قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، مقدمة برنامج “الضفة الأخرى"، ونائب رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن هناك عددا من المفاهيم التي تستند عليها الجماعات الإرهابية والمتطرفة في انتشارها بين الناس وتجنيد عناصر جديدة.

وأضافت "عبدالرحيم"، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المُذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن أول هذه المفاهيم هي الفرقة الناجية، وهو مُصطلح استنبطه علماء الحديث من الحديث النبوي الشريف، "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"، فتعريف الفرقة الناجية بأنها هي المتبعة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، دون بقية الفرق التي عصفت بها الأهواء، وذهب بها الرأي والشبهات كل مذهب، موضحة أن ثاني هذه المصطلحات هو الفرقة الناجية والتكفير، والذي استخدمته كل الجماعات المتطرفة بهدف الاستدلال أنها هي الفرقة الناجية التي كان يقصدها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكل الجماعات التكفيرية تُعرف نفسها بأنها الوحيدة التي تتبع القرآن والسنة، ومن هنا نشأت فكرة التكفير لدى هذه التنظيمات، فهي ترى نفسها على الحق بينما ترى غيرها على الضلال بما يستلزم قتلهم.

 

وأوضحت أن المصطلح الثالث هو الجهاد، وهو مصطلح إسلامي يُعني جميع الأفعال أو الأقوال التي تتم لنشر الإسلام، أو لصدِ عدو يستهدف المسلمين، أو لتحرير أرضٍ مسلمة، أو لمساعدة مسلمٍ ما والمسلمين عامة، وجاء هذا المصطلح في بدء الإسلام عندما ذكرت معركة بدر الكبرى في القرآن الكريم ثم تم تعميم هذا المصطلح ليشمل أي فعلٍ أو قولٍ يصبُّ في مصلحة الإسلام لصد عدوٍ ما يستهدف الإسلام والمسلمين فعلاً أو قولاً أو كلاهما. 

وأشارت إلى أن المصطلح الرابع هو جهاد النفس، والذي وظفته جماعات العنف والتطرف لقتال خصومهم أو المختلفين معهم؛ وهنا تم العبث بمفهوم المصطلح ودلالته من أجل ممارسة عادة القتل التي تحكم عقلية الجماعات التكفيرية المتطرفة، رغم أن ميدان الجهاد الحقيقي في مجاهدة النفس عن الشهوات وعدم إيذاء الغير. 

وأكدت أن المصطلح الخامس يتمثل في الاستعلاء؛ وللاستعلاء عدة معان منها، تصفية النفوس، وتخليصها من غبش التصور، وتحريرها من ربقة الشهوات، وثقلة المطامع، وظلام الأحقاد، وظلمة الخطيئة، وضعف الحرص والشح، والرغبات الدفينة، وهو ما يُؤدي إلى الانتصار على النفس والشهوات والمطامع والأحقاد، والانتصار في تقرير القيم والأوضاع السليمة لحياة الجماعة المسلمة.

ولفتت إلى أن آخر هذه المصطلحات هو الاستعلاء على عوام الناس، وتستخدم جماعات العنف والتطرف هذا المصطلح بصورة خاطئة حتى تُثبت أنها هي الأصح إيمانًا، فتستعلي على النّاس كل النّاس، ولعل أبسط مثالُا على استخدام هذه المصطلح في التاريخ الإسلامي من قبل الخوارج، تبعهم في ذلك التنظيمات المتطرفة التي تُشهر سلاح التكفير في وجه الجميع حكامًا ومحكومين، علماء وأئمة وعوام الناس الاستعلاء على عوام الناس.

واختتمت: "وهكذا استخدمت الجماعات المتطرفة مفاهيم دينية بعرض مفاهيم دينية بطريقة معينة تضمن خلق واستمرار التطرف الديني في عقول الكثيرين، ومن ناحية أخرى كانت تتعمد هذه الجماعات إغفال وطمس العديد من الآيات القرآنية الرائعة الواضحة الداعية للسلام والرحمة، ومن بين المسائل والقضايا التي تشغل بال هذه الجماعات وتروج لها قضية "نظام الحكم" حيث تدعي هذه الجماعات بأن هناك نظام حكم إسلامي وعدته أساس للعقيدة وجذبت من خلال استخدامه عددا لا حصر له من الشباب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم الضفة الأخرى الجهاد

إقرأ أيضاً:

داليا عبد الرحيم تستعرض دور الإعلام الرقمي في صناعة التطرف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا عن “دور الإعلام الرقمي في صناعة التطرف”.

وقالت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، إن الاتصالات وأنظمة المعلومات الحديثة قدمت خدمة غیر مقصودة للتنظیمات الإرهابیة؛ حیث استغلت الأخیرة هذا التطور في خدمة أغراضها غیر المشروعة وفي إتمام عملیاتها الإجرامیة، حيث تعددت الأسالیب الإرهابیة في التهدید عبر الإنترنت من التهدید بالقتل لشخصیات عامة، إلى التهدید بتفجیرات في مراکز حیویة أو تجمعات ریاضیة، والتهدید بإطلاق فیروسات لإتلاف الأنظمة المعلوماتیة في العالم، وكذلك القصف الإلکتروني: وهو أسلوب للهجوم على شبکة المعلومات عن طریق توجیه مئات الآلاف من الرسائل الإلکترونیة إلى مواقع هذه الشبکات؛ مما یزید الضغط على قدرتها على استقبال رسائل من المتعاملین معها، مما یؤدي إلى وقف عمل الشبکة، ومن المواقع التي تعرضت للقصف الإلکتروني هو "موقع شرکة أمازون" للبیع على الإنترنت، وأیضًا موقع شبکة "سي إن إن" للأخبار على الإنترنت؛ مما أدى إلى بطء تدفق المعلومات لمدة من الوقت.

وأوضحت أنه يأتي بعد ذلك تدمیر أنظمة المعلومات: وهي محاولة اختراق شبکة المعلومات الخاصة بالأفراد أو الشرکات أو المؤسسات العامة؛ بهدف تخریب نقطة الاتصال أو النظام عن طریق تصنیع أنواع من الفیروسات الجدیدة التي تسبب کثیرًا من الضرر لأجهزة الحاسب الآلي والمعلومات التي تم تخزینها على هذه الأجهزة، ثم التجسس الإلكتروني: ومن أمثلة القرصنة المعلوماتیة التی تمارسها بعض الجهات الإرهابیة للحصول على المعلومات العسکریة المخزنة في ذاکرة الحاسبات الآلیة التابعة لوزارات الدفاع بالدول المستهدفة.

وأكدت أنه نستطيع القول أن الاتصالات الحديثة وفرت عملیة نقل الأفکار والبیانات والتوجیهات إلى خلایا الشبکات الإرهابیة بأمان بعیدًا عن أعین الرقابة الأمنیة، کما أمنت أنظمة المعلومات الإلکترونیة أیضًا تدفق سیل من المعلومات اللازمة لتنفیذ عملیاتها الإرهابیة، وإمعانًا في خلق أجواء الفوضى والترویع، وإتاحة المجال أمام انتشار الشائعات المغرضة التي تُثیر خوف الرأي العام وتؤلبه ضد السلطات المحلیة بحجة عجزها عن حمایة أمنه، یعمد الإرهابیون إلى التسلح بوسائل الإعلام المختلفة لتسویق أغراضهم وغایاتهم وتوظیفها في تضلیل الأجهزة الأمنیة واکتساب السیطرة على الرأي العام عن طریق نشر أخبار العملیات الإرهابیة التي یقومون بتنفیذها على اعتبار أن الحملات الإعلامیة التي تغطي هذه العملیات تساعد على تحقیق واستکمال أهداف الإرهابیین الذین یرون في التغطیة الإعلامیة لجرائمهم معیارًا مهمًّا لقیاس مدى نجاح فعلهم الإرهابي.

ﻭتابعت: و ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺘﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ على ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻜﺭ التطرف والإرهاب – ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ–  في ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻨﺤﺘﻬﺎ ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﻌﺘﻨﻘﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻪ، وكذلك ﺍﻟﺘﻬﻭﻴل ﻭﺍﻟﺘﻀﺨﻴﻡ ﻓﻲ ﻗﻭﺓ ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﻴﻥ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻹﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎل ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻱ ﺒﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺒﺢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺸﺭﺴﺔ وﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻟﻺﺭﻫﺎﺒﻴﻴﻥ ﻭﺘﻐﻴﻴﺏ ﺍﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ، وﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭاء ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ؛ ﻹﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺩﺙ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﻕ ﻭﺭاء ﺍﻟﺘﻀﺨﻴﻡ ﺍﻹﻋﻼﻤﻲ.

ولفتت إلى أن المتأمل في الدور الذي يمكن لوسائل الإعلام غير التقليدية أن تلعبه في مكافحة الفكر المتطرف لا تخطئ عيناه في مدى خطورته وصعوبته في الوقت نفسه؛ حيث أن طبيعة هذا الدور تختلف عن الأدوار الأخرى الخاصة بدور التعليم والفن ورجال الدين في مكافحة التطرف؛ لأن مواقع الإنترنت بالرغم من خطورة دورها، فإنها في النهاية عامل مساعد للفئات التي تستطيع نشر الاعتدال ومكافحة التطرف، فعل سبيل المثال، ينبغي على رجل الدين ألا يحصر خطابه المعتدل في جمهور المسجد الذي يعمل به، إن ما ينبغي عليه أن يكون أكثر انتشارا وحضورا بين الجماهير وخصوصا الشباب، وأفضل ما يتيح له ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم أصبح من الضروري تأهيل الأئمة والخطباء والوعاظ عن طريق إعطائهم الدورات اللازمة في مجال التواصل الاجتماعي؛ حتى يستطيعوا نشر الفكر الصحيح عبر الشبكة العنكبوتية، وحتى يصلوا بخطابهم المعتدل إلى أكبر عدد ممكن من الشباب، وأيضا الفنانون ومقدمو البرامج والمثقفون والكتاب والشعراء والمدرسون وأساتذة الجامعات، وكل من له قدرة على الكتابة والتواصل والتأثير في الناس والشباب بصفة خاصة ينبغي عليه استثمار صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في القيام بدور توعوي بلغة الميديا الحديثة والبسيطة، يحذر فيه من التطرف وتنظيماته، ويسعى في الوقت ذاته إلى تعزيز التسامح والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • أسامة القوصي لـ«الشاهد»: الجماعات المتطرفة كانت أداة لتفريق الشعوب
  • داليا عبدالرحيم: التنظيمات الإرهابية وظفت التطبيقات التكنولوجية لتحقيق أهدافها.. باحث: مواقع التواصل الاجتماعي تُستخدم لصناعة هالة حول التنظيمات الإرهابية.. ونعيش الآن عصر الخبر المُضلل
  • داليا عبدالرحيم تكشف عن أخطر الوسائل الإلكترونية للجماعات المتطرفة
  • داليا عبدالرحيم: التنظيمات الإرهابية تستخدم التكنولوجيا للدفاع عن قضيتها الباطلة
  • داليا عبدالرحيم: داعش لا يزال يستخدم آلته الإعلامية لشن حرب نفسية ضد الشعوب
  • داليا عبد الرحيم تستعرض دور الإعلام الرقمي في صناعة التطرف
  • داليا عبدالرحيم: وسائل الإعلام الجدیدة أحدثت ثورة نوعیة في المحتوى الاتصالي
  • داليا عبدالرحيم تكشف دور مواقع التواصل الاجتماعي في صناعة التطرف
  • باحث: الجماعات الإرهابية وظفت مواقع التواصل للاستقطاب الفكري والتجنيد
  • داليا عبد الرحيم: التنظيمات الإرهابية وظفت التطبيقات التكنولوجية لتحقيق أهدافها