الأسبوع:
2025-05-16@21:08:24 GMT

تجارة البُمب تنافس المخدرات

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

تجارة البُمب تنافس المخدرات

انتشرت في الآونة الأخيرة بصورة لافتة للنظر ظاهرة استخدام الأطفال للألعاب النارية المتفجرة كالبُمب والصواريخ وغيرها، وخاصة في المناسبات مثل الأعياد وشهر رمضان المبارك. وعلى الرغم من امتلاء صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية والنشرات بأخبار الملاحقات الأمنية للتجار مروِّجي هذه المنتجات، وضبط العديد من القضايا بمختلف المحافظات بكميات كبيرة تصل لملايين القطع التي يتم طرحها بالأسواق- فإن الظاهرة آخذةٌ في التمدد والانتشار بشكل كببر في المجتمع المصري، وباتت تشكل مصدرًا للإزعاج والإضرار بالنفس والغير على حدٍّ سواء، نظرًا لمخاطر هذه الألعاب على سلامة وصحة مستخدميها من الأطفال أنفسهم أو المواطنين الذين يتعرضون لآثارها بالأحياء السكنية.

وبالفعل تسببت هذه الألعاب في وقوع العديد من الحوادث للأفراد والممتلكات، وأودت بحياة البعض نتيجة استخدامها دون ضوابط. فبالإضافة إلى ما تسببه للمواطنين من إزعاج وقلق ورعب، فهي تشكل خطرًا على الصحة العامة نظرًا لما تحتويه من مركبات كيمائية وجزيئات صلبة من الكبريت والبوتاسيوم والرصاص والنحاس، تضر ضررًا بالغًا بكل من الجهاز التنفسي والعصبي والقلب لمَن يتعرَّض لها. والمثير للدهشة أنه يتم استيراد هذه المفرقعات تحت مسمى ألعاب الأطفال، على الرغم من أنها ممنوعة التداول قانونًا. إضافة إلى أنه يتم تصنيعها محليًّا في مصانع بير السلم بعيدًا عن أعين الأجهزة الرقابية. وتشير الأرقام إلى أن الأرباح التي يجنيها التجار المتعاملون في تجارة الألعاب النارية المختلفة في مصر -والتي منها الصواريخ والبُمب- تفوق أرباح تجار المخدرات، حيث تصل مكاسبها في الأعياد والمناسبات إلى 500%. ويُقدَّر حجم هذه التجارة في مصر بما يفوق المليار جنيه سنويًّا، ويعمل بها ما يزيد على 1500 مستورد يجلبون شحناتهم بالعملة الصعبة!!. وتُعتبر الصين المورِّد الأول عالميًّا لهذه التجارة بنسبة 93%، وتقوم بتصدير هذا النوع من الألعاب بقيمة تزيد على 1.2 مليار دولار سنويًّا، وبكميات تصل إلى 408 ملايين كيلوجرام. وعلى الرغم من تجريم القانون المصري للاتجار بها -وجهود الملاحقات الأمنية- فمازال الأمر يتطلب مزيدًا من دراسة الأبعاد المختلفة لهذه الظاهرة للحدِّ من انتشارها. ومن الضروري إعادة النظر في العقوبات بحيث لا تقتصر فقط على المتاجرين بها، ولكن أن تمتد أيضًا لمستخدميها دون ضوابط. مع العمل على تكثيف الرقابة الجمركية بالمنافذ لمنع دخولها للبلاد.وبالتوازي ضرورة تدشين برامج وحملات للتوعية بأضرارها ومخاطرها الصحية والاجتماعية والبيئية واستنزافها للاقتصاد القومي. فبدلًا من ترك الأطفال مستخدمي هذا النوع من الألعاب الخطرة والضارة فريسةً للمتاجرين بها، يجب توجيههم للقيام بأفعال إيجابية مثل التصدق على الفقراء والمحتاجين والمشاركة في إفطار الصائمين في شهر رمضان، أو التبرع للمؤسسات والجمعيات الخيرية، أو ادخار قيمتها. ولا شك أنه على أولياء الأمور مسئولية التقويم والتوجيه، فهُم حائط الصد الأول لمحاربة هذه الظاهرة. وعمومًا يتطلب الأمر دراسة الدوافع النفسية والاجتماعية لتزايد إقبال الأطفال والشباب في مصر على شراء مثل هذه المفرقعات، ومدى ارتباطها بانتشار ظاهرة الميول العنيفة لديهم بشكل عام، وهل يلعب غياب البدائل من الأنشطة الترفيهية الحركية الصحية والآمنة -مثل غياب ممارسة الرياضة- دورًا في ذلك؟ وأين دور المدارس في تفعيل النشاط الرياضي؟ وما خطة وزارة الشباب والرياضة في إتاحة أماكن ممارسة الرياضة خارج أسوار المدرسة بالقدر الكافي كمراكز الشباب أو الأندية الرياضية التي باتت تتطلب اشتراكات باهظة القيمة في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية؟ فمثل هذه العوامل وغيرها لا شك تدفع الأطفال والشباب لتفريغ طاقاتهم في مثل هذه الأنشطة السلبية صحيًّا واجتماعيًّا، والتي تدل على أن أطفالنا وشبابنا ومجتمعاتنا في خطر.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

سيف بن زايد يفتتح القمة الشرطية العالمية في دبي (فيديو)

دبي/وام


تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وسمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، انطلاق أعمال القمة الشرطية العالمية في نسختها الرابعة، تحت شعار «تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي»، والتي تنظمها القيادة العامة لشرطة دبي، بالشراكة مع «دي إكس بي لايف» على مدار ثلاثة أيام، في مركز دبي التجاري العالمي.


ويشارك في أعمال القمة أكثر من 300 متحدث وخبير دولي، ونخبة من صناع القرار في القطاع الأمني، لمناقشة التحديات الأمنية الناشئة والحلول المبتكرة، وذلك بحضور الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، وقيادات شرطية من أنحاء العالم كافة.


وأكد الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، في كلمة افتتاح القمة، أن دولة الإمارات أصبحت نموذجاً يُحتذى به في ترسيخ مفاهيم الأمن، وريادة الابتكار، واستشراف مستقبل العمل الشرطي والأمني، لافتاً إلى أن المؤتمر يجمع قادة الشرطة والخبراء الأمنيين والمفكرين الاستراتيجيين من نحو 100 دولة ووكالة إنفاذ قانون ومنظمة عالمية، بالإضافة لأكثر من 200 شركة تخصصية عالمية؛ لتبادل أفضل الممارسات ومناقشة أبرز التحديات الأمنية التي تواجه المجتمعات حول العالم.


وأضاف أن العالم يواجه اليوم أساليب مستحدثة للجريمة، وجرائم تتخطى حدود الجغرافيا التقليدية، كجرائم الفضاء السيبراني، والاحتيال الرقمي، والقرصنة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التي يستعين بها المُحتالون لتوسيع نطاق عملياتهم، وتبادل المعلومات عبر الشبكات المُظلمة، مشيراً إلى تداول أكثر من 100 مليار من البيانات الشخصية والمالية المقرصنة على الشبكة المظلمة في عام 2024، وذلك وفقاً لتقارير جرائم الاحتيال المالي الصادرة عن منظمة الإنتربول، ما يمثل زيادة بنسبة 42% مقارنة بالعام 2023، وأن هجمات برمجيات الفدية مثلت نحو 25% من إجمالي مطالبات التأمين السيبراني على مستوى العالم.


وأكد المري حرص شرطة دبي على مواكبة توجهات الدولة في تعزيز الأمن العالمي، ومشاركة تجاربها في الدمج بين ريادة العمل الشرطي والتكنولوجيا، ونقلها إلى العالم، عبر مبادرات عالمية عدة، أبرزها الملتقى الدولي لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، والمنتدى الدولي لمكافحة الاحتيال، وتحدي الإمارات للفرق التكتيكية، والدبلوم التخصصي في الابتكار الشرطي والقيادات الدولية «PIL»، والقمة الشرطية العالمية، منوهاً بأن هذه المبادرات مجتمعة استقطبت خلال هذا العام 110 دول، الأمر الذي يؤكد قدرة دولة الإمارات العربية المتحدة الاستثنائية على توحيد الجهود وبناء الشراكات العالمية وتعزيز التعاون الدولي الأمني.


وشدد على أن أمن المجتمعات مسؤولية مشتركة، تتطلب عملاً تكاملياً عابراً للحدود، معرباً عن أمله في أن تُتَوج هذه القمة بمخرجات نوعية وتوصيات فاعلة تُترجم إلى سياسات واستراتيجيات واقعية، تُسهم في ترسيخ دعائم الأمن، وتعزيز الاستقرار، وبناء مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً للمجتمعات حول العالم.


