ويتواصل الحديث حول ملف الصراع العربى الإسرائيلى وأقول وبكل أمانة ومصداقية إنه  منذ إنشاء الكيان المصنوع على أرض فلسطين وهو يعربد بالمنطقة على مدى أكثر من 75 عاماً ارتكب خلالها أبشع جرائم الحرب والإبادة ضد الشعب الفلسطينى وشن أكثر من عدوان على عدد من الدول العربية وفى مقدمتها مصر ولكن وللحق والتاريخ فقد نجحت القوات المصرية الباسلة فى السادس من اكتوبر عام 1973 فى تحقيق انتصار تاريخى لاتزال أكبر الأكاديميات العسكرية العالمية تتدارسه ولقد انبهر العالم كله بهذا الانتصار التاريخى خاصة أن العدو الصهيونى كان يردد دائماً أنه قوى لاتقهر واذا به ينهار فى سويعات قليلة أمام الجيش المصرى آلعظيم بعد ان تم تحطيم خط بارليف.

وفى واقع الأمر فإن العالم كله يعرف ويعى جيداً أن جيش الاحتلال الاسرائيلى انتهك سيادة كثير من الدول العربية سواء دول الطوق المحيط به أو خارج الطوق كما حدث بانتهاك سيادة العراق وقصف المفاعل الذرى العراقى أو انتهاك سيادة تونس واغتيال قادة من منظمة التحرير وقصف مصنع أدوية بالسودان وانتهاك سيادة لبنان عشرات المرات بل واجتياحه واحتلال جنوبه إلى أن اجبرته المقاومة اللبنانية على الفرار بالانسحاب المهين ورغم عرض الدول العربية مبادرة السلام العربية فى قمة بيروت إلا أن العدو الصهيونى لم يتوقف عن اختراق سيادة الأقطار العربية والاعتداء على أراضيها وتدمير المرافق والخدمات العامة وقتل المدنيين كما يحدث على مدى السنوات الماضية مع الشقيقة سوريا التى لم يتوقف عدوانه عليها وربما يتساءل البعض ولماذا هذه الاعتداءات الاسرائيلية ضد العديد من الدول العربية ؟ ولكن المجتمع الدولى يعى جيداً أنه هو نفسه السبب فى ذلك لسبيين رئيسين الأول وقوف المجتمع الدولى صامتاً ومتفرجاً حتى هذه اللحظة التى يواصل فيها جيش الاحتلال حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والسبب الثانى الدعم الأعمى من الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة الاحتلال الإسرائيلى.

وكم كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحاً وحاسماً كعادته دائماً عندما أكد أمام العديد من المؤتمرات الدولية بأن العالم فى حاجة إلى نظام عالمى جديد أكثر عدالة.

وأقول من منا ينسى السنوات الماضية والوضع الاستثنائى الذى تعيشه المنطقة العربية بتعرضها عدد من الأقطار العربية وفى مقدمتها مصر لمؤامرات ما أسموها الفوضى الخلاقة عام 2011 ورغم مرور كل أكثر من 13 عاماً إلا أن المؤامرة مازالت مستمر داخل عدد من الدول العربية مثل ليبيا والسودان وسوريا التى تتعرض لحصار اقتصادى ظالم من الولايات المتحدة وتوابعها فى الاتحاد الأوروبى بفرضهم أشكالاً متعددة من العقوبات الاقتصادية والتجارية عليها لمنعها من الحصول على احتياجاتها الانسانية سواء الغذائية أو الصحية علاوة على أنهم يدعمون الجماعات الإرهابية منذ أول لحظة لاندلاع الأحداث فى 2011 بتشكيل ما يسمى التحالف الدولى لمحاربة داعش وهو فى الحقيقة تحالف دولى لتمويل وتسليح ودعم داعش وأخواتها من جبهة النصرة ومئات المليشيات الإرهابية الأخرى بالمئات وجميعهم يلقون الحماية من القوات الامريكية التى احتلت أجزاء من سوريا وفرضت الهيمنة عليها باعتبارها من أغنى مناطق سوريا سواء فى إنتاج النفط أو الغاز أو الغذاء وأقامت قواعد عسكرية لمد المليشيات الإرهابية بالسلاح وتوفير الحماية لها حتى تستمر فى تنفيذ مخططات ومراحل المؤامرة ورغم انتصار الجيش العربى السورى ونجاحه فى القضاء على كثير من هذه التنظيمات الإرهابية وحصرها فى منطقة إدلب إلا أن العقوبات التجارية التى تفرضها أمريكا على سوريا والحصار الغربى عليها قد ضاعف من التحديات الاقتصادية التى تواجه سوريا مع تداعيات الحرب الاوكرانية والعدوان الصهيونى على غزة والازمات العالمية وساهم كل ذلك فى تعطيل محاولات إعادة الإعمار وتبذل الدولة السورية الشقيقة جهوداً مضاعفة من أجل تخفيف أعباء الأزمة عن الشعب السورى وإعادة بناء المرافق والخدمات التى دمرتها الجماعات الارهابية وإعادة الأمن والاستقرار والتعاطى مع كل الجهود الجادة لحل الأزمة وإنهاء الاحتلال الاجنبي.. وبطبيعة الحال فان وجود القوات الامريكية المحتلة يزيد التوتر وعدم الاستقرار ويجعلها هدفاً لجماعات المقاومة ويشجع الكيان الصهيونى على استمرار عدوانه على سوريا تحت دعاوى كاذبة واختلاق المبررات.

وفى واقع الأمر فإن الكيان الصهيونى شن مئات الاعتداءات على سوريا مستفيداً من الحماية التى توفرها له القواعد الأمريكية فى التنف والشرق ومستغلا حالة الحصار الذى تتعرض له سوريا وقدمت دمشق عشرات الشكاوى لمجلس الأمن وطالبته بممارسة مسئولياته المقررة له بموجب ميثاق الأمم المتحدة لإدانة هذه الاعتداءات ولكن كانت أى محاولة تقابل بالرفض الأمريكى وتدخله لإحباط أى إدانة حيث إن أمريكا لا يهمها تغييب مجلس الأمن عن ممارسة مسئولياته وعدم قيامه بالحد الأدنى من تنفيذ واجباته فى الحفاظ على السلم والأمن فى المنطقة والعالم خاصة أن الاعتداءات الإسرائيلية باتت تعكس إستراتيجية واضحة تعتمد القتل والعدوان والتدمير وتتسبب فى زيادة مستوى التهديدات والتحديات التى يواجهها العالم اليوم وتُرسخ حالة عدم الاستقرار فى المنطقة وسوريا تعتبر أن التعامل مع هذه الاعتداءات الإسرائيلية لا يمكن أن يتم بمعزل عن الاعتداءات والانتهاكات الأمريكية لمبادئ القانون الدولى من خلال احتلالها الشمال الشرقى من سوريا ونهبها النفط وتقديمها السلاح للميليشيات المستأجرة من قبلها بهدف تأخير الحل السياسى بل ومنعه وعرقلة إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا.

ولقد كانت سوريا على حق فى رؤيتها الواضحة للممارسات الأمريكية والدعم غير المحدود الذى تقدمه للتنظيمات الإرهابية المسلحة والجماعات التى تحمل السلاح بشكل غير شرعى لتُظهر النفاق الذى تمارسه واشنطن وأدواتها فى المنطقة والذى لم يعد مقبولا لا أخلاقياً ولا سياسياً كما أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تأتى دعماً مباشراً للتنظيمات الإرهابية المسلحة التى تنشر القتل فى أنحاء سوريا لخدمة أغراض مشغليها بالإضافة إلى الإجراءات القسرية أحادية الجانب التى تفرضها أمريكا وحلفاؤها على سوريا تهدد حياة الشعب السورى وتضر بحاضره ومستقبله ومما لا شك فيه أن هذه السياسات الأمريكية والغربية فى مجلس الأمن وغيره تتناقض مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا.

وقبل النهاية أقول وبكل الصدق والأمانة إنه وللأسف الشديد فأن الكيان الصهيونى الغاشم اقترف جميع أشكال جرائم الإبادة الجماعية باجتياح رفح الفلسطينية التى يكتظ بها نحو مليون و400 ألف نازح إلى جانب 350 ألفاً من سكانها دون الوضع فى الاعتبار أى مخاوف أو تحذيرات من مختلف دول العالم ومسئولى المنظمات الدولية معتمداً على تغاضى أمريكا عن كل جرائمه بعد أن منحته الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء دون مساءلة أو عقاب ويستمر فى مخطط الإبادة ليس لتصفية القضية الفلسطينية وإنما لتصفية الشعب الفلسطينى والتمهيد لمؤامرة ما يسمى الشرق الأوسط الجديد.

