الغارديان: ردع الحوثيين لن يحدث دون تنسيق غربي مع حكومة اليمن (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن ردع هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر، لن يحدث دون تنسيق غربي مع حكومة اليمن.
واضافت الصحيفة في تقرير لها ترحمه للعربية "الموقع بوست" إن الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين يترددون في تقريب الحكومة التي تتخذ من عدن مقراً لها من عملياتها في البحر الأحمر، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إشعال حرب أهلية متوقفة فعلياً منذ أبريل 2022.
وذكرت أنهم يشعرون بالقلق من أن خطة السلام الشاملة التي تم الاتفاق عليها في أكتوبر الماضي بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية يمكن أن يتم التخلي عنها إذا بدأوا في تعزيز الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
وبحسب الصحيفة فإن السياسيين والخبراء يحذرون من أن الجهود الغربية لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ستفشل ما لم تقم الولايات المتحدة وحلفاؤها ببناء علاقات استخباراتية وعسكرية أقوى مع الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في اليمن.
"لكنهم يعترفون أيضًا بأنه لا توجد دلائل تذكر على أن الضربات الأمريكية البريطانية على مواقع الحوثيين على طول الساحل كان لها تأثير رادع كامل، ويجب إبقاء الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة".
وقال سفير اليمن في لندن، الدكتور ياسين سعيد نعمان أحمد، إن هناك فرصة لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي من سيطرة الحوثيين.
وأضاف: "إننا نواجه مجموعة لا تستطيع العيش بدون حرب، وليس من المستغرب أن تعرقل كل جهود السلام بإصرارها على إغراق البلاد في كارثة الدمار".
وادعى نعمان أن هناك فرصة جديدة لاستعادة الحديدة - مضيفًا أن السلام لن يتحقق دون تحريرها، وأن تركها في أيدي الحوثيين لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب.
وتطرقت الغارديان إلى زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وأعضاء من المجلس الانتقالي الجنوبي إلى لندن.
وقالت "حضرت فروع مختلفة للحكومة المنقسمة بشدة في عدن في لندن الشهر الماضي، بحجة أن الموقف الغربي كان شديد التفاعل، ويفتقر إلى رؤية شاملة لكيفية اندماج اليمن في الشرق الأوسط الجديد".
ومنذ 19 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت جماعة الحوثي 403 صواريخ أو طائرات مسيرة ضد 61 سفينة. وقد ضرب ما يصل إلى 15 صاروخا أهدافا. كانت الحوادث الثلاثة الأكثر خطورة هي غرق السفينة Rubymar، والقبض على Galaxy Leader وطاقمها، والأضرار الجسيمة التي لحقت بـ True Confidence.
ودعا اللواء عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - يوم الأحد مرة أخرى إلى المساعدة الغربية في بناء قواتها البحرية.
وقال طارق صالح، وهو شخصية بارزة في المجلس التشريعي الفلسطيني، في ندوة تشاتام هاوس: “ليس من الممكن أن يكون الحوثيون قد حصلوا على هذا الكم من الأسلحة كرد فعل على ما يحدث في غزة. لقد تم التخطيط لهذا مسبقًا منذ سنوات. كمية الصواريخ والطائرات بدون طيار لم تأتي أبدًا من مخزوننا. لديهم علامات وألوان الإيرانيين. ويحاول الإيرانيون والحوثيون اختطاف الملف الفلسطيني من العالم العربي”.
واضاف إن الأزمة لن تنتهي بحل في غزة، لأن الإيرانيين يريدون السيطرة على مضيق هرمز والبحر الأحمر. ويقول الحوثيون إنهم يهاجمون السفن المرتبطة بإسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين.
وقال براء شيبان، الزميل المشارك في مركز روسي للأبحاث الدفاعية: "الحكومات الغربية ليس لديها سلة من الخيارات الجيدة، لكنها بحاجة إلى العمل بشكل أكبر مع الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة - الكتلة المناهضة للحوثيين - بحيث يكون لديها المزيد من الخيارات". الحافة والنفوذ لمنع سيطرة الحوثيين على الساحل. قنوات الاتصال بين الحكومة اليمنية والحكومات الغربية محدودة بشكل مدهش.
وتابع "لست بحاجة إلى إشعال الحرب الأهلية برمتها مرة أخرى ولكن عليك أن تقدم لهم ما يكفي من المساعدة لمنحهم الأفضلية، وهذا ليس ما يحدث الآن.
“إن القوات المدعومة من الأمم المتحدة على الساحل الغربي في الوقت الحالي تنتظر أن يهاجمها الحوثيون. الحوثيون يطرحون أمام الرأي العام أنهم بحاجة إلى السيطرة على الساحل بأكمله أسفل مضيق باب المندب لأنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على ضرب الشحن بشكل أكثر دقة.
وتنقسم محافظة تعز، التي تضم جزءا من الساحل الغربي، بين سيطرة الحوثيين والحكومة.
قال شيبان: سيكون هذا صعبًا. لقد أصبح لدى الحوثيين أخيرًا نفوذ على المجتمع الدولي ولن يتخلوا عن ذلك بسهولة.
ووفقا للصحيفة فإن الحكومة التي تتخذ من عدن مقراً لها تواجه مأزقاً لأن القضية الفلسطينية تحظى بشعبية في اليمن، ويرى الكثيرون أن الحوثيين يقفون على الأقل في وجه إسرائيل بطريقة تجنبها زعماء الخليج الآخرون. وزعم أحد الخبراء أن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر ربما ساعدتهم في تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين الجدد.
وأردفت "ترد حكومة عدن بالادعاء بأن تصرفات الحوثيين، بما في ذلك غرق السفينة روبيمار، ستؤدي إلى مجاعة وكارثة بيئية بحرية ستضر بحياة الصيادين لأجيال. وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن الكارثة ستؤدي إلى تكاثر الطحالب وتشكل غطاء على سطح الماء وتحجب الضوء عنه، ما يؤدي إلى نفوق الشعاب المرجانية والحيوانات البحرية".
تضيف "في غياب تعاون أكبر مع الكتلة المناهضة للحوثيين داخل اليمن أو أي قوات على الأرض، فإن القوات الغربية لديها خيارات أخرى محدودة باستثناء الأمل في أن تؤدي المزيد من الهجمات على مواقع إطلاق الصواريخ اليمنية إلى إضعاف فعالية الحوثيين في النهاية، أو ذلك عند وقف إطلاق النار. وفي غزة سوف يلتزم الحوثيون بوعدهم بإنهاء الهجمات، وسيكون هناك إحياء لعملية السلام. لكن ذلك يتطلب من الدبلوماسيين معاملة الحوثيين بعد الأشهر الأربعة الماضية كشركاء موثوقين للسلام".
وقالت "لم تستبعد الولايات المتحدة تنفيذ اغتيالات تستهدف قادة الحوثيين الرئيسيين، في حين يريد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أن تقوم الولايات المتحدة بإغراق السفينة الإيرانية "بيشاد"، التي تم الاستشهاد بها منذ أشهر على أنها سفينة تجسس في تقارير المخابرات الأمريكية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي الحكومة اليمنية البحر الأحمر فی البحر الأحمر الأمم المتحدة بحاجة إلى بها من
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث إذا اعترفت بريطانيا بالدولة الفلسطينية؟ صحف بريطانية تجيب
استعرضت الصحف البريطانية اليوم الأربعاء أبعاد القرار المرتقب لبريطانيا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، محللة العقبات الإسرائيلية الأميركية ودلالات القرار الدبلوماسية، وسط إشادة بالخطوة ومخاوف من عرقلتها.
وتأتي التقارير على خلفية إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الثلاثاء أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة وتلتزم بحل الدولتين وتمتنع عن ضم الضفة الغربية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإعلام الإسرائيلي يرصد حجم التناقض في التصريحات بشأن المجاعة بغزةlist 2 of 2السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعيend of listشروط ستارمروحللت صحيفة تلغراف البريطانية المطالب الأربعة التي قدمها ستارمر إلى الحكومة الإسرائيلية مقابل تأجيل الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، مع التأكيد على أن فرص الاستجابة لهذه الشروط تبدو ضعيفة في ظل المواقف الإسرائيلية الحالية.
وقف إطلاق النار: طالب ستارمر بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، وأشار التقرير إلى أن غياب الثقة بين الأطراف المتفاوضة واستمرار العمليات العسكرية يجعلان تحقيق هذا الشرط غير مرجح حاليا. السماح بعودة المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة: دعا ستارمر إلى استئناف دخول المساعدات عبر آلية أممية والسماح بدخول 500 شاحنة يوميا كما كان الأمر قبل الحرب، ويرى التقرير أن نظام المساعدات الحالي الذي يعتمد على مؤسسات أميركية خاصة يجعل تحقيق هذا المطلب معقدا ومليئا بالعقبات السياسية والأمنية. وقف ضم الضفة الغربية: أكد ستارمر أن على إسرائيل الالتزام بعدم ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا شرط أساسي في أي تسوية قائمة على حل الدولتين، لكن التقرير أكد أن غياب الإرادة السياسية في إسرائيل لوقف الضم أو الحد منه بسبب قوى اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية سيحول دون ذلك. الالتزام بسلام طويل الأمد قائم على حل الدولتين: اشترط ستارمر التزام إسرائيل بخطة سلام تفضي إلى حل الدولتين، ولكن التقرير قال إن هذا الحل أصبح أبعد من أي وقت مضى، في ظل الانقسام بشأن قضايا محورية مثل الحدود وحق العودة ووضع القدس المحتلة واستمرار الاستيطان.وأكد تقرير نشرته صحيفة تايمز أن هذا التحرك الرمزي الذي تسير فيه بريطانيا على خطى فرنسا قد لا يُحدث فرقا كبيرا، خاصة في ظل الرفض الإسرائيلي الصارم والاعتراض الأميركي المتوقع داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
إعلانلكن لهذه الخطوة دلالات سياسية ودبلوماسية مهمة، خاصة أن بريطانيا كانت أول من مهّد لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين من خلال وعد بلفور عام 1917، حسب التقرير.
وخلص تقرير نشرته صحيفة إندبندنت إلى استنتاجات مشابهة، مشيرا إلى أن الاعتراف البريطاني -وإن لم يغيّر الوضع القانوني لفلسطين داخل الأمم المتحدة- يحمل رسائل سياسية قوية ويعيد تفعيل الجهود الأوروبية لإحياء حل الدولتين، ويُبرز حجم التباين بين السياسات الأميركية والأوروبية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد يشجع القرار -الذي جاء نتيجة تنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس– دولا أخرى مثل كندا على اتخاذ خطوات مماثلة، حسب التقرير.
ويظل العائق الحالي الأهم أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، وفق ما نقله التقرير عن الأستاذة المتخصصة في الشرق الأوسط جولي نورمان من كلية لندن الجامعية.
تبعات متوقعةوتابعت نورمان أن تصويت بريطانيا وفرنسا في الأمم المتحدة لصالح فلسطين سيكون خطوة رمزية "مهمة" تعكس التزاما أخلاقيا اتجاه الفلسطينيين، وعلى الرغم من أن الوضع الميداني لن يتغير فورا فإن الاعتراف سيقوي موقف الفلسطينيين سياسيا في أي مفاوضات مستقبلية.
وفي حال اعترفت المملكة المتحدة بفلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل فسيتم تحويل بعثة فلسطين في لندن إلى سفارة، مما يفتح المجال أمام مشاركة فلسطينية أوسع في المحافل الدولية، حسب التقرير.
كما سيؤدي القرار إلى الاعتراف بجوازات السفر الفلسطينية، دون أن يؤثر ذلك على نظام اللجوء والهجرة المعتمد في بريطانيا، إذ سيظل السفر خاضعا لنظام التأشيرات الحالي، وفق التقرير.
وأوضح القنصل البريطاني الأسبق في القدس فينسنت فيان لـ"إندبندنت" أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يغيّر مسألة "حق العودة" للفلسطينيين، معتبرا أنه حق تاريخي، ولكن تحقيقه سيتطلب التفاوض مع إسرائيل.
قرار "شجاع" ومصيريبدورها، أشادت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها اليوم بقرار ستارمر، واعتبرت الإعلان لحظة تاريخية محفوفة بالمخاطر، وتحركا شجاعا يستحق الدعم الكامل رغم الضغوط الداخلية والخارجية.
وأشارت إلى أن ربط الاعتراف بوقف المجاعة وإطلاق الأسرى خطوة ذكية تمنح إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على حد سواء حوافز للتحرك باتجاه الموافقة على وقف إطلاق النار.
وأكدت الافتتاحية أن الاعتراف لن يشمل حماس، بل السلطة الفلسطينية، تماما كما فعلت فرنسا، وأن هذه الرسالة ضرورية لضبط الحكم المستقبلي في غزة.
وأضافت أن ستارمر يحاول إحياء دور البلاد كقوة دبلوماسية فعالة في الشرق الأوسط، وهو أول زعيم بريطاني منذ عقود يسعى إلى دور قيادي في عملية السلام في فلسطين.
وخلص التقرير إلى أن أي خطة سلام أو تحالف دولي أو حوافز اقتصادية لن تنجح دون دعم حاسم من الولايات المتحدة، لكن موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الظاهرية على الموقف البريطاني تمثل تقدما دبلوماسيا يعكس مستوى الثقة بين الجانبين، ويمنح أوروبا مجالا أكبر للتحرك باستقلال.
إعلان