موقع النيلين:
2025-07-29@11:34:33 GMT

كباشي والعطا… اجندة التفسير الخطأ

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT


وتستمر حلقات مسلسل المكر وتدبير المحاولات الفاشلة لتقليم أظافر القوات المسلحة السودانية، وشقِّ عصاها، وإلهائها عن مهمتها القاصدة، بتشتيت انتباهها بعيداً عن ” تختة” هدفها الاستراتيجي الرامي إلى القضاء على ميليشيا الدعم السريع، حاولوا هذه المرة استهداف هيئة القيادة العليا للجيش، بإثارة غبار كثيف حول تماسكها، وتقديم إيحاءات وإشارات سلبية على أن قيادة الجيش، ليست على قلب رجل واحد بشأن الرؤية الكلية حول المقاومة الشعبية، واستندوا في ذلك على ( حيطة مائلة ) لمقارنة خبيثة بين ما جاء في تصريحات نائب القائد العام لقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي في القضارف، وبين تصريحات (زميله) ورفيق دربه مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا، في الخرطوم.

منطق الكباشي..
لقد كان الكباشي منطقياً وحكيماً وواقعياً وهو يقدم قراءة استباقية لمرحلة ما بعد الحرب، والخطر الذي يمكن أن يهدد البلاد في ظل وجود السلاح في أيدي المواطنين، وهي تجربة مازال السودان يدفع ثمنها منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما ابتدعت قيادات في حزب الأمة ” التنظيم الحاكم وقتئذٍ” فكرة خاطئة وخبيثة بتسليح قبائل بعينها فيما يعرف بالمراحيل في كردفان.

ثم جاءت حقبة الإنقاذ فزادت الطين بلة باستحداث ميليشيا الجنجويد التي أصبحت وبالاً على الأمن الاستقرار في دارفور، وها هي الآن تنشر الفوضى وتقوّض الأمن في معظم ولايات السودان، وحتى لا تتكرر ذات المشاهد المأساوية، فقد حذر كباشي من خطرها، وشدد على أهمية وضع قانون ينظم عمل المقاومة الشعبية.
احتفاء العطا..
وفي المقابل فإن الفريق اول ياسر العطا الذي بَدَا محتفياً بالمقاومة الشعبية وجهودها المتعاظمة التي بذلتها في ميادين القتال ومسارح العمليات، دعا إلى التمسك بالمقاومة الشعبية، وتطويرها ليشارك بعضها في القتال مع الجيش، فيما تضطلع الأخرى بمهمة حماية الأحياء السكنية بالتنسيق مع قوات الشرطة، وطالب العطا بتصحيح ما وصفها بالأخطاء أثناء سير العمل، وهي إشارة ذكية منه إلى الملاحظة التي كان قد أبداها كباشي بشأن تقنين المقاومة الشعبية عبر قانون ينظم عملها، فالعطا يدرك عقلانية الطرح الذي قدمه كباشي، خاصة وأن العطا نفسه خدم سنين عددا في مناطق كردفان ويدرك الخطورة التي أحدثها وجود السلاح بين يدي المواطنين، والصعوبات التي واجهت حملة جمع السلاح التي طُرحت في نهايات عهد الإنقاذ البائد.

المقاومة الشعبية
لقد صُنعتْ المقاومة الشعبية على عيني القوات المسلحة، وهي ضرورةٌ أملتها الموازنات والتقلبات التي فرضتها معادلة الحرب على الواقع الميداني، عندما حولت ميليشيا الدعم السريع حربها مع الجيش، إلى استهداف مباشر للمواطنين، باستباحة البيوت والمنازل واغتصاب الحرائر، وقتل من يقاومهم، وترويع الأسر والعائلات، والاستيلاء على الممتلكات، وهو أمرٌ دفع رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ليعلن في شهر يونيو من العام الماضي 2023 م، التعبئة العامة في جميع مناطق السودان، تعبئة بلغت ذروتها عند استباحة ميليشيا الدعم السريع ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، وعاثت فيها فساداً كبيراً، الأمر الذي دفع المواطنين من الشباب والقادرين في بقية ولايات السوان إلى التوجه إلى معسكرات الجيش للتدريب على السلاح، والإعداد بما يستطيعون من قوة، لمواجهة ميليشيا الدعم السريع، والتصدي لانتهاكاتها وجرائمها التي ترتكبها في حق المواطنين الأبرياء والعزل.

رصيد ايجابي
ليس من أحدٍ يزايد على المقاومة الشعبية وحقها المشروع في الدفاع عن الأنفس والممتلكات، ولا أحدٍ ينكر أن المقاومة الشعبية، أصبحت رصيداً إيجابياً رفع من صكوك القتال لصالح القوات المسلحة التي احتفت احتفاءً كبيراً بانضمام المستنفرين والمجاهدين، واصطفافهم خلف المنظومة القتالية في معركة الكرامة الوطنية، فلنرسل التحايا مثنى وثلاث ورباع للمقاومة الشعبية التي لم تخيّب الظنَّ بها، فنجحت في ترجيح كفة المعادلة الميدانية، وألقت الرعب في قلوب الميليشيا الإرهابية، قبل أن تحبط مكر ومخطط القحاتة الجناح السياسي الداعم لميليشيا آل دقلو المتمردة، هؤلاء العملاء والمأجورون الذين بُهتوا من تدافع الشعب السوداني وتفاعله الكبير مع دعوة البرهان لحملة التجييش والتحشيد، من أجل القضاء على الجنجويد، ويمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين.

تحليل : إسماعيل جبريل تيسو
الكرامة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: میلیشیا الدعم السریع المقاومة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكية:لن يستقر العراق بوجود ميليشيا الحشد وإطاره الحاكم

آخر تحديث: 29 يوليوز 2025 - 12:43 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس،مساء امس الاثنين، “لا يزال يساورنا قلقٌ بالغٌ إزاء دور الجماعات المسلحة الحشدوية المتحالفة مع إيران، والتي تعمل تحت مظلة قوات الحشد الشعبي، بما في ذلك الجماعات المُصنّفة إرهابيةً من قِبل الولايات المتحدة والأعضاء التابعين لها”.وأضافت بروس: “تواصل هذه الجماعات الانخراط في أنشطةٍ غير قانونيةٍ ومُزعزعةٍ للاستقرار وعنيفةٍ تُقوّض سيادة العراق وتُهدد الاستقرار الإقليمي”.وأمس الثنين، علقت السفارة الأمريكية في العراق، على الاشتباكات التي شهدتها منطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد، وفيما لفتت إلى أن الضحايا قتلوا على يد “كتائب حزب الله الارهابية”، دعت الحكومة إلى تقديمهم إلى العدالة دون تأخير.وذكرت السفارة في تدوينة لها على منصة إكس: “نُقدم تعازينا لعائلات الضحايا الذين قُتلوا على يد (كتائب حزب الله)، وهي منظمة إرهابية مصنفة من قبل الولايات المتحدة وتندرج ضمن قوات الحشد الشعبي، وذلك في 27 تموز/يوليو في إحدى دوائر وزارة الزراعة في بغداد”.وأضافت: “نشعر بالحزن لفقدان الأرواح، والذي شمل عنصر من الشرطة الاتحادية ومدني بريء، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين”، داعية الحكومة العراقية إلى “اتخاذ إجراءات لتقديم هؤلاء الجناة وقادتهم إلى العدالة دون تأخير، لأن المساءلة أمر أساسي للحفاظ على سيادة القانون ومنع تكرار أعمال العنف”.وصباح يوم الأحد، اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للحشد الشعبي، وقوات الأمن في دائرة تابعة لوزارة الزراعة، في منطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد، وأسفرت عن قتيلين، أحدهما مدني صادف مروره لحظة الحادثة، بالإضافة إلى 12 جريحاً.وحددت قيادة العمليات المشتركة، اللواءين التابعين للحشد الشعبي (45 و46) وهما فصيل (كتائب حزب الله)، قالت إنها الجهة التي هاجمت دائرة حكومية في بغداد، واشتبكت مع قوات الأمن المكلفة بحماية دوائر الدولة فيما أكدت إلقاء القبض على 14 متهماً.وتزامن هذا الحادث الخطير مع مباشرة مدير جديد لمهامه في الدائرة، حيث أقدمت مجموعة مسلحة على اقتحام مبنى الدائرة أثناء انعقاد اجتماع إداري، مما تسبب بحالة من الذعر بين الموظفين الذين استنجدوا على الفور بالقوات الأمنية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية:لن يستقر العراق بوجود ميليشيا الحشد وإطاره الحاكم
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
  • إصابة طفل بحالة تسمم بعد تناوله سم فئران عن طريق الخطأ بإحدى قرى الفرافرة
  • مصدر أمني:ميليشيا كتائب حزب الله الحشدوية وراء قتل وإصابة الشرطة الاتحادية في مديرية زراعة الدورة
  • امغيب: اقتحام السفارة المصرية مرفوض ومدان ونفذته ميليشيا خارجة عن القانون تابعة للمفتي
  • السلطات الأمريكية تعتذر بعد الإفراج عن سجين خطير بالخطأ
  • النائب العام يعلن حبس شخصين من ميليشيا الكاني بتهمة الخطف والتعذيب
  • متحدث التعليم: نسبة الخطأ في تصحيح الثانوية العامة تكاد تكون معدومة
  • "الشعبية" تدين قرصنة الاحتلال على سفينة "حنظلة" وتحمله المسؤولية عن نشطائها
  • حزب المصريين: جماعة الإخوان الإرهابية تنفذ حملات مُمنهجة لزعزعة استقرار البلاد