بعدما تناوله أحد مسلسلات الموسم الرمضاني هذا العام عاد "تأجير الأرحام" لإثارة الجدل في المجتمع على مدار الساعات الماضية الأمر الذي دفعنا للبحث في مفهوم هذا المصطلح الذي يعرف أيضًا بـ"الحمل البديل".

تأجير الأرحام أو الحمل البديل.. ما هو؟

وعلى مدار السنوات الماضية انتشر مصطلح "تأجير الرحم" وبخاصة بين المشاهير، وتأجير الرحم هو  أسلوب من أساليب التلقيح الصناعي، وهو أن تؤخذ نطفة من زوج "رجل"، وبويضة من زوجته"امرأة"، ثم توضعا في أنبوب اختبار طبي حتى يتم التلقيح، ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة أخرى نظير مال يدفع لها، وقد تفعل ذلك تطوعًا.

وتأجير الأرحام هو طريقة يلجأ الأطباء إليها حين تكون الزوجة غير قادرة على الحمل لسبب في رحمها، ولكن مبيضها سليم منتج، أو تكون غير راغبة في الحمل ترفهًا، وتعرف الطريقة باسم "surrogacy"، بمعنى بالحمل البديل هو إجراء، غالبًا ما يترافق باتفاق قانوني، توافق بموجبه امرأة (الأم البديلة) على إنجاب طفل لشخص آخر أو أشخاص آخرين، بحيث يصبحان والدي الطفل بعد الولادة.

وقد يلجأ الأفراد لهذا الإجراء عندما يكون الحمل غير ممكن طبيًا، أو عندما تكون مخاطر الحمل شديدة الخطورة بالنسبة للأم المقصودة، أو عندما يرغب رجل أعزب أو زوجان مثليان في إنجاب طفل، يعتبر تأجير الرحم أحد تقنيات التلقيح بالمساعدة.

وقد تشمل إجراءات تأجير الرحم تعويضًا ماليًا. يُعرف تلقي الأموال لهذا الإجراء باسم تأجير الرحم التجاري، تختلف شرعية وكلفة تأجير الرحم اختلافًا كبيرًا بين الولايات القضائية، ما يؤدي أحيانًا إلى إشكالية في إجراءات تأجير الرحم، سواء كانت دولية أو بين دولية، وقد يلجأ الأزواج الراغبون بالحصول على إجراء تأجير رحم في بلد يُحظر فيه، إلى السفر إلى ولاية قضائية تسمح بذلك في بعض البلدان، يكون تأجير الرحم قانونيًا فقط إذا لم يتضمن تبادل الأموال.

عندما يكون تأجير الرحم التجاري قانونيًا "في بعض الدول التي تسمح بذلك" يمكن للأزواج استخدام وكالات تابعة لجهات خارجية للمساعدة في عملية تأجير الرحم من خلال إيجاد أم بديلة وترتيب عقد معها. غالبًا ما تجري هذه الوكالات الاختبارات النفسية والفحوصات الطبية الأخرى للأم البديلة لضمان أفضل فرصة للحمل والولادة بشكل صحي. بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما تسهل جميع الإجراءات القانونية المتعلقة بالوالدين المقصودين والأم البديلة.

أين ينتشر تأجير الأرحام حول العالم؟

وينتشر تأجير الأرحام في العديد من الدول حول العالم، وفيم يلى نرصد خريطة توضح توزيع واختلاف الدول في السماح أو تحريم تأجير الأرحام، والتي توضح في الخريطة التالية:

 

كولومبيا.. سوق ضخم لتجارة "تأجير الأرحام" في العالم

وتعد دولة كولومبيا إحدى أبرز الدول التي ينتشر فيها "تأجير الأرحام"، حيث أصبح العثور على سيدة لتأجير أقرب إلى شراء أي سلعة مثل هاتف محمول أو سيارة من على شبكة الإنترنت، بل أصبحت مصدر رزق للعديد من الشابات لتأمين لقمة العيش في العديد من دول قارة أمريكا الجنوبية.

وتتقاضى بعض النساء 12000 دولار أمريكي لقاء تأجير الرحم، وبعضهن يطلبن أقل من 4000 دولار، ومع شهرة تأجير الأرحام وصلت الأسعار إلى نحو 40 ألف دولار. 

حكم تأجير الأرحام في الإسلام؟

وبمجرد الحديث عن تأجير الأرحام، يسأل الكثيرون عن مدى شرعية هذا الإجراء أو الطريقة الطبية للتلقيح الاصطناعي، ولهذا نوضح أن علماء الدين الإسلامي أجمعوا على "تحريمه"، حيث صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العلم الإسلامي في دورته الخامسة سنة 1402هـ بتحريم هذا الأسلوب من أساليب التلقيح.

كما صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورة مؤتمره الثالث سنة: 1407هـ بتحريمه أيضًا.

أستاذ فقه: تأجير الأرحام "زنا" وتحدي لإرادة الله

وفي هذا الشأن، أكدت الدكتور سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن ما يعرف بـ "تأجير الأرحام" أو "الحمل البديل" هو زنا، مشددة على أن أية عملية التلقيح الاصطناعي يتدخل فيها طرف ثالث بين الزوج والزوجة يعد زنا واختلاط الأنساب وسخرية من خلق الله وإرادته.

وأوضحت "صالح" أن تلك الطريقة تعد " تحدي لإرادة الله"، حيث تعتمد على تجميد البويضات والمني لاستخدامها في اي وقت غير جائز، كما تعد تحديا لإرادة الله مستشهدة بقوله الله تعالى: "ويجعل من يشاء عقيما".

ودعت إلى ضرورة اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي في أضيق الحدود، وفي وجود طبيب "أمين"، يقوم على العملية بالكامل من خلال باستخراج بويضة من الزوج ومني من الرجل بدون اي تدخل لطرف ثالث، لا متبرع، ولا تأجير رحم،  ولا من بنك التجميد

وأوضحت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه في حالة اللجوء للتلقيح الصناعي أو طفل الأنابيب يجب وجود طبيب امين ويكون باستخراج بويضة من الزوج ومني من الرجل بدون اي تدخل لطرف ثالث، لا متبرع، ولا تأجير رحم،  ولا من بنك التجميد. 

طبيب: تأجير الأرحام يؤثر على صحة الجنين

من جهته، قال الدكتور جمال أبو السرور، أستاذ أمراض النسا والتوليد بكلية الطب جامعة الأزهر، إن رأى الدين واضح وصريح في مسألة "تأجير الأرحام"، حيث تم تحريمه مثل ختان الإناث، والذى كان رأي الدين فيه مفيد صحيا للصحة الفتاة وهو ما تعرف عليه الأطباء مؤخرا".

وأوضح "سرور" أن الرأي العلمي يقول إن نمو الجنين في الرحم يشكل مسار حياته الصحية، وبالتالي فإن تأجير الأرحام محرم في بعض الدول ويؤثر صحيا على صحة الجنين"، مشيرا إلى أن تأجير الأرحام يختلف عن بنك البويضات الذي يعتمد على استغلال التطور التكنولوجي في مجال أطفال الأنابيب، ويتم اللجوء إليه كخدمة إنسانية لمرضى الأورام والذين يتأثرون بشكل كبير من العلاج الكيميائي والذي قد يسبب لهم مشاكل في الحمل، ومن ثم فلا يوجد تحريم أو مخالفة للدين والشرع فيه". 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تأجير الأرحام سعاد صالح صحة الجنين كولومبيا التلقيح الاصطناعي زنا تأجیر الأرحام

إقرأ أيضاً:

تحالف الثماني العربي الإسلامي.. ظاهرة بنيوية سياسية جديدة أوجدتها حرب غزة

في ظل انشغال مختلف الأطراف الإقليمية والدولية بطبيعة اليوم التالي لغزة بعد انتهاء الحرب الدموية، فإن طبيعة المصالح التي تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، والضغط الشعبي في داخل باقي الدول، تجد عددا من الدول العربية والإسلامية نفسها في كتلة واحدة، وتمارس ضغوطها على دولة الاحتلال.


