بعد 4 عقود من الحرب..سوء التغذية يهدد الأجيال الجديدة في أفغانستان
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
أفغانستان"أ.ف.ب": تطعم رؤيا طفلتها بالملعقة في جناح المستشفى المخصص للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الذي يؤثر على واحد من كل عشرة أطفال أفغان.
دخلت الرضيعة البالغة تسعة أشهر المستشفى ثلاث مرّات، في إقليم بدخشان النائي (شمال شرق البلاد)، بعد أن واجهت والدتها صعوبة في إرضاعها طبيعيا.
تقول الأمّ البالغة 35 عاماً، وهي تحتضن بيبي آسيا بين ذراعيها في مستشفى في منطقة بهارك "لقد اكتسبت بعض الوزن، وأصبحت أكثر حيوية".
تفصح بنبرة من الحزن في صوتها "لا تبتسم بعد...في السابق كنت أبقى مستيقظة ليلًا ونهارًا، لكن الآن أستطيع النوم".
ينتشر نقص التغذية على نطاق واسع في أفغانستان، البلد الذي مزقته أربعة عقود من الحرب ويعاني الآن أزمات اقتصادية وإنسانية ومناخية.
ويعاني 10% من الأطفال دون سنّ الخامسة في أفغانستان من نقص في الغذاء، كما يعاني 45% من التأخر في النمو، وهي معدّلات من من بين الأعلى في العالم، وفقاً لمنظمة للأمم المتحدة.
يقول مدير الاتصال في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) دانييل تيم "إذا لم يتم اكتشافه في العامين الأولين بعد الولادة، فإن تأخر النمو لا يمكن علاجه ولن يتمكن الطفل من النمو الذهني والجسدي بشكل كامل".
ويضيف لوكالة فرانس برس أن "هذا الأمر له أيضا تأثير خطير على التنمية في البلاد بشكل عام".
وأدت عودة طالبان إلى سدة الحكم في العام 2021 إلى تفاقم المشكلة. فقد تقلصت المساعدات الدولية بشكل كبير وغادر العديد من العاملين في المجال الطبي بلدهم.
وبالتالي كانت النساء والأطفال أول الضحايا والأكثر تأثرا.
تعمل حسينة (22 عاماً) وزوجها نور الدين (27 عاماً) كمتطوعين ضمن برنامج اليونيسف في بدخشان، وهي منطقة جبلية على الحدود مع باكستان وطاجيكستان والصين.
يمثل الزوجان طوق النجاة لأكثر من ألف ساكن في قرية غاندانشوسما، حيث يمكنهم القدوم للفحص في غرفة بمنزلهما تم تحويلها إلى عيادة مؤقتة.
على جدران الغرفة الترابية الجافة خريطة القرية والعديد من الملصقات التعليمية، وتصل النساء مع أطفالهن لإجراء الفحوصات والتحقق مما إذا كان النمو الأطفال يمضي بشكل طبيعي.
تشمر الأمهات عن سواعد الأطفال المستلقين في الهواء البارد، بينما تضع حسينة شريط قياس متعدد الألوان حول أذرعهن، يدل على ما إذا كان نمو الطفل طبيعي ام لا.
يتم اثر ذلك وزن الأطفال على ميزان معلق، وتوضح حسينة "إذا كانوا يعانون من سوء التغذية، فإننا نرسلهم إلى العيادة" التي تقع على بعد نصف ساعة سيرًا على الأقدام.
تتواتر ظاهرة نقص التغذية خلال الفصول الحارة.
يصبح مرض نقص التغذية أكثر شيوعاً وانتشارا خلال الفصول الحارة، وذلك لارتباطها بأمراض تكون المياه مصدرا لها.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن حوالي 79% من الأفغان لا يحصلون على ما يكفي من مياه الشرب.
توضح الممرضة في مستشفى بهارك سميرة أن الغرفة المخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية عادة ما تكون ممتلئة في فصل الصيف.
وتبين "في بعض الأحيان يكون لدينا مريضان في نفس السرير". وتستدرك مؤكدة أن الدروس المقدمة حول الرضاعة الطبيعية ساهمت في خفض معدلات سوء التغذية.
تمتلك عائشة، التي رفضت ذكر اسمها الحقيقي، مضخة لمياه الشرب في منزلها في بلدة خيرآباد بفضل برنامج المساعدات التابع لليونيسف.
وفي تقرير مثير للقلق صدر مؤخراً عن تدهور القطاع الصحي في أفغانستان، سلطت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، الضوء على القيود التي تعاني منها النساء المحرومات إلى حدّ كبير من حرية الحركة والتعليم والعمل.
تتبادل عائشة والقرويون الآخرون المعلومات، خاصة فيما يتعلق بالنظافة والصحة. لكنها تخشى ألا يكون ذلك كافيا لمكافحة الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في نقص التغذية وتوقف النمو.
وتقول أمينة وهي من أهالي البلدة "الأمر صعب بالنسبة لنا على مستوى القرية، لأن لدينا الكثير من النساء الأميّات".
وتتابع "نحن بحاجة إلى المزيد من الأخصائيين الاجتماعيين لرفع مستوى الوعي بين السكان، وتوزيع الأدوية على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتقديم خدمات تنظيم الأسرة والنصائح الصحية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یعانون من سوء التغذیة فی أفغانستان نقص التغذیة
إقرأ أيضاً:
الأسمرات والخيالة.. فرحة العيد مستمرة في قصور الثقافة بالمناطق الجديدة الآمنة
واصل المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة "جودة حياة" فعالياته الثقافية والفنية ببرنامج "فرحة العيد" الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، احتفالا بعيد الأضحى المبارك، في إطار برامج وزارة الثقافة لدعم سكان هذه المناطق ثقافيا وإبداعيا.
ونفذ المشروع في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة في منطقتي الأسمرات والخيالة، وذلك بالتعاون مع وحدة بديل العشوائيات بمحافظة القاهرة وحي الأسمرات.
وقد شهدت الأسمرات حوارا تفاعليا أجرته الدكتورة جيهان حسن، المشرف العام على المشروع، مع أطفال المنطقة، تحدثت فيه عن مفهوم "جودة الحياة" بشكل مبسط، موضحة أن جودة الحياة تعني أن يعيش الإنسان في بيئة تتكامل فيها مقومات الصحة والتعليم واللعب وممارسة الفنون والثقافة، وأن يتمتع بسلوكيات يومية صحية تعكس إحساسه بالأمان والانتماء للمكان،
كما أكدت أهمية أن يكون لكل طفل حق في هذه الحياة المتكاملة، مقابل واجبه في الحفاظ على البيئة والمكان الذي يعيش فيه، وأن الأكل الصحي واللعب والتعلم والشعور بالأمان مع الأهل والأصدقاء من أساسيات جودة الحياة.
وضمن الأنشطة والفعاليات المقدمة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، نفذت مجموعة من الورش الفنية التي ربطت بين الفنون والقيم التربوية والاحتفال بالعيد، حيث نفذت ورشة بعنوان "عيدنا أحلى بقيمنا الحلوة" لترسيخ القيم الإيجابية كجزء من بناء شخصية الأطفال القادرة على تحمل المسئولية والمشاركة في تنمية المجتمع، كما قدمت الفنانة شيرين عبد المولى ورشة "ابتسامة العيد في بطاقة جديدة" لتعريف الأطفال بمعنى العيد وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم من خلال تصميم بطاقات تهنئة يهديها الأطفال لمن يحبونهم.
وشاركت الفنانة رانيا شلتوت بورشة "هديتي بصنع إيدينا" التي استخدم فيها الأطفال الفوم الجليتر الملون لتصميم أشكال محببة، في حين قدمت الفنانة شهد عيد ورشة "عيدان سحرية ووردات لامعة" باستخدام عصيان الشيش والفوم الجليتر، أما الفنانة منى عبد الوهاب فقدمت ورشة "أساور صداقتنا" باستخدام السلاسل والأشكال الذهبية. واختُتمت الأنشطة بعرض مسرحي بعنوان "الزهور الجميلة" قدمه فريق عرائس جاردن سيتي، إلى جانب عروض ترفيهية لفريق أجيال، وسط تفاعل من الأطفال والأهالي.
وفي الخيالة، أقيمت مجموعة من الفعاليات التي جمعت بين الفن والتربية الدينية بأسلوب مبسط يتناسب مع أعمار الأطفال. بدأت بورشة حكي هدفت إلى تعريف الأطفال بمناسك الحج من خلال حوار مبسط يتناول المحطات المختلفة للحج مثل الإحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفة وطواف الوداع، أعقبها نشاط فني تمثل في تصميم مجلة صغيرة تحتوي على رسومات ولافتات تمثل كل محطة. كما قدمت ورشة "هويتي بالألوان" التي صمم فيها الأطفال أساور باستخدام شرائط الستان والفوم الجليتر الملون، وورشة أخرى باستخدام الفوم الجليتر اللامع وقصاصات الورق الملونة، ورشة استخدم فيها الأطفال سلاسل وأشكالا ذهبية.
واختتم البرنامج بعرض جديد لمسرحية "الزهور الجميلة" قدمه فريق عرائس جاردن سيتي، إلى جانب عروض متنوعة لفريق أجيال.
نفذت الفعاليات ضمن أنشطة الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وفي سياق برنامج حافل لهيئة قصور الثقافة احتفالا بعيد الأضحى يتضمن حفلات موسيقى عربية وفنون شعبية، وعروض مسرحية تقدم بالمجان للجمهور على مدار أيام العيد، بالإضافة إلى المسابقات الترفيهية والثقافية والأنشطة المخصصة للأطفال، والأفلام الجديدة من أفلام موسم العيد والمقدمة بعدد من قصور ومراكز الثقافة من خلال مشروع "سينما الشعب.