من أد الدنيا إلى خد دي..ماذا وراء محاولات السيسي تقزيم مصر؟
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
"من شبه دولة وليست دولة حقيقية" عام 2016، إلى "والله العظيم أنا ما لقيت بلد أنا لقيت أي حاجة وقالوا لي خد دي" عام 2024، لم تتغير رؤية رئيس النظام عبد الفتاح السيسي لمصر رغم استمراره في الحكم نحو عقد من الزمن بشكل مطلق لم يستطع خلاله من النهوض بالبلاد.
تصريحات السيسي التي أثارت ردود فعل غاضبة بسبب الحديث عن مصر بهذا الاستخفاف والتقليل من شأنها، جاءت خلال كلمته في الندوة التثقيفية التي نظّمتها القوات المسلحة احتفالا بيوم الشهيد، السبت، في سياق استعراض التحديات التي تمر بها مصر في العقد الأخير.
وقال سياسيون ومحللون لـ"عربي21" إن السيسي تناسى أن مصر منذ ثورة الجيش في عام 1952 مرورا بالانقلاب العسكري في 2013 كانت تحت قيادة المؤسسة العسكرية، وكان عام 2012 الذي فاز فيه الرئيس الأسبق، محمد مرسي، هو الاستثناء الوحيد الذي حكم فيها مصر مدني منتخب.
تصريحات السيسي
كلمة السيسي المرتجلة خلال الندوة تضمنت تصريحات أخرى صادمة وكاشفة ومتناقضة، فضلا عن الهروب من المسؤولية بصورة أقل ما توصف بالسوداوية، حيث كرر أن مصر إمكانياتها قليلة، بعد جملته الشهيرة "إحنا فقرا أوي".
وأكد السيسي أنه لا يأبه بمعاناة الناس في سبيل جعل مصر دولة قادرة، قائلا: "قلت للمسؤولين أنا عملتها خلاص ولازم نتعب كلنا.. خليتها بلد قادرة على إنها تبقى بلد وتنطلق بعد كده.. طاب إحنا بنعاني بعد كده؟.. آه نعاني بس تبقى بلد."، ولكنها لم تصبح بلد على حد قوله.
وأطال السيسي من أمد الأزمة الاقتصادية في بلاده، متجاوزا كل تصريحاته الماضية أن مصر "هتكون في حتة تانية في عام 2020"، وقال: "تفتكروا ممكن تتحل الأزمة ومصر تبقى بلد وتاخد مكانها وسط الأمم في 10 سنين؟.. كل دولة تحتاج 75 سنة لتكون ذات شأن، مضيفا "لم أعد المصريين أبدا أن التحديات ستنتهي في غضون سنة أو سنتين أو 10 سنوات".
الى الذين هتفوا ذات يوم "احنا أسفين ياريس"، لقد تبين أن الريس بتاعكم دمر البلد، حتى أنها لم تكن بلداً، ولكنها "حاجة كده".
إذاً لماذا تلومون الثورة على مبارك، وقد أنهى البلد حتى أصبحت "حاجة كده"، ووجب انقاذها؟!
عموما لم نعرف من الذي قال له خد الحاجة دي، وكأنها حبة دووم لم يتم… pic.twitter.com/PWqH13KmeW — سليم عزوز (@selimazouz1) March 9, 2024 طب ما تسيبها ياسطى ولا تزعل نفسك! pic.twitter.com/BqSW6C7mHe — Aly Khafagy (@alykhafagy) March 9, 2024
"خيانة القسم وإهانة الوطن"
وصف رئيس المنتدى المصري "برلمانيون لأجل الحرية"، الدكتور محمد عماد صابر، تصريحات السيسي بأنها "تصريحات مشينة فيها إهانة لأكبر بلد في الشرق الأوسط من حيث التاريخ والمكانة والأهمية الاستراتيجية، والحقيقة أنه عندما قام بالانقلاب العسكري كان هناك بلد متماسك اجتماعيا ويخوض تجربة التعددية والحرية السياسية بنجاح كبير".
وأضاف خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "الانقلاب العسكري هو من قسم المصريين إلى شعبين، وأغرق مصر في الديون، ورهن قرارها السياسي لقوى إقليمية لم تكن يوما تجرؤ على منافسة مصر فضلا عن التحكم فيها، وباع نيلها وأرضها من تيران وصنافير إلى رأس الحكمة بثمن بخس دراهم معدودة".
وحمًل صابر السيسي "مسؤولية تخريب مصر وتجريفها وهو من قزمها ثم يصفها اليوم بأنها لم تكن بلدا ولا وطنا، وقبل ذلك وصفها بأشباه الدول، فجمع بين خيانة القسم وإهانة الوطن، وربما تكون أحاديثه المتكررة هذه سابقة لا مثيل لها في خطابات الحكام فكل حاكم إذا تحدث عن وطنه أظهر الفخر والاعتزاز والاحترام إلا هذا الرجل كلما تكلم أهان الوطن، والذي لا شك فيه أن مصر كانت قبله بلدا عظيما وستبقى بعده بلدا عظيما وسيكون هو و مرحلته الوضيعة استثناء في تاريخ مصر".
"بأفعال السيسي مصر شبه دولة"
بدوره، قال البرلماني المصري المخضرم، عزب مصطفى، "إن تصريحات السيسي الأخيرة كما تعودنا دائما مليئة بالأكاذيب، جعل من مصر العظيمة التي عمرها من عمر التاريخ وحضارتها من أشهر الحضارات وتحتضن أكثر من 105 ملايين مصري خرقة بالية بوصفها "دي" منكرة. إن الذي أوصل مصر إلى هذه المنزلة هم العسكر منذ 1952".
وتساءل مصطفى في حديثه لـ"عربي21": "السيسي يقول أنا لم أجد بلد هل هناك مسؤول في أي دولة يتحدث عن بلده بهذا الشكل من المهانة، في عهده انهار الجنيه من 7 جنيهات إلى 50 جنيها للدولار، وبلغ الدين الداخلي 8 تريليون جنيه، وورط البلاد في فوائد سنوية أكثر من 1.5 تريليون جنيه، ورفع مستوى التضخم إلى مستويات التاريخية، وكذلك قفز الدين الخارجي إلى رقم غير مسبوق، بهذه الأرقام أوصل السيسي مصر إلى شبه دولة وليس بشيء آخر".
الزاهد الرخيص الحرامي الأمين ..السيسي يهين مصر والمصريين !!
شاهد المقطع كاملا عبر يوتيوب????https://t.co/mKGf2aYoC7#السيسي_خربها #التجلى_الاعظم #شبه_دوله pic.twitter.com/OHr2FoBXoo — محمد ناصر (@M_nasseraly) March 10, 2024 **رحلتنا من "هتبقى قد الدنيا" إلى "شبه دولة" إلى "أي حاجة"**#الموقف_المصري#دردش_مع_العيلة pic.twitter.com/1gP0XXVLW3 — الموقف المصري (@AlmasryAlmawkef) March 10, 2024 مرة يقول أشباه دولة و مرة يقول ملقيتش بلد ولقيت أي حاجة و مرة تالته يقول بلد كهن .. طيب لما هي كدة ماسك فيها ليه بإيدك وسنانك ومثبت الناس بالسلاح #شبه_دوله #خد_دي #السيسى_خربها #ارحل_يا_سيسي #بلد_كهن #مفيش_سوق_سودا_تاني #دار_الإفتاء #المجلس_العسكري #وزير_المالية… pic.twitter.com/HWYMlsUXcc — Ali Bakry (@_AliBakry) March 10, 2024
"التنصل من مسؤولياته"
استهجن السياسي المصري، خالد الشريف، تصريحات السيسي التي حاول يلبس فيها الحق بالباطل، وقال: "إن السيسي وجه في خطابه إهانات بالغة للدولة المصرية وشعبها، وبلغت الإهانة أنه نزع عن مصر صفة الدولة الذي قام فيها بانقلاب عسكري على أول رئيس مدني منتخب".
وأضاف خلال حديثه لـ"عربي21": "السيسي منذ الانقلاب حطم حلم مصر في النهضة والتقدم، ولو كان هناك رجال في الدولة لحاكموا السيسي على بذاءاته وإهانته للدولة والشعب، والحقيقة أنه يريد أن يتنصل من مسؤوليته في تدمير مصر اقتصاديا وسياسيا، السيسي فرط في سيادة مصر وقزمها أمام أعدائها وهذه خيانة ارتكبها السيسي بعد حكمه مباشرة".
المتتبع لحكم السيسي، بحسب الشريف يجد أنه "فرط في تيران وصنافير، المضيق المائي الأهم في الدولة، وجرف رفح المصرية ومارس الإبادة في سيناء وصنع الإرهاب وحول سيناء لساحة حرب، ونجني ثمار ذلك في حرب غزة؛ مصر لا تستطيع رد العدوان ولا فتح المعبر وإسرائيل تتغطرس وتتبجح دون رادع، ومصر في عهد السيسي تقف ذليلة لا تستطيع إغاثة غزة عمقها القومي."
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السيسي مصر مصر السيسي القاهرة النظام المصري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تصریحات السیسی pic twitter com شبه دولة مصر فی أن مصر
إقرأ أيضاً:
رافينيا: مكالمة فليك وراء بقائي في برشلونة
قال رافينيا، جناح برشلونة، إنه فكر في مغادرة صفوف بطل دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، لكنه قرر البقاء، بعد مكالمة جمعته بمدرب الفريق هانز فليك، الذي منحه فرصة جديدة لإثبات نفسه. وعانى رافينيا، في البداية، تحت قيادة المدرب السابق تشافي هرنانديز، قائلًا إن المدرب الإسباني وطاقمه الفني لم يُظهروا ثقة كبيرة في قدراته.
وأصبح لاعبًا أساسيًا تحت قيادة فليك، مقارنة بمشاركته في 17 مباراة فقط بالدوري الإسباني، خلال موسم 2023-2024.
ولعب البرازيلي (28 عامًا) دورًا بارزًا في فوز برشلونة بلقب الدوري، وسجل 34 هدفًا، وقدّم 25 تمريرة حاسمة بكل المسابقات.
ومع ذلك قال رافينيا إنه لم يفكر حتى في الوصول لهذا الرقم، قبل انطلاق الموسم.
وقال رافينيا، في مقابلة مع صحيفة «سبورت» الإسبانية، نُشرت الجمعة: «بصراحة، لم أتوقع ذلك. كانت أهدافي الشخصية أقل من هذه الأرقام... كان أفضل موسم في مسيرتي».
واعترف رافينيا بأنه لا هو ولا المحيطون به كانوا يتوقعون استمراره في برشلونة قبل وصول فليك وإقناعه بالبقاء.
شرط برشلونة لرحيل أراوخو تطورات انتقال راشفورد إلى برشلونة في الميركاتو الصيفيوأردف: «لا أعتقد أن الأمر كان يختص بي وحدي، بل هناك كثير من الأشخاص الذي يرغبون في رحيلي. كثير من المشجعين، وربما أعضاء مجلس الإدارة، لم يكونوا سعداء بما أفعله. أنا شخص يؤمن بأنه إذا لم يكن المرء مرحَّبًا به في مكانٍ ما، فمن الأفضل عدم الوجود فيه».
وأضاف: «لا جدوى من إضاعة وقتك في شيء لا يستحق. أعرف جيدًا كيف أكرس نفسي لمهنتي، وأدرك أنه مع تغيير المدرب، سنحت لي فرصة جديدة لإظهار إمكانياتي ونهجي بالعمل. اتصل بي المدرب وأخبرني أنه يعتمد عليّ. كانت تلك المكالمة بالغة الأهمية لأنها غيرت طريقة تفكيري».
وفي الأسبوع الماضي، وقَّع رافينيا على تجديد عقده مع النادي حتى 30 يونيو (حزيران) 2028.
ومن المقرر أن يشارك في تصفيات كأس العالم مع منتخب البرازيل، الذي سيواجه الإكوادور خارج أرضه، في الخامس من يونيو (حزيران) المقبل، وباراغواي على أرضه بعدها بخمسة أيام.