أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس بعد أن ألقى خطبة الجمعة التي جاء فيها: "لقد انقضى تقريباً من شهر رمضان ثلثيه وبقي الثلث الأخير، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم وأن يوفّقنا لإتمامه واستغلاله فيما يحقّق الغاية التي أراد الله تعالى لنا بلوغها والتي أنبأنا بها وأوضحها لنا في كتابه الكريم في الآية التي شرَّعَ فيها الصوم وأوجبه على المؤمنين حيث قال عزّ من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فالغاية المطلوب أن تتحقّق من أداء هذه الفريضة هي التقوى وهي درجة من العصمة للنفس من أن تتلوَّث بالإنحراف والضلال بافتقاد المناعة أمام جاذبية الشهوات والغرائز كما قال رسول الله: "الصوم جُنّة من النار" أي منجاة من النار، وإنما يكون منجاة من النار لأنه يمنح المؤمن المناعة بما يوفّره له من قوة الارادة التي تمنعه من السقوط والانجراف وراء المغريات التي تستهوي النفس فيتحقّق له التوازن بين متطلباتها وبين المصلحة، لأنّ متطلبات النفس لا حدّ لها لو تركت وشأنها، ولذلك نَبَّهَ رسول الله ن خطرها قائلاً: "أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك".



أضاف: "فالصوم له وظيفة وهي معالجة الخطر الخفي الذي يترصّد الإنسان ويلاحقه من داخله وهو لا يشعر به ولذلك كان أعدى الاعداء حسب تعبير رسول الله ومعه يرتقي الإنسان ليبلغ درجة التقوى التي هي شرط لقبول أي طاعة قال تعالى: (قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، ولذلك كان لا بدّ للمؤمن من أن يؤدي هذا التكليف عن معرفة وعن قصد التقرّب إلى الله تعالى، والتقرّب الى الله تعالى إنما يكون بالإتيان بالفعل لتحقيق الغاية التي أرادها الله تعالى منه التي لا تتحقق مع الجهل.  ثم ان من المعلوم ان المناسبات الهامة في هذا الشهر الشريف التي زادته شرفاً وكرامةً جعل الله تعالى في الثلث الأخير منه ليلة هي أشرف لياليه أسماها بليلة القدر وجعلها خيراً من ألف شهر، أي إن إحياءها بالطاعات والعبادات من تلاوة القرآن والتخشّع والتخضّع له تعالى بالدعاء والتصدق على الفقراء والمحتاجين وكل عمل صالح هو خير من ألف شهر من الطاعة يقضيها الانسان فيها والإلحاح عليه بالطلب لقضاء الحوائج، فقد سُمّيت بليلة القدر لأن فيها تُقدّر الاعمار والأرزاق وكل شيء من عام إلى عام، قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، فهي دعوة لنا لاستغلاها والاستفادة من كل لحظة من لحظاتها وعدم الانشغال عنها بأمور الدنيا التافهة، فقيمتها تساوي قيمة ألف شهر يقضيها الإنسان في عبادة متواصلة وهو مما يعجز الإنسان طول حياته عن تعويضه فيما لو فَوَّت على نفسه هذه الفرصة".

 وسأل الخطيب: "وهل هي بما أنها ليلة تقدير للأمور والتدبير بما فيها الأمور التكوينية مختصة بزمن الرسالة؟ أو أنها مُقدَّرة من الله وثابته من حين بداية وجود هذا الكون وكان كشفها من فضل الله على المسلمين ومن بركات رسول الله؟"، مضيفا "لم أجد مَنْ تحدّث عن هذه المسألة واقتصرت التفاسير عن الحديث حول أهميتها وفضلها، ولكن الرجوع إلى سورة القدر يُظهِر أنها غير مختصة بالاسلام وهي سابقة عليه، فقوله تعالى:(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) انها الظرف الزمني لنزول القرآن، فهي جزء لا يتجزأ من الزمن الذي سُمّيَ بشهر رمضان، وانه الوقت الذي اتخذه الله تعالى ليفرق فيه كل أمر حكيم منذ بداية الخلق، وكان نزول القرآن فيه مناسبة للكشف عنه ومما اختص الإسلام والمسلمين به دون غيره من الرسالات وغيرهم من الأمم بياناً لأهمية الإسلام ورسوله وتَفضُّلاً على المسلمين".

