الدوري الإنكليزي: هافيرتس يمنح أرسنال صدارة موقتة وغارناتشو يقود يونايتد للفوز
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
قاد الألماني كاي هافيرتس فريقه أرسنال إلى صدارة موقتة للدوري الانكليزي لكرة القدم بتسجيله هدف الفوز أمام ضيفه برنتفورد 2-1 السبت، وذلك في افتتاح منافسات المرحلة الثامنة والعشرين التي شهدت أيضاً تألق الارجنتيني الشاب أليخاندرو غارناتشو بتسببه بركلتي جزاء في فوز مانشستر يونايتد على إيفرتون 2-0.
وينتظر ارسنال الذي ارتقى للمركز الاول بفضل فوزه الثامن توالياً في بريميرليغ برصيد 64 نقطة ما ستؤول إليه قمة هذه المرحلة عندما يتواجه ليفربول المتصدر السابق (63) مع مانشستر سيتي حامل اللقب الذي يتأخر عنه بفارق نقطة في المركز الثالث.
واضطر ارسنال لتعويض خطأ فادح من حارسه العائد للدفاع عن عرينه آرون رامسدال للخروج بالنقاط الثلاث، بعدما فشل في تشتيت كرة لتصطدم بقدم الكونغولي يواني ويسا وتدخل المرمى (45+4)، مدركاً التعادل رداً على هدف التقدم من رأسية ديكلان رايس بعد تمريرة من بن وايت (19).
وشارك الحارس الإنكليزي أساسيا للمرة الثانية فقط في الدوري منذ 25 أيلول/سبتمبر ومباراته أمام برنتفورد بالذات، كون الحارس المعار الإسباني ديفيد رايا غير مؤهل للمشاركة ضد ناديه الأم.
وعوّض رامسدال هفوة الشوط الاول بعد الاستراحة، فتصدى لتسديدة رائعة من المهاجم إيفان توني (55) ورأسية الإيرلندي ناثان كولينز (71)، قبل أن يخطف هافيرتس هدف الفوز الثمين والصدارة من رأسية بعد تمريرة حاسمة ثانية من وايت قبل أربع دقائق من صافرة النهاية (86).
قال الإسباني ميكل أرتيتا مدرب “المدفعجية” عن القمة المنتظرة بين ليفربول وسيتي “غدا (الاحد) سيكون يوما رائعا لمشاهدة مباراة كرة قدم رائعة. الأمر ليس في يدي”.
وتابع “إنه لمن دواعي سروري أن أكون جزءًا من هذا الدوري ويسعدني أن أكون جزءًا من شيء مميز نحاول تحقيقه”، مؤكداً أن الهدف التاسع لهافيرتس الذي تعرض لانتقادات شديدة منذ انتقاله من تشلسي، يعكس تعطش أرسنال لتعويض خسارته فارق ثماني نقاط في سباق اللقب الموسم الماضي الذي عاد لسيتي.
وأردف “لقد أظهرنا الشجاعة وكوفئنا. هذا هو الشيء الجميل في هذا الملعب. إنهم يدعمونا (بعد) الاخطاء” في اشارة إلى خطأ الحارس رامسدال.
وسيحاول أرسنال الثلاثاء تعويض خسارته أمام بورتو البرتغالي 0-1 في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يواجه في استحقاقه من العيار الثقيل في الدوري مانشستر سيتي في 31 آذار/مارس.
يونايتد يعود إلى سكة الانتصاراتوتسبّب الأرجنتيني غارناتشو بركلتي جزاء، فنفض مانشستر يونايتد غبار خسارتين متتاليتين في الدوري، معمّقاً جراح ضيفه إيفرتون السادس عشر بفوزه عليه 2-0.
بعد سقوطه المفاجئ أمام فولهام 1-2 ثم جاره وغريمه مانشستر سيتي حامل اللقب 1-3، موقفاً سلسلة من أربعة انتصارات متتالية، استعاد فريق “الشياطين الحمر” نغمة الانتصار، فيما بقي ضيفه من دون فوز منذ منتصف كانون الأوّل/ديسمبر الماضي في سلسلة من 11 مباراة في برميرليغ.
قلّص فريق “الشياطين الحمر” الذي رفع رصيده إلى 47 نقطة في المركز السادس الفارق مع توتنهام الخامس إلى ثلاث نقاط، لكن فريق شمال لندن خاض مباراتين أقل ويحلّ الأحد على أستون فيلا الرابع في مباراة قويّة، ضمن الصراع على المركز الرابع الضامن للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
كان الجناح غارناتشو (19 عاماً) نجم الشوط الأوّل. بكّر بالحصول على ركلة جزاء عندما عرقله جيمس تاركوفسكي، ترجمها القائد البرتغالي برونو فرنانديش (10).
وبعد صدّة رائعة من الدولي جوردان بيكفورد حارماً فرنانديش من هدف ثان واخفاق إيفرتون أمام منطقة الكاميروني أندري أونانا، حصل غارناتشو على ركلة جزاء ثانية بعد عرقلة من بن غودفري. تولى تنفيذها هذه المرّة ماركوس راشفورد مضاعفاً الفارق (34).
اصبح غارناتشو أول لاعب في تاريخ يونايتد في بطولة الـ”برميرليغ” يتسبّب بركلتي جزاء في مباراة واحدة.
قال غارناتشو الذي اختير أفضل لاعب في المباراة “يريد المدرب (الهولندي إريك تن هاغ) مني ان اتقدّم، أسدّد وأراوغ، هذا ما حصل اليوم وحصلت على ركلتي جزاء… نخوض كل مباراة وكأنها نهائي”.
بعد فرصة مبكرة لغارناتشو من مسافة قريبة أطاحها فوق العارضة (54)، أدار يونايتد الشوط الثاني بأقل الأضرار الممكنة، في ظل 20 محاولة على مرماه في كامل المباراة، محتفظاً بفارق الهدفين وضامناً النقاط الثلاث.
وللمرة الـ16 في 28 مباراة بالدوري هذا الموسم، تلقى يونايتد 16 تسديدة أو أكثر على مرماه.
خرج على وقع أهازيج جماهيره في ملعب أولد ترافورد، وسط الحديث عن رغبة المالك الشريك الجديد السير جيم راتكليف في بناء ملعب جديد للنادي.
ولفرهامبتون يعزز حظوظه بمقعد اوروبيوعزز ولفرهامبتون حظوظه بالمشاركة في احدى المسابقات الاوروبية في الموسم المقبل بفوزه على فولهام 2-1.
ورفع ولفرهامبتون رصيده إلى 41 نقطة في المركز الثامن، وتجمد رصيد فولهام عند 35 في المركز الثاني عشر.
وعاد لوتون تاون الثامن عشر الذي يصارع للبقاء بتعادل ثمين في الوقت القاتل أمام مضيفه كريستال بالاس 1-1.
وتقدم بالاس عبر جان-فيليب ماتيتا (11)، قبل أن يعادل لوتون عبر البديل كولي وودرو (90+6).
وفرّط شيفيلد يونايتد بتقدمه بهدفين أمام مضيفه بورنموث ليخرج بتعادل 2-2.
تقدم شيفيلد عبر الهولندي غوستافو هانمر (27) وجاك روبنسون (64)، وعادل بورنموث الذي اهدر لاعبه دومينيك سولانكي ركلة جزاء في الدقيقة 14 بفضل البديلين دانغو أواتارا من بوركينا فاسو (74) والتركي إينيس أونال (90+1).
المصدر أ ف ب الوسومأرسنال الدوري الإنكليزي مانشستر يونايتدالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: أرسنال الدوري الإنكليزي مانشستر يونايتد فی المرکز
إقرأ أيضاً:
ما الذي يمنح السلطة شرعيتها؟ كتاب يفتح الباب لمقاربة فلسفية جديدة
في عالم يشهد اضطرابات سياسية متكررة، وانهيار الثقة بالمؤسسات التقليدية، وصعود الحركات الاحتجاجية في مختلف أنحاء العالم، يظل سؤال الشرعية السياسية سؤالا ملحا ومفتوحا: ما الذي يمنح السلطة حق الحكم؟ هل تكتفي صناديق الاقتراع؟ أم تحتاج السلطة إلى ما هو أبعد من مجرد الأطر القانونية والدستورية لتبرير وجودها؟ وهذا هو جوهر كتاب توماس فوسن "في مواجهة السلطة؛ نظرية في الشرعية السياسية".
صدر هذا الكتاب عن مطبعة جامعة أكسفورد عام 2023، وترجمه حديثا إلى العربية الدكتور محمود هدهود عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تفكر الدول في العنف المنظم؟list 2 of 2لماذا اغتال بيبرس السلطان قطز في وهج الانتصار؟end of listيرتكز الكتاب على سؤال الشرعية السياسية، الذي هو على الأرجح أحد أهم الموضوعات في الفلسفة السياسية وأعقدها؛ وهو: كيف يمكن عمليا التعامل مع النظام السياسي الذي يجد المرء نفسه في مواجهته؟ وما الموقع الذي ينبغي أن يتخذه حيال هذا النظام؟
تحاول نظريات الشرعية السياسية عادة أن تجد الشروط الكافية والضرورية للحكم على نظام ما بأنه شرعي، ولذلك تسعى إلى صياغة المبادئ النظرية السليمة للشرعية السياسية وتحديدها، سعيا إلى مقاربة الصواب في تحديد من هو الأحق بالسلطة في إطار الصراع على الشرعية.
لا يكتفي فوسن في كتابه بتحديد شروط شرعية السلطة، بل يقترح مدخلا تأويليا سرديا لفهم كيف تبنى الشرعية، وكيف تتهاوى، وكيف تختبر في لحظات الأزمة، لا سيما خلال الاحتجاجات.
إعلان مسار الشرعيةيقف فوسن ضد التصورات التي ترى الشرعية بوصفها صفة تمنح مرة واحدة للسلطة، سواء من خلال الانتخابات أو عبر مطابقة معينة مع قواعد القانون أو مبادئ العدالة. وبدلا من ذلك، يقترح أن الشرعية هي عملية سردية وتأويلية مستمرة، تقوم بها السلطة أمام الناس سعيا لإقناعهم بأنها تستحق أن تطاع.
في هذا السياق، تصبح الشرعية شبيهة بالحوار، حيث لا يكفي أن يكون الحاكم "قانونيا"، بل عليه أن يقدم سردية عن سبب وجوده في الحكم، وعن مشروعه السياسي، وأن يربط ذلك بماض جماعي ذي معنى، وبمستقبل يبعث الطمأنينة في نفوس الناس. فالشعوب لا تطلب فقط من يحكم، بل تطلب من يقنع، ويشرح، ويعد.
بهذا التصور، ينقل فوسن الشرعية من مجال القانون الصارم إلى مجال المعنى السياسي؛ من حرفية النص إلى روح الخطاب. وهذه النقلة تحدث فرقا جوهريا في طريقة فهمنا للحكم.
من أهم إسهامات فوسن إعادة النظر في الاحتجاج بوصفه وسيلة سياسية لاختبار الشرعية؛ ففي نظره، لا تكون السلطة شرعية حين لا تواجه بالاعتراض، بل تختبر شرعيتها فعليا حين تساءل، ويطلب منها أن تبرر وجودها في مواجهة النقد.
فالاحتجاج السياسي إذن ليس مجرد رفض، بل هو دعوة إلى الحوار، وهذا ما يسميه فوسن "المواجهة التفسيرية"؛ أي اللحظة التي تجبر فيها السلطة على مواجهة روايتها عن نفسها، وربما تعديلها أو مراجعتها، بل حتى التخلي عنها أحيانا.
فالثورات، على سبيل المثال، لا تفهم بوصفها حركات سياسية فحسب، بل بوصفها أفعالا سردية: تعيد كتابة الماضي (بإدانة السلطة السابقة)، وتعد بمستقبل مختلف، وتدعو إلى شرعية جديدة مبنية على قصة بديلة.
ويركز فوسن كثيرا على البعد الزمني في بناء الشرعية، إذ تحاول كل سلطة تبرير وجودها بالارتباط بسردية زمنية: فقد تشير إلى ماض مجيد (كالاستقلال الوطني)، أو إلى خطر راهن يستوجب الطاعة (مثل الإرهاب أو الفوضى)، أو إلى مستقبل مشرق (كوعود التنمية أو العدالة).
إعلانلكن حين تفشل السلطة في الحفاظ على هذا السرد -أي عندما يفشل الحاضر في تمثيل الماضي أو الإعداد للمستقبل- فإن ذلك يؤدي إلى اهتزاز شرعيتها. ولهذا، فإن كثيرا من أزمات الحكم تبدأ حين ينكشف التناقض بين الرواية الرسمية والواقع المعيش، وبهذا تصبح الشرعية علاقة تربط بين الحاضر والماضي والمستقبل، لا مجرد علاقة بين الحاكم والمحكوم.
يجادل فوسن في أطروحته أبرز فلاسفة السياسة المعاصرين؛ فهو يرى أن مفاهيم مثل "الشرعية القائمة على العقل العمومي" التي يقدمها جون راولز، أو "الشرعية القائمة على الخطاب التواصلي" التي يقدمها يورغن هابرماس، رغم عمقها، تفترض شروطا مثالية نادرا ما تتحقق في الواقع.
