رغم شهرتها كبلدة هادئة نسبيا، ووجودها في منطقة استراتيجية، إلا أنها بعد الحرب على غزة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أصبحت على مرمى  وهدف الاقتحامات الإسرائيلية اليومية لغالبية مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.

مدينة طوباس ذات الموقع المهم والحيوي تقع على بعد 21 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة جنين، وتبتعد عن نهر الأردن 45 كم، وترتفع عن سطح البحر حوالي 330م، وتبلغ مساحة المدينة ذاتها 200 دونم، أما مساحة أراضيها فتبلغ 3133 دونم، تحيط بها أراضي: تياسير، عقابة، سيريس، طلوزة، طمون، رابا، الكفير، نهر الأردن، وقضاء بيسان.




                                                 مشهد عام لأطراف مدينة طوباس.

ويعود أصل التسمية إلى بلدة قديمة كنعانية قديمة تدعى " تاباص"، بمعنى ضياء أو بهاء، وعرفت أيام الرومان باسم "ثيبس"، أما اسم طوباس فقد أطلقه عليها العرب بعد الفتح الإسلامي.

تعرضت البلدة إلى زلزال مدمر عام 1836. وفي عام 1965 أصبحت طوباس مركزا لقضاء باسمها في الضفة الغربية.

قدر عدد سكان طوباس في عام 1945 بنحو 5540 نسمة، في حين بلغ 5709 نسمة عام 1961، وانخفض إلى 5300 عام 1967، وفي عام 1979 قدر عدد سكانها بنحو 10000. وفي إحصاء عام 1997 بلغ عدد سكانها 12609 نسمة، أما في عام 2007 فقد بلغ 16154 نسمة. وبلغ في عام 2017 نحو 21431 نسمة.

النشاط الاقتصادي والتجاري

ويعتمد نشاط طوباس الاقتصادي بشكل أساسي على الزراعة، حيث تشتهر بزراعة الحبوب، والخضار، والأشجار المثمرة، مثل: الزيتون، والعنب، واللوز، والتين، بالإضافة إلى تربية الماشية.

وفيما يتعلق بالصناعة ما زالت الصناعة في محافظة طوباس قليلة، حيث أنها مركزة في مواد البناء والمواد الغذائية، وخصوصا تصنيع وتعليب المخللات بكافة أنواعها. توجد كذلك بعض الصناعات الخفيفة مثل صناعة الصابون والفخار. وقد افتتح مصنع للمحولات الكهربائية عام 2011، وهناك مصانع للأعشاب الطبية والمخللات في رأس الفارعة وطمون.

كانت التجارة في المحافظة بسيطة أيضا وتعتمد على تجارة المواد الاستهلاكية لسكان التجمعات. أما الآن فقد ازدهرت التجارة في المنطقة، خاصة بعد تسميتها كمحافظة عام 2007، حيث توجد الآن تجارة الإلكترونيات والسيارات والمفروشات والأدوات المنزلية والملابس والمواد الاستهلاكية.

وتتوفر في محافظة طوباس العديد من وسائل النقل والمواصلات، فهنالك مواصلات إلى نابلس وإلى جنين والأغوار وأريحا ورام الله، وكذلك إلى قرى المحافظة. وما زالت المحافظة تفتقر إلى العديد من خدمات البنية التحتية، نتيجة لمنع السلطات الإسرائيلية من إجراء أي إنشاءات في المنطقة، خاصة منطقة الأغوار الشمالية التي يمنع إيصال الكهرباء والماء والهاتف والطرق والمدارس لسكانها.

أهم المعالم التاريخية والأثرية

توجد في طوابس العديد من المواقع التاريخية والأثرية من بينها:

 تل الردغة: وهو عبارة عن تل أنقاض وآثار جدران مبنية بالحجارة، وبقايا معاصر من البازلت، وإلى الغرب منها مقبرة رومانية وبوابة مبنية بالحجارة، وأساسات حجارة بناء بقرب العين.

خربة جباريس: يوجد فيها جدران أبراج هدمت وأساسات وأعمدة وأرض مرصوفة بالفسيسفاء، وناووس مكسور وعتبات أبواب عالية، ومدافن منقورة في الصخر.

خربة سلحب: تقع في الشمال ، ترتفع 400 م عن سطح البحر.

خربة كشدة: وتقع في الجنوب وتحتوي على أنقاض أبنية.


                                             جامعة القدس المفتوحة فرع طوباس.

تل الحمة: وهو عبارة عن تل أنقاض يوجد فيه آثار جدران ومدافن منقورة في الصخر، كانت تقوم على هذا التل قرية حمات الكنعانية.

خربة الغرور: يوجد فيها بقايا حظيرة مستطيلة وبرج ومدافن وصهاريج وأساسات وطريق رومانية، وفي جنوبها الشرقي تقع مخاضة أبو سدرة.

خربة عينون: لعلها تحريف لـ عين نونا، وهو اسم سرياني بمعنى عين السمكة، ترتفع 439 م، عن سطح البحر. وتحتوي على أنقاض قرية وجدران عقود ومقام وصهاريج وأحواض سلالم وصخور منحوتة ونقر في الصخور.

الاستيطان ونهب الأراضي

محافظة طوباس منطقة إستراتيجية هامة، تشكل مع منطقة أريحا غور فلسطين الذي يمتاز بجودة أرضه، ووفره مياهه، وصلاحيته لزراعة الكثير من المزروعات.

وقد قال المشير عبد الحكيم عامر في كتاباته عن حرب 1967: "عندما سقطت طوباس في أيدي المحتل الإسرائيلي، أدركنا أن الضفة الغربية قد سقطت".

وكانت المنطقة هدفا للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي منذ احتلال الضفة الغربية، فقد تم بناء مجموعة كبيرة من المستوطنات ومعسكرات تدريب الجيش، أتت على أكثر من نصف مساحة المحافظة، خاصة بعد لقرار بفصل وعزل منطقة الأغوار.


                             قوات الاحتلال تقتحم وتغلق مداخل مدينة طوباس.

وهذا يندرج تحت سياسة ممنهجة للاحتلال لإفراغ المنطقة من سكانها، واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، مقدمة لمخطط ضم الأغوار، باعتبارها خط الدفاع الشرقي للاحتلال الإسرائيلي، والعمل على تهويد هذه المنطقة من خلال المشاريع الاستيطانية، التي بدأت مع احتلال الضفة الغربية عام 1967، وتبلور إجماع لدى قادة الاحتلال  بضم القدس والأغوار، خاصة ما عرف بـ"مشروع ألون"، الذي بدأ الاحتلال بتنفيذه أواخر الستينات ببناء مجموعة كبيرة من المستوطنات على طول نهر الأردن، وصلت الآن إلى 35 مستوطنة يعيش فيها 7500 مستوطن، منها11 مستوطنة وثمانية معسكرات لتدريب الجيش على أراضي طوباس، هذا عدا الحواجز المنتشرة على مداخل المحافظة.

ومخطط الجدار الشرقي الذي يأتي على نصف مساحة المحافظة الشرقي عدا عن المساحة المحصورة بين السياج المقام الذي أقامته سلطات الاحتلال.

كون المنطقة تقع بمحاذاة نهر الأردن والسفوح الشرقية للضفة الغربية، بالإضافة إلى اعتبارها الاحتياطي الاستراتيجي للمشروع الوطني الفلسطيني، من المخزون المائي الأرضي والزراعي.

على طريق المقاومة

وكغيرها من مدن الضفة الغربية، خطت طوباس باكرا طريقا على خارطة النضال الفلسطيني، الذي اتسعت رقعته خلال العامين الأخيرين، وشكلت أحد أهم حالات المقاومة الفاعلة، عبر ما بات يعرف بالكتائب والمجموعات.

وما لبثت أن أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إطلاقها "كتيبة طوباس" في عام 2022، حتى انخرطت فصائل المقاومة، وخاصة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في التوجه ذاته، وشرعت باستهداف الاحتلال.

وألقت طوباس بظلال مقاومتها على محيطها من القرى والمخيمات، فتشكلت في بلدات عقابا وطمون ومخيم الفارعة مجموعات مقاتلة بمسميات مختلفة وهدف مشترك: مقاومة الاحتلال ولجم اعتداءاته.

وقبل أيام قليلة استشهد 3 شباب فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها طوباس، بينهم أحمد دراغمة قائد كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

المصادر:

ـ طوباس، المدن الفلسطينية في حدود الأراضي المحتلة عام 1967، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا).
ـ عاطف دغلس، "بوابة الفدائيين.. طوباس تكسر هدوءها وتقض مضاجع الاحتلال"،الجزيرة نت، 17/12/2023.
ـ مدينة طوباس، منظمة التحرير الفلسطينية، دائرة شؤون المغتربين.
ـ "استشهاد 3 فلسطينيين بالضفة بينهم قائد كتيبة طوباس"، الجزيرة نت، 27/2/2024.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير طوباس التاريخية فلسطين فلسطين تاريخ طوباس هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة مدینة طوباس نهر الأردن فی عام

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يتفقد جاهزية لجان انتخابات مجلس الشيوخ بطنطا

أجرى اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، صباح اليوم، جولة مفاجئة شملت عددًا من المقار الانتخابية بقرية ميت حبيش البحرية بمركز طنطا وحي ثان طنطا، للوقوف على جاهزية اللجان الانتخابية واستيفاء جميع متطلبات العملية الانتخابية، وذلك في إطار المتابعة الميدانية الدقيقة للاستعدادات النهائية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، المقرر عقدها يومي 4 و5 أغسطس الجاري.