وقال: "من المناسبات أيضاً في هذه الليالي الأخيرة مناسبة أليمة التي قد تكون ليلة القدر ذكرى فُجِعَ بها الإسلام وأهل البيت بل الانسانية والعالم أجمع بشهادة سيّد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقد خسر العالم أعظم شخصية بعد رسول الله، أراد الله تعالى لها أن تقود الانسانية وتُحقّق لها حلمها المفقود في تطبيق العدالة الالهية وتلقينها المعارف الربّانية، فكانت امتحاناً امتحن الله به هذه الامة التي ضيَّعت على نفسها وعلى العالم هذه الفرصة التاريخية بإخراج العالم من الظلمات الى النور وسقطت في التجربة باكراً حيث لم تستطع الخروج من العقلية القبلية ولم تستوعب أهمية المهمة الرسالية التي كُلّفت بها، واختارت حين خُيّرت بين الرسالة والسلطة أن تختار السلطة على الرسالة، فعليّ وتر العرب وهو يدافع عن الإسلام بأمر رسول الإسلام، فهذه واحدة والأخرى أنهم وبعقلية جاهلية يرفضون أن تجتمع الخلافة والامامة في بني هاشم ولم يزدهم كلام رسول الله ووصاياه في علي وأهل بيته إلا عداوةً وانتقاماً ولا تزال هذه العقلية عقلية السلطة تتحكم في الأمة حتى يومنا هذا، حتى أصبحت الأمة أُمماً للحكّام لا أمة للرسالة، وتنكّروا لنعمة الله عليهم إذ ألَّف بينهم ليعودوا أعداء وعلى شفا حفرة من النار التي كان أنقذهم منها وليكونوا نكرة بين الامم تستذلهم الاذلة في موقفٍ مخزٍ أمام ما يحصل في غزة وما يتعرّض له الشعب الفلسطيني الذي يموت أبناؤه جوعاً وعطشاً وتُقتل أطفاله ونساؤه وشيوخه إلا من قلة من أبناء الأمة الغيارى الذين وقفوا إلى جانب هذا الشعب الأبي الذي قرّر إلى جانب مقاومته البطلة أن يخوضها معركة كربلائية آبيّاً الخضوع والمسكنة تحت شعار هيهات منا الذلة ونموت ولا نركع، الذين حقّقوا النصر قبل دفع الثمن في سابقة غير معهودة في تاريخ الحروب مؤمنين بوعد الله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾. فأنتم اليوم تفرضون أنفسكم على العالم وتقضّون مضاجع الوحش الصهيوني ومن خلفه من القوى الغاشمة وستحتفلون بالنصر المؤزّر الذي سيتحقّق بإذن الله تعالى قريباً على الرغم من كل عمليات القتل والتهديد باجتياح رفح والسيناريوهات والألاعيب والضغوط التي تُمارس بحقكم: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)".

وأضاف: "ونحن لم نقل ولا نقول لكم كما قالت اليهود لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، بل قلنا لكم وفعلنا ما قلنا ما قاله عمار بن ياسر لرسول الله "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون".  فالقضية ليست قضية الفلسطينين فقط وإنما هي قضية الامة ولبنان معني بها والعدوان والاحتلال والتهديد والقتل والإرهاب طال ويطال العرب ومنها لبنان أيضاً، والبعض في لبنان كما عند بعض العرب لم يأخذ دروس الماضي وما زال يكابر ويمارس التضليل والتهويل وكأن العدو الصهيوني سينكفىء عن الارهاب والقتل والعدوان إذا وقفنا على الحياد أو سيعفيهم من دفع الثمن، وهذا يضحك الثكلى بعد أن استنجد به البعض لتحقيق مشاريع وهمية ما زال يحلم بها فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)، هؤلاء أول ما يسيؤن لأنفسهم وللجماعة التي يمثّلونها وبعد ذلك لوطنهم وللشعب اللبناني جميعاً، ويتشاطرون اليوم بمحاولات خائبة لمحاصرة المقاومة وبتحميلها كافة خطاياهم وبالتحريض الطائفي والمذهبي الذي وصل الى حدّ التحريض على النازحين مما يضطرنا للأسف الى وصفهم بالموتورين لأنّ هذا لا يصدر إلا عن موتور لا يُعرَف له سبب، نقول لهم: إنّنا نشفق عليكم وعلى هذا المستوى من التفكير والخطاب وندعو لكم بأن يفتح الله بصيرتكم وتتخلوا عن حقد كنزتموه لمن يدفع ثمن الدفاع عن السيادة فيدّعيها من لا يستحقها وهو أنتم المزورون ويدفع ثمنها السياديون الحقيقيون حقد كنزتموه في أنفسكم غير مبرر، فالمقاومة أثبتت ومن دون حاجة إلى التكرار أنها فوق حساباتكم وهي تلتزم قول السيد المسيح: "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. "بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ".  

