تعد ليلة القدر من أعظم الليالي المباركة في الإسلام، وتحظى بأهمية كبيرة لدى المسلمين. 

وهناك عدة أعمال يُنصح بها في هذه الليلة، ومن أبرزها:

الصلاة والعبادة المخلصة: يُنصح بأداء الصلاة وقراءة القرآن بتفانٍ في ليلة القدر. يُفضل أن يكون الصلاة جماعة في المسجد، وأن يُخصص وقتًا لتلاوة القرآن والتفكُّر في آياته.

الدعاء والتضرع: يُنصح بالدعاء الصادق والتضرع إلى الله في هذه الليلة. يمكن الدعاء بالمغفرة، والرحمة، والهداية، والتوفيق، وأن يُدعى للمسلمين وللمحتاجين وللمرضى وللمُظلومين في العالم.

قيام الليل: يُحث على قضاء جزء من الليل في الصلاة والعبادة. يمكن أداء صلاة التراويح، والتهجد، والاستغفار، والذكر، والتسبيح.

تلاوة سورة القدر: يُنصح بتلاوة سورة القدر في هذه الليلة المباركة. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

الصدقة والخير: يُنصح بإعطاء الصدقة وصنع الخير في هذه الليلة المباركة. يمكن إطعام الفقراء والمساكين، ومساعدة المحتاجين، وإحسان العلاقات مع الآخرين.

بالإضافة إلى الأعمال التي ذكرتها سابقًا، هناك العديد من الأعمال الأخرى التي يمكن القيام بها في ليلة القدر. ومن بين هذه الأعمال:

الاستغفار والتوبة: يُنصح بكثرة الاستغفار والتوبة في ليلة القدر، وذلك بالاستغفار من الذنوب والخطايا والتائبين إلى الله بصدق وإخلاص.

قراءة الأذكار والأدعية: يمكن قراءة الأذكار والأدعية المستحبة في هذه الليلة، مثل سورة الإخلاص والمعوذتين وقول لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر.

الاجتهاد في الخير والعطاء: يمكن القيام بأعمال الخير والعطاء في ليلة القدر، مثل زيارة المرضى ومساعدة الفقراء وتقديم النصح والمساعدة للآخرين.

التفكر والتدبر في آيات الله: يُنصح بتأمل وتدبر آيات الله وعظمته في هذه الليلة، والتأمل في خلقه ونعمه وآياته الكونية.

الاستغفار للوالدين: يُحث على الاستغفار للوالدين في ليلة القدر، وذلك بالدعاء لهما بالرحمة والمغفرة والتوفيق، والاعتناء بهما وبرهما.

الصدقة الجارية: يمكن إيلاء الاهتمام لإقامة صدقة جارية في ليلة القدر، مثل بناء مسجد أو توفير مصدر مياه للفقراء أو دعم مشروع خيري يعود بالنفع على المجتمع.

وتذكر أن أي عمل صالح تقوم به بنية صادقة واخلاص لوجه الله سيكون محببًا إليه وسيجلب لك الأجر والثواب. يجب أن يكون القلب متوجهًا نحو الله في جميع الأعمال التي تُقام في ليلة القدر.

يجب أن يتم تنفيذ هذه الأعمال بإخلاص وتوجه نحو الله، وبالرغبة الصادقة في الاقتراب منه والتقرب إليه. يُذكر أن ليلة القدر لا تحدد بالضبط، ولذلك ينصح بالاجتهاد والعبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وخاصة في الليالي الفردية والتي تبدأ من اليوم.

 


 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ليلة القدر أجر ليلة القدر فی هذه اللیلة فی لیلة القدر

إقرأ أيضاً:

البشير والنذير في القرآن الكريم

 

 

د. عبدالله الأشعل

 

أخبرنا القرآن الكريم أن كل الأنبياء والرسل كسيلٍ لم ينقطع، وعبَّر عنها القرآن بأنَّ قافلة الرسل تترى، أي أنها استمرت من آدم إلى رسولنا الكريم. أما الرسل والأنبياء فهم اختيار الله سبحانه، فهو يعلم حيث يضع رسالته. وقد أوضح القرآن أن رسل الله هم الغالبون ويتمتعون بحصانة مطلقة.

أما لماذا بعث الله النبيين والرسل، فقد أخبرنا القرآن الكريم أيضًا أن الله أرسلهم من بين عامة البشر حتى لا تكون رسالتهم فوق مستوى البشر، وبعثهم الله بسببين لمهمة واحدة هي الإنذار والتبشير، وباختصار: البلاغ برسالات الله إلى الأقوام المختلفة. وأكد القرآن أن الله بعثهم لكل الأمم، وما من أمة إلا خلا فيها نذير. وسأل خزنة النار الداخلين إليها: ألم يأتكم نذير؟ فاعترفوا جميعًا بأنهم كذبوا الرسل، وأوضح القرآن الكريم السببين لبعث الرسل.

