ماهي مطالب حماس في مفاوضات التهدئة وتبادل الاسرى؟
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
مع الحديث عن امكانية الوصول الى صفقة تبادل للاسرى بين حماس واسرائيل تترافق مع هدنة متوسطة المدى، فان ثمة فجوات لا تزال تتحدث اسرائيل عنها تترافق مع محاولة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عرقلة التوصل الى تفاهم من خلال اعطائه اوامر باقتحام مشفى الشفاء وتهجير سكان حي الرمال
تقول كان العبرية ان التقديرات أن الوفد الإسرائيلي المفاوض المغادر الى العاصمة القطرية سيتلقى تفويض موسع للتفاوض حول صفقة التبادل، ومصدر سياسي إسرائيلي يقول إنه يمكن الوصول إلى صفقة.
الا انه في المقابل فان هناك العديد من الفجوات في جدول أعمال المفاوضات قالت التقارير الواردة انها تتمثل في :
حماس تطالب بـ 950 أسير مقابل 40 مخطوف والإفراج عن أسرى كبار، وتمكين كل أسير من العودة إلى بيته ومنطقته بينما تطالب إسرائيل بترحيل الأسرى الكبار للخارج علما ان الحركة ومع بداية طوفان الاقصى اعلنت ان هدفها تبييض السجون بشكل كامل تطالب حماس بعودة سكان غزة إلى منازلهمبحيث تضع الحركة شرطاً يقضي بإمكانية عودة جميع النازحين إلى شمال قطاع غزة، لكن إسرائيل تعارض ذلك، وفي بعض الاحتمالات ستكون على استعداد للنظر في عودة النساء والأطفال فقط.فجوة اخرى تتعلق بـ بمواصلة الصفقة، حيث تُطالب حماس بإعلان وقف شامل وكامل لإطلاق النار قبل إطلاق سراح الجنود والرجال، بينما ترفض إسرائيل وقف الحرب.
تقول مصادر اعلامية عبرية عن الاجتماع والصفقة:
في اجتماعات مجلس الحرب والكابينت يجري تحديد صلاحيات الوفد المفاوض، ويُعتقد أن إسرائيل وحماس ستجلسان في غرفتين منفصلتين في نفس الوقت، وسينتقل الوسطاء بينهما للتفاوض وعرض الآراء.تقول مصادر عبرية ان ثمة استهزاء باجتماعات مجلس الوزراء الاسرائيلي ففي اجتماع مجلس الوزراء الموسع يوم الجمعة، أثيرت قضية صفقة الأسرى "لمدة لا تزيد عن خمس دقائق"، وفقًا لوزيرين حضرا الاجتماع، ولم يتم اتخاذ أي قرارات.في القاهرة يعتقدون أن حكومة نتنياهو تؤخر صفقة التبادل وتؤدي إلى طريق مسدود في المفاوضات وهو ما اكدته الادارة الاميركية التي تعتقد بان نتنياهو يحاول التعطيل للحفاظ على مصالحه الخاصة القناة 12 العبرية: بحسب التقديرات، فإن إسرائيل ستطلب أولاً مناقشة مسألة مفاتيح الإفراج عن الأسرى (الأعداد والفئات) قبل مناقشة التفاصيل الأخرى من الصفقة مثل عودة النازحين والمساعدات، هذا أسبوع حاسم وفاصل، فإما إنجاز الصفقة أو التحرك نحو رفح
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
ترامب بين الصفقة والمحرقة
تمر غزة اليوم بمحنة إنسانية ومحرقة غير مسبوقة، وسط مشهد معقّد تتقاطع فيه إرادات ومصالح متضاربة. في خطوة لافتة، أعلن دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من وساطتها المزعومة في صفقة غزة، محمّلًا المقاومة وحدها المسؤولية، لكنه في جوهر موقفه يعلن بخبث تخليه عن فشل سياسي وعسكري متواصل يعانيه نتنياهو، ويتركه وحيدًا في مواجهة واقع صارم وقاسٍ.
هذا الانسحاب، وفق التقدير الأولي، لا يعني نهاية الوساطة، بل هو مناورة سياسية ماكرة تهدف إلى الضغط على المقاومة لانتزاع تنازلات قبل استئناف التفاوض، في محاولة لإعادة فرض معادلات ميدانية وسياسية وإنسانية جديدة على الأرض.
خيارات ترامب: إما الدفع باتجاه صفقة شاملة تجمع بين التطبيع وإعادة الإعمار، تُهمّش المقاومة وتُعيد تشكيل قيادة فلسطينية ملك اليمين، عبر إدارة مشتركة عربية–أمريكية–صهيونية، ترسخ واقعًا جديدًا يضمن استمرار السيطرة الصهيونية بشكل مختلف، أو الاستمرار في سياسة الاستنزاف التي تهدف إلى تثبيت الهيمنة على القطاع دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع أو اشتعال ثورة شعبية عالمية، خصوصًا في العواصم الغربية.
في هذا السياق، يستغل ترامب المحرقة السياسية والإنسانية لتحقيق مكاسب إقليمية وشخصية، ربما على أمل نيل جائزة نوبل للسلام.
أما نتنياهو، فهو اليوم في مأزق حقيقي، أمام خيارات محدودة وصعبة: إبرام صفقة جزئية قد تهدئ الغضب الدولي مؤقتًا، لكنه لا يريدها أن تمنع تجديد العدوان بعد 60 يومًا، أو تصعيد إبادة غزة عبر فرض حصار خانق وتقطيع أوصاله، أو اللجوء إلى خيار الاحتلال الكامل، الذي قد يُسقطه في وحل الاستنزاف.
هذا الخيار الأخير يحمل مخاطر سياسية وإنسانية جسيمة، لا سيما على الأسرى الفلسطينيين ومستقبل القطاع برمته. يظل هدف نتنياهو الأساسي ربط مصيره السياسي بنتائج الحرب، في محاولة محو عار السابع من أكتوبر، وهو يعاني من غياب بدائل حقيقية بين الغرق في مستنقع غزة أو قبول صفقة مجتزأة لا تضمن له استقرارًا طويل الأمد، أو صفقة شاملة تُغلق ملف غزة بالكامل، تمهيدًا لانتخابات قد تعيده إلى السلطة.
وسط هذه الخيارات المعقدة والمتشابكة، تظل غزة تكتوي بنار المحرقة، لكنها في الوقت ذاته تمثل حجر الزاوية في القضية الفلسطينية وأملها المستمر. تؤمن غزة أن النصر الحقيقي لا يُصنع بالقوة وحدها، بل بالإرادة الصلبة، والوعي الوطني، والصمود الأسطوري. بوصلتها الوطنية الثابتة ترفض أي تسوية تُفرغ القضية من جوهرها، وتصر على ضمان عدم تجدد المحرقة.
في نهاية المطاف، تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الفلسطينيين والعرب، الذين عليهم أن يختاروا طريق التحرر الحقيقي عبر وحدة وطنية صلبة تواجه المشاريع الإقليمية والدولية التي تحاول تصفية القضية عبر التطبيع والصفقات الجزئية.
فالقرار النهائي لا يقع في أروقة البيت الأبيض أو الكنيست، بل ينبع من عزيمة الشعب الفلسطيني وصموده المتجدد، ومن عمق عربي يواجه لحظة تحدٍ حقيقية بين الوفاء لقضيته أو الغرق في غثائية الخذلان.
*رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات