دراسة عالمية قد تغيّر حياة الأطفال المصابين بالتصلب المتعدد
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
وجدت دراسة رصدية أن علاج الأطفال المصابين بالتصلب المتعدد (MS) مبكرا باستخدام علاجات البالغين عالية الفعالية نفسها، يساهم في تحسن الحالة المرضية بشكل أفضل.
وقال الباحثون إن عددا محدودا من العلاجات المعتمدة متوفر للأطفال المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد، مع اعتبار علاج واحد فقط عالي الفعالية.
ومع ذلك، وجدت الدراسة التي أجراها مستشفى ملبورن الملكي (RMH) أنه يجب علاج المرضى الأطفال بالعلاجات العالية الفعالية نفسها المقدمة للبالغين، في وقت مبكر من تشخيصهم قدر الإمكان لتجنب ظهور إعاقة كبيرة.
وحللت الدراسة البيانات العالمية لأكثر من 5000 شخص، شخّصت إصابتهم بمرض التصلب العصبي المتعدد أثناء الطفولة على مدار الثلاثين عاما الماضية، مع الاعتماد على MSBase، وهو سجل دولي كبير يضم 41 دولة، وكذلك سجل وطني في إيطاليا، حيث ينتشر المرض بشكل كبير.
إقرأ المزيدوقارن الباحثون قوة العلاج مع شدة المرض في وقت لاحق من الحياة، وخلصوا إلى أن المرضى الذين عولجوا بالعلاجات الأكثر فعالية في وقت مبكر من تشخيصهم كانوا أقل عرضة للتعرض لتفاقم الإعاقة.
وتتضمن هذه العلاجات أجساما مضادة فعالة للغاية تعمل على تغيير طريقة مقاومة الجهاز المناعي للفرد.
وقالت الدكتورة سيفات شارمين، الباحثة في مركز المناعة العصبية بمستشفى ملبورن الملكي وقسم الطب بجامعة ملبورن: "وجدنا أن المرضى الذين خضعوا لعلاجات عالية الفعالية خلال المراحل الأولية من المرض، استفادوا أكثر مقارنة بغيرهم. بناء على النتائج التي توصلنا إليها، نوصي بمعالجة المرضى الأطفال في وقت مبكر من مسار المرض، عندما تكون الإعاقة في حدها الأدنى، للحفاظ على القدرة العصبية قبل أن تتضرر".
وأضافت: "هذه أكبر دراسة من نوعها لمرض التصلب العصبي المتعدد لدى الأطفال. نأمل أن يكون لهذا بعض الآثار حتى يتمكن الأطفال المرضى من الوصول إلى العلاجات الأكثر فعالية في أقرب وقت ممكن".
يذكر أن مرض التصلب العصبي المتعدد هو حالة مزمنة تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الدماغ والحبل الشوكي. ولا يوجد حاليا أي علاج لهذه الحالة.
نشرت النتائج في مجلة لانسيت لصحة الطفل والمراهقين.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية الطب امراض التصلب العصبی المتعدد فی وقت
إقرأ أيضاً:
دراسة: استخدام الأطفال لمواقع التواصل يزيد من بالاكتئاب خلال المراهقة
أميرة خالد
أظهرت دراسة جديدة نشرت في المجلة الإلكترونية Jama Network Open، أن استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي قد يزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب خلال سنوات المراهقة.
ووفقا لصحيفة لديلي ميل البريطانية، وجدت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن كثرة استخدام الأطفال لهذه المنصات قد تساهم فعلا في تفاقم أعراض الاكتئاب لديهم.
تابع الباحثون في الدراسة، بيانات 11876 طفلا أمريكيا تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاما تقريبا، على مدى 3 سنوات، لمعرفة ما إذا كان الأطفال المصابون بالاكتئاب هم أكثر ميلا لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاحقا، أو العكس.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين عانوا من أعراض اكتئاب في سن 9 أو 10 لم يكونوا أكثر استخداما لمواقع التواصل عند بلوغهم 13 عاما مقارنة بغيرهم، ما يضعف الفرضية السابقة القائلة إن الأطفال “غير السعداء” ينجذبون أكثر إلى هذه المنصات.
لكن المفاجأة كانت أن الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف في سن 12 و13 عاما، هم من أظهروا أعلى معدلات الاكتئاب لاحقا، ما يشير إلى احتمال وجود علاقة سببية بين الاستخدام الكثيف وظهور أعراض الاكتئاب.
ووفقا للدراسة، ارتفع متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على مواقع التواصل من 7 دقائق فقط في سن التاسعة إلى أكثر من ساعة مع بلوغهم سن المراهقة المبكرة.
ورجّح فريق البحث أن تكون أسباب هذا التأثير السلبي مرتبطة بعوامل مثل التنمر الإلكتروني وقلة النوم، واللذان ارتبطا سابقا بزيادة معدلات الاكتئاب بين المراهقين.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني بين سن 11 و12 يكونون أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد مقارنة بغيرهم.
ويقول الباحثون إن مواقع التواصل الاجتماعي، رغم آثارها المحتملة السلبية، لا تزال الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الأطفال للتفاعل مع أقرانهم، ما يعقّد جهود تقنين استخدامها أو الحد منه.
وقال الدكتور جيسون ناغاتا، أخصائي طب الأطفال وقائد فريق البحث: “بصفتي أبا لطفلين، أدرك أن مجرد قول “ابتعد عن هاتفك” لا ينجح، لكن يمكن للأهالي وضع ضوابط تساعد على تقليل الأثر النفسي السلبي، مثل تخصيص أوقات خالية من الشاشات أثناء الوجبات أو قبل النوم، وإجراء حوارات مفتوحة وغير حكمية حول الاستخدام الرقمي”.
وشكك خبراء بريطانيون في نتائج الدراسة، حيث قال البروفيسور كريس فيرغسون، أستاذ علم النفس بجامعة ستيتسون في فلوريدا، إن “العلاقة بين استخدام مواقع التواصل والاكتئاب، وفق الدراسة، ضعيفة جدا، وحجم التأثير ضئيل للغاية وقد يكون ناتجا عن ضوضاء إحصائية”.
وقد أقر الباحثون بوجود بعض القيود في الدراسة، أبرزها اعتمادهم على صدق الأطفال في الإبلاغ عن عاداتهم الرقمية، إضافة إلى غياب تحليل تفصيلي لكيفية تأثير نوع الجهاز أو توقيت الاستخدام على الحالة النفسية.