وتابع: "فالذي لا يُرى منه إلا الحقد ليس تلميذاً للسيد المسيح وإن ادّعاه. وقول رسول الله محمد: "أحبوا للناس ما تحبوا لأنفسكم واكرهوا لهم ما تكرهوا لها". فمن لا يحمل الحب لأخيه كما لنفسه زوراً يَدّعي انه من تلاميذ محمد، فمن يحاسبنا على موقفنا في دعم القضية الفلسطينية جدير به أن يحاسب نفسه على تقصيره وعلى حساباته الخاطئة، فمن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لا يُحاسَب بل يكافأ، أما المذهبيون والذين تخلّفوا عن النصرة جدير بهم أن يتوبوا إلى الله: (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا). والله تعالى يقول: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)، المتمثل اليوم بالصهاينة والغرب فلا تستمعوا لوسوساتهم التي يسدونها لكم بصورة نصائح (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)". 

وختم الخطيب: "ولا بد أولاً واخيرا من كلمة تبريك للمؤمنين بولادة الامام الحسن وهو حدث ليس عابراً ويمكن بوضوح قراءته في كلام رسول الله من حين علم بولادته الى ارتحاله، فسلام الله عليه وعلى جده المصطفى وأبيه المرتضى وأمه الصديقة وأخيه الشهيد ورحمة الله وبركاته، وسلام على المرسلين، والحمدلله رب العالمين، اللهمّ انصر الإسلام والمسلمين، اللهم انصر المجاهدين والمقاومين والمرابطين الذين يدافعون عن الأمة والوطن، اللهم احفظهم وسدّد قيادتهم وانصرهم نصراً عزيزاً وافتح لهم فتحاً يسيراً واجعل لهم من لدنك سلطاناً نصيرا، اللهم أظهر لنا وليّ أمرك وعجّل فرجه، اللّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِي بِشَيْءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الله تعالى ة من النار رسول الله له تعالى إلى جانب

إقرأ أيضاً:

آخر أيام التشريق.. 13 حقيقة ودعاء لا يرد يجعلك تغتنمه الآن

اليوم الإثنين الثالث عشر من شهر ذي الحجة الهجري هو آخر أيام التشريق ويعد آخر فرصة لاغتنام ما تبقى من أيام التشريق وعيد الأضحى المبارك وهي من الأزمنة المباركة التي يغفل عنها الكثيرون، وقد ذكر الله تعالى أيام التشريق في الكتاب العزيز كما حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على اغتنام كل يوم من أيام التشريق في عيد الأضحى المبارك ونهانا عن التفريط فيها لما لها من فضل عظيم، وحيث إننا في آخر أيام التشريق وقد انقضت كلها، فلا وقت لتضييع أي لحظة مما بقى من آخر أيام التشريق بعيد الأضحى المبارك.

ثاني أيام التشريق الآن.. اغتنمه فالدعاء فيه لا يرد و5 جوائز أخرىيوم النفر الثاني بدأ منذ دقائق.. فيه يكرم الله عباده بنعيمينآخر أيام التشريق

ورد أن أيام التشريق الثلاثة بدأت من بعد يوم العيد أي من ثاني أيام عيد الأضحى وتوافق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، المنهي عن الصيام فيها، لما ورد في حديث عن النبي صلي لله عليه وسلم عن نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه أنه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ».

ويبدأ حجاج بيت الله الحرام في أول أيام التشريق الثلاثة، رمي الجمرات، بداية من وقت الظهر، ويتوجه الحجاج لإلقاء الجمرة الصغرى وتليها الوسطي ثم جمرة العقبة، وكل منها 7 حصوات ويتم التكبير مع إلقاء كل حصاة، والتوجه بالدعاء إلي الله مع كل جمرة من الجمرات الثلاثة، وتعد أيام التشريق في العيد هي الأيام الثلاثة المذكورة في القرآن بـ «أيام معدودات»، وقال الله تعالي في فضل تلك الأيام «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)» البقرة: 203، وروي ابن عباس رضي الله عنهما أن الأيام المعدودات هي أيام التشريق، والأيام المعلومات: أيام العشر، والأيام المعدودات هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر، وسُميت الأيام الثلاثة أيام التشريق؛ لأن الناس يشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يُقددونها وينشرونها لتجف.

