الجنرال الأكثر شعبية في السودان !
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
لن نضيف جديداً إذا وصفنا ما يحدث في ولاية الجزيرة بجريمة إبادة مستمرة، من دون أن ينجح العالم في ردع القائم بهذه الجريمة التي أدت حتى الآن إلى قتل المئات ونزوح الآلاف.
ولقد كان واضحاً منذ اندلاع هذه الحرب المنزوعة من كل المعايير والأخلاق أنها حرب إبادة، وتهدف فعلاً، كما صرحت المليشيا نفسها، إلى القضاء على وجود مجموعات سكانية بعينها، وهي حرب إبادة لن تحقق أهدافها مهما ارتفعت حصيلة الشهداء القتلى بسلاح المليشيا الإماراتي، بل إن الإبادة الحقيقية بالمعنى الرمزي للكلمة قد وقعت فيها مليشيا الدعم السريع، حيث إن ما خسرته خلال هذه الحرب أكبر مما هي تعتقد.
مشهد الآلاف من سكان الجزيرة وهم ينزحون من بيوتهم بأمر مليشيا الدعم السريع، يؤكد أن الأمر لم يأت على سبيل الصدمة ولا الصدفة مرة واحدة، فقد سبقته، ضغوطات عديدة، ناهيك من توترات متصاعدة بين أهالي الجزيرة الشرفاء وقيادة ” كيكل “، حيث لم تمض الكيمياء الإنسانية بينهما منذ البداية، وسارع أهل الجزيرة بمقاومة انتشار المليشيا في ديارهم.
كل تلك الجرائم البائنة وما زال البعض يحلمون باتفاق يعيد ل “الدعم السريع” مجده السياسي، ليعيشوا تحت كنفه إلى الأبد بعيدا عن صناديق الاقتراع.
الذين يحاولون فهم الموقف الشعبي الجمعي الحالي تجاه الحرب في السودان، لديهم أفضل شرحاً في كتاب الجنرال “ياسر العطا”، الثوري و المقاوم، والذي دفعه إلى مقدمة القبول الجماهيري.
كلما تحدث “العطا” احتفت الميديا بما يقول، خلال أكثر من (٥) سنوات، تخللتها اجتياحات سياسية داخلية عدة وتدخلات خارجية وأزمات متكررة من عهد قوى الحرية والتغيير إلى حكومة الحرب الحالية، لم يحظ جنرال بكل هذا التأييد، حيث تكونت خلال الشهور الماضية قناعة بأن “العطا” كان أكثر الشخصيات، على المستوى العسكري قربا للمقاتلين داعماً لهم و حريصاً على مطالبهم.
تقدم تصريحاته المصادمة والمقاومة، موقفاً بطولياً وسط هذا المد والجزر والتأرجح في مواقف بقية الجنرالات.
تلك المواقف المضطربة والتي تحمل تارة اهتماماً محموماً بمعاناة الشعب والعزم على حسم التمرد، ثم إهمال مدو، و طبيعتها المتأرجحة وغير الثابتة، و العوامل التي تحدد سيرها، الأخطاء الاستراتيجية، ومسؤولية هذه الأطراف حول ما يحدث في السودان، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى مآس وكوارث سياسية يدفع ثمنها السودانيين، الذين يحملون في صدورهم أكثر من غصة حارقة، نارها آهات عوائلهم بدور الإيواء، وحلمهم العودة إلى الديار.
إذا… لا مجال لخطاب غير خطاب المقاومة، لأنه لا يمكن في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الهمجية في الخرطوم ودارفور، ويستمر خلالها إجرام المليشيا في استهداف البشر والحجر وكل عناصر البقاء للحياة البشرية، وبتجاهل تام لكل القيم والمعايير والشرائع والقوانين الإنسانية، التي تحمي غير المحاربين من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات ودور العلم ومؤسسات إدارة الشأن العام وغيرها من متطلبات الحياة المدنية، أن يقبل الضحايا التوقف بمنتصف الطريق.
جماهيرية “العطا” جاءت من مواقفه التي لم تتجاهل يوماً، حقيقة أن لا سلام ولا استقرار ولا أمن في السودان دون حسم هذه القضية العادلة.
محبتي واحترامي
رشان أوشي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأمريكي يطالب الدعم السريع بوقف الانتهاكات في الجزيرة
المبعوث الأمريكي للسودان دعا قوات الدعم السريع إلى التوقف عن ذبح المدنيين وكل الأعمال التي تنتهك الالتزامات التي تعهدت بها قيادة القوات.
بورتسودان: التغيير
طالب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، قوات الدعم السريع بوقف الانتهاكات المروعة ضد المدنيين في ولاية الجزيرة- وسط البلاد، ودعا للوفاء بكل التزاماتها وتعهداتها.
ومنذ منتصف الاسبوع الماضي تشن قوات الدعم السريع حملات على أساس انتقامي ضد سكان ولاية الجزيرة، في أعقاب انشقاق قائدها بالولاية أبو عاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني، خلّفت مئات القتلى والجرحى، بجانب نزوح الآلاف، وسقط تقارير عن عمليات تهجير قسري واغتصاب وسلب ونهب.
وقال بيرييلو في تدوينة على منصة (X) يوم الاثنين: “نحن نراقب التقارير المروعة عن الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين السودانيين في جميع أنحاء ولاية الجزيرة، بما في ذلك الاغتصاب وقتل الأطفال”.
واضاف: “ندعو قوات الدعم السريع إلى التوقف عن ذبح المدنيين وكل الأعمال التي تنتهك الالتزامات التي تعهد بها الفريق حميدتي دقلو وقيادة قوات الدعم السريع كجزء من مدونة قواعد سلوك تحالف دعم السودان وإعلان جدة”.
https://x.com/USSESudan/status/1850939151316844721?t=tDKQ6abFKJsrRBj4NhAu_w&s=09
ويثير الوضع في السودان قلقاً دولياً مع تصاعد حدة الصراع في سياق الحرب المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل من العام الماضي.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، بشأن “التقارير الصادمة” خلال الأيام الأخيرة عن أعمال القتل والعنف الجنسي الجماعية في قرى بولاية الجزيرة، وسط السودان.
وقال إن المعاناة في السودان تزداد يوما بعد الآخر، وأشار إلى أن 25 مليون شخص يحتاجون المساعدة.
وأضاف: “شعب السودان يعيش في كابوس من العنف، فقد قُتل آلاف المدنيين ويواجه عدد لا يحصى فظائع لا يمكن وصفها، بما فيها الاغتصاب والاعتداء الجنسي على نطاق واسع”.
الوسومالأمم المتحدة الجزيرة الجيش الحرب الدعم السريع السودان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو