آداب عين شمس تعقد ندوة بعنوان " رمضان شهر الإستثمار "
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
نظمت كلية الآداب جامعة عين شمس، ممثلة في قطاع شئون التعليم والطلاب، ندوة بعنوان رمضان شهر الاستثمار، حاضر فيها الدكتور محمود الهوارى، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية.
اقيمت الندوة تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، الدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتورة حنان كامل متولي عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس، وإشراف الدكتور محمد ابراهيم وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب.
افتتحت الندوة الدكتورة حنان كامل عميدة الكلية ، بالترحيب بالحضور، وقالت إنه من دواعي سروري أن نقوم بلقاء روحاني في شهر رمضان المبارك، خاصة أنه تتزايد فيه العبادات، وهي فرصة لتصفية النفوس والتسامح بين الناس.
واستعرض الدكتور محمود الهوارى، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، محاور الندوة التي تضمنت مفهوم الإستثمار ليس مفهوما اقتصاديا فحسب، بل هو مفهوما إيماني.
وقال إن الاستثمار قائم على إدراك الفرص المتاحة والإنتفاع بها على أكمل وجه، فالعمر فرصه لاتعوض، فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإستثمار نظريا وتطبيقيا، وواجب على الشباب أن يستثمروا أعمارهم بتحقيق الإيمان ومقتضياته.
وأشار إلى قصة إسلام سيدنا عمر ابن العاص وكيف استغل فرصة إسلامه وانتفع بها على أكمل وجه
حينما ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إني أبايعك، على أن يُغفر لي ما تَقَدَّمَ من ذنبي، ولا أذكر ما تأخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر بايعْ، فإن الإسلام، يَجُبُّ ما كان قبله، وإن الهجرة تَجُبُّ ما كان قبلها. قال: فبايعته، ثم انصرفتُ ) .
وأضاف الهواري أن استثمار شهر رمضان للقيام بالطاعات أمر ندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفه بشهر عظيم مبارك، وذلك أن رمضان موسم ربح عظيم لا يضيعه إلا خاسر، ولا يقعد عن المنافسة فيه إلا خائر، ولا يحرم فضله إلا شقي، وهذه العظمة وتلك البركة يجب أن تُشدَّ إليها الرحال، وأن ترتب لها الظروف والأحوال كان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يشتاق إليه وينتظره ويدعو الله أن يمد في عمره حتى يبلغه، وكان يبشر الصحابة الكرام بقدومه ويشجعهم على التنافس فيه حتى يكونوا من الذين يتباهى بهم رب العزة وتحتفي بهم الملائكة في السموات العلا ف يقول صلى الله عليه وسلم: “أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ومن أجل هذا وجب الإعداد والتخطيط الجيد لاستثمار شهر رمضان، وانتهاز هذه الفرصة العظيمة.
واختتم اللقاء بتوجيه رسالة للحضور قائلا : جدد حياتك ... فأنت من صنع أفكارك، وأصنع من الليمونة الملحة عصيرة الحلو.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه وسلم عین شمس
إقرأ أيضاً:
مفهوم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أمر الله المؤمنين بإظهار شرف نبيّه المبين، وتعظيم شأن سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين، واستغراق الوسع في ذلك بالمدح وكثرة الثناء، وتمام المتابعة والاقتداء، وذلك كلُّه مضمَّن في الأمر الإلهي بالصلاة والسلام على الجناب النبوي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]. والصَّلاةُ: هي التعظيم؛ كما قال الإمام الحليمي [ت 403هـ] في "شعب الإيمان" (2/ 133، ط. دار الفكر)، وهي: الدّعاء، والتّبريك، والتّمجيد، كما نقله الراغب [ت 502هـ] في "المفردات" (ص: 490، ط. دار القلم) عن كثير من أهل اللغة.
معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلمقال حجة الإسلام الغزالي -فيما نقله الإمام الزركشي في "تشنيف المسامع" (1/ 105، ط. مكتبة قرطبة)-: [الصلاة موضوعة للقدر المشترك؛ وهو: الاعتناء بالمصلى عليه] اهـ.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وقال الإمام البيضاوي [ت 685هـ] في "تفسيره بحاشية الشهاب" (7/ 184، ط. بولاق 1283هـ): [﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ [الأحزاب: 56] يعتنون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ اعتنوا أنتم أيضًا؛ فإنكم أولى بذلك] اهـ، قال العلامة الشهاب الخفاجي [ت 1079هـ] في حاشيته عليه "عناية القاضي وكفاية الراضي": [الصلاة بمعنى الدعاء تجوّز بها عن الاعتناء بصلاح أمره وإظهار شرفه] اهـ بتصرف.
وقال الشيخ ابن القيم الحنبلي [ت 751هـ] في "جلاء الأفهام" (ص: 168، ط. مجمع الفقه): [معنى الصلاة: هو الثناء على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والعناية به، وإظهار شرفه وفضله وحرمته، كما هو المعروف من هذه اللفظة] اهـ.
وقال الإمام الحافظ ابن الجزري [ت 833هـ] في "مفتاح الحصن الحصين" (ق: 21أ، خ. الأزهرية): [الصلاة في الأصل: التعظيم، وإذا قلنا: "اللّهُمّ صَلِّ عَلَى مُحَمّد" فالمعنى: عظِّمْه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وتضعيف أجره ومثوبته] اهـ.
وقال الإمام الخطيب الشربيني [ت 977هـ] في تفسيره "السراج المنير" (3/ 268، ط. بولاق 1285هـ): [أي: حيُّوهُ بتحيّة الإسلام وأظهروا شرفه بكل ما تصل قدرتُكم إليه؛ من حسن متابعته، وكثرة الثناء الحسن عليه، والانقياد لأمره في كل ما يأمر به] اهـ
الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
والأمر بالصلاة على الجناب النبوي الشريف معناه: الاعتناء بإظهار شرفه وفضله وحرمته، والثناء عليه بكمال خِلْقته وفطرته، وجميل أخلاقه وشمائله وسيرته، وتمجيده بكريم مكانته ورفيع درجته، وتعظيم شأنه وذكره بعظيم ما أولاه مولاه، وتنزيهه عمَّا لا يليق بجنابه الشريف، والانقياد لأمره، وبذل الجهد واستفراغ الوسع في ذلك كله قولًا وفعلًا، على قدر ما تصل إليه القدرة وتستطيعه الطاقة.