والسؤال هنا إلى متى يظل المجتمع الدولي عاجزاً ويقف متفرجاً أمام المجازر البشرية التى يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلى ضد الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ؟ والى متى تستمر الولايات المتحدة الأمريكية داعمة لجيش الاحتلال ؟ وأين الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي؟ وأين منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ والى متى يتم استخدام حق الفيتو بهذه الصورة التى تجعل جيش الاحتلال يستمر فى اعتداءاته الدموية ضد الفلسطينيين؟.

وبكل أمانة ومصداقية أؤكد أن الوضع سيكون كارثياً داخل منطقة الشرق الأوسط إذا استمرت هذه الأوضاع ولن يتحقق الاستقرار والسلام الشامل والعادل داخل منطقة الشرق الأوسط إلا بالبدء الفورى فى تنفيذ رؤية مصر والتى طرحها الرئيس السيسى عشرات المرات أمآم المجتمع الدولى بجميع دوله ومنظماته والتى تتمثل فى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الاحتلال الاسرائيلى لكامل الاراضى الفلسطينية المحتلة وللحديث بقية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من الدول العربیة هذه الاعتداءات جیش الاحتلال على سوریا

إقرأ أيضاً:

النائب الوفدي حازم الجندي عضواً في اللجنة العامة لمجلس الشيوخ

أعلن مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، اختيار المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، عضواً في اللجنة العامة للمجلس خلال دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعي الأول.

وانتهى مجلس الشيوخ إلى  تشكيل اللجنة العامة للمجلس، لدور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعي الأول، كما أعلن خلال الجلسة العامة اليوم الثلاثاء تشكيل لجنة القيم.

ووجه النائب حازم الجندي، الشكر المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، وهيئة مكتب المجلس، على اختياره عضواً في اللجنة العامة بالمجلس، معرباً عن سعادته بهذه الثقة، وأكد أنه سيبذل قصارى جهده لأداء دوره في سبيل خدمة الوطن والمواطن وتحقيق الصالح العام.

ووفقا للائحة الداخلية لمجلس الشيوخ الصادرة بقانون رقم 2 لسنة 2021، تختص اللجنة العامة، بمناقشة الموضوعات العامة والأمور المهمة التى يرى رئيس المجلس إحالتها إليها، ودراسة التقارير الدورية التى تقدمها لجان المجلس عن متابعة تنفيذ القوانين والقرارات التنظيمية العامة، وعن المقترحات والشكاوى المهمة التى تمثل ظاهرة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية عامة، ولها أن تقرر عرض هذه الموضوعات والتقارير على المجلس أو أن تتخذ الإجراء المناسب فى شأنها.

وبحسب اللائحة، تشكل اللجنة العامة في بداية كل دور انعقاد سنوي عادى برئاسة رئيس المجلس، وعضوية كل من: الوكيلين، رؤساء اللجان النوعية، ممثلي الهيئات البرلمانية لكل حزب من الأحزاب السياسية التي حصلت على ثلاثة مقاعد أو أكثر، خمسة أعضاء يختارهم مكتب المجلس، على أن يكون من بينهم عضو واحد من المستقلين على الأقل، إذا كان عدد الأعضاء المستقلين بالمجلس خمسة أعضاء فأكثر.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: نريد حل الصراع في لبنان عبر الوسائل الدبلوماسية
  • عادل حمودة يكتب: ترامب يعرف أقصر طريق إلى البيت الأبيض
  • أحمد ياسر يكتب: الحرب السورية.. عقد من الصراع والنزوح
  • لبنان يتقدم بشكوى ضد "إسرائيل" أمام مجلس الأمن
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • النائب الوفدي حازم الجندي عضواً في اللجنة العامة لمجلس الشيوخ
  • لبنان تقدم شكوى لمجلس الأمن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحي
  • لبنان يشكو إسرائيل لمجلس الأمن بشأن الاعتداءات على القطاع الصحي
  • خبير: مصر تعزز شراكتها مع أوروبا لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان
  • أشرف سنجر: مصر تعزز شراكتها مع أوروبا لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان