كشفت دراسة بريطانية جديدة أن البالغين الذين سبق وقد أصيبوا بكسل العين -يعرف أيضا باسم الغمش- (Amblyopia) في مرحلة الطفولة، هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم و السمنة ومتلازمة الأيض في مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى زيادة احتمالية إصابتهم بالنوبات القلبية.

وأجرى الدراسة باحثون في جامعة كلية لندن في بريطانيا (University College London)، ونُشرت في بداية مارس/آذار الجاري في مجلة الطب السريري الإلكترونية (eClinicalMedicine)، وكتب عنها موقع "ساينس ديلي" (ScienceDaily).

أكد الباحثون أنه رغم أن نتائج الدراسة تشير إلى وجود ترابط بين كسل العين واعتلال الصحة في مرحلة البلوغ، فإنه لا يمكن استنتاج علاقة سببية بينهم، أي أنه ليس من الضروري أن تتطور الإصابة بكسل العين إلى تلك الأمراض سابقة الذكر، ولكنه من المهم دراسة زيادة احتمالية الإصابة بهذه الأمراض لدى الأشخاص الذين عانوا من كسل العين في طفولتهم.

حلل الباحثون بيانات أكثر من 126 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 69 عاما، شملت الدراسة فحصا للعين، وسؤال المشاركين عن علاجهم من كسل العين في مرحلة الطفولة وما إذا كانوا لا يزالون يعانون من هذه الحالة في مرحلة البلوغ، كما تم طرح الأسئلة عن وجود تشخيص طبي لديهم لمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب/الأوعية الدموية الدماغية (أي الذبحة الصدرية أو الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية). كما وقد أجري لهم قياسات لمؤشر كتلة الجسم "بي إم آي" (BMI)، ومستويات سكر الغلوكوز في الدم، والكوليسترول، وتم تتبع معدل حالات الوفيات بينهم.

وأكد الباحثون أن 82% من المشاركين في الدراسة الذين عانوا من كسل العين في طفولتهم ما زالوا يعانون من انخفاض دائم في الرؤية في عين واحدة بعد بلوغهم سن الرشد.

مرض السكري

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين عانوا من كسل العين في طفولتهم لديهم احتمالات أعلى بنسبة 29%، للإصابة بمرض السكري، واحتمالات أعلى بنسبة 25% للإصابة بارتفاع ضغط الدم، واحتمالات أعلى بنسبة 16% للإصابة بالسمنة. كما كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالنوبات القلبية.

لم يقتصر تزايد احتمالية الإصابة بهذه المشاكل الصحية بين أولئك الذين أصيبوا بحالة كسل العين في الصغر، ثم استمرت مشاكل الرؤية لديهم في مرحلة البلوغ، بل شملت أيضا أولئك الذين تحسنت رؤيتهم لتصبح طبيعية تماما في مرحلة الكبر.

ووفقا لمايوكلينيك فإن الكسل هي حالة يحدث فيها تراجع في الرؤية في عين واحدة، بسبب التطور البصري غير الطبيعي في وقت مبكر من الحياة.

يتطور كسل العين منذ الولادة وحتى سن 7 سنوات. وهو السبب الرئيسي لضعف الرؤية لدى الأطفال. وفي حالات نادرة، تؤثر العين الكسولة على كلتا العينين.

ونظرا لأن كسل العين عادة ما يسبب انخفاض الرؤية في عين واحدة فقط، فإن العديد من الأطفال لا يلاحظون أي مشكلة في الرؤية لديهم، ولا يتم تشخيصهم إلا من خلال فحص الرؤية الذي يجرى في عمر 4 إلى 5 سنوات.

ويؤكد الباحثون على أن صحة العين ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة الأعضاء الأخرى، لذلك علينا أن نولي صحة العينين عناية أكبر منذ الصغر.

أعراض كسل العين

قد يعاني الأطفال المصابون بكسل العين من ضعف في إدراك العمق، فمن الصعب لديهم تحديد مدى قرب، أو بعد شيء ما بشكل دقيق، وفقا للمؤسسة الوطنية للعين في الولايات المتحدة الأميركية.

