euronews:
2025-06-30@14:35:27 GMT

كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟

تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT

كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟

حذرت دراسة أوروبية من تزايد استغلال الجماعات المتطرفة للألعاب الإلكترونية كوسيلة لنشر الكراهية وتجنيد الأطفال والمراهقين. اعلان

تشهد صناعة الألعاب عبر الإنترنت ازدهارًا غير مسبوق، إذ تضم أكثر من 900 مليون لاعب حول العالم وتحقق عائدات سنوية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وفقًا للمفوضية الأوروبية.

ويعود هذا النمو إلى التقدم التكنولوجي وتوسع المجتمعات الرقمية المرتبطة بالألعاب، إضافة إلى المنصات المخصصة التي تتيح تفاعلًا أكبر بين اللاعبين.

لكن خلف هذا الازدهار، يلوح خطر متزايد: تصاعد استغلال الألعاب كأداة لنشر التطرف العنيف.

تطرف رقمي في بيئة ترفيهية

دراسة أوروبية حديثة أظهرت أن المتطرفين والإرهابيين باتوا يستغلون المساحات الرقمية المخصصة للألعاب لنشر أفكارهم، مستفيدين من الطبيعة التفاعلية لهذه المنصات.

وخلال فعالية نُظّمت في العاصمة اليونانية أثينا ضمن مشروع GEMS التابع للشبكة الأوروبية لمكافحة التطرف، سلط الخبراء الضوء على الطرق التي يُمكن أن تتحول بها الألعاب إلى أدوات للتلقين والتجنيد.

من أبرز التهديدات التي أُثيرت، تلك المتعلقة بتصميم ألعاب من قبل جهات متطرفة، غالبًا ذات توجهات يمينية متطرفة، تتضمن رسائل عدائية تستهدف مجموعات معينة مثل المسلمين أو مجتمع الميم أو المهاجرين. كما لوحظ أن بعض المتطرفين يتسللون إلى المنصات الرئيسية لألعاب الفيديو، ليستغلوا خصائص الدردشة والتواصل لبثّ أفكارهم بين المستخدمين.

Relatedشاب يقتل أباه ويصيب أمه في الرأس.. خلفا حول ألعاب الفيديو ينتهي بجريمة مروعة في فلوريداهل هي لقطات حقيقية أم من ألعاب الفيديو؟ لبس إعلامي عالمي بسبب مقاطع مزيفة عن حرب روسيا وأوكرانيابلجيكا: أكبر معرض من نوعه في أوروبا يجمع عشاق ألعاب الفيديو القديمة

أحد أبرز التحذيرات جاء من خبراء مشاركين في المؤتمر، إذ أشاروا إلى أن "الحاجز النفسي للعنف يتلاشى داخل بيئة الألعاب"، موضحين أن بعض الألعاب تُروّج لفكرة وجود "عدو" يستحق العداء أو الاستهداف، مما يرسّخ مشاعر الكراهية لدى اللاعبين.

الأخطر من ذلك أن هذه الرسائل تستهدف فئات عمرية صغيرة، لدرجة أن أطفالًا في سن 12 عامًا بدأوا بتجنيد أقرانهم، ما يجعل التطرف في هذه الحالة أقرب إلى ظاهرة تمتد داخل المراهقة، بل الطفولة.

مساعٍ من داخل القطاع لمواجهة الخطر

في المقابل، تبذل صناعة الألعاب الأوروبية جهودًا حثيثة للتصدي لهذا التوجه المقلق. ويؤكد ياري بيكا كاليفا، المدير الإداري للاتحاد الأوروبي لمطوري الألعاب ومقره السويد، أن القطاع يحرص على "بناء مجتمعات ألعاب صحية وآمنة، خالية من السمية والتطرف".

ويضيف في تصريح لشبكة يورونيوز: "لقد طورنا العديد من الأدوات والمنهجيات لإدارة المجتمعات الرقمية بشكل فعّال، ونجحنا في إحراز تقدم ملحوظ على هذا الصعيد. ونأمل أن تحذو باقي الصناعات الرقمية حذونا من خلال الاستثمار الجاد في إدارة المحتوى المجتمعي".

ومن بين المبادرات المبتكرة التي كُشف عنها خلال الحدث، كانت أداة "برج المراقبة" المبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي طُوّرت ضمن مشروع GEMS، وتُستخدم لرصد المحتوى المتطرف داخل منصات الألعاب ومنعه قبل أن يتمدد.

في ظل تزايد انتشار الألعاب الرقمية وتحوّلها إلى مساحات اجتماعية يومية لملايين الشباب والأطفال، تُصبح الحاجة ملحّة لوضع ضوابط فعّالة تحمي هذه البيئات من الاستغلال الإيديولوجي.

وبينما يُشكّل التطرف الرقمي تحديًا أمنيًا جديدًا، تبقى الشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات الأوروبية مفتاحًا لحماية الأجيال القادمة من خطر العنف الرقمي المتخفي في هيئة ترفيه.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة بنيامين نتنياهو سوريا إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة بنيامين نتنياهو سوريا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ألعاب الفيديو اليونان إنترنت إسرائيل إيران دونالد ترامب غزة بنيامين نتنياهو سوريا ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الشرق الأوسط فرنسا النزاع الإيراني الإسرائيلي ألعاب الفیدیو

إقرأ أيضاً:

الرقابة على الأطفال بين الواجبات الأسرية وضروريات الحماية

على فترات زمنية متتابعة يكثر الحديث عن أهمية الرقابة الأسرية على الأطفال، ويصنف هذا الإجراء ضمن الاهتمام والضرورة الملحة في الحفاظ على هذا الكائن الصغير من التأثير عليه نفسيا وسلوكيا، ومؤخرا أصبحت الدعوات تزداد يوما بعد آخر، خاصة بعد أن أصبح عدد ليس بالبسيط من الأطفال يتعرضون سنويا إلى خطر الابتزاز الإلكتروني، ولكن البعض منهم لا يزال حتى هذه اللحظة يعاني «بصمت»، أما الجناة في أغلب الأوقات فيصعب التعرف عليهم أو ملاحقتهم قانونيا، ولذا بقي خيار المتابعة للأطفال في لهوهم واستخدامهم للحواسيب جزءا مهما للغاية.

في العالم الافتراضي هناك أشخاص «ليسوا أسوياء»، مهمتهم اليومية تتمثل في الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب، لا يتركون مكانا نظيفا، حتى الماء النقي يعكرون صفوه، يفكرون «بخبث ودهاء» حول طريقة الإيقاع بالضحايا الأبرياء، لا يهمهم إن كانت أعمارهم صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، المهم هو كيف يستغلونهم بطريقة احتيالية يأخذون منهم المال ويدخلونهم في دوامة الضياع والخوف وربما يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك وهو الإقدام على «الانتحار».

بعض الطرق الاحتيالية أصبحت معروفة لدى الكثير منا ولكن البعض يشعر بالأمان اعتقادا راسخا بأنه في مأمن عن هؤلاء الأشرار، ولكن الابتزاز أصبح يدخل في بعض الألعاب الإلكترونية، فالمخادعون يتخذون من الاحتيال والتخفي والمراوغة أسلوبا نحو اقتناص الفرص للسيطرة على عقول الأطفال وتوجيههم نحو طرق الضياع.

بعبارة أكثر دقة «الأطفال الأبرياء لم يعودوا في مأمن من مخاطر الألعاب الإلكترونية بسبب إدمانهم المباشر للعب مع الغرباء خاصة مع ازدياد التطور الرقمي، والانفتاح على استخدام الأجهزة الذكية والشاشات الرقمية الحديثة وألعاب الفيديو الأكثر إثارة، ولذا فإن المسؤولية الأساسية في حمايتهم من الإدمان الإلكتروني، تقع على عاتق «العائلة»، ومدى تحكمهم في نوع الألعاب المسموح بممارستها سواء في إجازة نهاية الأسبوع أو الآن خلال الإجازة الدراسية».

إذن من المهم جدا أن يكون هناك وقت محدد للعب، خاصة أن زيادة الوقت اليومي المخصص للألعاب الإلكترونية يتسبب في إصابة بعض الأطفال بضغط ذهني ونفسي يترك آثارا سلبية كبيرة مستقبلا، وهذا بحسب ما تمت الإشارة إليه في بعض المؤتمرات العلمية ونشره في الدوريات الطبية.

ومن هذا المنطلق بات التشديد على أن الألعاب الإلكترونية باتت أحد أبرز القضايا التي تواجه الأسر بمختلف مستوياتها الاجتماعية، خصوصا بعد أن أصبحت هذه الألعاب جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي للأطفال والمراهقين في فترات الإجازة وغيرها، وبالتالي فإن مخاطرها الرئيسة تتركز في عدة نقاط مهمة وهي: «الإدمان، والتنمر والابتزاز الإلكتروني، وفقدان الخصوصية، والبرامج الضارة» وغيرها.

إذا كنا قد عرفنا مصادر الخلل ومشكلاته فإن الحلول تتمثل في القيام بالعديد من الإجراءات والخطوات الواجب اتباعها لتقليل هذه المخاطر، مثل استخدام الرقابة الأبوية من جهة، وبرامج حماية عالية الجودة لأجهزتهم من جهة ثانية إضافة إلى تعيين الحدود الزمنية المسموح بها في ممارسة الأنشطة من خلال الحاسوب، إلى جانب مشاركة العائلة لأبنائهم في ألعابهم من وقت لآخر من أجل التعرف إلى اللعبة واللاعبين الآخرين.

منذ فترة حدثتني إحدى الأمهات عن مشكلة وقع فيها أحد أبنائها الصغار، كان مدمنا للعبة معينة يقضي وقتا طويلا في ممارستها، من شروط اللعب فيها أن اللاعب يختار العمر المناسب له، يجتمعون في غرفة صوتية يؤدون مهام اللعب، وبما أن اللعب مناسب له فإن مستوى الأمان عال جدا، فكل اللاعبين صغار فلا خشية من حدوث أي انتهاك لخصوصيتهم.

تقول محدثتي في البدء طلب أحد اللاعبين المتخفين بينهم من طفلي تقديم الهدايا التي بحوزته من الإنجازات التي حققها في مراحل اللعبة، ثم تطور الأمر إلى أن طلب منه إحضار بطاقة البنك لأي شخص في المنزل، لأن الطرف الآخر يهدده بحرمانه من اللعبة وأغراه بأنه سوف يقوم بمساعدته في الحصول على الجوائز بعد أن يرسل له صورة البطاقة البنكية، بالفعل حاول طفلي سرقة بطاقتي البنكية، ولكن قبل أن يرسلها بلحظات قليلة اكتشفت أن محتويات شنطة اليد مبعثر كل ما بها، وهذا ما دفعني نحو البحث عن الفاعل وفعلا وجدتها في طفلي الذي كان يهم بتصويرها وإرسالها إلى أحد الأشخاص الذين يلعب معهم.

وتضيف: حاول طفلي التنصل من الأمر، ولكن من علامات خوفه وحالة الجزع التي كان بها أدركت بأن ثمة شيئا ما يخفيه ويدفعه إلى مثل هذا الفعل، رغم أنه لم يقم مسبقا بأي عمل مثل هذا أو غيره.

بعد أن احتوت الأمر واطمأن الطفل بأنه لن يخضع إلى العقاب حكى لي قصة جعلتني أرتعب كثيرا من الشيء الذي كان يتعرض له، حيث كان الطرف الآخر يهدده بحرمانه من اللعب، وبأنه سوف يقوم بإيذائه، عندها أدركت بأن ما كان يخفيه هو سبب تغيره في الفترة الأخيرة ومحاولته اللعب لوحده في أماكن بعيدة عن إخوانه.

واسترسلت بالحديث قائلة: قبل أن أعلم سر انزوائه بعيدا عن الأعين، كنت أحاول أن أمنعه من دخول هذه اللعبة التي كانت بالنسبة له مكانا يتحدث فيه مع الآخرين من عمره، لم أكن أعلم بأن ثمة مجرمين يندسون بين براءتهم! ولذا أجد أن يفتح باب المراقبة على مصراعيه ومعرفة الظروف التي يمكن أن يقع فيها الأطفال خاصة الذين يتخاطبون مع الغرباء ومن أماكن مختلفة من العالم.

ربما ما حدثتني عنه تلك الصديقة وما حدث لطفلها، قد يكون درسا مهما يجب الانتباه له بعناية خاصة أن الإجازة الصيفية قد بدأت منذ عدة أسابيع قليلة.

قرأت وأنا أفتش في هذا الموضوع أمرا بالغ الأهمية وهو ما تم الإعلان عنه مؤخرا حول إحصائية حديثة نشرت من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي توضح أن ما يقارب 500 ألف مبتز يمارسون نشاطاتهم عبر الإنترنت مع الأطفال بين الأعمار 12 و15 عامًا حول العالم بشكل يومي.

وذكرت الإحصائية أن 50% من ضحايا الابتزاز هم من هذه الأعمار، ويتم ذلك من خلال مواقع المحادثات عبر الإنترنت، وذكرت الإحصائية أن طفلين من كل عشرة تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 11 عاما على دراية بخطر الابتزاز ويخشون أن تظهر معلوماتهم الخاصة لدى الغرباء، حيث يحرصون على إخفاء بياناتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بصراحة هذه الإحصائية شكلت صدمة كبيرة بالنسبة لي وربما لغيري من الأمهات، وبالتالي يجب أن يكون هناك قرع لناقوس الخطر أمام كل العائلات حفاظا على حياة أبنائها من خطر الابتزاز والظروف النفسية التي يعانون منها والتي تؤدي إلى نتائج سيئة وتؤثر على حياتهم المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • ‏الاعتدال في مواجهة التطرف.. شبيبة يسقط اقنعة الحوثي
  • عبدالرحمن المسند: إلصاق التطرف والإرهاب بالإسلام هو بهتان وافتراء عظيم .. فيديو
  • انقسام تاريخي في ألمانيا.. الحزب الاشتراكي: التطرف اليميني أكبر تهديد للديمقراطية
  • عبر الفيديو كونفرانس.. الزناتي يفتتح الدورة 137 حول الأمن السيبراني لمعلمي بورسعيد
  • إمكانياتها وسعرها.. طرح شاشة ألعاب جديدة من AOC
  • الحماس يسيطر على معسكر منتخب رمي الرمح بسموحة
  • الرقابة على الأطفال بين الواجبات الأسرية وضروريات الحماية
  • اتحاد الكرة: انطلاق دورة الحصول على رخصة تقنية الفيديو المساعد «فار»
  • عراك بين إسرائيلي وإيراني في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيديو؟