أكدت د. إيناس أبوطالب، رئيس جهاز شئون البيئة السابق، أن ارتفاع الحرارة وتسارع تغير المناخ سببهما زيادة غازات الاحتباس الحرارى نتيجة للثورة الصناعية والوقود الأحفورى، مشيرة إلى أن تأثير التغيرات المناخية أصبح عابراً للحدود، والتغير الدرامى فى المناخ بات سمة عامة بمعظم دول العالم الآن. وأشارت «أبوطالب»، فى حوارها مع «الوطن»، إلى أن الدولة قامت بأشياء إيجابية كثيرة لتقليل الانبعاثات الضارة، لافتة إلى أنه يتبقى تشجير الطرق الجديدة والتوسع أفقياً باستخدام تطبيق تقنيات «العمارة الخضراء».

. وإلى نص الحوار:

ما الأسباب التى تقف وراء الارتفاعات الأخيرة فى درجات الحرارة؟

- ارتفاع درجات الحرارة وتسارع معدلات تغير المناخ الحالى، نتيجة طبيعية لزيادة معدل تولد غازات الاحتباس الحرارى نتيجة للثورة الصناعية واستخدام الوقود الأحفورى. ونظراً لأن تأثير تغير المناخ عابر للحدود، لذلك أصبح التغير الدرامى فى المناخ سمة عامة فى معظم دول العالم، وفى الوقت الحالى تعانى أغلب الدول من ارتفاع كبير فى درجات الحرارة، ويعزى ذلك إلى ظاهرة القبة الحرارية، وهى ظاهرة يحدث فيها أن تتسبب منطقة ضغط جوى مرتفع فى طبقات الجو العالية بحبس الهواء الساخن أسفل منها كما لو كانت غطاء أو قبة، ليتسبب ذلك فى تسخين هذا الهواء، وتنشأ عن ذلك كتلة هوائية ساخنة سطحية تختلف شدتها بحسب المنطقة وشدة المرتفع الجوى، وهى مرتبطة بظاهرة الاحتباس الحرارى وتغير المناخ.

هل الممارسات البشرية تسببت فى تسارع معدلات تغير المناخ؟

- هناك ممارسات كثيرة للإنسان على الأرض ساعدت على زيادة معدل التغيرات فى المناخ ودرجات الحرارة، منها قطع الغابات وعدم الاهتمام بالتشجير، فلو نظرنا لدرجة الحرارة فى أرض شارع به أشجار سنجدها تقل حوالى 10 درجات عن حرارة الأرض المكشوفة للشمس، وبالتالى فنحن مُحتاجون للتشجير، مع الأخذ فى الاعتبار اختيار أنواع الأشجار المناسبة، لأن لدينا أزمة مياه، وليس بالضرورة أن تكون كل الأشجار مثمرة، فهناك أماكن يمكن أن نزرع فيها أشجاراً تعطى ظلاً، وأماكن أخرى للشجر المثمر، ويتم اختيار الأشجار طبقاً لملاءمتها للظروف البيئية من حيث استهلاكها للمياه ونوعية المياه المستخدمة فى ريها، ونستبعد الأشجار التى تستهلك كميات من المياه كبيرة، والتى لا تعطى الظل المناسب، وهنا نحتاج للمختصين فى الزراعة ليحددوا أنواع الأشجار المناسبة، بالإضافة لما سبق، أصبح استخدام «أجهزة التكييف» من الضروريات فى أماكن كثيرة كالمستشفيات والمعامل.. ولذلك لا بد من استخدام أجهزة التكييف الحديثة التى تلتزم باستبدال الفيريون بمواد صديقة للبيئة أقل فى الانبعاثات التى تزيد معدلات تولد غازات الاحتباس الحرارى.

وماذا عن مشكلة «التوسع الرأسى» أو «المبانى الشاهقة»؟

- لا يمكن التعميم فى مميزات أو عيوب، حيث إن كل توسع له أهدافه، ولكن عندما نبنى بشكل خاص فى صحراء بها امتدادات ومساحات خالية، فإننا نستبعد المبانى الشاهقة، كونها تستهلك كهرباء أكبر نظراً لاحتياجها للإضاءة، وأسانسيرات، ناهيك عن التكييفات المركزية. وفى المقابل، فإنه من المهم التوسع أفقياً نظراً لأن لدينا صحراء مع استخدم أساليب العمارة الخضراء الذكية فى البناء، علماً بأن التوسع الأفقى يسمح لنا بذلك، مع استخدام القباب وما شابه، والرجوع للطبيعة فى تصميمنا للمنشآت، وبناء مبانٍ تحافظ على وجود مسارات الهواء متجددة وتؤدى لراحة حرارية للموجودين داخل المبنى، مع استخدام نوعيات من الطوب على سبيل المثال تجعل درجة الحرارة داخل المبنى أقل من خارجه أو تحتفظ بدرجة حرارة.

