#الهامل – #الداشر!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
اعتاد الفلّاحون، وأهالي القرى استخدام لفظ “الهامل الداشر”، فهم يقرنون بين اللفظين، وفي أمثالنا:
زيتون بُرما داشر، تعيّشوا يا همل!
وفي أقوال الجدّات ونصائحهن:
العنزة الداشرة ما يلحقها غير التيس الهامل! فما السرّ في هذا الربط بين الهامل، والداشر؟
(01)
من هو الهامل؟
الهامل هو كل من تناط به مسؤولية من دون أن ينفذها!! ولذلك، فالهمالة وهي المصدر، لا ترتبط بوظيفة أو دَور، فهناك “همل” في كل الوظائف: التعليم، الصحة، السياسة، الإعلام وغير ذلك!، وفي كل مستويات المسؤولية.
وعلينا أن نميز بين الهامل والداشر على الرغم من تلازمهما في كثير من القيم والسلوكات. فالهامل هو من تحلل من التزاماته تجاه قيمه، وتجاه ذاته، فتراه لا يلتزم بمعايير المسوولية. والداشر أيضًا هو من قطع جميع روابطه، وانطلق نهشًا لكل مَن حوله، فهو أشبه بسلوك الضالّ؛ لا علاقة له بأسرته وعشيرته، انسحب من كل روابطه، وحصل على لقب “داشر”.
فالإعلامي الهامل، أو المعلم الهامل، أو السياسي الهامل، هو من مارس العمل بالنفاق والتكسب والانتهازية.
أما الداشر من هؤلاء، فهو الذي تفلّت، وأخذ ينهش يمينًا وشمالًا؛ مستخدمًا كل أساليب العدوان المادي والأخلاقي. والداشر قد يكون محميّا بالقانون، يمارس أفعالًا لا رقابة قانونية عليها، ولكنها تخضع لرقابة أخلاقية، ولذلك أسوأ ما يقال عن إعلامي، أو سياسي، أو غيرهما بأنه داشر.
فالسلوك المنحرف “همالة”، والسلوك العدواني المنفلت “دشارة”!!
فما بالك إذا اجتمع السلوكان في شخص واحد، وقيل: هامل – داشر؟!
فمن هو هذا؟
(02)
الهامل – الداشر
خير مثال على هذا النمط هو من يمارس أدوات الاتصال الرقمية، إذا كان ضعيفًا. وهو هامل لا يمتلك الجرأة. ولذلك يتفلت ويتحلل عبر وسائل التواصل ووسائطها، وينطلق قناصًا في كل اتجاه! لا أتحدث عن مستخدمي هذه الوسائط، بل أتحدث عن الهامل الداشر الذي وفّرت له هذه الوسائط فرصًا أوسع!
• الهامل الداشر هو من يدخل الحوار من دون دعوة، فيؤيد ويعارض، ويهاجم وينافق في أي اتجاه.
• الهامل الداشر يمتلك معرفة محدودة جدّا، لكنه يتظاهر بأن أبواب المعرفة مفتوحة له! فهو مُدّعٍ غير صادق.
• الهامل الداشر هو من يحمل ضدّه في داخله، ويقول ما يشاء؛ فقد يتبنى رأيًا كان قد عارضه مرارًا إذا وجد شخصًا مهمّا قال به، فيقول: هذا رأيي مُذ كنت طفلا!
• الهامل الداشر ساديّ، يتلذذ بقنص الآخرين وآلامهم، فيبدو شديد الأخلاق إذا وجد مجالًا للهجوم على فكرة تقدمية. ويغدو شديد الإيمان إذا طرح أحدهم نقاشًا عقليّا، فينطلق باتهامات التكفير، والانحلال الأخلاقي!!
• والهامل الداشر “ماسوشي” أيضًا قد يتلذذ إذا واجه نقدًا لاذعًا؛ لأنه يعتقد أن هذا النقد يشهره ويعطيه أهمية.
وفي سيكولوجية الهامل الداشر الحديث، أنه ضعيف يبحث عن شهرة، وعدواني يبحث عن مكانة، بخلاف الهامل الداشر القديم الذي كان أميّا!
وبالنتيجة؛ هل ترى كمّا كبيرًا من الهمل الداشرين، في مختلف المستويات؟•.
شفت حضرتك أمثال هؤلاء ؟
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد يروي لترامب قصة مستشفى كند الذي وُلِد فيه
«الخليج»: متابعات
روى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قصة بناء مستشفى كند في العام 1960، الذي أسسه الطبيبان بات وماريان كينيدي، وشهد ولادة سموه.
وقال سموه عقب استقباله الرئيس الأمريكي في قصر الوطن: «هناك طبيبان أتيا كمبشرين من الكنيسة في كاليفورنيا أسماؤهم محفورة في ذاكرة دولة الامارات هما الدكتور بات وماريان كينيدي اللذان جاءا الى مدينة العين في أواخر الخمسينات - وعملا في ظروف صعبة جداً».
ولفت سموه إلى أن في ذلك الوقت كان يتوفى طفل من كل طفلين، وكانت هناك وفاة من كل أربع أمهات خلال الولادة.
وتابع سموه: أسس الطبيبان الأمريكيان مستشفى الواحة آنذاك الذي لعب دوراً رئيسياً في تاريخ الرعاية الصحية في تاريخ دولة الإمارات، وبعد وصولهما ببضعة أشهر أنا ولدت في هذا المستشفى«.
وأضاف سموه:»وتقديراً لجهودهما في مجتمع الإمارات تم منحهما جائزة أبوظبي في دورتها الأولى عام 2005، كما جرى تغيير اسم المستشفى في عام 2019 إلى مستشفى كند'.