في جدل الصراع: الأحزاب أخر من يعلم
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
يقول المفكر علي حرب في واحدة من تجلياته ( فمن لا ينتج معرفة بالمجتمع لا يستطيع المساهمة في تغييره و من لا يبدع فكرا هو عاجز من أن يؤثر في مجرى الأحداث و تطور الأفكار هذا هو المأزق الذي يمسك بخناق المثقف العربي)
أن العديد من السياسيين السودانيين لا يريدون بقرأت الواقع بواقعية، و معرفة القوى المحركة للأحداث، و أيضا معرفة أين يميل ميزان القوى في المجتمع.
هذه المقدمة نختبرها على مجريات الواقع السياسي و التحولات التي حدثت في الساحة السياسية من تغييرات.. كانت " قحت المركزي" هي التي تقود العملية السياسية قبل 15 إبريل 2023م و حتى بعد الحرب بشهور.. أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في " منظرة " الإتفاق الإطاري" قد اكتشفت أن رهانهم على "قحت المركزي" سوف يفشل مشروع عملية التحول الديمقراطي بالرؤية التي تريدها أمريكا، و لابد من أحداث تغيير في المشهد السياسي، لذلك أوعزت إلي أربعة من الذين لهم علاقة بالمؤسسات الأمريكية و هم " الباقر العفيف و بكري الجاك و نور الدين ساتي و عبد الرحمن الأمين" أن يشرعوا في تأسيس تنظيم القوى المدنية الذي أصبح أخيرا " تقدم" هذا تحالف جديدة تتقدمه القوى المدنية بالرؤية الأمريكية لتقود العملية السياسية. التحالف جعل في القيادة " 70% من المدنيين و هؤلاء عبار عن أفراد و مؤسسات مجرد أسماء فقط و ليس لها قواعد اجتماعية و 30% أحزاب" ماذا يعني هذا؟ يعني أن قيادات الأحزاب أعترفت بشكل صريح إنها عجزت عن إدارة الأزمة بالصورة المطلوبة، و أعطت القيادة لأفراد مستقلين.. أي دخول لاعبين جدد على المسرح السياسي، أن هذا التحالف كان لابد أن يخلق صراعا داخل الأحزاب المنضوية فيه، لأنه من غير المعقول أن تتراجع الأحزاب عن دورها فاسحة المجال لأفراد مستقلين، الأمر الذي ثار عليه حزب الأمة و قدم برنامج إصلاح و تعديل في ميثاق التحالف..
إذا نظرنا إلي المشهد من الجانب الأخر: نجد أن الحرب قد خلقت استنفارا شعبيا كبيرا داعما للجيش، هؤلاء من قبل كانوا يقفون مع الأحزاب مناصرة لشعارات ثورة ديسمبر، و هؤلاء كانوا يقولون شكرا حمدوك و يبجلونه، الآن يقفون في الجانب الأخر المعاكس لموقف حمدوك.. ذهب حمدوك للقاهرة و عقد فقط اجتماعين مع القيادة المصرية الأول كان مع وزير المخابرات عباس كامل و الثاني مع أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.. و لا أدري لماذا أخفت " تقدم" أسم القيادة المصرية. رغم أن مصر أحترمت حمدوك بالاجتماع مع وزير المخابرات و كان يمكن أن ترسل فقط مندوبا للقاء لمعرفة مايريده حمدوك من مصر، و هذا يبين أن حمدوك حقيقة يحاول أن يراهن على لقاء الفريق أول البرهان و قائد الميليشيا حميدتي، و لا اعرف تقديرات الحكومة المصرية في ذلك لأنها لم تعلق عليه... رغم أن المتغيرات في ارض المعركة هي وحدها التي يجب الرهان علي إفرازاتها، إذا كان مقبولا للجيش و المقاومة الشعبية و الشعب الذي يؤيد الجيش مقابلة الفريق أول البرهان مع قائد الميليشيا حميدتي.. لكن الغريب أن حمدوك في زيارته تجاهل مئات الآلاف من السودانيين المتواجدين في مصر. و أيضا تجاهل الصحافيين و الإعلاميين السوداني و حتى السياسيين، مما يؤكد أن تحالف المدنيين قاصر على مجموعة بعينها فقط.. فهل حمدوك بالفعل يريد جبهة مدنية عريضة؟ تجاهل حمدوك للسودانيين في القاهرة يؤكد أن حمدوك لديه أجندة غير معلنة يسعى لتحقيقها..
في جانب أخر لمتغيرات المشهد السياسي: ننظر في البيان الذي أصدرته ثلاث أحزاب سياسية هي " الأمة القومي و الشيوعي و البعث الأصل" و البيان يحمل تصورات سياسية رغم أن الثلاث أحزاب مواقفها متعارضة... و توقيع حزب الأمة بيان مع الشيوعي الذي له موقف سالب من " تقدم" و البعث الذي يقف وحيدا في الساحة؛ يؤكد أن حزب الأمة يعاني من اضطراب داخلي، و التوقيع على البيان ربما تكون محاولة لكسب مناصرين له إذا غادر محطة " تقدم" .. يقول البيان ( يجب تكثيف جهودنا عبر العمل الجماهيري الميداني وسط القواعد بالداخل و مع ابناء شعبنا بالخارج من أجل محاصرة دعاة الحرب و الضغط على أطرافها و داعميها لإيقاف الحرب و فتح المسارات للمساعدات الإنسانية) السؤال ما هو الذي يمنع هؤلاء الذهاب مباشرة للسودان، و إقناع الشعب بوقف الحرب، بدلا من رسائل المناشدة؟ لماذا الخوف من الشعب؟.. و هذا متغير جديد في الواقع أن الأحزاب التي كانت تعتقد أن الشارع تابع لها بدأت تتخوف منه و تتعامل معه من خلال المناشدة.. هذا يؤكد أن الحرب تفرز واقعا جديدا تتغير فيه العديد من الأجندة..
من أهم بنود البيان الفقرة السابعة، و تبين مدي فقر المعلومة عند الأحزاب، و أن هؤلاء أصبحوا خارج المسرح السياسي تقول الفقرة ( نما إلي علمنا تسريبات و معلومات " غير منشورة" تدور في الخفاء الأيام الماضية عن إعداد يتم لمشروع تسوية تؤسس لشمولية يتم فيها تقاسم للسلطة لمدة عشرة سنوات بين الجيش و الدعم السريع و أرتال من الحركات المسلحة و بعض المسميات لتنظيمات مدنية.. و هي " تفاهمات" مرفوضة موضوعا وشكلا.. و سنقوم باستعراضها و عمل تبين لخطورة التماهي معها أو الصمت عليها) إذا كانت معلومة غير متأكدين منها لماذا نشرتوها في البيان؟ هذه إشارة لزيارة حمدوك.. و أحزاب سياسية فشلت أن تتأكد من معلومة رغم أن حزب الأمة ليس ببعيد عن قيادة الميليشيا.. هذه الفقرة لوحدها تؤكد أن العديد من الأحزاب السياسية تراقب الحرب و مجرايتها و حتى مسعى وقفها من خلال القروبات و الايفات و لا تملك أي معلومات مؤكدة تستطيع أن تبني سياستها وفقا لها، أليس هذا يؤكد سبب فشل الفترة الانتقالية لقصور في الأحزاب.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العدید من حزب الأمة یؤکد أن رغم أن
إقرأ أيضاً:
بنود مشروع قرار أميركي معدّل لدعم خطة إنهاء الصراع في غزة
وزّعت الولايات المتحدة الأميركية على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار معدّل يدعم خطة إنهاء الصراع في قطاع غزة ، متضمّنًا بنودًا سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة ترتيب الوضع الإداري والإنساني في القطاع.
وبحسب نص المشروع، فإن القرار يحث جميع الأطراف على تنفيذ خطة إنهاء الصراع فورًا وبشكل كامل، مؤكدًا ضرورة التزام جميع الجهات بالترتيبات التي تضمن وقف العمليات العسكرية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بإشراف الأمم المتحدة.
إنشاء "مجلس السلام" كهيئة حكم انتقالية
ويرحب مشروع القرار بـ إنشاء "مجلس السلام"، واصفًا إياه بأنه هيئة حكم انتقالية تشرف على إدارة شؤون غزة خلال المرحلة المقبلة، مع منحه صلاحيات لتشكيل هيئات تنفيذية مؤقتة لإدارة السلطة المدنية في القطاع.
ووفق مصادر دبلوماسية تحدّثت لقناة الجزيرة، فإن مشروع القرار يجيز استمرار وجود مجلس السلام في غزة حتى نهاية عام 2027، على أن يكون ذلك رهينًا بإجراءات لاحقة يصدرها مجلس الأمن.
اقرأ أيضا/ نتنياهو في ردّه على تشكيل لجنة تحقيق رسمية: "المعركة لم تنتهِ"
كما ينص المشروع على أن مجلس السلام سيحكم بما يتفق مع المبادئ القانونية الدولية، وأنه سيتلقى دعمًا ماليًا وبشريًا من الحكومات والمنظمات الدولية التي تُدعى للمساهمة في تمويله وتزويده بالأفراد والخبراء.
قوة دولية بقيادة موحدة
ويُجيز مشروع القرار إنشاء قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة تحت قيادة موحدة، تعمل بالتنسيق مع مصر وإسرائيل، وتُكلّف بمهام نزع السلاح وحماية المدنيين وضمان الأمن الميداني خلال المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضا/ حمـاس تُصدر بيانا بشأن خروقات الاحتلال لاتفاق غـزة بعد شهر من بدء تنفيذه
كما يشير المشروع إلى وجود أمني مؤقت في محيط قطاع غزة إلى حين تحييد التهديدات الأمنية وضمان استقرار الأوضاع على الأرض.
دعم المساعدات والإعمار
ويدعو المشروع إلى الاستئناف الكامل لتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة، إضافةً إلى حث البنك الدولي والجهات المانحة على إنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار القطاع ضمن آلية خاضعة للرقابة الدولية.
انسحاب تدريجي لإسرائيل
ويتضمن المشروع بندًا ينص على أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة سيتم على مراحل، وفق معايير محددة تتعلق بنزع السلاح وضمان الأمن، مع تسلسل زمني أوضح لعملية الانسحاب، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية لقناة الجزيرة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية لبنان - شهيدان باستهداف مسيّرة إسرائيلية مركبتين تركيا تستعد لإرسال منازل مسبقة الصنع إلى غزة شهيد في قصف إسرائيلي جنوب لبنان الأكثر قراءة غزة- استلام 15 جثمانا لشهداء سلمهم الاحتلال ونقلهم إلى مستشفى ناصر إسرائيل تستعد للتصعيد في لبنان محدث: إسرائيل تضع شرطا لخروج مقاتلي حماس من داخل الخط الأصفر سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025