الأسبوع:
2025-12-12@08:40:48 GMT

تجارة البُمب تنافس المخدرات

تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT

تجارة البُمب تنافس المخدرات

انتشرت في الآونة الأخيرة بصورة لافتة للنظر ظاهرة استخدام الأطفال للألعاب النارية المتفجرة كالبُمب والصواريخ وغيرها، وخاصة في المناسبات مثل الأعياد وشهر رمضان المبارك. وعلى الرغم من امتلاء صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية والنشرات بأخبار الملاحقات الأمنية للتجار مروِّجي هذه المنتجات، وضبط العديد من القضايا بمختلف المحافظات بكميات كبيرة تصل لملايين القطع التي يتم طرحها بالأسواق- فإن الظاهرة آخذةٌ في التمدد والانتشار بشكل كببر في المجتمع المصري، وباتت تشكل مصدرًا للإزعاج والإضرار بالنفس والغير على حدٍّ سواء، نظرًا لمخاطر هذه الألعاب على سلامة وصحة مستخدميها من الأطفال أنفسهم أو المواطنين الذين يتعرضون لآثارها بالأحياء السكنية.

وبالفعل تسببت هذه الألعاب في وقوع العديد من الحوادث للأفراد والممتلكات، وأودت بحياة البعض نتيجة استخدامها دون ضوابط. فبالإضافة إلى ما تسببه للمواطنين من إزعاج وقلق ورعب، فهي تشكل خطرًا على الصحة العامة نظرًا لما تحتويه من مركبات كيمائية وجزيئات صلبة من الكبريت والبوتاسيوم والرصاص والنحاس، تضر ضررًا بالغًا بكل من الجهاز التنفسي والعصبي والقلب لمَن يتعرَّض لها. والمثير للدهشة أنه يتم استيراد هذه المفرقعات تحت مسمى ألعاب الأطفال، على الرغم من أنها ممنوعة التداول قانونًا. إضافة إلى أنه يتم تصنيعها محليًّا في مصانع بير السلم بعيدًا عن أعين الأجهزة الرقابية. وتشير الأرقام إلى أن الأرباح التي يجنيها التجار المتعاملون في تجارة الألعاب النارية المختلفة في مصر -والتي منها الصواريخ والبُمب- تفوق أرباح تجار المخدرات، حيث تصل مكاسبها في الأعياد والمناسبات إلى 500%. ويُقدَّر حجم هذه التجارة في مصر بما يفوق المليار جنيه سنويًّا، ويعمل بها ما يزيد على 1500 مستورد يجلبون شحناتهم بالعملة الصعبة!!. وتُعتبر الصين المورِّد الأول عالميًّا لهذه التجارة بنسبة 93%، وتقوم بتصدير هذا النوع من الألعاب بقيمة تزيد على 1.2 مليار دولار سنويًّا، وبكميات تصل إلى 408 ملايين كيلوجرام. وعلى الرغم من تجريم القانون المصري للاتجار بها -وجهود الملاحقات الأمنية- فمازال الأمر يتطلب مزيدًا من دراسة الأبعاد المختلفة لهذه الظاهرة للحدِّ من انتشارها. ومن الضروري إعادة النظر في العقوبات بحيث لا تقتصر فقط على المتاجرين بها، ولكن أن تمتد أيضًا لمستخدميها دون ضوابط. مع العمل على تكثيف الرقابة الجمركية بالمنافذ لمنع دخولها للبلاد.وبالتوازي ضرورة تدشين برامج وحملات للتوعية بأضرارها ومخاطرها الصحية والاجتماعية والبيئية واستنزافها للاقتصاد القومي. فبدلًا من ترك الأطفال مستخدمي هذا النوع من الألعاب الخطرة والضارة فريسةً للمتاجرين بها، يجب توجيههم للقيام بأفعال إيجابية مثل التصدق على الفقراء والمحتاجين والمشاركة في إفطار الصائمين في شهر رمضان، أو التبرع للمؤسسات والجمعيات الخيرية، أو ادخار قيمتها. ولا شك أنه على أولياء الأمور مسئولية التقويم والتوجيه، فهُم حائط الصد الأول لمحاربة هذه الظاهرة. وعمومًا يتطلب الأمر دراسة الدوافع النفسية والاجتماعية لتزايد إقبال الأطفال والشباب في مصر على شراء مثل هذه المفرقعات، ومدى ارتباطها بانتشار ظاهرة الميول العنيفة لديهم بشكل عام، وهل يلعب غياب البدائل من الأنشطة الترفيهية الحركية الصحية والآمنة -مثل غياب ممارسة الرياضة- دورًا في ذلك؟ وأين دور المدارس في تفعيل النشاط الرياضي؟ وما خطة وزارة الشباب والرياضة في إتاحة أماكن ممارسة الرياضة خارج أسوار المدرسة بالقدر الكافي كمراكز الشباب أو الأندية الرياضية التي باتت تتطلب اشتراكات باهظة القيمة في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية؟ فمثل هذه العوامل وغيرها لا شك تدفع الأطفال والشباب لتفريغ طاقاتهم في مثل هذه الأنشطة السلبية صحيًّا واجتماعيًّا، والتي تدل على أن أطفالنا وشبابنا ومجتمعاتنا في خطر.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