وتلا الكلمة، استعراض فيلم قصير يُبرز نتائج النسخة السادسة من بطولة تحدي الإمارات للفرق التكتيكية، التي شارك فيها ما يزيد على 100 فريق تخصصي على مستوى العالم، ما جعلها تحصل على شهادة غينيس للأرقام القياسية كأكبر عدد من الدول المشاركة في البطولة، وتجاوزت انعكاساتها ميادين التحدي، لتصل إلى شعوب ومجتمعات وقيادات هذه الدول.


وأكد جون روميرو، مُبتكر ومصمم ألعاب، أن مجال الألعاب الإلكترونية الذي يجذب الملايين يومياً، يتعرض لخسائر في الإيرادات تصل إلى 29 مليار دولار، بسبب الجرائم الإلكترونية، الأمر الذي دفع بالمؤسسات المعنية إلى إنفاق ما يُقدّر بـ 13.5 مليار دولار على دمج برمجيات مكافحة الغش في الألعاب، بالإضافة إلى 50 مليون دولار عائدات السوق السوداء نتيجة هذه الممارسات غير القانونية. وتطرق روميرو، إلى أبرز التحديات المستمرة من المقرصنين والمخترقين، الذين يستغلون الأنظمة التشغيلية للألعاب لصالحهم، والتي بدأت فعلياً منذ عام 1979 عندما بدؤوا في استخدام أنظمة لحماية نسخ الألعاب ومنع الغش، مشيراً إلى أن من أشهر طرق الغش، التقنيات التي تُمكن اللاعب من إصابة الهدف تلقائياً، أو التحرك أسرع من غيره، والحصول على ميزات غير عادلة، أو استغلال العملات لشراء عناصر بسهولة، وغيرها من الأساليب الأخرى.


وتحدث عن النماذج التي يستخدمها المصممون والمبرمجون لاكتشاف السلوكات غير الطبيعية، مثل الأنماط والسلوكات غير المألوفة، وتحليل السلوك لبناء أنماط طبيعية كمرجعية، ثم الكشف عنها، ومراقبة سلوك اللاعبين باستخدام الذكاء الاصطناعي، والسماح بالإبلاغ عن الغشاشين أو السلوكات المريبة.


كما تطرق روميرو إلى استخدام مطوري الألعاب والشركات المعنية تعلم الآلة والبرمجيات المتطورة للكشف عن السلوكات غير المألوفة دون تعريض النظام لمخاطر أمنية إضافية، فالتكنولوجيا التي يستعين بها المقرصنون لقرصنة الألعاب، تستخدم لمكافحة هذه الممارسات غير القانونية، بهدف الحفاظ على بيئة موثوقة وعادلة وآمنة للاعبين.


ودشن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، معرض القمة، واطلع سموه خلال جولة في أروقته، على أبرز التقنيات والتكنولوجيا المطورة الداعمة للعمل في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية، والأدلة الجنائية، والذكاء الاصطناعي، وأمن المطارات، والابتكار والتكيف التكنولوجي، والابتكار والجاهزية الشرطية، والطائرات بدون طيار، والأمن السيبراني، والمرور والتنقل، ومكافحة المخدرات.

مقالات مشابهة

  • مصر تنافس اليابان في الكاراتيه.. إنجاز عالمي غير مسبوق
  • قائد الثورة: العدو الإسرائيلي يستهدف النازحين في مراكز إيوائهم التي يحددها كمناطق آمنة
  • 8 قضايا.. حملات أمنية على بؤر تجارة المخدرات في أسوان ودمياط
  • بارزاني: يتعين مكافحة ظاهرة تجارة المخدرات بشدة
  • الهند وباكستان بين التهدئة الظاهرة والانفجار المعلق
  • وزير الصناعة: نتقدم بوتيرة متسارعة نحو توطين صناعة للسيارات تنافس عالميًا
  • ورشة لتعزيز مهارات موظفي الظاهرة في "التصوير الفوتوغرافي"
  • التحقيق مع المتهمين بغسل 280 مليون جنيه من تجارة المخدرات
  • وزير العدل: عقوبات صارمة للأغاني التي تروج للمخدرات..وغلق الفنادق في هذه الحالة
  • سيف بن زايد يفتتح القمة الشرطية العالمية في دبي (فيديو)