لجريدة عمان:
2025-12-15@07:01:35 GMT

أين أبناؤكم ؟

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

تراهن الدول على أن الأجيال والشباب هم المحرك لصناعة المستقبل وضمان ديمومة البناء والتقدم في كافة المجالات، لذلك تعمل على الاهتمام بهم، وتسخير كل ما من شأنه توفير ما يحتاجونه من اهتمام يضمن تنميتهم عقليًا وبدنيًا وعلميًا وأخلاقيًا، مع التركيز على الهوية الوطنية.

والمتابع لحجم الحراك الرسمي والمجتمعي في سلطنة عمان، يلمس الاهتمام بالأجيال والحث على تنشئتهم تنشئة صالحة، والتركيز على غرس القيم النبيلة والسمت الأصيل الذي يعد سلاحًا يصون به المرء نفسه من مغريات الحاضر.

ومع مثل هذه التوجهات التي تتبناها المؤسسات الحكومية والمجتمعية، لا يمكن أن تتحقق الأهداف المنشودة إلا بتضافر الجهود من الجميع وممارسة كل طرف دوره على أكمل وجه، وهنا يأتي دور الأسرة لتكون الركن الأهم في منظومة بناء الأجيال، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الأبناء، فالأسرة أولًا وأخيرًا هي المسؤولة عن تربية الأبناء ومتابعتهم ومراقبة تصرفاتهم، والحث على الفعل الحميد، وتصحيح أي تصرف أو مشهد أو فعل قد يلمسونه من أبنائهم يكون خارجا عن الأدب والدين والأخلاق والهوية والسمت العماني الأصيل أو الفطرة الإنسانية.

فهناك شباب في سن المراهقة يسهرون على قارعة الطريق وبين الأحياء السكنية إلى ساعات الفجر، مقلدين تسريحات وقصات غريبة على شعورهم، بعضهم جاء بسيارات والآخر بدراجات نارية وبعضهم مرافق لهذا وذاك، يقضون سهراتهم خارج المنزل ويطوفون بين الحين والآخر بين الأحياء السكنية مستخدمين مكبرات لصوت محركات مركباتهم ودراجاتهم النارية، مقلقين الراحة العامة.

السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، أين أولياء أمور هؤلاء الشباب المراهقين؟ ألا يقلقهم سهر أبنائهم خارج المنزل لساعات الفجر؟ هل يعرفون مع من يسهرون؟ وفي ماذا يقضون أوقاتهم؟

إن الندوات والبرامج التي تقام بين فترة وأخرى وتدعو إلى تعزيز الهوية والاهتمام بتربية الأجيال وغرس القيم النبيلة، لا بد لها أن تتبنى أدوات حديثة لتوقظ في الأسر وأولياء الأمور والأمهات، هذا الجانب، وتنبههم بضرورة الاهتمام بالأبناء ومراقبة أوقاتهم وفيمَ يقضونها؟ ومن مع؟ وكيف؟ لأن بداية الدخول في عوالم الجريمة والانحراف يبدأ من مثل هذه التصرفات، كالسهر إلى ساعات الفجر، والتجمع دون مراقبة التصرفات الطائشة التي تخرج عن الذوق العام والاحترام.

قبل مدة استوقفت شرطة عمان السلطانية مجموعة من الشباب وهم يقودون دراجات نارية، قاموا بعرقلة حركة السير، والاستعراض بحركات وسط الطريق، وغيرها من التصرفات الرعناء، ومثل هذه التصرفات الخارجة عن الآداب والأخلاق، من الضروري أن يقف عندها أولياء الأمور ويحاسبون أبناءهم على مثل هذه الأفعال، لضمان عدم تكرارها؛ لأنها دخيلة علينا كمجتمع عماني عرف عنه الاحترام والأدب.

إن سلوك الأبناء معرض للكثير من المتغيرات، ومتى ما كانت الأسرة بعيدة عن مراقبة أبنائها، تضاعف خطر تعرض الأبناء للانحراف، لأن أصدقاء السوء كثر، والمغريات كثيرة، وإذا اهتمت الأسرة بمراقبة ومتابعة أبنائها فإن ذلك سوف يكلف الكثير على المستوى البعيد، ويكلف الأسرة ويكلف المجتمع.

