الدقير لـ«التغيير»: توقعات باستئناف مفاوضات جدة بمشاركة مصر والإمارات
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
كشف رئيس حزب المؤتمر السوداني عن اقتراح قدمه رئيس «تنسيقية تقدم» عبدالله حمدوك والوفد المرافق له، خلال المحادثات التي جرت مع المسؤولين المصريين بأن تتولى القاهرة تنظيم لقاء مباشر بين “البرهان” و”حميدتـي”
التغيير: كمبالا: سارة تاج السر
توقع رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، استئناف مفاوضات منبر جدة بين ممثلي الجيش والدعم السريع، خلال الأيام القادمة، مع توسعته بإضافة مصر والإمارات لجهود التيسير.
وقال الدقير في مقابلة مع «التغيير»، إن التفاوض الذي جرى في منبر المنامة بين طرفي الصراع – بتيسير من مصر والإمارات – لم يكن بعيداً عن ما تم خلال جولات التفاوض في منبر جدة.
وكشف عن اقتراح قدمه رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية عبدالله حمدوك والوفد المرافق له، خلال المحادثات التي جرت مع المسؤولين المصريين، بأن تتولى القاهرة تنظيم لقاء مباشر بين البرهان وحميدتـي، وأن تستضيف القاهرة أيضاً الاجتماع الذي طلبته «تقدم» مع قائد الجيش، وكل ذلك للدفع نحو الوصول لاتفاق وقف العدائيات واشتقاق مسار سياسي سلمي.
والجمعة الماضية، زار الدقير العاصمة المصرية القاهرة، ضمن وفد «تنسيقية تقدم» الذي يترأسه عبد الله حمدوك للتشاور مع القيادة المصرية حول جهود وقف الحرب وإنهاء الأزمة في السودان.
توفير الخدمات
وأوضح رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، بأن المحادثات تضمنت مناقشة قضايا توفير الخدمات الأساسية للمواطنين السودانيين في مصر، مثل الإقامة والتعليم والعلاج.
وبحسب الدقير، فقد تعهد المسؤولون المصريون بالعمل على حل هذه القضايا بشكل سريع وفعال، على أن تتم المعالجة عبر اللجنة المشتركة المتفق عليها بين الطرفين.
وفي تعليقه على مذكرة حزب الأمة القومي، قال الدقير: نُوقشت المذكرة في لجنة الاتصال ب «بتنسيقية تقدم»، وقد تقرر تشكيل لجنة للتواصل مع حزب الأمة بشأنها.
والسبت الماضي، التقى وفد من حزب الأمة القومي برئاسة اللواء فضل الله برمة ناصر رئيس الحزب المكلف برئيس «تنسيقية تقدم» عبد الله حمدوك بمقر إقامته، بفندق ماريوت بالتجمع الخامس في القاهرة، وسلمه مذكرة برؤى الحزب الإصلاحية فيما يتعلق بالتنسيقية.
وفي الجانب الذي يتصل بتقييم تجربة «تنسيقية تقدم» أشار الدقير إلى أنه لا يزال من المبكر الحكم عليها بالفشل وعمرها لم يتجاوز الخمسة أشهر.
ولفت إلى أنها أتت كمحاولة جادة للاستجابة لمطلب توحيد قوى السلام والديمقراطية باعتباره أحد أهم شروط النجاح في انتشال البلاد من مستنقع أزمتها الحالية، وراي بان الحكم على «تقدم» يجب أن يراعي كونها ولدت في فوهة بركان الحرب التي زعزعت استقرار ملايين السودانيين، وأجبرتهم على النزوح الداخلي والخارجي.
الوسومإعلان جدة الإمارات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية(تقدم) حرب الجيش والدعم السريع رئيس حزب المؤتمر السوداني مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إعلان جدة الإمارات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حرب الجيش والدعم السريع رئيس حزب المؤتمر السوداني مصر تنسیقیة تقدم
إقرأ أيضاً:
عقلية الجيل الجديد.. هل حان وقت التغيير؟
تعيش كرة القدم اليوم تحوّلاً جذرياً يتجاوز التكتيكات واللياقة البدنية، ليمسّ اللبنة الأساسية لنجاح أي فريق وهي عقلية اللاعب، الذي لم يعد اللاعب الذي كان عليه قبل عقدين من الزمن؛ الجيل الجديد نشأ في عالم سريع تفاعلي، مفتوح الخيارات، ما فرض على المدربين والإداريين التوقف أمام سؤال محوري : هل يجب أن تتغير طريقة معاملة اللاعبين؟ الجواب الأقرب للواقع: نعم، لكن دون التفريط بالانضباط .
اللاعبون الجدد تربّوا في بيئة مختلفة تمامًا. لاعب اليوم يدخل غرفة الملابس وهو يمتلك منصة إعلامية متكاملة في هاتفه. يعرف كل شيء، يرى كل شيء، ويتلقى الردود في ثوانٍ. وهذا ينعكس على طريقة تفكيره، وعلى حساسيته تجاه النقد، وعلى حاجته لفهم “السبب” قبل تنفيذ التعليمات. لم تعد عقلية “نفذ ولا تناقش” مجدية، وهو ما أدركه كبار المدربين مبكرًا .
خذ مثالًا.. كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد. سرّ نجاحه لا يكمن فقط في خبرته، بل في قدرته على قراءة شخصيات لاعبيه. تعامل مع فينيسيوس، ورودريغو، وكامافينغا بروح الأب لا العسكري؛ الحزم موجود، لكن اللغة ناعمة، والشرح واضح. بالمقابل، نشاهد ما يعاني تشابي ألونسو بعد حضوره بأسلوب وطريقة مختلفة عن أنشيلوتي ، كما شاهدنا مدربين آخرين فقدوا غرفة الملابس بسبب الأسلوب المتصلّب، مثل تجربة مورينيو مع مانشستر يونايتد، عندما اصطدمت شخصيته الحادة بحساسية جيل بوغبا ورفاقه. في المقابل، هنالك مدربون يظهرون الحدة داخل الملعب، لكنهم منصتون ومتفهمون خارجَه؛ ويعرفون كيف يرفعون سقف الانضباط دون أن فقدان احترام اللاعبين؛ حيث رأينا لاعبين يمرون تحت أيديهم بأفضل مراحل النضج الفني والذهني؛ لأنه عرفوا كيف يخاطبون جيلًا جديدًا بطريقة جديدة.
إذن هل يعني ذلك أن نعامل اللاعبين بدلال زائد؟ إطلاقًا ، فالتفهّم لا يعني التساهل؛ بل يعني أن المدرب يدرك دوافع لاعبيه، يفهم احتياجاتهم النفسية، ويتواصل معهم بطريقة تناسب بيئتهم الجديدة؛ لذلك يجب أن يبقى الانضباط ثابتًا، لكن طريقة نقله هي التي يجب أن تتطور.
كرة القدم لم تعد لعبة تعتمد على “الصوت العالي” بقدر ما تعتمد على “الإقناع” و”العلاقة”؛ فالمدرب الحديث هو مزيج من القائد والمعالج النفسي وخبير التواصل، وإذا أردنا نتائج أفضل، فعلينا الاعتراف بأن اللاعب الجديد ليس نسخة مطورة من لاعبي الأمس، بل عالم مختلف تمامًا، وفهم هذا العالم هو الخطوة الأولى لصناعة فريق ناجح.