وفقاً لتقرير صادر عن "ماكنزي آند كومباني"، هناك تسع من بين كل عشر نساء تحت سن الثلاثين يرغبن في الحصول على ترقية في الوظيفة، وتطمح ثلاث من بين كل أربع نساء إلى مناصب قيادية عليا. وعلى مدار عقود، تعمل شركة فيديكس على تمكين النساء في قطاع غالباً ما يُنظر إليه على أنه يهيمن عليه الرجال، كما تعمل على النهوض بمسيرتهن المهنية من خلال التدريب والتوجيه.

في فيديكس، تنشط النساء في جميع أنحاء مؤسستنا ويُحدثن فرقاً كبيراً ويتحدين التحيّز. ونحن في الشركة نتعامل مع الأشخاص كأفراد، وندرك بأن معاملة الجميع على قدم المساواة لا تعني بالضرورة معاملتهم بنفس الطريقة.

إن لدى فيديكس سياسة تكافؤ الفرص لضمان عدم معاملة أي شخص بشكل غير عادل على أساس الجنس أو العمر أو الجنسية عند التقدم لوظيفة أو الحصول على فرص التدريب الداخلي أو التطوير.

ولدى فيديكس أيضاً مجلس للتنوع والمساواة والشمول يساعد في تحقيق أقصى استفادة من المبادرات والبرامج الحالية ويحدد مجالات التحسين المستمر. 

وفي صميم هذا الالتزام، تكمن المساواة بين الجنسين في التدريب والتوجيه والدعم للنساء، وتوفير الأدوات اللازمة لتمكينهن من التقدم في حياتهن المهنية والنجاح، مما يساعد في إعداد أعضاء الفريق النسائي وتأهيلهن لشغل أدوار إدارية.

مهمة مريم

تشغل مريم إيسي، بمقر عملها في دبي، منصب مدير عمليات مزودي الخدمات العالميين في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا لدى شركة فيديكس. وقد استهلّت حياتها المهنية في عام 2007 كمندوب خدمة عملاء بدوام جزئي،  إلا أنها سرعان ما تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. 

واليوم، في إطار دورها كمدير، تتولى مريم المسؤولية عن العمليات في 22 دولة، من ضمنها، على سبيل المثال لا الحصر، قطر وباكستان والمغرب وتونس.

تدرّجت مريم في مسيرتها المهنية الطموحة من خدمة العملاء إلى المبيعات والآن في قسم العمليات، مما أكسبها معرفة واسعة من خلال تفانيها في فيديكس. وهي تعزو نجاحها إلى مثابرتها ومهاراتها القيادية، ولكن لا شك أن برامج التدريب والتعلم والتطوير المستمرة التي تقدمها فيديكس لعبت دوراً رئيسياً في ذلك.

وتقول إن التعلم كل يوم أمر مهم، وتضيف: "بهذه العقلية، يمكنك اغتنام الفرص المناسبة لتنمية حياتك المهنية. أشعر بالتمكين والدعم والاحترام في فيديكس، ومن دواعي سروري الآن، تقديم التوجيه والمساعدة في تدريب النساء الأخريات أيضاً."

بعد ثمانية أشهر فقط من انضمامها إلى فيديكس في عام 2007، اغتنمت مريم الفرصة لتصبح موظفة بدوام كامل في قسم خدمة العملاء. وفي عام 2010، انضمت إلى فريق المبيعات وتمت ترقيتها إلى منسق مبيعات أول.

وأضافت مريم: "ثم انضممت بعد ذلك إلى قسم العمليات في عام 2015، حيث عملت في البداية كمساعد تنفيذي للمدير العام لعمليات مزودي الخدمات العالميين، ثم أخصائي عمليات مزودي الخدمات العالميين في عام 2017، وأخصائي أول لعمليات مزودي الخدمات العالميين في عام 2019، وانتهى بي المطاف لتولي منصب مدير عمليات مزودي الخدمات العالميين في عام 2022".

بالنسبة لمريم، العمل الجاد يؤتي ثماره بالتأكيد. فخلال 17 عاماً من عملها مع فيديكس، حصلت على العديد من الجوائز تقديراً لإنجازاتها المتميزة، بما في ذلك جائزة الإدارة القائمة على الجودة. وتُعدّ رحلة مريم كمندوب خدمة العملاء بدوام جزئي، وصولاً إلى المبيعات، والآن إلى دورها الإداري الحالي داخل قسم عمليات مزودي الخدمات العالميين، دليلاً على البيئة الداعمة التي توفرها فيديكس للنساء. 

منذ انضمامها إلى فيديكس، حققت مريم أقصى استفادة من منصة التعلم الشاملة عبر الإنترنت التي تقدمها الشركة. وقبل أن تشغل منصب المدير، حصلت على مؤهل خبير في الإدارة القائمة على الجودة، وأكملت برنامج "آي ليد – iLEAD"، وهو برنامج تدريبي للتأهيل للأدوار الإدارية. والآن، تلتحق مريم ببرنامج فيديكس العالمي للقيادة.

وبالتأمل في تجاربها، تعتقد مريم أن إحدى أهم السمات التي اكتسبتها هي الثقة بالنفس.

وتوصي قائلة: "تقبّل التحديات الجديدة واطلب الدعم عندما تحتاج إليه." وتضيف، "النجاح لا يأتي دفعة واحدة، لذا احتفل بالنجاحات الصغيرة وثابر على تحقيق أهدافك، حتى أثناء مواجهة العقبات. وفي النهاية، إما أن تحقق هدفك أو تتعلم من التجربة – وهذا نجاح في كلتا الحالتين!"

تستمتع مريم إلى حد كبير بمنصبها الحالي كمدير عمليات مزودي الخدمات العالميين، وكذلك بحقيقة أن كل يوم في حياتها المهنية يختلف عن سابقه. وهي الآن ملتزمة بدعم المسار الوظيفي للآخرين، وتبذل جهوداً إضافية لتحقيق ذلك عند الحاجة.

"على مدار مسيرتي المهنية في شركة فيديكس، اكتسبت الثقة تدريجياً، وبصفتي خبيرة متخصصة في مجال الإدارة القائمة على الجودة، أدرك أنه من الضروري أن تنظر إلى الفشل كفرصة. وكما نقول في كينيا، هاكونا ماتاتا."

رؤية فاردوهي

تشغل فاردوهي ميناسيان، التي تتخذ من دبي أيضاً مقراً لها، منصب مدير المحاسبة والضوابط لمنطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا، وبفضل بيئة فيديكس الداعمة والتدريب والتطوير، تمكّنت إمرأة موهوبة أخرى من ارتقاء الدرجات الوظيفية.

انضمت فاردوهي ميناسيان إلى فيديكس  في 2018 كمدقق داخلي أول، وشاركت في العديد من برامج التطوير الداخلي خلال السنوات الثلاث الأولى من عملها، بما في ذلك برنامج فيديكس للقيادة والتعليم والتطوير والإعداد الوظيفي، و"سيف أجايل" (SAFe Agile)، وهو برنامج تدريب على المرونة وسرعة إنجاز الأعمال.

من خلال هذه البرامج وتقديم مجموعة واسعة من الفرص للنساء المحترفات، تعمل فيديكس على إنشاء مسارات وظيفية مجزية لأعضاء فريقها، مما يساهم أيضاً في تحسين الاحتفاظ بالمواهب.

وتقول فاردوهي، "تقدم فيديكس لموظفينا العديد من فرص التعلم والنمو. والأمر متروك لك لاغتنامها. وبدعم من بعض الموجهين والقادة الرائعين لدى فيديكس، تعلمت كيفية التغلب على الخوف من الفشل والنمو خارج نطاق منطقتي."

وتضيف: "لقد ساعدني التدريب على تحدي إمكاناتي وكيف أكون واثقة بنفسي والاستفادة من الملاحظات ومعرفة كيف أريد أن أكون القائد. إنني أقدر الفرص التي أتاحتها لي  فيديكس للتعلم والنمو وتبنّي التغيير والارتقاء بحياتي المهنية إلى المستوى التالي."

وتقرّ فاردوهي بأن التكيف مع التغيير بعقلية إيجابية كان بمثابة منحنى التعلم الأكبر، ولكن الفوائد المهنية لدمج هذه المهارة كانت كبيرة ولا تقدّر بثمن. 

وتوضح: "لقد ساعدني الانتقال من التدقيق الداخلي إلى قسم الشؤون المالية وتولي دور قيادي في الوقت نفسه، على تقبل المجهول والاعتماد على الدعم المقدم من قبل الأشخاص من حولي. إن قدرتي على أن اتقبل الصعاب والتحديات في مسيرتي المهنية والتعايش شكلت محطة مهمة من رحلة تطوري المهني والاستمتاع بهذه التجربة وصولاً إلى تحقيق مهارات إدارة حياتي اليومية."

واليوم، تقول فاردوهي بأنها قد أصبحت مصدر إلهام لمساعدة النساء الأخريات على تطوير حياتهن المهنية.

"طوال مسيرتي المهنية، استفدت شخصياً ولمست بنفسي تأثير الموجهين الأكفّاء والمناصرين للتنوع والمساواة بين الجنسين. وآمل أن أواصل مساعدة النساء والفتيات الأخريات وأمكّنهن من إسماع صوتهن ورؤية ما لديهن."

إلهام الآخرين

وتأكيداً على الدور المهم الذي لا يزال يتعين على المرأة أن تلعبه لتحقيق التوازن الدقيق فيما يتعلق بالحفاظ على مكانتها ونجاحها المهني وحياتها الأسرية، تفكّر كلتا المرأتين بالأسرة عندما يتعلق الأمر بمن وكيف يلهمها.

تقول فاردوهي إن أولادها هم مصدر إلهامها الأكبر للنجاح: "يجعلني أولادي أرغب أن أكون شخصاً أفضل وقائدة ذات تأثير إيجابي، وأن أكون مصدر فخر لهم."

تعتبر مريم أن عائلتها هي أكبر مصدر إلهام لها: "إصرار والدي على التأكد من حصولي على تعليم جيد، ودعم زوجي وعائلتي لي في رحلتي كان سبب نجاحي. لذلك أريد أن أكون قدوة لابنتيّ اللتين تمثلان أكبر مصدر فخر لي."

وفي كلمة أخيرة، تقول فاردوهي، "إن أكثر ما أحبه في عملي هو فرصة العمل مع أشخاص موهوبين ومهتمين ومتحمسين ومبدعين وقادرين على إحداث فرق، إلى جانب الإمكانيات اللامحدودة للتعلم وتجربة أشياء جديدة."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أن أکون فی عام

إقرأ أيضاً:

غزة ترفض فتات السماء.. شهادات لـعربي21 تكشف عن غضب الأهالي من الإنزالات الجوية

عبر فلسطينيون في غزة في أحدايث منفصلة لـ"عربي21" عن غضبهم من جدوى الإنزالات الجوية في قطاع غزة، في مواجهة مجاعة طاحنة وغير مسبوقة، داعين إلى فتح الباب أمام المؤسسات الأممية لإدخال ما يتكدس من مساعدات على المعابر البرية، وتمكين الوصول إليها وتوزيعها بـ"شفافية وكرامة".

وقال عبد الحليم حسن، إن التجربة السابقة مع الإنزالات الجوية للمساعدات، كانت تؤكد بوضوح غياب الأثر والجدوى في كسر موجة الجوع الحادة التي تضرب قطاع غزة، مؤكدا في حديثه لـ"عربي21" أن الكميات القليلة التي تلقيها الطائرة الواحدة، لا تكفي لسد حاجات الناس الملحة وسط مجاعة مستفحلة.

وأضأف حسن" : غزة ترفض هذه الطريقة التي تمتهن الكرامة الإنسانية، وتخلق مزيدا من الفوضى في الشارع".. متسائلا: "هل يعجب المجتمع الدولي أن نتدافع ونقتل بعضنا بعضا للحصول على هذا الفتات؟".


بدوره، قال سعيد نصار في حديث لـ"عربي21"، إن المساعدات التي تلقى جوا تشكل خطرا كبيرا على حياة الفلسطينيين في القطاع، كونها قد تسقط على خيام النازحين أو المنازل الآيلة للسقوط والتي اتخذها غزيون مأوى لهم.

وبينما عبر نصار عن شكره للدول التي تنفذ عمليات الإنزال الجوي، دعا إلى تحويل الجهود لإدخال المساعدات برا، على اعتبار أن الشاحنة الواحدة يمكن أن تحمل ما يمكن إلقائه من عدة طائرات مجتمعة.

من جهته، قال الصحفي المحلي معاذ سليمان في حديث لـ"عربي21"، إن طائرات تحمل مساعدات ألقت دفعات من المساعدات في عدة مناطق من مدينة غزة، مشددا على رصد إسقاط 12 مظلة تحمل مساعدات فوق البلدة القديمة لمدينة غزة، ومنطقة شارع الثلاثيني القريب، فضلا عن 8 مظلات فوق منطقة الكرامة المدمرة شمال غرب المدينة.

