لطائف وإشراقات:المعوذات.. أفضل سور أنزلت في الكتب السماوية
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
المعوِّذات هي السور الثلاثُ التي اختتم بها الحقُّ سبحانه كتابه، وهي أفضلُ ثلاثِ سورٍ أُنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم، عن عُقبة بن عامر (رضي الله عنه): أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: “ألا أُعلمك سُوراً ما أُنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مِثلهن، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها؟ (قل هو الله أحد) (قل أعوذ برب الفلق) (قل أعوذ برب الناس)”، وإليكم بعض لطائف وإشراقات هذه السور التي ستجعلك تقرأها وكأنك قرأتها لأول مرة.
فسورة الإخلاص هي سورة مكية عدد آياتها أربع، وسميت بسورة الإخلاص؛ لأن فيها إخلاص التوحيد لله وصفاته، كما سميت بسورة قل هو الله أحد؛ لأن الله تعالى بدأ السورة بهذه الآية، وأيضاً سميت السورة بالأساس؛ لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الإسلام، كما سميت بالصمد؛ لقول الله تعالى: (الله الصمد).
المحور الرئيسي الذي تدور حوله السورة هو التوحيد، فالسورة أثبتت (خمس صفات لله سبحانه) هي أنه واحد لا شريك له، وصمد لا يحتاج لأحد، والكل يحتاجه سبحانه، ولا بداية ولا نهاية ولا مثيل له.
فسورة الإخلاص سورة مباركة تعدل ثلث القرآن وهي صفة الرحمن (من أحبها أحبه الله).
أما سورة الفلق فهي سورة مكية عدد آياتها خمس آيات، وسميت السورة بسورة الفلق لأن الله تعالى ذكره أول السورة وأقسم به، كما سميت السورة بقل أعوذ برب الفلق لأن الله تعالى افتتح السورة بها، والمحور الرئيسي الذي تناولته هذه السورة هو الاستعادة بالله من شرور الدنيا.
ومن لطائف هذه السورة المباركة أن الله أمر نبيه عليه وآله الصلاة والسلام أن يتعوذ بصفة واحدة (رب الفلق) من شرور أربعة؛ هي شر الزمان خاصة الليل، وشر الأعمال خاصة السحر، وشر النفوس خاصة الحسد، وشر المخلوقات.
ومن لطائف السورة أيضاً ما ورد في قوله تعالى: (ومن شر حاسد إذا حسد)، كيف قيد الآية شر الحاسد (إذا حسد)؛ لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولا يعامل أخاه إلا بما يحب، وكما قيل: ما خلا جسد من حسد، فالكريم يخفيه واللئيم يبديه.
وسورة الناس أيضاً مكية وعدد آياتها ست آيات، ومن أسماء السورة، الناس وقل أعوذ برب الناس، ومناسبة تسمية السورة بالناس فلتكرار ذكرها في السورة المباركة كثيراً، أما مناسبة تسميتها بقل أعوذ برب الناس فلأن الله تعالى افتتح السورة بها، وتناولت السورة محوراً رئيسياً هو الاستعادة بالله مما يفسد الدين.
ومن اللطائف المقترنة بين السورتين الكريمتين (الناس والفلق) هو أن الاستعادة في سورة (الفلق) بصفة واحدة لله من أربعة شرور، والاستعادة في سورة (الناس) بثلاث صفات لله -عز وجل- من شر واحد فقط؛ وذلك لأن مصيبة الدنيا وإن كثرت فهي صغيرة، ومصيبة الدين وإن قلت فهي عظيمة.
ومن لطائف سورة الناس تساؤل لم قدم الله تبارك وتعالى وصف الرب ثم الملك ثم الإله، قال تعالى: (برب الناس، ملك الناس، إله الناس)؟ والجواب هو أن هذا على الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى، فـ (الرب) قد يُطلق على كثير من الناس فيقال: فلان رب الدار، فبدأ به لاشتراك معناه، وأما (الملك) فلا يوصف به إلا أحد من الناس، وهم الملوك، ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس، فلذلك جاء به بعد الرب، وأما (الإله) فهو أعلى من الملك، ولذلك لا يدّعي الملوك أنهم آلهة، فإنما الإله واحد لا شريك له سبحانه، ولذلك ختم بهذا الوصف، كما جاء في التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: لأن الله تعالى
إقرأ أيضاً:
نائبًا عن الوزير "وكيل وزارة الأوقاف للدعوة "يشهد احتفالية اليوم العالمي للطبيب البيطري
شهد الدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة احتفالية النقابة العامة للأطباء البيطريين باليوم العالمي للطبيب البيطري، برئاسة الدكتور مجدي حسن نقيب عام الأطباء البيطريين، بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت شعار: "منظومة متكاملة لتنمية مستدامة"، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتورة رولا شعبان نقيب الأطباء البيطريين بالإمارات.
وفي كلمته، نقل الدكتور أيمن أبو عمر تحيات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف وتقديرَه البالغَ لهذه١ الدعوة الكريمة ولهذا الجمع المبارك الذي نُحيي فيه مهنةً شريفةً تستحق التقدير والتكريم، هي مهنةُ الطبيب البيطري، التي تُجسِّد في جوهرها معنى الرحمة والإحسان العملي.
وأكد فضيلته أن من يتأملُ في كتاب الله - عز وجل -، يجدُ أن الحيوان ليس كائنًا مهمشًا في المنظور القرآني، بل هو جزء أصيل من البنية الكونية التي خلقها الله بحكمة بالغة، فيكفي أن نعلم أن من أسماء السور في القرآن: سورةَ البقرة، سورةَ النحل، سورةَ النمل، سورةَ الفيل، سورةَ العنكبوت، سورةَ العاديات… وغيرَها، مما يشير إلى حضور رمزي ومعنوي للحيوان ككائن له مكانتُه، ودلالاته، وفاعليته في التوازن البيئي، بل وفي الهداية الإيمانية.
كما أن القصصَ القرآني احتوى مشاهد مؤثرة؛ كقصة هدهد سليمان الذي جاء بخبر يقود إلى هداية أمة، ونملةٍ خاطبت قومَها بلغة الوعي: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ}، وغيرها من القصص، مشيرًا إلى أن التنبيه الإلهي جاء صريحًا في قوله تعالى:{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم}، فإذا كان الحيوانُ أمةً، فكيف لا يكون للطبيب الذي يخدمه شرفُ الرسالة.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف قائلًا: "إن الطبيب البيطري ليس مجرد اختصاصيٍّ أو خبير في صحة الحيوان، بل هو حارس على بوابة صحة الإنسان، وركيزة من ركائز الأمن الغذائي، ومفتاح من مفاتيح التوازن البيئي، وأن ما يبذله من جهد في مكافحة الأمراض، أو حماية الثروة الحيوانية، أو تأمين الغذاء، هو عبادة وعمل وطني ورسالة إنسانية في آنٍ واحد".
كما أوضح أن الحضارة الإسلاميةُ عرفت الطبَّ البيطريَّ باكرًا، واعتنت به عناية كبيرة، فكانت له مكانةٌ في دواوين الدولة، وكان يُعرف المشتغلُ به بلقب البيطار.
وأشاد بهذا اليوم والاحتفال به، حيث قال: "وإننا اليوم إذ نُحيي ذكري اليوم العالمي لهذه المهنة الرفيعة، نُحيي معها قيمة عظيمة وركنًا من أركان ضمير الأمة، فإن مَن رَحِم الحيوان رحمه الرحمن، وعَلِمَ أن لهذه المخلوقات حقًّا على مَن مكَّنه الله مِن علاجها، كما أن لها لسانًا صامتًا يشكو إلى ربّه من يهملها".
وفي ختام كلمته أكد وكيل وزارة الأوقاف على أن الوزارة بقيادة الدكتور أسامة الأزهري تؤمن بأن بناء الوعي لا يكتمل إلا إذا أحسنَّا تكريم أصحاب الرسالات الصامتة، أولئك الذين يَسهرون على حياة من لا ينطقون، ولكنَّ أثرهم ينطق في الميدان، في الاقتصاد، في صحة المجتمع، بل في ميزان الله جل جلاله.
وأنهى كلامه قائلًا: "كلُّ التحيةِ للطبيب البيطري، فما مِن ألم تخففونه إلا ويشهد لكم، وما من حياة تنقذونها إلا ويُكتب لكم أجرُها، وما من كبدٍ تُروى على أيديكم إلا وتكون شاهدةً لكم أمام الله يوم القيامة، بارك الله فيكم، وسدد خُطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".