إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الصورة…. ٢)
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
أستاذ سليمان
نرسم بالكلمات صورتنا وصورة العالم… ونوجز الأمر بالصور.
وأيام انهيار اقتصاد العالم ٣٦… تُقام في نيويورك مسابقة في الرقص… والجائزة يحصل عليها (آخر) من يظل واقفاً على قدميه…
ويوم… ويوم… والراقصون الآلاف يتساقطون من التعب،
ويبقى ثلاثة أو أربعة أزواج… و(جين فوندا) في الحكاية التي أصبحت فيلماً سينمائياً،
(جين) هذه زميلها يسقط، والمرأة تطلق الرصاص عليه، ثم تقول للشرطة:
“الناس يقتلون الخيول التي تسقط… أليس كذلك؟”
والحكاية (الحقيقية) تجمع صورة الغرب كله، والخوف كله، والتوحش كله… وما يعنيه الإنسان عندهم…
هذه نتفة من صورتهم،
صورة مجتمع بلا إله.
……
ثم صورة عالمنا العربي… والإسلامي الذي دلدل رأسه للغرب هذا،
ولا نكرر الصورة المعروفة…
فما نريده هو صورة من نقلوا إلينا العقل الغربي… والروح.
والصورة عندنا هي:
في العيلفون القديمة، ظريف يحكي ويقول:
“جدي كان يقاتل في معارك المهدية… وفي واحدة من المعارك رأسه يُقطع… رأسه يُقطع لكنه يظل يقاتل حتى العصر دون أن يعرف أن رأسه مقطوع. وعند العصر يجلس ليستريح، وهناك يدردم سفة سعوط ممتازة، ويقذف بها في فمه، ليجد أن السفة تسقط خلف ظهره… وهنا فقط يعرف أنه بلا رأس…”
وأن نقول عن مثقفينا إنهم… وإنهم… نصبح عندها ممن يكرر… وصورة صاحب السفة هذه هي صورة مثقفينا.
……
وما يكمل الصورة هو…
نظرة الغرب إلينا.
وفي رواية مصرية، المرأة الفرنسية التي تنقب عن الآثار يجن جنونها حين تجد أن الدولة هناك تفتح مدرسة، فالأهالي عندها يجب أن يظلوا مثلما كانوا منذ ألف عام…
البقاء الذي يجعل لهم ميزة الاحتفاظ بكل شيء،
….. الاحتفاظ حتى بالموت….
ووزير ثقافة ديغول يقص أن الملك فاروق له شقيقتان في باريس،
وواحدة منهما متحجبة، والأخرى مطلوقة…(ليس بالمعنى السوداني)
وأن الأولى عندها ميزة غريبة… لها صلة بالغيب،
قال الوزير:
“جئنا إليها بقطعة من ملابس جنرال قديم خاض معارك معروفة، وأن الفتاة تعصر القطعة وتحدثهم أنها تخص جنرالاً خاض معركة كذا وكذا…”
قال:
“… وتصف وكأننا نسمع صهيل الخيول والسيوف والصراخ…”
والوزير هذا يهبط اليمن أيام حميد الدين،
ويشهد تنفيذ الإعدام، الذي يجري علناً،
وأن السياف يسوق من يُنفَّذ فيه الإعدام، ويطلقه داخل دائرة المتفرجين، ويطارده، ويظل يطعنه طعنات وطعنات، حتى ينهك ويركع، ويمد عنقه للسيف…
……
صورنا عندهم هي هذه،
وحتى تظل الصورة (والحال) هذه باقية، يخص الإنجليز مفاتيح السودان بما يضمن بقاء السودان يكرع الريح…
والمفاتيح هذه كانت هي…
….. المثقفون…..
هل قلنا كلمة واحدة مما تحمله ملايين الكتب التي تسكب الأفكار؟
لا….. مع أننا نتكلم سياسة،
والسبب هو أن بعض ما سقانا له المثقفون هو ألا نصبر على فكر اقتصادي… أو اجتماعي… أو عسكري… أو…
لو أن الشيطان يجدد طبعاته، مثلما تجدد طبعات الكتب، لكانت الطبعة الأخيرة له هي… مثقفونا.
العدو من قبل يُغري العراق بغزو الكويت… ثم يضرب العراق،
ويصنع الحرب بين إيران والعراق، ويمد هذا وذاك بالسلاح،
والآن كامل إدريس يلتقطه البرهان من دون العالمين،
ثم يجعله يصنع حرب جبريل،
وحرب جبريل تصنع الانشقاق في صفوف الجيش والحركات، و… الآن بالذات يتمدد الأمر.
والقائمة أعلاه ما يجمعها ليس هو: (لماذا يقع هذا؟)
والسؤال هذا خطأ، والسؤال الصواب هو:
لماذا (لا) يقع هذا؟…
صححوا السؤال.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كريم هاشم يكتب: أحمد غزي.. الغرور مقبرة الموهوبين ولك في كريم عبد العزيز وأحمد عز أسوة حسنة
ترددت كثيرًا قبل كتابة هذه الكلمات، ولكن تذكرت حديث الناقد الكبير الأستاذ طارق الشناوي مع الزميل أحمد عز، عندما سأله عن الحفاظ على العلاقة مع النجم وإبداء الرأي في أعماله دون الخوف من خسارته، ليرد الأستاذ طارق الشناوي معلقًا: يهمني ثقة القارئ وليس العلاقة مع الفنان.
ولذلك قررت الحديث عن هذا الموقف بغرض التذكير والنصيحة وأتمنى أن تدوم علاقتنا مثل نجوم جيله الذين أتناقش معهم كثيرًا دون خوفي من خسارة صداقتنا أو علاقتنا العملية.
تربطني علاقة ليست بالصداقة مع الفنان المجتهد، المتطور، صاحب الملامح المصرية، صاحب البطولة المطلقة في الدراما في وقت قصير، أحمد غزي، هو يعرفني جيدًا كمراسل فني، وربما يعلم أنني صحفي، ولكن لا يعلم جيدًا أن عيناي ترصدان دائمًا أثناء تواجدي في كواليس الأعمال، والعروض الفنية والمهرجانات سلوك الفنان، ليس مع الصحافة فقط ولكن مع زملائه المنافسين، ومع جمهوره.
ولعل مبدئي الذي تعلمته منذ دخولي مهنة الصحافة الفنية، والتحاقي بنقابة الصحفيين، أن الصحفي لا بد أن يتحدث ويشتبك مع الفنان فيما يتعلق بعمله، ليس علي أن أكون درويشًا من دراويش النجوم، ولذلك أوجه كلماتي هذه للفنان أحمد غزي.
رصدت حينما كنت في كواليس أولى بطولاتك الدرامية "قهوة المحطة" مشهدين، الأول، حينما رأيتك ترفض إجراء مقابلة مع إحدى المنصات الرقمية التي ترغب في عمل لقاء نسميه "لايت" أسئلة كوميدي على وزن صيف ولا شتاء، جونة ولا ساحل، حينها تأكدت إنه في قمة تركيزه لكونه بطولته الأولى وأيضًا لنوعية الدراما المقدمة وقضية قتل.
والمشهد الثاني حينما اختار مكان معين لإجراء مقابله معه، وتجاهل الوسائل الأخرى كنت أنا ممثلًا لوسيلة منهم، بنفس حجة رغبته في التركيز مع وعد بتعويض هذه المقابلة، الاعتذار جاء بطريقة جعلتني أتقبله لكوني أجريت لقاءات مع نجوم العمل حينها.
ولكن عندما رأيته مساء أمس في العرض الخاص لمسلسله " مملكة الحرير"، وهو يتفاوض مع المنظمين في الأماكن التي يريد إجراء مقابلة معهم، على حسب قرائتي للمشهد من بعيد، وانتهى الأمر في نهاية المطاف بدخوله قاعة العرض، وعدم احترامه الوسائل الإعلامية المصرية والعربية التي جاءت من أجله هو وزملائه في العمل،في حين أنه على الطرف الآخر كان هناك مشهدا مناقضا تماما بطله نجوم العمل الكبار كريم محمود عبد العزيز، وأسماء أبو اليزيد، ومحمود البزاوي، ووليد فواز الذين وقفوا مع جميع المراسليين والصحفيين وتعاملوا بمنتهى "الشياكة".
في نهاية الأمر أتذكر أهم نجوم في مصر والوطن العربي، كريم عبد العزيز، أحمد عز، تامر حسني، أحمد فهمي وغيرهم وهم يتركون أحيانًا مشاهدة العمل مع أصدقائهم ليقفوا مع الزملاء المراسلين والصحفيين احترمًا منهم لعملهم وأيضًا لوقوفهم بالساعات من أجل الدقائق المعدودة التي يحصلون خلالها على التصريح من الفنان.
وأعلم جيدًا أن حديثي هذا، لن يؤثر عن حجم الأخبار التي سوف تكتب عنه وأن هناك زملاء سوف يقومون بالغرض الذي يريده، بجانب صفحات الفانز الخاصة به، ولكن ربما تكون هذه الكلمات رسالة إنذار لنجم أعتز بفنه ولا أريد منه سوى التقدم.