السبب الأول هو الإبلاغ والإنذار بأوامر الله ونواهيه، لقوله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، وقوله: "وما كنَّا معذبين حتى نبعث رسولا".

السبب الثاني بلفظ القرآن: حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل؛ فالله يعلمنا أن نكون ديمقراطيين وصُرحاء وشفافين، فهو سبحانه غني عن العالمين، ومع ذلك، وتحقيقًا لمبدأ: "ولا يظلم ربك أحدًا"، و"ما ربك بظلام للعبيد".

وهنا نجد أن الله يقسم لبعض خلقه، وخاصة رسولنا الكريم، في قوله تعالى: "لا أقسم بهذا البلد وأنت حلٌّ بهذا البلد". وكذلك قوله: "والضحى والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى". وأعتقد أن سبب القسم للرسول الخاتم ليس نقصًا في التصديق؛ فالرسول أدرى منَّا بموضوع القسم، ولكنه تكريم للرسول الكريم.

أما الجزاء في القرآن الكريم، فيختلف معناه حسب السياق، فأحيانًا يكون معناه العقوبة، وأحيانًا أخرى يكون معناه الأجر والمثوبة والمكافأة. وقد بحثتُ هذه النقطة في الفصل التمهيدي من رسالة الدكتوراه التي قدمتُها عام 1975، وتمت مناقشتها عام 1976 بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكان موضوعها "الجزاءات غير العسكرية في الأمم المتحدة".

وعندما نظرتُ في آيات الذكر الحكيم لبيان الفرق بين النذير والبشير، وجدتُ أنهما يُستخدمان حسب السياق. فالبشارة تأتي في الخير، والإنذار في العذاب، ومع ذلك، يستخدم القرآن كلا اللفظين وفق السياق، مثل قوله تعالى: "بَشِّر المنافقين بأن لهم عذابًا أليمًا" (النساء: 138)، وقوله: وأرسلنا مبشرين ومنذرين، وأيضًا قوله سبحانه: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا".

وقوله سبحانه: عليك البلاغ وعلينا الحساب. وأوضح القرآن لماذا قصر مهمة الرسل على البلاغ ولم يكلفهم بالهداية؛ حيث اختص الله بها نفسه، فالله سبحانه هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، كما في قوله: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".

وهكذا، نجد أن العملية موزعة بين الخالق والرسل، كما هو واضح في القرآن الكريم: يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وأوضح القرآن الكريم أيضًا: "ليس عليك هُداهم ولكن الله يهدي من يشاء".

وبما أن الإيمان محله القلب، ولا يطلع عليه إلّا الخالق، فمن أراد الهداية حقًا هداه الله، ومن أراد الضلال أضله الله حسب استعداد الإنسان؛ بل إن القرآن أشار إلى مرتبة أسمى يُخص بها المستحق من عباده، كما في قوله تعالى: فإنك من تق السيئات فقد رحمته. أي أن العبد إذا جنبه الله السيئات، فهذا فضل من الله بدلًا من ارتكاب المعاصي، ثم يستغفر العاصي ربه، ويطلب التوبة، أي عدم العودة إلى المعاصي.

وقد أوضح القرآن قواعد التوبة، ومع ذلك، فرحمة الله واسعة، كما في قوله: "إنما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب"، وألا ينتظر ساعة الوفاة.

الخلاصة.. أن البشارة في الخير، والإنذار في الشر، ومع ذلك، يستخدم القرآن الكريم كلا المصطلحين حسب السياق.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • مى فاروق تُحيي ليلة طربية ساحرة بالأوبرا الليلة ضمن فعاليات وزارة الثقافة
  • هل يمكن أن يؤثر طعامك على جودة نومك؟ إليك ما يقوله الخبراء
  • هؤلاء القراء يحيون عزاء نجل الشيخ مصطفى إسماعيل.. الليلة بـ عمر مكرم
  • نصائح تساعدك على الخشوع في الصلاة.. الإفتاء توضحها
  • أفضل الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة .. الأزهر: اغتنم هذه العبادات
  • «من القرآن والسنة».. دعاء يوم عرفة 2025 وأفضل الأعمال المستحبة
  • البشير والنذير في القرآن الكريم
  • نسق الحِجاج القرآني
  • دعاء ليلة الجمعة الأولى من ذي الحجة.. رددوا أفضل 50 دعوة مستجابة وتحقق الأمنيات