وماذا عن مسألة تخفيف الانبعاثات على مستوى الدولة المصرية؟

- على مستوى مصر، نحن نسير فى أكثر من طريق وقمنا بأشياء إيجابية كثيرة، أولاً بدأت الدولة تستبدل السيارات القديمة بالجديدة، حيث إن السيارات الجديدة مستوى الانبعاثات التى تخرج منها أقل.

ويتبقى أن نُشجر الطرق الجديدة بأشجار تسمح بأن تمتص الحرارة وثانى أكسيد الكربون وتُنتج لنا أكسجين، وهذا يقلل الحرارة بدرجة كبيرة. والشىء الآخر المهم هو أن نبنى بمبانٍ تتناسب مع بيئتنا، وحجم المبانى يكون صغيراً وحوله أشجار كثيرة، والمساحات بين المبانى وبعضها تكون مناسبة لتسمح بتجديد الهواء، مما يحسن من صحة المواطنين ويحد من ارتفاع درجات الحرارة، وبشكل عام علينا أن نسعى دائماً للبحث عن الطرق الطبيعية البديلة، للحد من ارتفاع درجات الحرارة.

يفضل البناء كذلك وفقاً للاشتراطات الخاصة بالمجتمعات العمرانية التى تعيش فى بيئات صحراوية، من تحديد ارتفاع المبانى، ومساحات الشبابيك والبلكونات، ونوع الطوب المستخدم وشكله، ووضع مسارات الهواء داخل المبنى وتجددها فى الحسبان، وهو ما من شأنه فى النهاية أن يساعد على تقليل درجات الحرارة داخل المبانى بشكل طبيعى، ويحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، والتكيف طبيعياً مع درجات الحرارة. وفى هذا الإطار أيضاً، لا بد أن تزيد أيضاً المساحات الخضراء يجب أن نبنى على 60% منها ونزرع 40% منها، فالمساحات الخضراء رئة تعطى فرصة للتنفس، وتمتص ثانى أكسيد الكربون وتزيد نسبة الأكسجين وتقلل درجة الحرارة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأشجار الغابات البيئة التغيرات المناخية

إقرأ أيضاً:

طقس عيد الأضحى 2025: ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة بمعظم المحافظات وتحذيرات من الشبورة والرياح

كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن توقعاتها لحالة الطقس خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، والتي تمتد من الخميس 5 يونيو 2025 وحتى الإثنين 9 يونيو 2025، مشيرة إلى أن البلاد ستشهد ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة على أغلب الأنحاء، بقيم تتراوح ما بين 2 إلى 4 درجات مئوية، مما يؤثر على الطقس العام ويزيد من الإحساس بالحرارة خلال ساعات النهار.

ارتفاع في درجات الحرارة نهارًا على معظم أنحاء الجمهورية

أكدت الهيئة أن طقس هذه الأيام سيغلب عليه الطابع الحار إلى شديد الحرارة خلال فترات النهار على القاهرة الكبرى والوجه البحري وشمال وجنوب الصعيد، بينما يكون مائلًا للحرارة على السواحل الشمالية، في حين يسود طقس معتدل خلال ساعات الليل والصباح الباكر على مختلف المناطق.

ارتفاع الحرارة 3 درجات.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس خلال أيام عيد الأضحى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة اليوم الخميس 5 يونيو 2025.. الأرصاد تحذر من طقس شديد الحرارة ببعض المناطق توقعات درجات الحرارة خلال إجازة العيد

أوضحت الأرصاد الجوية تفاصيل درجات الحرارة العظمى والصغرى المتوقعة يوميًا من الخميس 5 يونيو وحتى الإثنين 9 يونيو، والتي جاءت على النحو التالي:

الخميس 5 يونيو 2025:

القاهرة والوجه البحري: العظمى 35° والصغرى 22°

السواحل الشمالية: العظمى 26° والصغرى 19°

شمال الصعيد: العظمى 36° والصغرى 21°

جنوب الصعيد: العظمى 40° والصغرى 24°

الجمعة 6 يونيو 2025:

القاهرة والوجه البحري: العظمى 35° والصغرى 22°

السواحل الشمالية: العظمى 28° والصغرى 19°

شمال الصعيد: العظمى 36° والصغرى 22°

جنوب الصعيد: العظمى 42° والصغرى 25°

السبت 7 يونيو 2025:

القاهرة والوجه البحري: العظمى 36° والصغرى 23°

السواحل الشمالية: العظمى 29° والصغرى 20°

شمال الصعيد: العظمى 37° والصغرى 23°

جنوب الصعيد: العظمى 42° والصغرى 26°

الأحد 8 يونيو 2025:

القاهرة والوجه البحري: العظمى 36° والصغرى 23°

السواحل الشمالية: العظمى 28° والصغرى 20°

شمال الصعيد: العظمى 37° والصغرى 23°

جنوب الصعيد: العظمى 42° والصغرى 25°

الإثنين 9 يونيو 2025:

القاهرة والوجه البحري: العظمى 36° والصغرى 23°

السواحل الشمالية: العظمى 28° والصغرى 20°

شمال الصعيد: العظمى 36° والصغرى 23°

جنوب الصعيد: العظمى 41° والصغرى 25°

شبورة مائية صباحية وتحذيرات مرورية

أشارت الهيئة إلى احتمالية تكون شبورة مائية كثيفة خلال الفترة من الساعة الرابعة وحتى السابعة صباحًا، وذلك على بعض الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية، خاصة الطرق المؤدية من وإلى القاهرة الكبرى، شمال البلاد، مدن القناة، وسط سيناء، وشمال الصعيد، مما قد يؤثر على الرؤية الأفقية.

نشاط للرياح بعدة مناطق

كما أوضحت هيئة الأرصاد وجود نشاط ملحوظ للرياح على أغلب الأنحاء، خاصة خلال فترات ما بعد الظهيرة، مما قد يزيد من الإحساس بالبرودة نسبيًا خلال ساعات المساء في بعض المناطق، بينما يسهم في تحسين حالة الطقس نسبيًا بالمناطق شديدة الحرارة.

تنبيهات للمواطنين خلال العطلة

ناشدت الهيئة المواطنين بضرورة:

تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في وقت الظهيرة.

ارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون.

شرب كميات كافية من المياه لتفادي الجفاف.

الحذر أثناء القيادة في فترات الشبورة الصباحية.

الطقس في المدن الساحلية: أجواء معتدلة مناسبة للتنزه

وفيما يتعلق بالسواحل الشمالية، فأكدت الهيئة أن الطقس سيكون لطيفًا إلى معتدل، مع درجات حرارة تراوح بين 26 إلى 29 درجة مئوية نهارًا، مما يجعلها وجهة مفضلة للزوار خلال أيام العيد.

توقعات بحرية وتحذيرات للملاحة

في سياق متصل، نوهت الهيئة إلى وجود اضطراب في حركة الملاحة البحرية على البحر الأحمر وخليج السويس، مع توقعات بارتفاع الأمواج لتصل إلى 3 أمتار، وسرعة رياح تتراوح ما بين 40 إلى 60 كم/س، مما يستدعي الحذر من قبل مرتادي البحر وأصحاب الأنشطة البحرية.

مقالات مشابهة

  • حالة الطقس اليوم السبت.. ارتفاع قياسي في درجات الحرارة
  • طقس فلسطين: أجواء شديدة الحرارة بأول أيام عيد الأضحى 2025
  • حالة الطقس في أيام عيد الأضحى.. الأرصاد تحذر من ارتفاع درجات الحرارة
  • طقس أول أيام عيد الأضحى 2025.. ارتفاع في درجات الحرارة وتحذيرات من شبورة ورياح نشطة
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. 3 تعليمات وإرشادات للحاج في يوم عرفة
  • طقس عيد الأضحى 2025: ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة بمعظم المحافظات وتحذيرات من الشبورة والرياح
  • تزامنًا مع يوم التروية.. ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بمكة والمشاعر
  • حالة الطقس في أسبوع عيد الأضحى 2025.. «الأرصاد» تحذر من ارتفاع درجات الحرارة
  • دراسة.. نحو 40% من الأنهار الجليدية في العالم محكوم عليها بالزوال
  • الحرارة إلى ارتفاع والجو بين الصحو والغائم جزئياً‏