وول ستريت جورنال: مقتل مروان عيسى لن يقوض قدرة حماس على القتال.. خبير: الحركة عادة ما تستعيد قوتها وتنظيمها بعد حملات الاغتيال
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
أفاد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إعلان إسرائيل عن مقتل الرجل الثالث فى قطاع غزة، مروان عيسى، لا يعد ضربة قاصمة للحركة التى يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى تدميرها، ويستخدم ذلك كذريعة لمواصلة الحرب على غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ملاحقة عيسى الذى كان يلقب بـ"رجل الظل" نظرًا لدوره المهم وراء الكواليس فى عمليات حماس، استمرت لمدة خمسة أشهر، رغم نجاته من عدة محاولات إسرائيلية لاغتياله.
وأوضح التقرير أن إسرائيل تمكنت فى بداية شهر رمضان من تنفيذ غارة جوية أصابت عيسى، وهو ما يعد المرة الأولى منذ خمسة أشهر التى تنجح فيها إسرائيل فى استهداف أحد أهدافها الرئيسية فى قطاع غزة، وهو قتل أحد قادة حماس التى تعتقد أنهم المسئولون عن عملية طوفان الأقصى التى نفذتها الحركة فى ٧ أكتوبر الماضي.
وعلى الرغم من أن غياب عيسى عن الساحة قد يؤثر على قدرة حماس على القتال فى فترة حرجة من تاريخها، فإن المحللين لا يعتبرون مقتله ضربة قاصمة، حيث لا تزال حماس تحتفظ بقدراتها واستعدادها للتصدى لأى تحديات مستقبلية.
طارق كيني-شوا، المسئول عن السياسة الأمريكية فى المركز الفلسطينى "الشبكة"، الذى يقع فى نيويورك، أبدى اعتقاده بأن مقتل مروان عيسى قد يُسهم فى تقويض قدرات حماس ككيان متماسك وكذلك قدرتها على التنسيق فى العمليات ضد القوات الإسرائيلية فى غزة على المدى القريب، وعلى الرغم من ذلك، أشار كيني-شوا إلى أن هذا التأثير قد يكون مؤقتاً نظراً لقدرة حماس على استعادة تنظيمها بعد الضربات التى تعرضت لها قياداتها فى السنوات الماضية.
وأكد كيني-شوا أن مقتل عيسى لن يحدث تغييراً جذرياً فى استمرارية حملة المقاومة ضد القوات الإسرائيلية، والتى ستستمر فى استهداف عناصرها، على مدى الأشهر والسنوات المقبلة، فى إطار الصراع الذى تشهده المنطقة.
وأفاد البيت الأبيض بمقتل مروان عيسى، لكن حتى الآن لم يؤكد كل من حماس وإسرائيل هذه الأنباء، فيما قالت إسرائيل إنها استهدفت عيسى هذا الشهر بغارة جوية ضربت وسط مخيم للاجئين فى وسط قطاع غزة، وكجزء من حملتها لقتل أى شخص له علاقة بهجمات أكتوبر.
وقال المسئولون الأمريكيون إن الغارة ضربت الهدف، فيما أكدت إسرائيل أنها استهدفت مروان عيسى بغارة جوية قبل أيام، ضربت موقعًا فى وسط قطاع غزة، كجزء من حملتها لقتل أى شخص له علاقة بالهجمات التى وقعت فى أكتوبر، كما أفاد مسئولون أمريكيون أن الغارة قد أصابت الهدف المقصود.
وبينما أعلنت السلطات الإسرائيلية عن مقتل عدد من قادة حماس فى الحملة الحالية، فإنها لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى أبرز قادة حركة حماس، بمن فيهم يحيى السنوار ومحمد الضيف، مما يثير أملًا لدى الاحتلال فى توجيه ضربة قوية للحركة، وهو ما أكده مارك ريجيف، الذى كان يشغل منصب المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو.
وفى هذا السياق، أشار إيال حالوطا، المستشار الأمنى السابق، إلى أهمية الوصول إلى السنوار، معتبراً أنها خطوة أساسية لوقف التصعيد العسكري، مضيفًا: "الرموز القيادية مهمة، وبعد مقتل صالح العاروري، يجب التركيز الآن على السنوار والضيف".
من جانبه، أشار مايكل ميليشتين، المسئول السابق للشئون الفلسطينية فى الاستخبارات العسكرية، إلى أن تأثير فقدان عيسى سيكون مؤقتًا على قدرة حماس بشأن تنظيم دفاع فعّال ضد الحملات العسكرية فى غزة، مؤكداً أن "وفاته ستسبب ضرراً، لكنها لن تقوض موقف حماس بشكل كبير أو تجعل من انهيار نظامها أمراً محتملاً".