"خطورة مركبة"
وشدد سليمان على أن تحرك المواطنين لاستلام المساعدات من المناطق المدمرة ينطوي على خطورة مركبة، فمن ناحية يُخشى أن تسقط هذه المساعدات على رؤوس النازحين والمحتشدين والخيام البالية في مناطق الإنزالات، أو يتعذر من الناحية الأخرى الوصول إليها حال سقطوها في مناطق أو منازل مدمرة، كمنطقة الكرامة التي تعرضت إلى تدمير ممنهج أحالها إلى أكوام من الركام.

في الاتجاه نفسه، كشف الصحفي يوسف فارس، أن إحدى المظلات (تحمل مساعدات) سقطت مباشرة على خيمة تؤوي نازحين بمنطقة الكرامة شمال غزة، وأصيب الجميع وربما قتلوا.


وحذر الصحفي في منشور على حساب في "فيسبوك" من تشكل عصابات تعمل على تطويق مناطق سقوط المظلات، بهدف سرقتها وحرمان المجوعين منها.

وذكر أن "العشرات قتلوا (سابقا) نتيجة السقوط المباشر للمظلات الثقيلة على الخيام والبيوت"، متسائلا: "كيف سيكون الحال اليوم وليس في شمال القطاع موطئ قدم إلا ودُقت فيه خيمة؟".
وشدد فارس على أن "إسرائيل تبدع في اجتراح كل طريقة لإدخال المساعدات يتحقق فيها مبدأ الإذلال وامتهان الكرامة" .



انتقاد أممي
من جهتها، انتقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، استخدام "إسرائيل" للإنزال الجوي للمساعدات في قطاع غزة، قائلة إن تلك الآلية في إيصال المساعدات "لن تنهي" المجاعة المتفاقمة.

وتساءلت جولييت توما، مديرة الإعلام والاتصال في الوكالة لصحيفة "نيويورك تايمز"، عن جدوى إنزال المساعدات جوا، وقالت: "لماذا نستخدم الإنزال الجوي بينما يمكننا نقل مئات الشاحنات عبر الحدود؟".
وشددت على أن إدخال المساعدات عبر المعابر البرية "أسهل بكثير، وأكثر فعالية، وأسرع، وأقل تكلفة".

وأكدت أن الإنزال الجوي للمساعدات "لن يُنهي المجاعة المتفاقمة في غزة"، لافتة إلى تكدس 6000 شاحنة تابعة للأونروا عند المعابر البرية "تنتظر الضوء الأخضر" من "إسرائيل" من أجل الدخول إلى القطاع المحاصر.


وموجهة خطابها لدولة الاحتلال، قالت توما: "ارفعوا الحصار، وافتحوا المعابر، واضمنوا حركة آمنة (لقوافل المساعدات) ووصولا كريما للمحتاجين (في غزة)".

وسبق أن اعتبر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو "مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية بالقطاع".

ويأتي ذلك بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، "سماحه" بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على غزة، و بدء ما أسماه "تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بقطاع غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

وتتزامن تلك الخطوة الإسرائيلية مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية نتيجة استفحال المجاعة بالقطاع وتحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع.

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها دولة الاحتلال منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وخلفت الإبادة الإسرائيلية, بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • غريب مريم تُهدي الجزائر ذهبية ثمينة في البطولة الإفريقية المدرسية
  • هدنة تحت النار.. والمساعدات تكشف زيف الاحتلال
  • تعلن محكمة خدير والصلو وسامع عن فقدان بصيرة شراء تخص المرحومه الحره/ مريم البيحاني
  • مريم الأنصاري بعد خلعها الحجاب: كوني كما تحبين لا كما يريدون .. صورة
  • غزة ترفض فتات السماء.. شهادات لـعربي21 تكشف عن غضب الأهالي من الإنزالات الجوية
  • الرئيس السيسي يوجه بتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات إنشاء المحاور اللوجستية التنموية المتكاملة
  • تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"الأكاديمية العُمانية اللوجستية"
  • جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نركز على الخدمات المنقذة للحياة
  • بدء الدورة التدريبية في مجال السلامة والصحة المهنية بمطاحن عطبرة الجديدة
  • تعلن محكمة خدير والصلو وسامع الابتدائية عن فقدان بصيرة شراء تخص المرحومة/ مريم محمد البيحاني