موقع إيطالي: هل تنافس غواصة ميلدن التركية نظيراتها الأوروبية؟

يفيد تقرير نشره موقع إيطالي بأن إطلاق تركيا مشروع الغواصة "ميلدن"، الأولى من نوعها، التي تُصمم وتُبنى محليا بالكامل، يمثل تحولا إستراتيجيا في القدرات الصناعية الحربية التركية وتحديا مباشرا لإيطاليا وألمانيا في سوق الغواصات.

وسلّط التقرير الذي نشره موقع "شيناري إيكونوميشي" الضوء على هذه الغواصة واعتبر أنها تمثل تحولا إستراتيجيا في القدرات الصناعية الحربية التركية، وتحديا مباشرا لهيمنة الشركات الإيطالية "فينكانتيري" والألمانية "تي كيه إم إس" في سوق الغواصات على الصعيدين المتوسطي والعالمي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طقوس الفودو وحروب الموز.. سجل حافل بتدخلات واشنطن في أميركا اللاتينيةlist 2 of 2هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيلend of list

وأوضح كاتب التقرير، فابيو لوغانو، أن تركيا أدركت خلال العشرين عاما الأخيرة أن السيادة السياسية دون سيادة صناعية مجرد وهم، مما دفعها للتحول من مجرد زبون داخل حلف شمال الأطلسي إلى مورّد أسلحة لدول الحلف.

إستراتيجية تركية شاملة

وأشار إلى أن بناء الغواصة "ميلدن" في أحواض غولجوك التركية ليس حدثا معزولا، بل يتزامن مع تدشين أعمال بناء أول مدمّرة محلية مضادة للطائرات من طراز "تي إف-2000" في إسطنبول، وتوقيع عقود بقيمة 6.5 مليارات دولار لإنجاز "القبة الفولاذية".

وعلق لوغانو بأن هذه الخطوات تشير إلى إستراتيجية تركية شاملة لبناء قوة صناعية عسكرية قادرة على الإنتاج المحلي وتصدير الأسلحة المتقدمة.

وأضاف أن مشروع "ميلدن" يعد طموحا للغاية لدولة كانت حتى وقت قريب تعتمد على تجميع نماذج ألمانية الصنع.

المواصفات

وأوضح التقرير أن الغواصة "ميلدن" ليست مجرد سفينة حربية صغيرة، بل غواصة عملاقة تزن 2700 طن ويبلغ طولها أكثر من 80 مترا. ولمقارنة قدرتها، تزن الغواصة الإيطالية سالفاتوري تودارو أقل من 1500 طن على سطح الماء.

ومن حيث المواصفات الفنية، تتمتع "ميلدن" بنظام دفع لاهوائي محلي الصنع يجمع بين إعادة تشكيل الميثانول وخلايا وقود غشاء تبادل البروتون، ويعمل ببطاريات أيونات الليثيوم.

إعلان

ويقول لوغانو إن هذا النظام يهدف إلى إبقاء الغواصة تحت الماء لعدة أيام دون استخدام جهاز توفير التهوية (المنشاق)، وهو نقطة ضعف الغواصات التي تعمل بالديزل.

التسليح

أما على صعيد التسليح، وفقا للتقرير، فستكون الغواصة التركية مزودة بـ8 أنابيب طوربيد عيار 533 مليمترا، لا تحمل أي ذخيرة أميركية أو ألمانية.

وستطلق "ميلدن" طوربيدات أكيا التركية الثقيلة وصواريخ أتماكا المضادة للسفن بمدى يزيد عن 220 كيلومترا. ويتوقع أن تتضمن الغواصة خيارات لإطلاق صاروخ "جيزجين" المجنح المصمم لضرب أهداف برية من المياه العميقة. بالإضافة إلى ذلك، ستشمل أجهزة الاستشعار في الغواصة السونار والأنظمة البصرية الإلكترونية المصنوعة محليا في تركيا.

لوغانو:
الغواصة "ميلدن" إذا استطاعت تحقيق وعودها، يمكن أن تحتل مكانة مميزة في سوق الغواصات البحرية ذات القدرات الهجومية البرية، خاصة في الأسواق الناشئة مثل أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. خبرة كافية

وأشار الكاتب إلى أن تركيا لم تكتسب مثل هذه الخبرات بين عشية وضحاها، ولم تبدأ من الصفر. لقد قامت منذ سنوات بتجميع فرقاطات من طراز 214 الألمانية (فئة رايس) بموجب ترخيص من الشركة المصنعة، مما منحها الخبرة اللازمة لبناء هياكل متينة وإدارة أنظمة معقدة. لكن تجميع نموذج ألماني يختلف كثيرا عن صنع غواصة محلية بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بتصميم نموذج هيدروديناميكي يعمل بأقل قدر من الضجيج ودمج نظام الدفع اللاهوائي.

وقارن التقرير بين الغواصة "ميلدن" ونظيرتها الإيطالية الألمانية "يو 212 إن إف إس"، التي تُصنع لفائدة البحرية الإيطالية وتتميز بقدرتها على التخفي وصغر حجمها، وهي ثمرة عقود من التطوير. بينما تُعتبر الغواصة "ميلدن" أكبر بكثير (2700 طن) وتضاهي حجم غواصات "تايغي" اليابانية الجديدة أو غواصات "إس-80" الإسبانية.

ومع ذلك، حذر التقرير من أن الغواصة التركية قد تواجه التحديات ذاتها التي واجهتها الغواصات الإسبانية "إس-80″، حيث انتهى الأمر بالعجز عن الطفو على السطح بسبب زيادة الوزن.

مكانة مميزة في السوق

وأشار الكاتب إلى أن الغواصة "ميلدن" إذا استطاعت تحقيق وعودها، يمكن أن تحتل مكانة مميزة في سوق الغواصات البحرية ذات القدرات الهجومية البرية، خاصة في الأسواق الناشئة مثل أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

ومع ذلك، من المتوقع أن يواصل زبائن "الفئة الممتازة"، أي بحريات دول الناتو الكبرى، تفضيل الغواصات الألمانية أو الإيطالية، بينما تتحول تركيا إلى منافس شرس في الأسواق الناشئة من خلال تقديم صفقات جاهزة بالكامل للتشغيل فور التسليم بأسعار تنافسية.

كما أكد الكاتب أن هدف تركيا من هذا المشروع لا يقتصر على الدفاع عن سواحلها ومجالها البحري، بل يشمل أيضا الالتفاف على قيود التصدير. يظهر بيع أول فرقاطة من فئة حصار إلى رومانيا أن المنتجات البحرية التركية قد أصبحت واقعا ملموسا في سوق الأسلحة، مع انخفاض تكلفتها وكفاءتها العالية وعدم وجود عوائق تُذكر في عملية التصدير.

مقالات مشابهة

  • دعاوى النفقات الترفيهية.. صراع داخل محاكم الأسرة بعد تصاعد مطالب الألعاب والرحلات
  • تركيا تطلق مشروع غواصة ميلدن.. هل تنافس الغواصات الأوروبية المتطورة؟
  • إنفينيتي تنافس AMG و BMW M بطراز جديد | تفاصيل
  • موقع إيطالي: هل تنافس غواصة ميلدن التركية نظيراتها الأوروبية؟
  • عبري زَهَت بزيارة السيدة الجليلة
  • موقف عمومي
  • تحت شعار لا للرشاوي.. تنافس 12 حزب سياسي على إنتخابات مجلس النواب بالمنيا
  • الداخلية.. ضبط ٣ عناصر إجرامية بتهمة غسل 160 مليون جنيه من تجارة المخدرات
  • ضبط عنصرين جنائيين غسلا 150 مليون جنيه من تجارة المخدرات
  • باراماونت سكاي دانس تنافس نيتفلكس في الاستحواذ على وارنر براذرز ديسكفري