الإسلام اهتم بالتشجير لصون الثروات الطبيعية
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تعد الأشجار من أهم عناصر البيئة الطبيعية، إذ تمثل أحد عناصر البيئة المتجددة التي تقوم بحفظ التوازن البيئي. ومن دون الأشجار، فإن الحياة البشرية ستصبح غير قابلة للاستدامة، وخير دليل على ذلك أن بعض الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية نادت بالحفاظ على الأشجار من أجل الأجيال القادمة.
يقول د. جمال عبد ربه، عميد كلية الزراعة جامعة الأزهر بالقاهرة: «إن الشريعة الإسلامية اهتمت بالأشجار انطلاقاً من الحث على عمارة الأرض، والإسلام جعل الثواب الكبير لكل من غرس الأشجار والثمار التي يأكل منها الناس والأنعام، وقد أثبت العلم الحديث أن الأشجار لها دور كبير في مواجهة تلوث البيئة، وفي إطار اهتمام الإسلام بالبيئة بكل مكوناتها ينبغي أن يحث الخطاب الديني على التشجير من خلال إطلاق مبادرات للتشجير، وكذلك الاهتمام بالمسطحات الخضراء، والتحذير من قطع الأشجار، والحث على منع الاعتداء على الأشجار المعمرة، وحماية البساتين العامة، والحرص على نظافتها وعدم الاعتداء عليها».
وأشار إلى أن «اهتمام الإسلام بالتشجير ينطلق من الحرص على تحقيق مصلحة الإنسان وحفظ النفس البشرية، وقد تضمنت الشريعة الإسلامية الكثير من النصوص التي تحث على غرس الأشجار من زيتون وأعناب ونخيل وغيرها، وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أن النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» أخرجه مسلم. كذلك ورد في الحديث الشريف عن أنس، رضي الله عنه، أن النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، قال: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْماً، أَوْ كَرَى نَهَراً، أَوْ حَفَرَ بِئْراً، أَوْ غَرَسَ نَخْلاً، أَوْ بَنَى مَسْجِداً، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفاً، أَوْ تَرَكَ وَلَداً يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ» أخرجه البيهقي.
وتابع: «المعروف علمياً أن الأشجار تسهم بشكل كبير في تحسين نوعية الهواء والتخفيف من آثار تغير المناخ، خاصة في المدن التي ترتفع فيها مستويات التلوث».
ويضيف د. عبد ربه، أن «الشجرة المتوسطة تمتص يومياً قرابة 1,7 كجم من ثاني أكسيد الكربون، وتنتج 130 لتر أكسجين، ويلزم زراعة 7 أشجار لإزالة التأثيرات الملوثة لسيارة واحدة، كما أن الفدان من الأشجار يزيل 2,6 طن من ثاني أكسيد الكربون من الجو سنوياً، وموت شجرة عمرها 70 عاماً يعني صعود 3 أطنان من الكربون إلى الغلاف الجوي، وهي الكمية التي كانت الشجرة تسهم في امتصاصها سنوياً، كما تسهم الأشجار بشكل كبير في مكافحة التصحر وتثبيت التربة ومنع زحف الرمال، وتعمل مصداتٍ للرياح والعواصف الترابية، وتعد مصدراً للرياح والعواصف الترابية، ومصدراً مهماً لإنتاج الأخشاب، ما يحد من استيرادها وتوفير عملة صعبة، وكذلك تعمل الأشجار على زيادة التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية».
ويقول الشيخ صبري ياسين، وكيل وزارة الأوقاف المصرية: «إن الحفاظ على الأشجار وحمايتها مسؤوليتنا جميعاً من أجل الحفاظ على مواردنا الطبيعية، لذا يجب الالتزام بالتعليمات التي تصدرها الجهات المختصة في المجتمع بهدف الحفاظ عليها، وكذلك عدم التعدي على البساتين والحدائق العامة التي تبذل الجهات المسؤولة في المجتمع جهوداً كبيرة لتكون مصدراً للبيئة النظيفة، وواجهة يقصدها الناس عند التنزه، بجانب إطلاق حملات التوعية لكيفية الحفاظ على الأشجار، وتقليم الأشجار بالطرق العلمية الصحيحة على أيدي متخصصين».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإسلام شهر رمضان على الأشجار الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
العدو يواصل اقتلاع آلاف الأشجار من أراضي الفلسطينيين في رام الله
غزة/يمانيون
واصلت آليات العدو الإسرائيلي، اليوم السبت، تجريف آلاف الدونمات من الأراضي، واقتلاع آلاف الأشجار، في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية.
ووفق مصادر فلسطينية قال رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب، إن جيش العدو يواصل منذ عدة أيام عمليات تجريف واسعة في السهل الواقع شرقي البلدة، طالت نحو 3 آلاف دونم، وشملت اقتلاع أكثر من 4 آلاف شجرة معظمها أشجار زيتون.
وبين أديب أن العدو أعلن المنطقة عسكرية مغلقة، ومنع المزارعين من الوصول إليها حتى خلال موسم قطف الزيتون.
ولفت إلى أن الجيش يقوم بتجريف الأشجار وحراثة الأرض، تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليها.
وكشف تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، استيلاء العدو على 2800 دونم من الأراضي الفلسطينية، خلال نوفمبر الماضي، من خلال أوامر “وضع اليد والاستملاك وتعديل حدود أراضي الدولة”.
فيما أشارت معطيات الهيئة إلى أن العدو الإسرائيلي أصدرت منذ مطلع العام 2025 ما مجموعه53 أمرا لوضع اليد لأغراض عسكرية، في تكثيف ملحوظ لاستخدام هذا النوع من الأوامر الذي يتذرع بالحجة العسكرية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية.