وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والتي يسّرها وسطاء في الدوحة، إلى طريق مسدود حيث ما يزال الجانبان راسخين في مواقفهما، وفقًا لتقرير صحيفة التايمز.

 وتهدف المحادثات إلى إنهاء الحرب في غزة، التي أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح ودمار في كلا الجانبين.

وفي الأشهر الأخيرة، كثفت حماس هجماتها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع صراع يهدد بالتصعيد إلى مواجهة إقليمية أوسع نطاقا، وعلى الرغم من الخسائر العسكرية الكبيرة التي تكبدتها حماس، إلا أنها تظل صامدة، وتسعى إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعكس مكاسبها الاستراتيجية المتصورة، ومن ناحية أخرى، تظل إسرائيل عازمة على هدفها المتمثل في تفكيك حماس وتأمين إطلاق سراح الإسرائيليين المختطفين.

إن المفاوضات محفوفة بالتحديات، حيث تدور الخلافات حول قضايا رئيسية مثل عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة وشروط تبادل الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، وتصر حماس على وقف دائم للأعمال العدائية، في حين تفضل إسرائيل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار يعقبه استمرار العمليات العسكرية لتحييد قيادة حماس.

 

ويشعر الجانبان بالقلق من التنازل، خوفا من تصور الهزيمة، وينظر إلى فشل إسرائيل في القضاء على قيادات حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن باعتباره نكسة، في حين تخشى حماس أن تبدو ضعيفة إذا وافقت على وقف إطلاق النار دون تقديم تنازلات كبيرة من جانب إسرائيل.

 

إن المخاطر كبيرة بالنسبة لكلا الطرفين، مع تصاعد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى حل للصراع. وحثت إدارة بايدن، إلى جانب حلفاء آخرين، إسرائيل على إعطاء الأولوية للهدنة أو المخاطرة بمزيد من العزلة، ومع ذلك، تظل إسرائيل مصممة على تأكيد روايتها، حيث تنظر إلى حماس باعتبارها تهديدًا وجوديًا مشابهًا للمنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية.

ومع استمرار المفاوضات فإن التحدي الذي يواجه الوسطاء يتلخص في إيجاد حل وسط يسمح لكل من إسرائيل وحماس بادعاء ما يشبه النصر، وشهدت محادثات الدوحة انتكاسات وخلافات، مما سلط الضوء على الطبيعة المعقدة للصراع والعداء العميق بين الجانبين.

وفي خضم حالة عدم اليقين، لا تزال معاناة سكان غزة مستمرة، مع تزايد عدد الضحايا وتدمير البنية التحتية. إن السعي إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ما زال بعيد المنال، حيث تظل إسرائيل وحماس منخرطتين في معركة إرادات ذات عواقب بعيدة المدى على المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائیل وحماس إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟

قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم  ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".

وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".

وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".

وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".

"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.


وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".

وأشار إلى  أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".

وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".

وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".

وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".


وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".

ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".

وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".

مقالات مشابهة

  • تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما
  • أكسيوس: مقترح ويتكوف الجديد تم تنسيقه بالكامل مع إسرائيل
  • حماس : رد إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار لا يلبّي مطالبنا
  • البيت الأبيض : دولة الإحتلال وافقت علي مقترح ويتكوف وحماس لم تقبله حتي الآن
  • واشنطن: إسرائيل وافقت على خطتنا لوقف إطلاق النار وحماس ما تزال تدرسها
  • إسرائيل وافقت وحماس تدرس.. ما جديد مقترح ويتكوف؟
  • إسرائيل تقبل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل توافق وحماس تدرس المقترح الأميركي حول غزة
  • إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس
  • كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