الدعاء في آخر أيام التشريق

ورد أن يوم عيد الأضحى المبارك هو يوم النحر، ويكون في العاشر من ذي الحجة، ويلي يوم العيد أيام التشريق الثلاثة، التي توافق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وعن الدعاء في أيام التشريق ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر))، ويوم القر هو أول أيام التشريق الثلاث التي لا يُرد فيها الدعاء، فقد سُمع أبا موسى الأشعري يقول في خطبته يوم النحر (يوم عيد الأضحى): «بعد يوم النحر ثلاثة أيام التي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء، فارفعوا رغبتكم إلى الله».

دعاء آخر أيام التشريق

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. ربنا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ ، وَ الْفَرَجَ بَعْدَ الْكَرْبِ ، وَ الرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَةِ . اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ ، لا إله إلّا أنتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَ أتُوبُ إلَيْكَ.

لا إله إلا الله، الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".

سيِّدُ الاستغفارِ: « اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ، وأبوءُ لَكَ بذَنبي فاغفِر لي، فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، إذا قالَ حينَ يُمسي فماتَ دخلَ الجنَّةَ - أو: كانَ من أَهْلِ الجنَّةِ - وإذا قالَ حينَ يصبحُ فماتَ من يومِهِ مثلَهُ».

فضل آخر أيام التشريق

ورد من فضل آخر يوم من أيام التشريق أنه معلومٌ أنّ ذكر الله تعالى من أعظم العبادات وأفضل الطاعات؛ وفي هذا يقول الله -تعالى-: (وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ)؛ فذِكر الله -تعالى- حياة للنفوس وطمأنينة للقلوب، والذّاكر ربّه في كلّ أحواله تغشاه رحمات الله، وتحوطه عنايته سبحانه، ويزداد فضلُ الذّكر في الأوقات الفاضلة، كما في فضل أيّام التشريق، ومكانتها العظيمة، وممّا يُدلّل على ذلك ما يأتي:

- تُؤدّى أفضل العبادات على الإطلاق في هذه الأيّام؛ وهي ذِكر الله -تعالى-، قال: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ).

- تُعَدّ أيّام التشريق من أعظم الأيّام عند الله -تعالى-؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).

- شرع الله -تعالى- لعباده المؤمنين في هذه الأيّام نَحر الهَدي والضحايا؛ لتكتمل لَذّاتهم بأكل لحومها، ولِتتقوّى بها أبدانهم على طاعته وذِكره، وهذا من تمام شُكر الله -تعالى- على نِعَمه.

-تُذكِّر أيّام التشريق المؤمنين بحقيقة الدُّنيا؛ فكما أنّ أيّام الحجّ فيها تحريم لبعض الأمور من الشهوات والهوى، فيمتدّ الإحرام إلى أن يصل الحاجّ إلى منى فيتحلّل منه؛ فيأكل، ويشرب، ويذكر الله -تعالى-، فإنّ الدُّنيا كذلك؛ ما هي إلّا أيّام يصوم فيها المؤمن عن شهواته؛ لينال نصيبه من الجَنّة في الآخرة.

-يُكرِم الله -تعالى- عباده المؤمنين في هذه الأيّام بنعيمَين؛ فالأوّل نعيم أبدانهم؛ بالأكل والشرب بلا إسراف ولا تبذير، والثاني نعيم قلوبهم بذِكر الله -تعالى- ودعائه، وحريّ بالحاج أنْ يستغلّ وقته في هذه الأيام المباركة بالإقبال على التّكبير، وذكر الله وشكره على نعمه العظيمة.

أعمال أيام التشريق

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن للعبادات في الإسلام حكمًا وأسرارًا تنكشف لكل ذي تفكير سليم وعقل راجح ونفس راقية‏،‏ ويعد الحج من أعظم العبادات أسرارًا وأكثرها حكمًا‏،‏ تتمثل هذه الأسرار.

وأضاف «جمعة» أن تلك الحكم في شعائره جميعها من طواف وسعي ووقوف بعرفة وغيرها، وتمتد أيضًا إلى سائر الشعائر التي ترتبط بالحج وتجمع الأمة الإسلامية تحت لوائها كيوم العيد وأيام التشريق، وأيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.

وتابع: وسميت بـالتشريق، لكثرة ما ينشر في الشمس من اللحم فيها، وهي أيام ذكر لله تعالى وشكر له، قال -صلى الله عليه وسلم-: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله» [صحيح مسلم]، وهي أيام يحرم الصوم فيها لغير الحاج، قال -صلى الله عليه وسلم-: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب» [سنن الترمذي]، وهي الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ».

و استطرد: أنه حث الشرع الشريف على الإكثار من ذكر الله تعالى في أيام التشريق، حيث يتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، وقد امتثل الصحابة لذلك، فقد كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد. [صحيح البخاري].

وواصل: وكون هذه الأيام أيام أكل وشرب فيه إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة.

ما معنى أيام التشريق

سُمِّيَت أيام التشريق بهذا الاسم؛ لأنّ الناس كانوا يُشرّحون اللحم في هذه الأيّام، ويُقدّدونه أي يجففونه؛ فالتشريق هو التشريح، وقِيل لأنّ نحر الهدي والأضاحي لا يكون إلّا بعد شروق الشمس فيها، وقِيل إنّ سبب تسميتها بذلك أنّ الناس كانوا يُشَرّقون فيها للشمس في مِنى ولم تكن فيها بيوت أو أبنية، وقِيل أيضاً إنّ التشريق هي صلاة العيد؛ لأنّها لا تُؤَدّى إلّا عند شروق الشمس وارتفاعها.

أسماء أيام التشريق

يُسمّى اليوم الأول من أيام التشريق بيوم القَرِّ بفتح القاف وتشديد الراء، وسُمِّي بهذا الاسم؛ لأنّ الحُجّاج بعد يوم التروية ويوم عرفة ويوم النَّحر يكون التعب قد أصاب منهم ما أصاب، فيَقِرُّون بمِنى، فيما يُسمّى اليوم الثاني من أيّام التشريق بيوم النَّفر الأوّل؛ وذلك لأنّه يجوز فيه للحاجّ الذي أنهى رَمْي الجِمار، وأحبّ تعجيل الانصراف من مِنى أن ينفر؛ أي يرحل إلى مكّة، وذلك باتِّفاق العلماء؛ إذ إنّ رَمْي اليوم الثالث من أيّام التشريق يسقط بالنَّفر الأوّل؛ لقوله -تعالى-: (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ).

وذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّ النفر يجب أن يكون قبل غروب الشمس، وذهب الحنفية باستمرار النفر ما لم يطلع فجر اليوم الثالث من أيّام التشريق، ويُسمّى اليوم الثالث من أيّام التشريق بيوم النَّفر الثاني؛ فإذا أنهى الحاجّ رَمي الجِمار في هذا اليوم، فإنّ عليه أن ينفرَ إلى مكّة؛ إذ لا يُسَنّ له المَبيت بمِنى بعد الرَّمي، وقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة إلى أنّ وقت الرّمي في هذا اليوم يكون بعد زوال الشمس، وذهب الحنفية إلى جواز الرَّمْي قبل زوال الشمس بعد الفجر، أمّا آخر وقت للرَّمي فقد اتّفق الفقهاء على أنّه ينتهي بغروب الشمس؛ وذلك لانتهاء وقت مناسك الحجّ بغروب شمس ثالث أيّام التشريق.

طباعة شارك آخر أيام التشريق أيام التشريق الدعاء في آخر أيام التشريق دعاء آخر أيام التشريق فضل آخر أيام التشريق أعمال أيام التشريق أسماء أيام التشريق ما معنى أيام التشريق

مقالات مشابهة

  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
  • الصمود الفلسطيني والدعم المصري
  • متحدث فتح: نسعى بكل ما نستطيع لإنقاذ الشعب الفلسطيني ووقف الحرب على غزة
  • 20 عامًا على رحيل عبد الله محمود.. الفنان الذي اختصر عمره في أدوار لا تُنسى (تقرير)
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • حماس تدعو الأمم المتحدة للتحرك العاجل وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني
  • آخر أيام التشريق.. 13 حقيقة ودعاء لا يرد يجعلك تغتنمه الآن
  • إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
  • يوم النفر الثاني بدأ منذ دقائق.. فيه يكرم الله عباده بنعيمين
  • كم كان عمر الرسول عند وفاته؟ اعرف يوم وتاريخ رحيله بالهجري والميلادي