم، والحكومة المغربية، والاتحاد المغربي لكرة القدم، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى دعم وتطوير كرة القدم الإفريقية، عبر تعزيز البنية المؤسساتية وتوفير المواكبة التكوينية والتقنية للقارة.

ويتواجد المقر الجديد للفيفا بالقرب من مركب محمد السادس لكرة القدم، إلى جانب مقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ويعد الأول من نوعه بهذا الحجم على صعيد القارة الإفريقية، ما يعكس الثقة الدولية في موقع المغرب ودوره الريادي كفاعل استراتيجي في النهوض بكرة القدم في إفريقيا.

وخلال حفل الافتتاح، أكد فوزي لقجع أن المقر الإقليمي الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم يحتضنه مركب محمد السادس، الذي أشرف على إنشائه جلالة الملك محمد السادس، في إطار رؤية استراتيجية متكاملة انطلقت منذ أكثر من 26 سنة، جعلت من المغرب أرضا للقاء وتبادل الخبرات وتكوين الأجيال الصاعدة من مختلف بلدان القارة.

وتوجه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالشكر لإنفانتينو وباتريس موتسيبي على هذا الدعم المتواصل، مؤكدا أن افتتاح هذا المقر يعكس العناية المستمرة بكرة القدم الإفريقية، ويمثل فرصة للعمل المشترك من أجل تطوير كافة الفئات، والارتقاء باللعبة في مختلف مستوياتها”.

كما شدد فوزي لقجع على أن المغرب سيبقى حاضنة للقارة الإفريقية، مضيفا: “المغرب كان وسيظل بلدكم الثاني. سنواصل العمل سويا من أجل تنمية شاملة، تشمل بطبيعة الحال تطوير كرة القدم لدى الفتيان والفتيات، انسجاما مع قيم الانفتاح والتسامح التي يكرسها الملك”.

من جهته، اعتبر رئيس “فيفا” إنفانتينو أن هذا اليوم يمثل محطة مهمة في تاريخ الفيفا، مؤكدا أن المكتب الإفريقي بالمغرب يكتسي طابعا عالميا بالنظر إلى ما حققته المملكة من تقدم ملحوظ في مجال تطوير كرة القدم.

كما أشار المتحدث نفسه إلى أن ما أنجزه المغرب في السنوات الأخيرة، لاسيما في كأس العالم “قطر 2022″، يعكس عملا استثنائيا وخططا مدروسة مكنت المملكة من أن تسبق غيرها بخطوات في المجال الرياضي، بفضل رؤية ملكية واضحة ودعم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

كما شدد رئيس الفيفا على أن المملكة تتوفر على كل المقومات التي تؤهلها لاحتضان كبريات الأحداث الكروية، مشيرا إلى أن تواجد الفيفا في المغرب ليس فقط من أجل القارة، بل من أجل كرة القدم على الصعيد العالمي.

وبدوره، أبرز رئيس “كاف” موتسيبي، الدور المحوري للمغرب داخل إفريقيا، واعتبر افتتاح المكتب الإقليمي للفيفا محطة تاريخية تُعزز مكانة المملكة في الخارطة الكروية. وأكد أن المغرب يظل نموذجاً يحتذى به داخل القارة، مشيداً بالجهود المتواصلة التي يقودها فوزي لقجع للنهوض بكرة القدم الإفريقية، والتي جعلت من الجامعة شريكاً فعالاً في كل المبادرات القارية والدولية.

وأكد موتسيبي أن إفريقيا كسبت شريكاً موثوقاً فيه من خلال التعاون مع الفيفا، وعبر عن ثقته في أن كرة القدم الإفريقية تسير نحو مرحلة جديدة بفضل هذا النوع من الشراكات الاستراتيجية.

ويعكس افتتاح هذا المقر الجديد التزام الفيفا بتقوية حضوره في القارة الإفريقية، وتعزيز آليات التعاون مع الجامعات الوطنية، وتطوير البنيات التحتية وبرامج التكوين، بما يسهم في الارتقاء بمستوى اللعبة في مختلف البلدان الإفريقية.

ويعزز هذا المشروع مكانة المغرب كمركز إقليمي للقارات الإفريقية في مجال كرة القدم، كما يندرج ضمن الاستعدادات المتواصلة لاستضافة المملكة لعدد من مباريات كأس العالم 2030، رفقة إسبانيا والبرتغال.

مقالات مشابهة

  • المغرب يخسر نهائي كأس أفريقيا للسيدات "بصورة درامية"
  • الملك يهنئ أعضاء المنتخب النسوي لكرة القدم على المسيرة المتألقة في كأس أمم إفريقيا للسيدات
  • منتخب نيجيريا يقلب الطاولة على المغرب ويتوج بكأس أفريقيا للسيدات
  • «الشيباني»: اختيار المملكة نموذجا عالميا لاستدامة المياه بفضل إرادتها القوية وتوظيفها للتقنيات المتقدمة
  • رئيس الاتحاد الأوروبي أبرز الغائبين عن يورو 2025 للسيدات منذ انطلاقها
  • إنفانتينو يفتتح بالمغرب أول مقر إقليمي للفيفا في إفريقيا
  • خورخي فيلدا: لبؤات الأطلس يملكن طموحًا كبيرًا لتحقيق لقب كأس إفريقيا
  • المغرب الأول إفريقيا و24 عالميا في مؤشر البيانات المفتوحة
  • موعد مباراة المغرب ضد نيجيريا في نهائي أمم أفريقيا للسيدات والقنوات الناقلة
  • الناميبية توانانيكوا تقود صافرة نهائي كأس إفريقيا للسيدات بين المغرب ونيجيريا