الثورة نت / أحمد كنفاني

نظمت الهيئة النسائية بمحافظة الحديدة، اليوم، فعاليات ثقافية وندوات بمناسبة الذكرى التاسعة لليوم الوطني للصمود.

وتطرقت الفعاليات والندوات، التي أقيمت في مربع مدينة الحديدة ومديريتي باجل والمغلاف، إلى الدروس والعبر من غزوة بدر الكبرى التي تعد معركة مفصلية بين الحق والباطل.

وأشارت إلى أهمية إحياء هذه الذكرى باعتبارها فاصل نقلت الأمة من حالة الذل والهوان إلى حالة الحرية والهداية والنور والنصر المبين، في مواجهة الطغيان وظلام الكفر والجهل.

واستعرضت طبيعة الصراع بين الحق والباطل، وما مثلته غزوة بدر من انتصار للحق وهزيمة للباطل، والتأييد والتمكين الإلهي الذي حظي به الرسول وأصحابه في خوض هذه المعركة.

وتناولت ما تحقق للوطن خلال تسعة أعوام وما تحقق للبلاد من مكاسب في معركة الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله.

واكدت أن صمود اليمنيين وبأسهم وصلابتهم سيجرف أوهام وأحلام حلف العدوان الامريكي السعودي الاماراتي.. ولفتت الى فشل مخططات السعودية ومرتزقتها خلال تسع سنوات من الصمود اليمني الاسطوري.

واعتبرت كلمات الفعاليات، احياء المرأة اليمنية ذكرى الصمود رسالة لقوى العدوان باستمرار ثبات حرائر اليمن وتقديم الغالي والنفيس ضمن معركة الدفاع عن الحق في مواجهة قوى العدوان والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد الشعب اليمني الصامد.

وأشادت بالزخم الشعبي المتواصل تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني وما تتخذه القيادة الثورية من مواقف شجاعة واستثنائية بخوض معركة مقدسة ضد الدول الاستعمارية التي اعتادت أن تحرك اساطيلها وبوارجها لتغيير الأنظمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني

 

محمد البادي

ليس في الأمر مبالغة حين نقول إن رغيف الخبز بات سلاحًا، وأن سنبلة القمح تساوي طلقة في معركة البقاء.

فمن يقرأ التاريخ بعين البصيرة، وينظر إلى الواقع بعدسة الحقيقة، يشيب رأسه لا من كِبر، بل من هول ما يرى من تفريط، وغياب، وانشغال عن أخطر القضايا: قضية الجوع والسيادة.

قد تسقط دولة بلا جيوش وتنهض من جديد، لكن إذا سقطت في هاوية الجوع، فلن تنهض إلا بعد أن تدفع الثمن باهظًا: كرامةً، وقرارًا، ومستقبل أجيال.

وفي زمن تُحاصر فيه الشعوب لا بالسلاح وحده، بل بـ"لقمة العيش"، صار لزامًا أن نعيد ترتيب الأولويات: فلا أمن بلا غذاء، ولا سيادة لمن لا يملك قوت يومه.

لقد أُنفقت في العالم العربي مئات المليارات على ناطحات السحاب، والمدن الذكية، والقصور الزجاجية، والسيارات التي تُقاس قيمتها بالأصفار.

لكن كم استُثمر من هذه الأموال في الزراعة؟ كم أرضًا عربية خُصصت لزراعة القمح؟

الأمن الغذائي لا تصنعه المظاهر ولا ترف العواصم. فناطحة السحاب لا تُشبع طفلًا جائعًا، والشارع الفاخر لا يُغني وطنًا عن استيراد خبزه من الخارج.

ومن الحكمة -بل من الواجب- إعادة توجيه جزء من هذه الثروات نحو الأرض، نحو سنابل القمح، نحو الاستثمار في رغيف الخبز قبل أن ينهار الزجاج تحت وطأة الجوع.

لا يقلّ الأمن الغذائي أهمية عن إعداد الجيوش أو بناء المدارس والمستشفيات، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كرامة الأوطان واستقرارها.

فالوطن الذي لا يزرع لا يملك قراره، ولا يصمد طويلًا أمام الأزمات.

والقمح -بما يمثله من غذاء استراتيجي- هو حجر الزاوية في منظومة الصمود، وسلاح الشعوب في زمن الحروب والكوارث.

رغم كل الموارد، لم تحقق أي دولة عربية حتى اليوم الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو مؤشر خطير على هشاشة الأمن الغذائي.

فكيف لأمة تتحدث عن السيادة، وهي عاجزة عن إنتاج خبزها؟!

الاكتفاء الذاتي ليس وهمًا، بل ممكن بوجود الإرادة واستغلال ما تيسر من الموارد المائية، ولو دون مكملات غذائية أخرى.

ففي زمن الحصار، يكفي ما يسد الرمق ويُبقي على الكرامة، أما من ينتظر المساعدات، فلن يملك يومًا قراره.

وقبل تجهيز الجيوش، يجب تجهيز لقمة العيش.

فهذا من الأولويات التي لا تحتمل التأجيل. الحرب لا تُعلن متى تبدأ، ولا تُمهل حتى تستعد، والعدو لا يرحم حين يُحاصر، ولا يكتفي بالسلاح إن كان الجوع أشد فتكًا.

لهذا، يجب أن نسير في خطين متوازيين: تأمين الغذاء، وتجهيز الجيوش.

فلا نصر في الميدان إن كانت البطون خاوية، ولا صمود في الحصار إن افتقد الشعب خبزه.

من يقرأ التاريخ بعقل مفتوح، يعلم أن الحصار كان قديمًا يُكسر بالحيلة والدهاء والطرق الوعرة.

أما اليوم، فأدوات الحصار تراقبك من الفضاء، وتغلق عليك الهواء والماء واليابسة.

لم يعد الهروب ممكنًا، ولم تعد الخيارات متاحة كما في السابق.

هذا الواقع يفرض علينا وعيًا أكبر، واستعدادًا أعمق، وإرادة صلبة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ففي النهاية، الكرامة الوطنية تبدأ من رغيف الخبز.

إن الشعوب التي تُتقن صناعة السلاح، لكنها تُهمل تأمين الغذاء، تُقاتل بنصف قوتها، وتنهار عند أول حصار.

فالسلاح لا يكفي إن لم تُؤمَّن البطون والعقول، ولا نفع لجيوش تُقاتل خلفها شعوب جائعة.

ولهذا، فإن الأمن الغذائي يجب أن يُعامل بوصفه جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.

فالنصر لا تصنعه البنادق وحدها، بل تسهم فيه الحقول والمزارع وأيدي الفلاحين كما تسهم فيه المصانع والثكنات.

وحين نُدرك أن رغيف الخبز هو خط الدفاع الأول، نكون قد بدأنا فعليًا مسيرة الكرامة والسيادة.

 

مقالات مشابهة

  • فعاليات ووقفات للهيئة النسائية في حجة بذكرى قدوم الإمام الهادي ونصرةً غزة
  • الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
  • ندوة ثقافية للهيئة النسائية في جحانة بقدوم الإمام الهادي
  • ندوة ثقافية في الحيمة الداخلية بذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • فعالية ثقافية للهيئة النسائية في التعزية بقدوم الإمام الهادي
  • ندوات ثقافية للهيئة النسائية في حجة بقدوم الإمام الهادي
  • القيادة تهنئ رئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني لبلادها
  • القيادة تهنئ رئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بنين ورئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني لبلديهما
  • ندوة ثقافية للهيئة النسائية في الضحي بذكرى قدوم الإمام الهادي