لذلك من الضروري أن يكون رب الأسرة حريصا على متابعة أبنائه ومراقبتهم، وتقويم سلوكهم، ومعرفة أين يقضون أوقاتهم؟ خاصة في سن المراهقة والشباب، حتى يخرجوا من عنق الزجاجة ويواصلوا بعد ذلك مسيرة حياتهم وهم متسلحون بتربية سليمة، وأخلاق حميدة وهوية وطنية راسخة.

سهيل النهدي محرر صحفي من أسرة تحرير عمان

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خمسون عاما من الحب.. مات حزنا على مرضها فلحقت به بعد دقائق من اكتشافها وفاته

شهدت محافظة الإسماعيلية واقعة اهتزت لها قرية المنايف، في وداع عائلة لأب وأم في مشهد حزين وفي ليلة واحدة.

حسب رواية الأبناء، يتمتع الزوجين بسمعة طيبة حيث عاشا معا ما يقرب من 50 عاما، في حب ومودة ورحمة، بنوا خلالها عائلة ضمت الأبناء والأحفاد، شملوهم بعطفهم داخل منزل كبير، تعالت فيه أصوات الضحكات بين الكبار والصغار.


لم يمر يوم دون لقاء  يجمع فيه الزوجين المتحابين أبنائهما واحفادهما، خلقوا خلالها ذكريات عطرة حنونة، حتي في اللحظات العصيبة كانوا فيها خير سند.


إلي أن جاءت الفاجعة التي حلت على العائلة صغيرها قبل كبيرها، وداع بدون لقاء، الجد والجدة فارقا الحياة دون مقدمات.
 

وبحسب رواية الأبناء، مات الزوجين محتضنين بعضهما، مات الزوج واتبعته الزوجة كأنها تمارس واحدة من عادتها التي اتصفت بها، لحقت به بعد ٦دقائق ، ولم يتحمل قلبها الصدمة حزنا عليه.

 فى قرية المنايف بالإسماعيلية، انتهت أعظم قصة حب يضرب بها المثل في الوفاء والإخلاص.

وبحسب التحريات في الواقعة، بدأت القصة  بإصابة الحاجة زبيدة بالقلب وعلى الفور سارع بها زوجها  للطبيب الذى أكد أن الحالة تحتاج رعاية ومتابعة وهنا تأثر وبشدة عم زينهم حزنا على رفيقة عمره وشريكة حياته خلال ٥٠ عاما كانا فيها مثالا فى الحب والوفاء ورعاية أبناءهم ثلاثة رجال وسيدة.

جلس عم زينهم  بجوار زوجته يراعيها ويقدم لها الدواء ويصلي الفجر داعيا لها بالشفاء ، لم يتحمل قلبه الحزن وتوفى بعد صلاة الفجر تحت قدميها، لم تكن الحاجة زبيدة تتصور أن زوجها توفي نادت عليه اقتربت منه وضعت يدها على قلبه لتكتشف أنه مات لم تتحمل الصدمة توفت فى الحال لتلحق به بعد ٦دقائق من وفاته وفق تقرير الوفاة ، وليكتشف الأبناء والأحفاد وفاتهما صباحا عندما نزلوا يتابعونهما ويقبلون أياديهم  كعادتهم كل يوم.

طباعة شارك الإسماعيلية اخبار الاسماعيلية محافظة الاسماعيلية

مقالات مشابهة

  • مؤتمر أدباء مصر منصة للتفاعل بين الأجيال.. تاريخ طويل من الإبداع والتحديات مع انطلاق الدورة الجديدة
  • عاشا معا وماتا سويا يحتضن كلاهما الآخر.. قصة حب مؤثرة بين زوجين في الإسماعيلية
  • «استدامة عمرانية لمستقبل الأجيال».. وزير الإسكان يشارك في المنتدى العربي السادس بالدوحة
  • ضم الأبناء والزوجة للبطاقة التموينية إلكترونيًا.. خطوة بسيطة لتوسيع الدعم
  • اقتصاد الفرص في صدارة قمة المرأة المصرية.. المالية تستعرض تمكين الأجيال الجديدة
  • خمسون عاما من الحب.. مات حزنا على مرضها فلحقت به بعد دقائق من اكتشافها وفاته
  • الخيمة التراثية بنجران تسهم في نقل الموروث الثقافي بين الأجيال
  • من البر إلى الابتزاز متى يتحول اعتداء الأبناء على مال والدهم إلى جناية؟
  • عصام عجاج: 750 حالة طلاق باليوم.. و1500 طفل يفقدون ججرعاية الأب
  • طوكيو وواشنطن: التصرفات الصينية تضر بالسلام الإقليمي