عمل عيسى كذراع يمنى لقائد الجناح العسكرى لحركة حماس، الضيف، وكان أحد أعضاء المكتب السياسى المسئول عن اتخاذ القرارات الهامة للحركة، بما فى ذلك التفاوض حول تبادل الأسرى والمسائل الحيوية الأخرى، كما لعب دوراً مهماً فى مفاوضات الهدنة التى أفرجت خلالها حماس عن عدد من الأسرى.
ولد عيسى فى عام ١٩٦٥ فى مخيم للاجئين، وهو الابن الثالث لأسرة فلسطينية نزحت من ديارها فى عام ١٩٤٨، وحاز على لقب "الكوماندو الفلسطيني" منذ صغره نظراً لمهارته فى لعبة كرة السلة فى نادى المخيم الرياضي، وانضم إلى الجناح العسكرى لحماس عندما كان فى الـ ١٩ من عمره، وتعرض للاعتقال عدة مرات، حيث قضى سنوات فى السجون الإسرائيلية والفلسطينية.
تعرض عيسى لمحاولات اغتيال عدة من قبل إسرائيل، حيث دمرت منزله وقتلت أفراد عائلته، بما فى ذلك ابنه محمد، ولعب دوراً فى المفاوضات التى أفضت إلى إطلاق سراح المجند الإسرائيلى جلعاد شاليط فى عام ٢٠١١، مقابل إفراج عن أكثر من ألف سجين فلسطيني.
وأصيب عيسى بجراح خلال إحدى محاولات الاغتيال، وأكد فى لقاء إعلامى نادر عام ٢٠٢١، على استمرار تحمل ثمن الصراع الفلسطينى الثقيل.
ومن جهته، علق خالد الجندي، مدير برنامج فلسطين والشئون الإسرائيلية فى معهد الشرق الأوسط بواشنطن، بوفاة عيسى على أنها ليست ضربة قاضية لحركة حماس، مشيراً إلى أنها قد أضعفتها لكن ليس بشكل كافٍ للتأكيد على هزيمتها.
وأوضح الجندى أن النتائج النفسية لا تعتبر أمراً مهماً، لأن إسرائيل لم تستهدف أحد قادة حماس البارزين إلا بعد مرور فترة زمنية طويلة، مشيراً إلى الخسائر البشرية الكبيرة التى خلفتها الحملة العسكرية فى غزة، حيث فقد أكثر من ٣١,٠٠٠ شخص، أغلبهم من النساء والأطفال.
وأضاف أنه لو كانت الإجراءات العسكرية قد تمت فى بداية الصراع، فإن ذلك كان سيؤثر بشكل كبير على النفسية والقدرة على الوصول إلى القيادة، وكانت الحملة الضخمة من التدمير ستطال فى النهاية أهدافا ثمينة لحماس، وانظر كم مضى من الوقت وبأى ثمن".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل غزة مروان عیسى قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكمائن الأخيرة تكشف "تحولًا تكتيكيًا" في أداء حماس.. فكيف تستفيد الحركة من حرب العصابات؟
ينقل تقرير شبكة "سي إن إن" عن الجنرال المتقاعد إسرائيل زيف، الرئيس السابق لهيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، قوله إن "حماس درست عن كثب كيفية عمل الجيش الإسرائيلي وتحوّلاته الميدانية، وتقوم الآن باستخدام هذه المعرفة لصالحها". اعلان
نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرًا جديدًا قالت فيه إن العمليتين المفاجئتين اللتين نفذتهما حماس في خان يونس وبيت حانون — المنطقة التي يُفترض أنها مكشوفة لبلدة سديروت ومطهّرة مسبقًا — تشكّلان دليلًا واضحًا على تحوّل تكتيكي في أداء الجماعة، يعتمد بشكل أساسي على تكتيكات حرب العصابات.
في بيت حانون مثلًا، قامت الجماعة بتفجير قنبلة عن بُعد بينما كان جنود من كتيبة نتساح يهودا يسيرون على طريق تُستخدم من قبل الدبابات والمركبات المدرعة على بعد حوالي ميل من السياج الحدودي.
وبعدما هرعت قوة إنقاذ لمساعدتهم، فجّرت حماس قنبلتين إضافيتين عن بُعد، ترافقتا مع وابل من نيران الأسلحة الخفيفة من خلية كانت مختبئة في مكان قريب. وقد أدى ذلك إلى مقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة 14 آخرين، بعضهم بجراح خطرة.
أما الهجوم الثاني، الذي وقع في خان يونس، فاستُهدفت فيه مركبة هندسية عسكرية إسرائيلية بإطلاق قذيفة صاروخية، تلاها اقتحام بينما كان السائق يحاول الهرب، وقد أدى ذلك إلى مقتل جندي واحد على الأقل.
ويستشهد التقرير بتلك الحادثتين للقول إن الهدف الإسرائيلي بالقضاء على حماس لا يزال بعيد المنال. فهي تنشط عبر فرق متشعّبة ولا تمتلك هيكلية مركزية، وترى في الحرب، بحسب بيان صدر عنها، "معركة استنزاف" تهدف إلى أسر مزيد من الجنود كما حدث في هجوم 7 أكتوبر.
وتقول الشبكة الأمريكية إن طبيعة الحرب في غزة، التي تتسم بالاستمرارية والدموية، تتناقض بشكل حاد مع العملية السريعة والدقيقة التي نفذتها إسرائيل في إيران.
وينقل التقرير عن الجنرال المتقاعد إسرائيل زيف، الرئيس السابق لهيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، قوله إن "ما تبقى من حماس الآن هو مجموعة من الخلايا المسلحة غير المركزية، تنفذ هجمات خاطفة، وتستخدم ما تبقى من شبكة الأنفاق الأرضية للتنقل والاختباء".
ويضيف زيف أن حماس درست عن كثب كيفية عمل الجيش الإسرائيلي وتحوّلاته الميدانية، وتقوم الآن باستخدام هذه المعرفة لصالحها، قائلًا: "حربهم مبنية على نقاط ضعفنا. هم لا يدافعون عن أرض، بل يبحثون عن أهداف". وأشار إلى أن الضغط المتزايد على القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي أتاح لحماس استغلال الثغرات.
وتابع: "لقد تحولت حماس إلى تنظيم حرب عصابات يعمل بخلايا صغيرة، ويمتلك وفرة من المتفجرات، كثير منها من مخلفات الذخائر التي ألقاها الجيش الإسرائيلي. إنها حرب عبوات ناسفة، حماس تنصب الكمائن وتبادر بالتحرك من خلال السيطرة على نقاط اختناق استراتيجية".
Relatedالجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل جندي في محاولة أسر نفذتها حماس جنوب غزةتقرير إسرائيلي جديد يتهم حماس باستخدام العنف الجنسي كسلاح في هجمات 7 أكتوبرمن السجن إلى قيادة فصيل مسلح مناهض لحركة حماس في غزة.. ماذا نعرف عن ياسر أبو شباب؟وبحسب مصدر عسكري إسرائيلي آخر، فإن العمل غير المركزي لحماس زاد من صعوبة استهداف هيكل قيادي موحد، ما جعل من تحقيق الأهداف التكتيكية أمرًا أكثر تعقيدًا.
وتتابع الشبكة أن حماس، رغم الضربات الكبيرة التي تلقتها والاغتيالات التي استهدفت قادتها، لا تزال قادرة على التنقل بين أنقاض غزة، مستفيدة من العبوات الناسفة المصنّعة من بقايا آلاف الذخائر الإسرائيلية، ما حوّل دمار القطاع إلى مصدر لصمود ميداني.
وفي ظل الحديث عن صفقة محتملة، يتزايد الغضب الشعبي والإعلامي داخل إسرائيل بشأن نتائج الحرب ووعود حكومة بنيامين نتنياهو، التي تُتّهم من قبل المعارضة بـ"الاتجار بالجنود"، بحسب ما قاله رئيس المعارضة يائير لابيد.
وفي هذا السياق، نشرت القناة 12 الإسرائيلية تقريرًا للسياسي والصحفي عوفر شيلح، قال فيه: "على الرغم من الروايات التي تسوّقها المؤسسة العسكرية في الإعلام، بأننا 'فككنا ودمرنا'، لم يحقق الجيش أي إنجاز استراتيجي في قطاع غزة".
ويضيف: "خلافًا لما يُسوّق له، فإن هذا الإنجاز غير ممكن أصلًا. لقد انتقلت حماس، قبل يونيو/حزيران الماضي، إلى أسلوب حرب العصابات، حيث لا معنى لعدد القتلى أو القادة الذين تم اغتيالهم، أو للأراضي التي تم احتلالها. إن الطرح الذي يفصل بين 'سحق حماس' و'استعادة الرهائن' هو طرح مصطنع".
ويتابع قائلًا: "أما الادعاء بأن القتال في غزة هو ما أتاح الإنجازات في لبنان وإيران، فهو زائف. فالضربات الناجحة ضدحزب الله، والتي كان لها تأثير أمني إيجابي، وكذلك تلك التي استهدفت إيران، لا علاقة لها بالقتال المستمر في غزة".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة