سودانايل:
2025-12-13@05:33:48 GMT

رسالة الى السيد خالد محي الدين مع التحية

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

بقلم:
بروفيسور
مهدي أمين التوم

التفكير في البدائل حول مأساة السودان القائمة، ليس حِكراً علي فرد أو تنظيم ، بل هو أمر عام لكل فرد أو جماعة كامل الحق في تناوله و الإسهام فيه. لذا ، و مع كامل الإحترام لما تراه من إقتصار الحلول ، كلياً، علي (أبْيَض) كَسْر بُندقية الفلول بواسطة آلة الدمار الجنجويدية، و (أسْوَد) بلع علقم إحتضانهم عبر وِفاق سياسي لا يستثني أحداً ، فليس من حقك منع أو إستكثار التفكير حول حلول أخرى ، أو حتى التشكك و سد الطرق أمام الباحثين ، أفراداً أو جماعات ، عن مخارج بديلة يرونها ، أو يقترحونها ،كإقتراح الوصاية الدولية المؤقتة علي السودان مثلاً.

و لعلمك فإن إقتراح الوصاية الدولية لم يعد شخصياً أو قاصراً علي شخصي الضعيف.. لقد تقدمت به مؤخراً و بشكل رسمي مجموعة معتبرة من المثقفين و المهنيين المستقلين السودانيين المنضوين تحت مظلة (( جبهة دعم الثورة السودانية )) و رفعته برسالة رسمية موجهة إلي السيد أمين عام منظمة الأمم المتحدة ، بصورة لكل الجهات المعنية، أو ذات الصلة ، عالمياً و إقليمياً و محلياً .لقد تقدمت هذه المجموعة بإقتراح الوصاية الدولية المؤقتة، كإقتراح بديل له مسبباته ، و كترياق لمخاطر تهدد حاضر و مستقبل وطننا العزيز، أرضاً و شعباً، و تزعزع أمن و سِلم الإقليم، و ربما أمن و سِلم العالم ككل إستناداً علي ما تَكَشَّف من صِرَاع و تنافس روسي/ أوكراني في ساحات بلادنا الحبيبة ،مِثالاً و ليس حِصراً ، و من تدخلات إقليمية لم تعد خافية أو مستترة.. و هذه المطالبة لأمين عام الأمم المتحدة و ما احتوته من تبريرات و مقترحات مشروعة، هي طبيعية بكل المقاييس ، و ليس فيها مثقال ذرة من عدم وطنية تظنها أنت ، أو يظنها البعض، في مَن يخالفونهم الرأي في هذا المنحنى.. فالسودان عضو في منظمة الأمم المتحدة يساعدها علي إحلال السِلْم في العالم ،و من حقنا الطبيعي عليها كأعضاء أن تحمي السِلْم في بلادنا ،و بإختيارنا ، لفترةمحدودة يعاد فيها ترتيب أمور البلاد ، و تتم المحافظة علي كينونتها و إستقلالها قبل أن تتشرذم و تتوزع أيدي سبأ .
نعم الأمم المتحدة هي أساساً منظمة سياسية لكن لها أبعاد عسكرية/أمنية!! و هو بالضبط ما نحتاجه لقمع الفوضى القائمة في البلاد أولاً ، و لتنظيم و إعادة ترتيب شؤون البلاد ثانياً. صحيح أن المنظمة يحكمها ميثاق أو إطار قانوني ينظم حركتها و يحددها . لكن الميثاق نفسه يتضمن آليات مرنة ، و يوفر صلاحيات عامة و خاصة تُمَكِّن المنظمة من المحافظة علي السِلْم العالمي أحياناً بمعزل عن سيف الفيتو ، أو حق النقض ، في مجلس الأمن . و أظن أن المادة( 51 ) في ميثاق الامم المتحدة مثال حي لذلك، و قد استغلته بالفعل بعض أكبر دول العالم علي مسمع و مرأى من الجميع.فالأمر ليس بالحدية و العدمية التي عبر عنها الدكتور فيصل عبد الرحمن علي طه مؤخراً في حديثه عن مضمون الوصاية في ميثاق الأمم المتحدة..فالأمر أمر سياسة و أمن عالمي و إقليمي و ليس امر بعض نصوص قانونية بحتة.. إن هناك مساحات من التقديرات تحت تصرف أمين عام المنظمة و الدول الأعضاء.
و عليه فإن ما يقوم به ذوو الرأي المختلف عن ثنائيتك يا سيد خالد محي الدين، ما هي إلا إجتهادات دوافعها وطنية صادقة ، و منبعها حق طبيعي في التفكير الحر المستقل الباحث بصدق عن سبيلٍ لإنقاذ وطنّ عزيزٍ يتمزق و يكاد يتلاشى أمام أعيننا و نحن عاجزون نفتقد آليات ذاتية لإنقاذه ، و لهذا يتم طرق ابواب الأمم المتحدة عسى تستجيب قبل فوات الأوان و ضياع وطننا السودان .
و لك الله يا وطني.
بروفيسور
مهدي امين التوم
18 مارس 2024 م
[email protected]
///////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