وأكد محافظ الغربية، خلال الجولة، أن المحافظة رفعت درجة الاستعداد القصوى بجميع المراكز والمدن والوحدات المحلية والمديريات الخدمية، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الموسع الذي عُقد بديوان عام المحافظة قبل أيام، لمراجعة الموقف التنفيذي لكافة تجهيزات اللجان البالغ عددها 654 لجنة انتخابية موزعة على مستوى المحافظة.

وخلال تفقده مقرات اللجان، شدد اللواء أشرف الجندي على أن توفير بيئة انتخابية آمنة ومنظمة يمثل أولوية قصوى، خاصة في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، مؤكدًا ضرورة مراعاة راحة الناخبين وبالأخص كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. وحرص المحافظ على التأكد ميدانيًا من توافر الإضاءة الكاملة داخل وخارج المقار، وتوفير مصادر بديلة للطاقة لضمان استمرارية العمل، ومراجعة سلامة وتأمين المداخل والمخارج، وتثبيت المصبعات الحديدية والأقفال المحكمة على النوافذ والأبواب. كما وجه بالتأكد من توافر المياه وصلاحية دورات المياه لخدمة الناخبين وأطقم العمل، وتجهيز الأثاث والمناضد المخصصة لصناديق الاقتراع، وأماكن إقامة المستشارين ورؤساء اللجان وضباط القوات المسلحة المشاركين في الإشراف والتأمين.

وشدد المحافظ على إنشاء مظلات ومناطق انتظار أمام اللجان مزودة بكراسي متحركة لخدمة كبار السن وذوي الإعاقة، وتوفير طفايات حريق صالحة للاستخدام، ورفع علم الجمهورية أمام كل لجنة مع وضع لافتات واضحة تحمل اسم ورقم اللجنة. وفيما يخص المشهد الحضاري، وجه برفع كفاءة النظافة في جميع الطرق المؤدية إلى اللجان، وإزالة الإشغالات والمعوقات من محيط المقار والشوارع المؤدية إليها، مع قص وتهذيب الأشجار ورفع المخلفات فورًا، وتجميل مداخل ومخارج القرى والأحياء التي تضم لجان انتخابية، ومتابعة الإنارة العامة بالشوارع، وتمهيد وتسوية الطرق الترابية لتيسير وصول الناخبين، فضلًا عن مراجعة صلاحية خطوط التليفونات الأرضية لضمان التواصل الفعال.

كما شدد على رفع درجة الاستعداد بكافة المستشفيات، وتوفير سيارات إسعاف مجهزة للتعامل الفوري مع أي طارئ، وتفعيل غرف العمليات وربطها بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، مؤكدًا أن أعمال المتابعة ستستمر حتى قبيل انطلاق عملية الاقتراع، لضمان إجراء الانتخابات في أجواء آمنة ومنظمة تليق بمحافظة الغربية وأبنائها.

واختتم محافظ الغربية جولته بالتأكيد على استمرار أعمال المتابعة الميدانية على مدار الساعة، مشيرًا إلى أن الجولات المفاجئة ستتواصل حتى قبيل انطلاق عملية الاقتراع، لضمان تنفيذ الخطة الموضوعة وإجراء الانتخابات في أجواء آمنة ومنظمة تليق بمحافظة الغربية وأبنائها.

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية يتفقد جاهزية لجان انتخابات مجلس الشيوخ بطنطا
  • إصابة فلسطينيين برصاص الاحتلال في مواجهات بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية
  • ألمانيا: اعتداءات المستوطنين في الضفة «إرهاب منظم»
  • بيطري الغربية: تحصين 228 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع
  • الاحتلال يهجّر تجمعا بدويا في الضفة للمرة الثانية في شهر
  • لماذا اختارت تيك توك بلدة في شمال فنلندا وحولتها إلى مركز بيانات لها؟
  • تايمز: الضفة الغربية في قلب معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • 26 شهيدًا في الضفة الغربية خلال يوليو الحالي برصاص الاحتلال
  • أزمة مياه في الضفة الغربية: سكان سوسيا يتهمون مستوطنين بتخريب مصادر الإمداد