السنغال: أي آفاق في ظل حكم الثنائي باسيرو ديوماي فاي وعثمان سونكو؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
إعداد: طاهر هاني إعلان اقرأ المزيد
"عثمان سونكو لن يحكم البلاد في مكان الرئيس المنتخب. لكنه لن يبقى بعيدا، إذ علينا الحفاظ على الحماس الذي حظي به مشروعنا السياسي لدى السنغاليين". هكذا حاول أحد المستشارين المقربين من الرئيس باسيرو ديوماي فاي رسم العلاقة التي ستربط الرجلين في المرحلة المقبلة.
© أ ف ب/ أرشيف
واعتبر فرانسيس كابندي، الأستاذ المحاضر في معهد العلوم السياسية بباريس، في تصريح لفرانس24 أن لا دليل بأن "شهر العسل بين الرجلين سيستمر لعدة سنوات".
جدير بالذكر أن معسكر سونكو هو الذي قرر تعيين باسيرو ديوماي فاي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في مكان عثمان سونكو الذي كان يقبع في السجن.
"ديوماي هو عثمان وعثمان هو ديوماي"فحزب "الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة" الذي أسسه سونكو هو الذي قام بحملة فاي الانتخابية وسعى لجمع التوقيعات التي تسمح له بالترشح. وكانت الشعارات التي دونت على اللافتات الانتخابية توحي لذلك بوضوح: "التوقيع لصالح ديوماي يعني التوقيع لصالح سونكو"، "ديوماي هو عثمان وعثمان هو ديوماي".
ومن بين الإصلاحات التي قرر الرئيس ديوماي القيام بها، التقليص من صلاحيات رئيس الدولة مع استبدال منصب رئيس الوزراء بمنصب نائب رئيس الجمهورية. لكن هذا الإصلاح يتطلب قبل كل شيء إجراء تغييرات دستورية في المستقبل.
"مكان سونكو في الجمعية الوطنية"ويرى جيل يابي، وهو محلل سياسي ومؤسس مركز للبحوث السياسية خاص ببلدان غرب أفريقيا، أن "مكان عثمان سونكو في الجمعية الوطنية السنغالية كرئيس لها، ليصبح بذلك الشخصية الثانية في البلاد بعد رئيس الجمهورية".
اقرأ أيضامن هو باسيرو فاي رئيس السنغال المقبل والمنتخب من الدورة الأولى؟
ويسيطر على الجمعية الوطنية لغاية الآن تحالف الغالبية الرئاسية "بيني بوك ياكار"، والذي دعم المرشح أمادو با خلال الانتخابات. بالتالي، يبقى الحل الوحيد أمام الرئيس ديوماي فاي هو حل الجمعية بعد خمسة أشهر من الآن وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. لكن الرئيس الجديد لم يشرح موقفه بشكل دقيق حول ما ينوي القيام به بهدف الحصول على الأغلبية البرلمانية التي ستسمح له بتنفيذ مشاريعه.
وهذا ما أكده مقرب من الرئيس ديوماي الإثنين دون أن يكشف عن هويته "لا نستطيع حكم البلاد وتنفيذ الإصلاحات التي وعدنا بها في حين الأغلبية البرلمانية ليست في صالحنا. هناك حاجة ماسة إلى حل الجمعية الوطنية عندما يكون ذلك ممكنا، ربما في شهر سبتمبر/أيلول المقبل".
باسيرو فاي يؤدي اليمين الدستورية.. تحديات تنتظر الرئيس السنغالي الجديدلكن مهما كانت التركيبة السياسية التي ستحكم السنغال في السنوات المقبلة، ثمة العديد من التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد، أبرزها إحداث قطيعة كاملة مع سياسية سلفه ماكي سال الذي اختار بناء علاقات متينة مع الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا. ويفضل باسيرو ديوماي فاي إعطاء الأولوية للعلاقات مع الدول الأفريقية.
إنهاء التعامل بعملة الفرنك الأفريقيويخطط الرئيس الجديد لـ"تطهير" الطبقة السياسية من خلال إبعاد المفسدين عن السلطة واستعادة "سيادة" السنغال، وهو مصطلح استخدمه 18 مرة في حملته الانتخابية.
كما يريد إنهاء التعامل بعملة الفرنك الأفريقي الموروثة من الاستعمار وإصدار عملة وطنية جديدة، إضافة إلى إصلاح قطاع التربية مع تعميم تدريس اللغة الإنكليزية في بلد لا تزال اللغة الفرنسية فيه لغة رسمية.