فالسياسات الواقعية كثيرا ما تمارس في ظل انقسام عميق، ومحدودية في التواصل، وسياقات غير متكافئة، تجعل من اشتراط الحوار العقلاني شرطا نظريا صعب التطبيق. ومن هنا، يقترح فوسن بديلا أكثر مرونة، وهو أن نقيس الشرعية بقدرة السلطة على تقديم مبررات مفهومة حتى لخصومها، وإن لم يوافقوا عليها.
وليست الانتخابات كافية للتمثيل في هذا السياق؛ إذ ينتقد فوسن الاختزال الشائع للتمثيل السياسي في الانتخابات وحدها، فحين يصوت الناس، لا يعني ذلك أنهم يفوضون ممثليهم إلى الأبد، بل يتوقعون علاقة مستمرة من الحوار والاستجابة والتفسير.
وإذا ما توقف الحاكم عن الإصغاء، وعن تقديم رواية منطقية ومقنعة لقراراته، فإن تمثيله يصبح شكليا فقط، وتبدأ شرعيته بالتآكل، حتى لو كان منتخبا.
وهكذا، فإن التمثيل عند فوسن هو علاقة ديناميكية لا ميكانيكية؛ علاقة تتطلب تجديدا دائما الثقة عبر الخطاب والفعل.
وإذا أردنا تطبيق نظرية فوسن على العالم العربي، رغم أن الكتاب لا يتناول حالات بعينها، فإن فكرته عن الشرعية بوصفها سردا سياسيا يمكن أن تطبق على حالات مألوفة في العالم العربي.
إعلانففي سوريا، مثلا، تحولت السلطة إلى رواية أمنية مغلقة، ولم تستطع سلطة الأسد تقديم سردية جديدة تستوعب مطالب الثورة. وفي تونس ما بعد الثورة، نشأ صراع مفتوح حول من يملك حق تمثيل الشعب، وأي دستور يعكس إرادته، وهو صراع على السرديات السياسية قبل أن يكون صراعا على المؤسسات.
وفي لبنان، كانت انتفاضة أكتوبر/تشرين مثالا حيا على مواجهة الرواية السياسية القائمة، ورفضها من جموع غاضبة لم تجد في خطاب السلطة تفسيرا مقنعا لحالتها الاقتصادية والمعيشية.
وفي كل هذه الحالات، تبرز مركزية السؤال الذي يطرحه فوسن: من له الحق في الحديث باسم الجماعة السياسية؟ ومن يملك شرعية تفسير الماضي وتحديد الطريق نحو المستقبل؟
ورغم قوة النظرية التي يقدمها فوسن، فقد يطرح عليها اعتراض مهم، وهو: أليست السلطة، في الواقع، تفرض بالقوة أحيانا، من دون حاجة إلى تبرير؟ أليس التاريخ زاخرا بأنظمة استبدادية نجحت في البقاء رغم افتقارها إلى سرد مقنع؟
فوسن لا ينكر هذا الواقع، لكنه يقول إن السلطة بلا شرعية تكون دائما هشة، وأكثر عرضة للانفجار؛ فهي تسيطر لكنها لا تقنع، وتحكم لكنها لا تطاع طاعة حرة. وهكذا تصبح الشرعية ضرورة للاستقرار الطويل الأمد، لا مجرد ضرورة فكرية.
في السياسة لا مهرب من التفسيريذكرنا توماس فوسن في كتابه بأن السياسة ليست مجرد إدارة للموارد أو تقنين للصلاحيات، بل هي نشاط تفسيري بامتياز؛ أن تحكم يعني أن تشرح، وأن تفهم، وأن تبني قصة يمكن للناس -وإن اختلفوا معك- أن يتفاعلوا معها.
وإذا كان الطغاة يفضلون أن يطاعوا من دون سؤال، فإن المجتمعات الحرة تصر على أن تقدم لها الأسباب، وأن يحترم وعيها، وأن تعامل بوصفها طرفا واعيا في العقد السياسي.
إعلانفكتاب "في مواجهة السلطة" ليس إسهاما فلسفيا محضا، إنما هو نداء لإعادة التفكير في علاقتنا بالسلطة، وفي حق المواطن ومسؤوليته في المطالبة الدائمة بالسرد، وبالحوار، وبالتفسير، لا بالرفض والاحتجاج فحسب؛ لأنه في نهاية المطاف، لا شرعية بلا قصة تقنع، وتلهم، وتسائل في آن معا.