الأمم المتحدة تطلق تحذيرات جديدة بشأن المجاعة في غزة
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
كرر مسؤولون في الأمم المتحدة تحذيراتهم من موت فلسطينيين في غزة من الجوع، وذلك بعدما نشرت وكالات أممية -أول أمس الاثنين- تصنيفا جديدا لانعدام الأمن الغذائي في القطاع جراء الحرب الإسرائيلية.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين -في بيان- إن معايير "التصنيف المرحلي المتكامل" لإعلان المجاعة لم تستوف نظريا، لكن "سكان غزة يموتون من الجوع".
ويقدّر برنامج الغذاء العالمي أن واحدا من كل 3 أطفال في شمال القطاع يعاني سوء التغذية، وأن "سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتزايد بوتيرة قياسية".
في الوقت نفسه، قالت بيث بيكدول نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة إن "وجود 50% من كل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة هو أمر غير مسبوق".
وأضافت بيكدول، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، "إذا لم يحدث تغيير في عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، ستحدث المجاعة".
وأوضحت أن المجاعة "قد تكون بدأت في الشمال، لكننا لم نتمكن بعد من التحقق من ذلك، بسبب عدم إمكان الوصول إلى المناطق المعنية".
وأشارت بيكدول إلى أن الوقف الفوري لإطلاق النار سيسمح بإدخال ما يكفي من الغذاء والدواء ومياه الشرب لتجنب المجاعة، لكن ذلك "لا يبدو مرجحا خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة".
بدوره، قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث -في منشور على منصة إكس- "يجب على المجتمع الدولي أن يشعر بالخجل لعدم تمكنه من وقف المجاعة".
وحسب تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" الذي نشرته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة الاثنين، فإن نصف سكان غزة -أي نحو 1.1 مليون فلسطيني- يعانون "انعداما كارثيا للأمن الغذائي" جراء الحرب.
وهذا أكبر رقم يسجله التصنيف الذي يعرّف المجاعة بأنها "مواجهة السكان سوء التغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء".
وقال التقرير إن "المجاعة وشيكة في المناطق الشمالية ويتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف مارس/آذار ومايو/أيار 2024" ما لم يتم القيام بشيء للحيلولة دون وقوعها.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء.
وحسب منظمة أوكسفام، دخلت 2874 شاحنة إلى القطاع في فبراير/شباط الماضي، أي ما يعادل 20% فقط من المساعدات اليومية التي كانت تصل قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إنه ما زالت هناك "نافذة ضيقة" لمنع المجاعة، لكن الأمر يتطلب "الوصول الفوري وغير المقيد إلى الشمال".
وأضافت "إذا انتظرنا حتى إعلان المجاعة، سيكون الأوان قد فات وسيموت آلاف آخرون".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
اكتشاف غير مسبوق يغيّر فهمنا لتحديد الجنس.. التغذية قد تلعب دورا حاسما!
اليابان – أظهر فريق من العلماء، لأول مرة، أن نقص الحديد أثناء الحمل قد يؤدي إلى تغيّر الجنس البيولوجي لدى الأجنة الذكور.
وكشفت الدراسة، التي أجراها فريق البحث من جامعة أوساكا اليابانية وجامعة كوينزلاند الأسترالية، أن النقص الحاد في الحديد داخل الرحم يتسبب في ظهور صفات أنثوية لدى بعض الأجنة الذكور (الحاملين للكروموسومات XY)، إضافة إلى نمو الغدد التناسلية الأنثوية لديهم.
وتعد هذه النتائج غير مسبوقة في مجال علم الأحياء، إذ تقدم أول دليل علمي لدى الثدييات على أن العوامل البيئية — وليس الجينات وحدها — يمكن أن تؤثر على تحديد الجنس، فيما يتحدى المفهوم السائد القائل بأن جنس الثدييات يتحدد منذ لحظة الإخصاب بناء على الكروموسومات: XY للذكور وXX للإناث.
وأوضح قائد الدراسة، ماكوتو تاتشيبانا، من جامعة أوساكا، أن جين SRY الموجود على الكروموسوم Y يعد مفتاح عملية التمايز الجنسي لدى الذكور، إذ يحفّز تطور الغدد التناسلية إلى خصيتين في الأسابيع الأولى من الحمل. وفي غياب هذا الجين أو تعطل عمله، تتطور هذه الغدد إلى مبايض.
لكن الدراسة كشفت أن انخفاض مستوى الحديد بنسبة 60% داخل الخلايا يسكت نشاط هذا الجين الحاسم في وقت حرج من النمو الجنيني، ما يؤدي إلى انحراف المسار الجنسي نحو التمايز الأنثوي.
وخلال التجارب على الفئران، وُلد 6 من أصل 39 فأرا ذكرا من إناث عانت من نقص حاد في الحديد، وقد طوّرت مبايض مكتملة النمو. كما وُلد فأر خنثى يمتلك مبيضا وخصية.
وفي تجارب إضافية استخدمت دواء يزيل الحديد من الجسم، ظهر التأثير نفسه: 5 من أصل 72 جنينا ذكرا طوّرت أعضاء تناسلية أنثوية.
وقال البروفيسور بيتر كوبمان، من جامعة كوينزلاند، وأحد المشاركين في الدراسة: “لم يُثبت من قبل أي تأثير غذائي على نمو الجهاز التناسلي بهذه الطريقة. هذه النتائج تسلط الضوء على دور التغذية في عملية حيوية اعتُبرت لفترة طويلة محكومة فقط بالجينات”.
ويرى العلماء أن ما حدث يعود إلى آلية الوراثة فوق الجينية (Epigenetics)، حيث تتسبب العوامل البيئية — مثل نقص الحديد — في تغييرات كيميائية تؤثر على التعبير الجيني دون تغيير الشفرة الوراثية نفسها.
وقد تبين أن نقص الحديد يعطل عمل إنزيم KDM3A، الضروري لتنشيط جين SRY. وبغياب هذا التنشيط، لا يبدأ المسار الذكري لتكوين الخصيتين.
ورغم أن الدراسة اقتصرت على الفئران، يشير العلماء إلى أن نتائجها قد تكون ذات صلة بالبشر، خصوصا أن نحو 40% من النساء الحوامل عالميا يعانين من نقص الحديد.
وأشار كوبمان إلى أن “بعض النساء قد يكنّ أكثر عرضة لتأثيرات هذا النقص، ما يستدعي دراسة إضافية لتحديد العوامل الوراثية والبيئية المشتركة”.
ويخطط العلماء لمزيد من الدراسات لفهم ما إذا كانت آليات مماثلة تحدث لدى البشر، وما الظروف التي قد تجعل نمو الجنين حساسا لمستويات الحديد في المراحل المبكرة من الحمل.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature.
المصدر: interesting engineering