كما، وقد يلاحظ الأبوان بعض العلامات التي تشير إلى أن طفلهما يواجه صعوبة في الرؤية، مثل:

الحول. إغلاق إحدى العينين بشكل متكرر. إمالة الطفل لرأسه عند التحديق في شيء ما.

ما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بكسل العين؟

فيما يلي عرض لبعض مشاكل الرؤية التي يمكن أن تؤدي إلى كسل العين:

قصر النظر، الذي يسبب صعوبة في رؤية الأجسام البعيدة. طول النظر، الذي يسبب صعوبة في رؤية الأجسام القريبة. اللابؤرية (الانحراف)، الذي يسبب رؤية ضبابية. عادة ما يكون من السهل إصلاح هذه المشاكل باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة. ولكن إذا لم يتم علاجها، فقد يبدأ الدماغ في الاعتماد بشكل أكبر على العين ذات الرؤية الأقوى. إعتام عدسة العين. علاج كسل العين

1- إذا كانت حالة كسل العين لدى الطفل حاصلة نتيجة لمشكلة في الرؤية، فعلى الطبيب أن يعالج هذه المشكلة أولا، مما قد يوقف تطور كسل العين لدى الطفل.

2- إعادة تدريب الدماغ وإجباره على استخدام العين الأضعف، كلما استخدم الدماغ العين المصابة أكثر، مما يجعلها تصبح أقوى. تشمل هذه العلاجات ما يلي:

ارتداء رقعة على العين الأقوى. من خلال تغطية العين الأقوى برقعة لاصقة، فيضطر الدماغ إلى استخدام العين الأضعف للرؤية. وضع قطرات خاصة في العين الأقوى، والتي تؤدي إلى تشويش الرؤية القريبة بشكل مؤقت وآمن، مما يجبر الدماغ على استخدام العين الأخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی الرؤیة ضغط الدم

إقرأ أيضاً:

غزة تموت جوعًا.. الاحتلال يحاصر الطفولة والموت يطارد الأجنة

في ظل الحصار المستمر والعدوان المتواصل على قطاع غزة، يتدهور الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تحوّل الجوع إلى سلاح قاتل يهدد أرواح مئات الآلاف من الأطفال، ويطال حتى الأجنة في بطون أمهاتهم. 

جيش الاحتلال يواصل استهداف المدنيين والجوعى في غزة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المتواصل على قطاع غزة، مستهدفًا المدنيين، لا سيما أولئك الذين يتجمعون قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، بحثًا عن لقمة العيش وسط أوضاع إنسانية كارثية.

وفي بيان رسمي صدر اليوم السبت، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 39 شهيدًا (من بينهم شهيد تم انتشاله من تحت الأنقاض)، بالإضافة إلى 491 مصابًا.

وأكدت الوزارة أن هناك ضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الشوارع، في ظل عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لمحيط عمليات الإنقاذ.

حصيلة ضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر

أشارت وزارة الصحة إلى أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 61,369 شهيدًا و152,850 مصابًا.

ومنذ استئناف العمليات العسكرية في القطاع في 18 مارس 2024، استشهد 9,862 فلسطينيًا، وأصيب 40,809 آخرون بجراح متفاوتة.

ضحايا "لقمة العيش" والمجاعة في تزايد

وفيما يتعلق باستهداف الاحتلال للمدنيين المنتظرين المساعدات الإنسانية قرب مراكز التوزيع الأميركية، أوضحت وزارة الصحة أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الأخيرة 21 شهيدًا و341 مصابًا من هؤلاء الضحايا.

وبذلك، ارتفعت حصيلة شهداء "لقمة العيش" ممن تمكنت الطواقم الطبية من استقبالهم إلى 1,743 شهيدًا، وأكثر من 12,590 مصابًا منذ بداية العدوان.

كما سجلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية وفاة 11 شهيدًا بسبب الجوع وسوء التغذية، ما يرفع العدد الإجمالي لشهداء المجاعة إلى 212 شهيدًا، من بينهم 98 طفلًا.

استمرار العدوان واستهداف مخيمات النزوح

ميدانيًا، يواصل جيش الاحتلال قصفه المكثف على مختلف مناطق القطاع، مستهدفًا مخيمات النزوح والمنازل، إضافة إلى المناطق القريبة من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، في ظل تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية شاملة تهدد حياة السكان، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

وفي هذا السياق، حذر أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، من كارثة إنسانية متفاقمة تضرب مختلف فئات المجتمع، لا سيما الأطفال، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية.

ووصف مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة، أمجد الشوا، الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وتحدث الشوا عن أرقام الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون بسبب المجاعة وسوء التغذية، كما تناول آلية توزيع المساعدات المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، داعيًا إلى وجوب إيقافها، ومشددًا على ضرورة العودة إلى آلية الأمم المتحدة وشركائها من المؤسسات الفلسطينية.

وأوضح الشوا أن قطاع غزة يضم نحو 900 ألف طفل يعانون درجات مختلفة من سوء التغذية، من بينهم 200 ألف طفل مصابون بدرجة حادة من سوء التغذية، مما يشكّل خطرًا حقيقيًا على حياتهم.

وأشار إلى أنه من بين هؤلاء، هناك 55 ألف طفل رضيع تعجز أمهاتهم عن إرضاعهم طبيعيًا في ظل انعدام حليب الأطفال أيضًا. ما يؤدي إلى وفاة أطفال رضع يوميًا نتيجة الجوع وانعدام الرعاية الغذائية والصحية المناسبة.

كما حذّر من أن الكارثة تمتد لتشمل صحة وحياة الأجنة في بطون أمهاتهم الحوامل، في ظل انعدام الغذاء، إضافة إلى ارتفاع معدلات وفاة الأطفال الخدج نتيجة الظروف الصحية الصعبة وظروف الولادة غير الطبيعية التي تعيشها الأمهات في القطاع.

وأكد الشوا أن القطاع يمر بواقع صحي مرير، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، في وقت خرجت فيه معظم المستشفيات عن الخدمة بالكامل. كما تجاوزت نسبة الإشغال والطاقة الاستيعابية في ما تبقى من مستشفيات أكثر من 300%، ما يعكس حجم الأزمة الخانقة.

أما بخصوص ما يدخل من مكملات غذائية للأطفال، فقد أكد الشوا أنها لا تغطي حتى 10% من الاحتياجات الفعلية، وهو ما يفاقم من حدة الأزمة الصحية والإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، خصوصًا الأطفال.

وتأتي تصريحات أمجد الشوا لتؤكد مرة أخرى على عمق الكارثة الإنسانية التي تضرب غزة، والتي باتت تهدد مستقبل جيل كامل. وبينما تستمر المعاناة، يزداد الضغط الدولي لإنهاء الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية من خلال قنوات شفافة وعادلة، تضمن إنقاذ حياة الأبرياء، لا سيما الأطفال الذين لا ذنب لهم في هذه المأساة المستمرة.

طباعة شارك غزة قطاع غزة إسرائيل

مقالات مشابهة

  • طرق فعّالة لتنشيط الدورة الدموية في القدمين
  • ارتفاع الدهون الثلاثية مؤشر خطر على حياتك
  • بينها أدوية الاكتئاب .. تحذيرت من عادات تسبب فقدان الذاكرة | فيديو
  • 7 إشارات مبكرة تحذرك من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
  • ارتفاع حاد في وفيات حمى الضنك ببنجلادش.. وتحذيرات من وضع أسوأ
  • سبب غير متوقع وراء تجنب جوز الهند والموز لمرضى الكلى
  • جريمة مركبة في ذمار.. الحوثيون يختطفون أطفال مختطف لديهم لإجباره على تسجيل اعترافات
  • غزة تموت جوعًا.. الاحتلال يحاصر الطفولة والموت يطارد الأجنة
  • كيف تزيد الأطعمة الدهنية خطر الإصابة بالجلطات؟
  • غزة بلا طفولة.. مراجيح تحت الركام وألعاب تودّع الضحكات