اقرأ أيضاالسنغال: الرئيس الجديد يعين عثمان سونكو في منصب رئيس الوزراء
كما ينوي أيضا إعادة النظر في العقود التي أبرمتها السنغال مع دول أخرى في مجال المناجم والتعدين والمحروقات إضافة إلى اتفاقيات الدفاع.
على المستوى الاقتصادي، يواجه الرئيس الجديد مشكل البطالة التي تطال الشباب، ساعيا لإيجاد حلول تمر عبر الاستثمار في قطاع الصناعة أكثر من قطاع الخدمات. وهو مطالب أيضا برفع القدرة الشرائية للسكان عبر تخفيض أسعار المواد الأساسية مثل الأرز والزيت والسكر والحبوب التي ارتفعت جراء جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا.
فهل من سنغال "جديد" بفضل الثنائي عثمان سونكو وباسيرو ديوماي فاي؟
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات البلدية التركية ريبورتاج عثمان سونكو عثمان سونكو عثمان سونكو السنغال ماكي سال السنغال عثمان سونكو السنغال عثمان سونكو باسيرو ديوماي فاي انتخابات رئاسية اقتصاد إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل سوريا إيران معارضة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا باسیرو دیومای فای الجمعیة الوطنیة الرئیس الجدید عثمان سونکو باسیرو فای
إقرأ أيضاً:
بعضٌ من حكاية الكَدِيسَة
الكديسة اسم للهرة في عامية أهل السودان، والمذكر كَدِيس. ولعل الأصل نوبي أو تركي. وعند الجاحظ في كتاب الحيوان لفظ السِنّور وذكر من صفات السنانير أنها طيبة الفم، وأن عليها من المحبة والإلف والأنس والدنو، ما ليس مع الكلب ولا مع الحمام، ولا مع الدجاج، ولا مع شيء مما يعايش الناس.
ومن صفاتها أن الحيات تخافها، وأن الفيل يفزع من السنور فزعًا شديدًا. وجيفة السنّور منتنة ـ كما يذكر كتاب الحيوان ـ قالوا: لما مات القصبي رُجم بالسنانير الميتة…
قرأت قبل يومين عن “تكتيك القطة الميتة” في الإعلام السياسي والعسكري حيث يُطلق خبر صادم أو فاضح أو مثير للجدل عمدًا لصرف انتباه الإعلام وتشتيت أذهان الجمهور عن قضية أو فشل أكثر ضررًا. صاغ هذا التكتيك لينتون كروسبي، وكأنه إلقاء “قطة ميتة” على مائدة طعام والناس يأكلون مما يُجبر الجميع على الانصراف عن الأكل، والتركيز على ذلك المشهد بدلًا من الانشغال بالمشكلة الأساسية.
ألا ترون هذه الأيام ونحن نتابع انتصارات جيشنا وانكسارات التمرد، كيف تعمد غرف صناعة الشائعات إلى إطلاق خبر صادم يصرف الأنظار عن أحداث الساعة؟!
ويسمّي (الخوَّاجة) ذلك الفعل الدعائي باسم القطط الميتة، وليس الكلاب الميتة، فالقوم يحبون الكلاب حبًا جمًا مثل حبنا للكدايس أو أشد.
أما تفضيل القطط (الكدايس) عند المسلمين فهو نابع من الدين، فقد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بالطوافين عليكم والطوافات. وفي صحيح البخاري: “دخلت امرأة ممن كان قبلكم النار في هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تصيب من خشاش الأرض”. والهرة وصفها الجاحظ أيضا بأنها من الخلق الذي يؤثر على نفسه، يُلقَى إليها بالشيء الطيب وهي جائعة، فلا تزال ممسكة على جوعها حتى يقبل ولدها فيأكل… وهذا من علامات الرحمة في هذا الحيوان.
واقتراب القطة من شخص بعينه فيه رسالة روحية عميقة. إنها ليست مجرد (عابر سبيل)، بل هي رسول رحمة.
