متى يمكن لمريض الذئبة الحمراء الصيام؟
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
أوضح الاستشاري الدكتور بلال سعيد أن صيام مرضى الذئبة الحمراء في شهر رمضان يعتمد على مدى خطورة المرض.
وقال سعيد، في تصريحات "للجزيرة نت"، إن هذا المرض يختلف من شخص لآخر، وقد يكون بسيطا بحيث يؤثر على الجلد والمفاصل أحيانا، أو خطيرا يؤثر على الكلى أو الرئتين، ومن الممكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي أو النزيف في الرئة أو التهابات في الأوعية الدموية.
وأضاف د. سعيد -استشاري أمراض الروماتزم ويحمل البورد الأميركي في الأمراض الباطنية وأمراض الروماتزم- أنه عندما يكون مرض الذئبة الحمراء بسيطا، فإن العلاج يكون في أدوية مضادات الملاريا الـ"هيدروكسي كلوروكوين"، والتي تساعد المريض في حالات الطفح الجلدي وحالات التهابات المفاصل، حيث تُصنف هذه الدرجة من المرض بالبسيطة، وفيها يأخذ المريض الدواء مرة واحدة في اليوم، ولا يحتاج إلى أدوية الكورتيزون أو الإستيرويد، وبالتالي بإمكانه الصيام.
وأكد سعيد أنه إذا كان المريض مصابا بفشل كلوي جزئي أو كامل، ويتناول مثبطات مناعة أكثر من مرة في اليوم، أو إذا كان يأخذ الكورتيزون الذي قد يؤدي إلى ارتفاع السكر لديه، وكان يرتفع لديه خطر حدوث الجفاف أو ارتفاع ضغط الدم، فيُنصح بعدم الصوم، نظرا لاحتياج المريض لكميات كبيرة من السوائل وأخذ الدواء بانتظام.
وأشار سعيد إلى أن قدرة مريض الذئبة الحمراء على الصيام تعتمد أيضا على وجود أمراض أخرى لديه، وبالتالي يجب استشارة الطبيب في هذا الخصوص، لأن وضع كل مريض يختلف عن الآخر.
وعن الذئبة الحمراء قال الاستشاري سعيد إنه مرض مناعي نادر يؤثر على النساء في معظم الأحيان، وقد يؤثر أيضا على الأطفال، حيث يقوم جهاز المناعة عند الإنسان بمهاجمة أنسجة الجسم المختلفة، بما فيها الجلد والدماغ والكلى والرئتين والأوعية الدموية، ويؤدي إلى مضاعفات وتلف في هذه الأنسجة في الحالات الخطرة.
وتابع أن هذا المرض ينتج عن وجود قابلية لدى الإنسان في الدرجة الأولى نتيجة المادة الوراثية التي يحملها، ولا يعرف السبب الرئيسي له، لكنه قد يكون ناتجا عن الإصابة بأمراض وبائية أحيانا قد تؤثر على جهاز المناعة، وتؤدي إلى إثارته وخلل فيه، مما يجعل كريات اللمفاوية تهاجم جسم الإنسان والأجهزة المختلفة.
وأكد الدكتور سعيد أن للصيام آثار إيجابية على أمراض المناعة، كونه يساعد جهاز المناعة على إعادة برمجة نفسه، ويؤدي إلى خفض الالتهابات عند المرضى، وتحسن في بعض النواحي لديهم، مشددا في الوقت ذاته على أن المرض يختلف من شخص لآخر، وقد يكون الصيام مفيدا لبعضهم، أو يحدث مضاعفات لدى آخرين.
الالتزام بتناول الأدوية
ونصح المصابين بأمراض مناعية بشكل عام أو الذئبة الحمراء باستشارة أطبائهم قبل البدء في الصوم، وفي حال صيامهم فإن عليهم الالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها وبالطريقة المناسبة، إذ إن بعض الأدوية يجب أن تؤخذ قبل تناول الطعام بساعة أو بعده بساعتين.
كما أكد الدكتور سعيد على ضرورة الإكثار من شرب السوائل، خاصة الماء في وقت الإفطار، لتجنب حدوث الجفاف لدى المرضى.
وأوصى بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة خلال ساعات النهار، التي قد تؤدي إلى إثارة المرض، ونصح باستخدام واقيات الشمس المناسبة.
وأكد سعيد على الابتعاد عن مضادات الالتهابات غير الاسترويدية كالأيبوبروفين والنابروكسبن، التي قد تؤدي إلى أضرار بالكلى في حالة الجفاف خلال النهار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الذئبة الحمراء یؤثر على
إقرأ أيضاً:
هل يؤثر استخدام مواقع التواصل على تركيز الأطفال؟
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحرر التكنولوجيا، دان ميلمو، تناول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال.
وأفادت دراسة نقلها التقرير أن زيادة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي تُضعف مستويات تركيزهم، وقد تُسهم في زيادة حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
ورصدت، الذي خضع لمراجعة الأقران، نمو أكثر من 8300 طفل أمريكي تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاما، وربط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بـ"زيادة أعراض عدم الانتباه".
ووجد باحثون في معهد كارولينسكا في السويد وجامعة أوريغون للصحة والعلوم في الولايات المتحدة أن الأطفال يقضون في المتوسط 2.3 ساعة يوميا في مشاهدة التلفزيون أو مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، و1.4 ساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، و1.5 ساعة في لعب ألعاب الفيديو.
ولم يُعثر على أي صلة بين الأعراض المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه - مثل سهولة تشتيت الانتباه - وبين لعب ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفزيون ويوتيوب.
ووجدت الدراسة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مدى فترة من الزمن كان مرتبطا بزيادة أعراض عدم الانتباه لدى الأطفال.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو اضطراب في النمو العصبي، وتشمل أعراضه الاندفاع ونسيان المهام اليومية وصعوبة التركيز.
وقالت الدراسة: "لقد حددنا ارتباطا بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة أعراض عدم الانتباه، والذي فُسِّر هنا على أنه تأثير سببي محتمل. على الرغم من أن حجم التأثير صغير على المستوى الفردي، إلا أنه قد يكون له عواقب وخيمة إذا تغير السلوك على مستوى السكان. تشير هذه النتائج إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يُسهم في زيادة حالات تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".
وقال توركل كلينغبيرغ، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في معهد كارولينسكا: "تشير دراستنا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تحديدا هي التي تؤثر على قدرة الأطفال على التركيز".
وأضاف أن "وسائل التواصل الاجتماعي تنطوي على تشتيتات مستمرة في شكل رسائل وإشعارات، ومجرد التفكير في وصول الرسالة يمكن أن يكون بمثابة تشتيت ذهني. يؤثر هذا على القدرة على التركيز، وقد يُفسر هذا الارتباط".
وخلصت الدراسة إلى أن ارتباط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لم يتأثر بالخلفية الاجتماعية والاقتصادية أو الاستعداد الوراثي لهذه الحالة.
وأضاف كلينغبيرغ أن زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد تُفسر جزءا من الزيادة في تشخيصات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. فقد ارتفع معدل انتشاره بين الأطفال من 9.5 بالمئة في الفترة 2003-2007 إلى 11.3 بالمئة في الفترة 2020-2022، وفقا للمسح الوطني الأمريكي لصحة الأطفال.
كما شدد الباحثون على أن النتائج لا تعني بالضرورة أن جميع الأطفال الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي قد أصيبوا بمشاكل في التركيز، لكنهم أشاروا إلى زيادة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي مع تقدمهم في السن، وإلى استخدامهم لها قبل بلوغهم سن 13 عاما، وهو الحد الأدنى لسن استخدام تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام.
وأشار تقرير الصحيفة، إلى أن "هذا الاستخدام المبكر والمتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي يُؤكد على الحاجة إلى تشديد إجراءات التحقق من السن، ووضع إرشادات أوضح لشركات التكنولوجيا".
ووجدت الدراسة زيادة مطردة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من حوالي 30 دقيقة يوميا في سن التاسعة إلى ساعتين ونصف يوميا في سن الثالثة عشرة. تم تسجيل الأطفال في الدراسة في سن التاسعة والعاشرة بين عامي 2016 و2018. ستُنشر الدراسة في مجلة طب الأطفال للعلوم المفتوحة.
وقال سامسون نيفينز، أحد مؤلفي الدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في معهد كارولينسكا: "نأمل أن تساعد نتائجنا الآباء وصانعي السياسات على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن الاستخدام الرقمي الصحي الذي يدعم النمو المعرفي للأطفال".