المستشرق إيلي فودة، أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية، وعضو تحالف الأمن الإقليمي، أكد أنه "عقب الإعلان الإسرائيلي عن فتح معبر رفح في اتجاه واحد فقط، أصدر وزراء خارجية كل من السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وتركيا وقطر وباكستان وإندونيسيا، بيانًا مشتركًا أعربوا فيه عن معارضتهم لهذه الخطوة، التي قالوا إنها تهدف لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، كجزء من محاولة الاحتلال لاقتلاعه، ودعوا للالتزام بخطة ترامب، وفتح المعبر في كلا الاتجاهين".

المصالح المتباينة
وأضاف في مقال نشرته القناة 12العبرية، وترجمته "عربي21" أن "هذا لم يكن أول رد فعل مشترك من تحالف "مجموعة الثماني"، الذي يضم خمس دول عربية وثلاث دول إسلامية، لكنه ظاهرة جديدة في البنية السياسية الإقليمية، إذ يربط دولًا غير متجاورة جغرافيًا، إضافة لدول ذات توجهات سياسية ومصالح متباينة، وقد أُنشئت "مجموعة الثماني" في أعقاب حرب غزة، وعلى خلفيتها، بدأت في القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض في نوفمبر 2023، بعد شهر من هجوم حماس، واندلاع الحرب".

وأوضح أن "الاجتماع المشترك لجامعة الدول العربية المكونة من 22 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، والتي تضم 57 دولة، معظم الدول العربية أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أيضًا، جاء استثنائيًا، وكان الهدف منه التعبير عن موقف عربي إسلامي مشترك، ومن نتائج المؤتمر تشكيل وفد مشترك، ضمّ السعودية وإندونيسيا وتركيا وقطر والأردن ومصر ونيجيريا وفلسطين، وهي مجموعة الاتصال الخاصة بغزة، وكان دورها التواصل مع القوى الدولية لتعزيز وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية في غزة".

وأكد أنه "خلال عام 2024، اجتمع ممثلو هذه المجموعة، وأصدروا بيانات مشتركة خلال مناقشات عُقدت في الأمم المتحدة حول قضية غزة، وعملوا بشكل شبه مشترك في الولايات المتحدة وبين دول الاتحاد الأوروبي لدفع أجندتهم، بينما ركز الفلسطينيون بشكل رئيسي على تعزيز التحالف العالمي من أجل حل الدولتين بقيادة السعودية وفرنسا، ودعم الدول الثماني، وقد تمثل أول تعبير حقيقي عن ظهور هذا "الثُماني" بنشر بيان دعم من وزراء الخارجية لخطة ترامب في أواخر أيلوا/سبتمبر  2025".

وأضاف أنه "تمت صياغة البيان بعناية بحيث يكون متسقًا مع سياسات الدول الثماني، وأعرب وزراء الخارجية عن التزامهم بالتعاون مع خطة ترامب بهدف إنهاء الحرب، مع توفير مساعدات إنسانية كافية، وإطلاق سراح الرهائن، وعدم تهجير الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيلي كامل، وإعادة إعمار غزة، وتمهيد الطريق نحو سلام عادل على أساس الدولتين، مع ربط غزة والضفة الغربية بالدولة الفلسطينية".
مكاسب أمنية وعسكرية.

وأشار أنه في 3 تشرين الثاني/نوفمبر  2025، اجتمع سبعة وزراء خارجية، غاب عنهم الوزير المصري، في إسطنبول لمناقشة تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 9 تشرين الأول/أكتوبر، وأخيرًا، وبهدف تشجيع مجلس الأمن على اعتماد قرار بشأن تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة، أصدر "الثماني" بيان دعم في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل ثلاثة أيام من اعتماد القرار 2803، وأكد على دعم خطة ترامب، التي تُمهّد الطريق نحو السلام والاستقرار ليس فقط للإسرائيليين والفلسطينيين، بل للمنطقة بأسرها، وتُتيح أيضًا مسارًا لتقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية".

وأشار أن "الحرب في غزة نجحت في خلق قاسم مشترك بين ثماني دول عربية وإسلامية، لم تكن تتعاون فيما بينها كمجموعة حتى الحرب، بل كان بعضها متنافسًا، وباتخاذ قادتها قرار التعاون، فإنهم ينظرون بعين إلى واشنطن، وبالأخرى إلى جماهيرهم في المنطقة، والداخل، فالولايات المتحدة في عهد ترامب حليفة، بدرجات متفاوتة من التقارب، مع جميع هذه الدول".

وأضاف أنه "إذا كانت هذه الدول في الماضي تعتبر الاحتلال واللوبي اليهودي وسيطين مهمين في العلاقات مع الولايات المتحدة، فإنها اليوم لم تعد بحاجة ماسة لهذه المساعدة، بعد أن بنت علاقة شجاعة ومباشرة مع واشنطن وترامب شخصيًا، ويمكن أن تُسفر هذه العلاقة الشخصية معه عن مكاسب عسكرية وأمنية واقتصادية قيّمة، وهو ما تشهده كل دولة من هذه الدول بالفعل بدرجات متفاوتة من الشدة".

وأوضح أنه "من الناحية الإقليميًة، فإن لكل دولة طموحات في منطقتها، ويمكن لدورها في مجموعة الثماني أن يعززها، سواء بطرق ملموسة: أسلحة، تكنولوجيا متقدمة، صفقات اقتصادية، أو بتحسين صورتها في المنطقة والداخل، وفي الوقت نفسه، يواجه جميع حكامها داخليًا تحديًا من الرأي العام بشأن القضية الفلسطينية، حتى في إندونيسيا وباكستان البعيدتين، تجد هذه القضية صدى قويًا في الرأي العام المحلي، كما أن التغيير في موقف السعودية جاء نتيجة إحياء القضية الفلسطينية في أعقاب الحرب، وهو أمر ليس بالأمر الغريب".

النفوذ الإقليمي
واستدرك أن "التحالف الثماني الناشئ ليس متماسكًا، لأنه يتألف من دول ذات مصالح وأجندات متباينة، وقد وجدت الآن أرضية مشتركة لتعزيز مصالحها المتعلقة بغزة والدولة الفلسطينية، لكنه في الوقت ذاته ليس خبرًا سارًا لدولة الاحتلال، لأن تأسيسه نتيجة أخرى غير مقصودة للحرب".

وختم بالقول إن "الخبر السارّ أن جميع الدول الأعضاء في التحالف الثماني تعترف بدولة الاحتلال، وأربع منها تقيم علاقات دبلوماسية معها: مصر والأردن وتركيا والإمارات، وثلاث أو أربع منها مرشحة محتملة للتطبيع معها: إندونيسيا والسعودية وباكستان، وربما قطر، لكن الخبر السيئ للاحتلال أن تركيا وقطر تحاولان قيادة هذا التحالف، كجزء من رغبتهما في ترسيخ دورهما المحوري في عملية إعادة إعمار غزة، وبناء القيادة الجديدة هناك".


يشير هذا الرصد الإسرائيلي لطبيعة التحالف الناشئ أنها قد تُحدث شرخًا بين أعضائه، بزعم أنه رابط ضعيف مصمم معًا لتلبية احتياجات اللحظة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مما قد يدفع دولة الاحتلال لإقامة علاقات انفرادية بعناصر هذا التحالف، في محاولة لانفراط عقده خشية التأثير على وضعيته في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • تحالف الثماني العربي الإسلامي.. ظاهرة بنيوية سياسية جديدة أوجدتها حرب غزة
  • محمد سامى يشيد بظهور مخرجين جدد في دراما رمضان 2026
  • اتفاق جديد يعيد رسم خريطة الرعاية الصحية في العاشر من رمضان
  • دراما رمضان 2026.. جيهان خليل تنضم لأبطال مسلسل درش
  • دراما رمضان 2026.. حسني شتا ينضم إلى فريق عمل مسلسل سوا سوا
  • سفير باكستان: إنشاء غرفة تجارة خاصة بمجموعة دي 8 في إسطنبول
  • حازم مبروك عطية يوضح أثر صلة الرحم على بركة العمر
  • نيللى كريم وشريف سلامة يبدأن تصوير «على قد الحب» للعرض رمضان المقبل
  • المعلومات المضللة قضية عالمية: هكذا تكافحها آسيا الوسطى
  • تطوير أول خريطة ثلاثية الأبعاد لكل مباني العالم