بعد كارثة بالتيمور.. مخاطر عالمية بسبب سفن الحاويات العملاقة
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
تزايد حجم سفن الحاويات ببطء لعقود من الزمن، قبل أن تقفز فجأة في الحجم بشكل كبير على مدى السنوات العشرين الماضية، مما اضطر الموانئ والقنوات إلى التكيف لاستقبالات الناقلات العملاقة، وغالبا ما كان ذلك بتكلفة مليارات الدولارات، حسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وساهمت تكنولوجيا الشحن الجديدة ومنطق المقاييس الاقتصادية، في أن تصبح السفن أكبر حجما بشكل هائل، لكن السفن الكبيرة يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة أيضا، كما تقول الصحيفة ذاتها.
هذا الأسبوع، اصطدمت سفينة شحن ثقيلة بعمود دعم لجسر "فرانسيس سكوت كي" بمدينة بالتيمور الأميركية، مما أدى إلى انهيار الجسر الذي يبلغ طوله 2.5 كيلومتر في الماء على الفور تقريبا.
وأدى انهيار الجسر، الثلاثاء، إلى تعطيل التجارة من ميناء بالتيمور، الذي تعامل مع 81 مليار دولار من البضائع الأجنبية في عام 2023. وقد تكلف إعادة بناء الجسر مئات الملايين من الدولارات.
وفي عام 2021، انحرفت سفينة الحاويات الضخمة "إيفر غيفن" بشكل جانبي في قناة السويس الضيقة، مما أدى إلى عرقلة ممر تجاري مهم بين أوروبا وآسيا.
وتأثر الاقتصاد العالمي بجنوح سفينة الحاويات العملاقة في قناة السويس، التي يبلغ حجم التجارة فيها ما يصل إلى 10 مليارات دولار يوميا.
ووقع هذان الحدثان بفارق 3 سنوات تقريبا وعلى بعد أكثر من 8 آلاف كيلومتر من بعضهما البعض، وفي ظروف مختلفة إلى حد كبير، لكنهما يشملان سفينتين عملاقتين من النوع الذي أصبح العمود الفقري للتجارة العالمية الحديثة، وفق الصحيفة.
وتعرف "إيفر غيفن" بالسفينة الكبيرة جدا، حيث يبلغ طولها أكثر من 1300 قدم تقريبا، وتبلغ حمولتها الإجمالية 220 ألف طن.
أما سفينة "دالي" التي اصطدمت بجسر "فرانسيس سكوت كي"، فعلى الرغم من أنها لا تزال هائلة على المستوى البشري، فإنها أصغر من نظيرتها "إيفر غيفن"، إذ يبلغ طولها حوالي 980 قدما وحمولتها الإجمالية أقل من 100 ألف طن.
وتعد "إيفر غيفن" و"دالي" بعيدتان كل البعد عن أول سفينة حاويات ناجحة في العالم، وهي سفينة بخارية سافرت من نيوجيرسي إلى تكساس في عام 1956.
ويتم شحن حوالي 90 بالمئة من التجارة الدولية من حيث الحجم عبر المحيطات، حيث تجتاز سفن الحاويات العملاقة هذه العديد من النقاط الجيوسياسية الساخنة، إذ أدركت الجهات الفاعلة أن منع سفينة أو سفينتين يمكن أن يكون له تأثير عالمي يفوق بكثير نفقاتها الأولية.
وفي حين أن التجارة البحرية تتأثر دائما بالحرب، فإن حجم السفن الحالية يعني أن هجوما واحدا ناجحا بصاروخ أو طائرة بدون طيار، يمكن أن يعيق ناقلة تحمل مئات الآلاف من الأطنان من الحمولة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الموانئ البرية: أكتوبر الجاف يواصل استقبال الحاويات ويخفف الضغط عن البحرية
أعلنت الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة عن استمرار استقبال ميناء أكتوبر الجاف للواردات والصادرات المتجهة من وإلى الموانئ البحرية المصرية، عبر خطوط السكك الحديدية، في إطار دوره الحيوي في تسهيل حركة التجارة وتقليل الضغط على الموانئ الساحلية.
وقالت الهيئة إن ميناء أكتوبر الجاف يمثل طفرة في منظومة النقل واللوجستيات، حيث يساهم في تسريع الإجراءات الجمركية باستخدام منظومة رقمية متطورة، ويضم مستودعات جمركية عامة وخاصة لتخزين البضائع، إضافة إلى تقديم خدمات ذات قيمة مضافة، مثل التعبئة والتفريغ، ومزج المنتجات لإعادة التصدير، وصيانة وفحص الحاويات المبردة.
ويتيح الميناء للمستوردين تخزين البضائع داخل المستودعات حتى وقت الحاجة، مع الإفراج الجمركي الجزئي حسب الطلب، بما يساهم في خفض التكاليف وتوفير الوقت لأصحاب المصانع، فضلاً عن تقليل الاعتماد على النقل البري الثقيل الذي يسبب ضغطًا على شبكة الطرق ويزيد من تكلفة صيانتها.
وأكدت الهيئة أن زيادة نقل الحاويات عبر السكك الحديدية من خلال ميناء أكتوبر الجاف تدعم أهداف الدولة في الحفاظ على البنية التحتية وتقليل الانبعاثات الضارة، إلى جانب تحسين كفاءة سلاسل الإمداد وخفض استهلاك الوقود.