من العجب الذي رأيت؛ كنا نصلي في مسجد بمشعر منى أيام الحج برفقة استاذي حسن الزين. كانت قطة تدخل المسجد ونحن في انتظار الصلاة فتتخطى الناس جميعا وترقد أمام حسن. تكرر هذا مرات، فسألت البروفيسور حسن: ما لهذه القطة تأتي إليك من دون الناس؛ تتخطى الصفوف وتقترب منك أينما جلست فتمد يدك تمررها بلطف على ظهرها… ابتسم الزين واكتفى بالقول: “أبوي كان عنده تلتاشر كديسة” أي أن أبي كان عنده ثلاث عشرة قطة!
تأملت ذلك، وحسبته من مظاهر الصلاح في ذلك الرجل الذي عرفنا فيه الزهد والتوكل، وقد حضرت معه موقفا أرويه بغير حرج فهو الآن في رحمة الله تعالى.
ظللت أسائل نفسي عن منظر القطة مع حسن الزين حتى سمعت أحد المتحدثين في فيديو بالأمس عن معنى اقتراب القط من إنسان، فمما ذكر أن ذلك إشارة لتوسعة في الرزق، ودليل على صفاء القلب وأنه قلب محفوف بالرحمة. وأيضا علامة التوكل فالقطة تعيش متوكلة بالفطرة على خالقها، واقترابها من شخص ما تذكير بالتوكل على الله.
لما اتصلت بأستاذي في السودان وأخبرته بأن الاختيار قد وقع عليه لأداء الحج بتكلفة كاملة وتقديم ورقة علمية في منشط علمي، فاجأني بالاعتذار لأن جواز سفره يحتاج للتجديد، والوقت ضيق ولم تبق سوى أيام قليلة من الحج!
تيسّر الأمر بحمد الله، وفوجئت به يصل إلى مكة دون إحرام وعرفت السبب أنه لم يحمل معه ما يشتري به ملابس الإحرام. خرج من السودان وهو لا يحمل ريالا واحدا، وهذا من التوكل الذي عرفناه عنده ورجاء ما عند الله تعالى: “قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له، وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين”. في اليوم التالي لهذا الموقف حصل لأستاذنا الزين بسط في الرزق حتى إنه بادر إلى شراء هاتف كان يتمنى شراءه.
إن لنا في قصص التوكل والرحمة عبرة وأي عبرة في هذا الزمان الذي يتجرد فيه بعض بني البشر من كل القيم!
في هذا اليوم الذي أكتب فيه خبرٌ عن مُسيّرات ضربت روضة أطفال في مدينة كالوقي بجنوب كردفان وقتلت العشرات من الصغار وذويهم دون رحمة أو إنسانية.
ما لبعض الناس ينحطون إلى هذه الدرجة؟ أهؤلاء الناس من طينة البشر؟
معروف عن السودانيين حساسيتهم من قتل الحيوان الأليف؟ فكيف بقتل الأبرياء من النساء والأطفال.
تسلمت يوم أمس من أستاذنا البروفيسور الطيب علي أبو سن كتابه “الشعر الشعبي عند الرباطاب”. وتوقفت عند رثاء قطة من أحد الشعراء الرباطاب الحاج عثمان الكليباوي. القطة المسالمة اسمها (سانتوت)، أوسعها أحدهم واسمه عثمان ضربًا بالنبّوت حتى ماتت. يقول الشاعر:
في شان الله يا سانتوت
وكل الحي وراه الموت
مرقت فسحة كايسة القوت
يا الضربوكي بالنبّوت
عثمان اصلو ما خصاه
يضرّب فيها بالعصا
حتى هاشم اخيو معه
يكشحو بيها بي الواطه
عثمان ضربُه مالو قياس
بالفرار وفوق الراس
خلينا الورر لا باس
تكتلوا في كدايس الناس؟
والورر هو الورل، والمعنى: لا بأس من قتل الورل فهو حيوان غير مستأنس، ولا حرج من قتله. أما قتل الحيوان المسالم مثل القطط فهذا عيب كبير في أعراف القبيلة.
دكتور عثمان أبوزيد
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/07 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة هل الفيل كفيل؟2025/12/07 تسريبات وافتراضات مقتل دقلو2025/12/07 قوم لا للحرب قوم مجرمون مثلهم مثل كل من قتل أو آذى نفساً بغير وجه حق2025/12/07 أمريكا كانت تعرف، فلماذا سمحت بذبح السودانيين؟2025/12/06 ثالوث الإنكار لتبرئة الغزاة2025/12/06 العاقل من اتعظ بغيره!2025/12/06شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات مقترحات لبناء سودان جديد 2025/12/06الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن