بوابة الوفد:
2025-07-06@10:55:06 GMT

أما البحر فكان أمامهم

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

قالوا إن طارق بن زياد لما عبر بجنوده مضيق جبل طارق، راح يحرق السفن التى عبروا بها، ثم قال عبارته التى اشتهر بها: العدو من أمامكم والبحر من خلفكم.
وقالوا إنه كان قد قال ذلك على سبيل تحفيز الجنود حتى لا يخافوا ولا يترددوا، وقالوا إن عبارته بثت الكثير من الحماس فى نفوس جنوده فاقتحموا أرض الأندلس وفتحوها، ومن بعدها وضعوا الأساس الذى أبقى المسلمين هناك ثمانية قرون، إلى أن سقطت غرناطة فى ١٤٩٢ من ميلاد المسيح عليه السلام.


ومع الفارق، فإن عبارة بن زياد لا تنطبق على جماعة من البشر هذه الأيام، بقدر ما تنطبق على أبناء غزة الذى يجدون العدو من حولهم فى شمال وشرق وجنوب القطاع، بينما البحر المتوسط من أمامهم فى جهة الغرب، وبينما هُم محشورون بين العدو وبين البحر!.. ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد، ولكنه تجاوزه بكثير مع الغزاويين الخمسة الذين فقدوا حياتهم يوم الجمعة ٨ مارس، والذين سقطوا شهداء الجوع والمساعدات الإغاثية معًا!
ما أتعس الغزاويين الخمسة لأنهم لم يستشهدوا وهُم يدافعون عن أرضهم المحتلة فى مواجهة الاحتلال، ولم يسقط فوقهم بيتهم بفعل القصف الاسرائيلى المتلاحق، ولم يلاحقهم الجنود الإسرائيليون فى أنحاء غزة.. ولم.. ولم.. إلى آخر ما يجد المدنيون من أبناء القطاع أنهم على موعد معه، منذ أن أعلنت اسرائيل الحرب عليهم فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.
لم يحدث معهم شيء من هذا كله، ولكنهم كانوا يقفون مثل غيرهم فى انتظار المساعدات الإغاثية التى يتم إنزالها جوًا عليهم، وكانت المفارقة المؤلمة أن صناديق الإغاثة سقطت فوقهم فسحقتهم فى الحال، وأصابت معهم العشرات ممن أوجدهم سوء حظهم تحت الصناديق لحظة قذفها من السماء على منطقة أبراج الفيروز غرب القطاع!
ولا تعرف أى لعنة أصابت المدنيين من الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، ولكن ما تعرفه أن مَنْ لم يسقط منهم برصاص العدو وصواريخه وسلاحه، سقط بسلاح المساعدات التى جاءت لتنقذهم من الموت جوعًا فقضت عليهم!
كنا نقرأ عن المستجير من الرمضاء بالنار، ولا نعرف كيف يمكن ذلك، ولكن هذه الواقعة التى سوف يؤرخون لها لاحقًا فى منطقة الفيروز غرب القطاع، سوف تظل مثالًا حيًا وموجعًا على المدنى الفلسطينى الذى ذهب ينتظر المساعدات الإنسانية ويتلقاها فقتلته فى طريقها إليه!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر طارق بن زياد مضيق جبل طارق المسلمين ميلاد المسيح عليه السلام

إقرأ أيضاً:

مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـمؤسسة غزة الإنسانية

نقلت وكالة رويترز أن المصرفين العالميين "يو بي إس" وغولدمان ساكس رفضا فتح حسابات لما تعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأميركيا، والتي ارتبط اسمها بقتل مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف قرب النقاط التابعة لها في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ووفقا لما نقلته الوكالة -اليوم الجمعة- عن مصدرين مطلعين، فقد رفض المصرفان فتح حسابات للمؤسسة في سويسرا. وأوضح أحد المصدرين أن إحدى العقبات التي واجهت المؤسسة في محادثاتها مع المصرفَين كانت "انعدام الشفافية بشأن مصادر تمويلها".

ونقلت رويترز أن المؤسسة كانت تسعى لفتح فرع لها في جنيف بسويسرا، لكنها واجهت عدة عقبات مثل "قلة التبرعات واستقالة أعضاء مؤسسين، من بينهم مديرها التنفيذي جيك وود في مايو/أيار الماضي، وكذلك صعوبات في فتح حساب مصرفي بسويسرا".

وتمثل "مؤسسة غزة الإنسانية" مشروعا أميركيا إسرائيليا للسيطرة على توزيع المساعدات في قطاع غزة بعيدا عن القنوات المعتادة، وقد دانته الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وحقوقية لكونه أداة لعسكرة المساعدات وتهجير الغزيين وإذلالهم. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مناطق التوزيع التابعة لهذه المؤسسة تعد "مصايد موت".

مئات الشهداء

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 613 شخصا في محيط نقاط التوزيع التابعة لتلك المؤسسة -التي بدأت عملها أواخر مايو/أيار الماضي- وقرب قوافل المساعدات في القطاع.

وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم المفوضية للصحفيين في جنيف، "سجلنا 613 قتيلا، سواء عند نقاط مؤسسة غزة الإنسانية أو بالقرب من قوافل الإغاثة الإنسانية، وهذا العدد حتى 27 يونيو/حزيران، وحدثت وقائع أخرى بعد ذلك".

وأوضحت المفوضية أن 509 أشخاص من هؤلاء قُتلوا قرب نقاط التوزيع التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.

إعلان

وأضافت المفوضية أنها استندت في إحصاءاتها إلى مجموعة من المصادر، مثل المعلومات الواردة من المستشفيات والمقابر والعائلات والسلطات الصحية الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية وشركاء لها على الأرض. وذكرت أنها تتحقق من تقارير عن قتلى آخرين، ولا يمكنها حاليا تقديم تفاصيل عن أماكن قتلهم.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • «الغذاء العالمي»: ثلث سكان غزة لا يحصلون على غذاء لأيام
  • مُتنفّس مؤقت.. البحر ملاذُ أطفال غزة بعيدا عن الحرّ وجحيم الحرب رغم المخاطر الصحية
  • مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـمؤسسة غزة الإنسانية
  • أونروا: كل شيء ينفد لسكان غزة والمواطنين يُغمى عليهم في الشوارع من شدة الجوع
  • إغماءات بسبب الجوع في شوارع غزة
  • 27 شهيدا في غزة والأونروا تتحدث عن إغماءات جوع في الشوارع
  • شواطئ الإسكندرية تشهد إقبالًا متزايدًا مع بداية موسم الصيف
  • «الأونروا» تدعو إلى التحقيق باستهداف منتظري الطعام في غزة
  • عدّاد الموت اليومي في غزة.. مقتل 94 فلسطينياً منهم 45 في طوابير المساعدات
  • مجازر جديدة بحق النازحين والمجوعين في غزة