نيبينزيا: أفغانستان لم تتحول إلى ثقب أسود بعد انسحاب القوات الأجنبية

صرح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأن أفغانستان لم تتحول إلى "ثقب أسود" بعد انسحاب القوات الأجنبية في عام 2021، بعكس التوقعات الغربية.

روسيا: الدفاعات الأوكرانية مسؤولة عن تضرر المنشآت المدنية في أوكرانيا خبير علاقات دولية: خطة ترامب تخدم روسيا أكثر من أوكرانيا

وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء: "رغم التوقعات الغربية، فإن أفغانستان بعد الانسحاب غير المسؤول للقوات الأجنبية، لم تنهر ولم تتحول إلى ثقب أسود".

وتابع: "نرى أنه رغم العقوبات الوحشية القائمة، تبذل السلطات الأفغانية جهودا مستقلة لحل القضايا التي تراكمت خلال سنوات الاحتلال".

وأضاف أن السلطات الافغانية الجديدة "تراهن على التعاون المتعدد الأوجه في المنطقة مع التركيز على تحويل البلاد إلى دولة مستقلة ذات اكتفاء ذاتي. ولكن من الواضح أن هذه العملية ليست سريعة

وأشار إلى أنه سيكون من الصعب بالنسبة لأفغانستان أن تتجاوز الأزمة بشكل مستقل "بدون دعمنا غير المسيس".

ولفت إلى أن بعض الدول المانحة الغربية لم تدرك "عدم وجود بديل للحوار الواسع مع السلطات الأفغانية ولا تزال تتحدث معها بلغة الوعيد والإنذارات وتدعو إلى تشديد لهجة الأمم المتحدة".

وحذر من أن ذلك لن يؤدي إلى رضوخ "طالبان" للضغط، بل إلى تعنتها وتشديد نهجها، مشيرا إلى أن عدم التقدم في مسألة الإفراج عن الأموال الأفغانية المجمدة، يعتبر إحدى المهام الأساسية للبعثة الأممية في أفغانستان، وسيؤدي فقط إلى إنهاء الحضور الأممي في البلاد.

وقد جاء ذلك خلال جلسة مكرسة لعمل بعثة الأمم المتحدثة لمساعدة أفغانستان، التي تزال تعمل في البلاد منذ عام 2002.

مقالات مشابهة

  • شاهد: سفير واشنطن في الأمم المتحدة يوجه رسالة خاصة لسكان غزة
  • اللي عنده برد يقعد بالبيت.. رسالة عاجلة من عوض تاج الدين لطلاب المدارس
  • غوتيريش يتحدث عن اجتماع مرتقب في جنيف سيجمع طرفي النزاع في السودان
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • جلالة السُّلطان يتلقّى رسالة من السيد شهاب
  • وليد سليمان يوجه رسالة لـ خالد مرتجي في أحدث ظهور.. ماذا قال؟
  • خبير اقتصادي: خدمة الدين الخارجي تمثل عبئًا كبيرًا على الموازنة المصرية
  • نيبينزيا: أفغانستان لم تتحول إلى ثقب أسود بعد انسحاب القوات الأجنبية
  • مي عز الدين تستذكر والدتها الراحلة بكلمات مؤثرة على إنستجرام
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة