القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي: اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين يتقدمهم الوزيران فى الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير ويتسحاق فاسرلاف المسجد الأقصى صباح أمس بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى وأداء طقوس وصلوات تلمودية فى باحاته، إلى جانب مصادرة سلطات الاحتلال لمفاتيح مسجد قبة الصخرة،في استمرار لمسلسل انتهاكات للمقدسات الإسلامية قوبل- للأسف الشديد- بإدانات لم تعد تغني من الأمر شيئا، بل باتت تواطؤا.

الاستيقاظ يوما على مشهد هدم الأقصي بات كابوسا متوقعا اليوم قبل الغد، فما هو موقف الشعوب الإسلامية؟ وإلى متى يستمر الصمت؟ د.اسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية قال إن العالم الذي ندعوه ونلح في طلب تدخله ، لإنقاذ الأقصي من عدوان المستوطنين والمتطرفين الاسرائيليين عليه، والذي تجاوز كل حدود التحدي والاهانة والاستفزاز لمشاعر المسلمين في كل بقاع الارض باقتحام المستوطنين الهمجي والمستمر لباحاته في حماية شرطتهم وتدنيسهم لأقدس المقدسات والرموز الدينية الاسلامية بما يرتكبونه داخله من بذاءات وحماقات وانتهاكات مقصودة ومتعمدة ،ولا تليق بكرامة الأقصي ومكانته كأولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هذا العالم الذي نناشده بالتدخل السريع لن يتحرك لان الأقصي ليس قضيته التي تشغله وتثير قلقه، ولأن الدفاع عن المسجد الاقصي ليس هو دوره وانما هو دور العالم الاسلامي وواجبه لحماية مقدساته َوالتصدي لاي عدوان يقع عليها. وأضاف أنه اذا لم تتحرك مجموعة الدول الاسلامية وهي بالعشرات وتجمعها منظمة دولية كبيرة هي منظمة التعاون الاسلامي ومقرها جدة بالسعودية داخل الأمم المتحدة وفي كافة المحافل القانونية والسياسية والاعلامية الدولية ، باجراءات وقرارات حاسمة لوقف العدوان الاسرائيلي علي المسجد الاقصي وردعه ، فلا تلوم هذه الدول الاسلامية الا نفسها اذا ما قامت اسرائيل بهدم الاقصي وازالته كي لا تقوم له بعدها قائمة وهو ما يخططون له ويجدون الآن فرصتهم لتنفيذ مخططهم في ظل الهوس الديني الذي يعيشه الاسرائيليون مع حكومتهم العنصرية الحالية. وقال إن ما خرجوا به علينا اليوم من خطط ومشاريع لم نسمع بها من قبل لتقسيم المسجد الاقصي زمانيا ومكانيا بين المصلين المسلمين والمصلين اليهود هو البداية للكثير مما هو قادم في الطريق لإفقاد الأقصي معالمه المميزة وتغيير هويته الدينية الاسلامية التي ترسخت علي مدار التاريخ وحافظت عليه كرمز اسلامي صرف ولا علاقة لغير المسلمين به من قريب او بعيد. وقال مقلد إن المسجد الأقصي الآن أمام خطر وجودي غير مسبوق ، وهو مهدد بالتدمير ما لم تتداركه العناية الالهية لتنقذه مما يجري تدبيره له علي ايدي هذه الشراذم من غلاة المتطرفين الصهاينة ممن يعتقدون ان هدم الاقصي هو طريقهم للعثور علي هيكلهم المزعوم. مصر تدين من جهتها أدانت مصر اقتحام مسؤولين فى الحكومة الإسرائيلية والمئات من العناصر المتطرفة المسجد الأقصى الشريف، أمس، ومنع السلطات المصلين المسلمين من ممارسة حقهم الأصيل فى الوصول إليه والصلاة. وشددت على أن الاقتحامات المتتالية ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً لن تنال من وضعيته القانونية والتاريخية القائمة، والتى تقر بأن الأقصى وقف إسلامى خالص ومكان عبادة للمسلمين، ودعت الجانب الإسرائيلى إلى الوقف الفورى لهذه التصرفات الاستفزازية والتصعيدية، محذرةً من العواقب الخطيرة لمثل هذه الممارسات غير المسؤولة على الأمن والاستقرار فى المنطقة. الجامعة العربية في ذات السياق أدانت الأمانة العامة للجامعة العربية فى بيان، صادر عن قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة، تكرار الاقتحامات واعتبرت أن ذلك «استفزاز» لمشاعر المسلمين حول العالم وانتهاك لكافة المواثيق والقوانين الدولية، ويأتى فى إطار السياسة الممنهجة لحكومة الاحتلال لمحاولة تغيير الوضع التاريخى القانونى القائم فى الأقصى وفرض سياسة التقسيم الزمانى والمكانى، وحذرت من تبعات هذا «الاقتحام الخطير» والمدان؛ قائلة «إن من شأنه أن يدفع المنطقة إلى أتون الحرب الدينية». وطالبت المجتمع الدولى بدوله ومؤسساته بالتدخل الفورى والعاجل لوقف هذا العدوان المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطينى ومحاسبة إسرائيل ومسؤوليها وعدم معاملتها بمعايير مزدوجة كدولة فوق القانون مما يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم. من جهته، زعم الوزير الإسرائيلى بن غفير، فى بيان، أن زيارته للمسجد الأقصى، برفقة مئات آخرين من المستوطنين، تأتى بمناسبة إحياء يوم صوم «تيشعا بآف». وحذرت وزارة شؤون القدس فى السلطة الفلسطينية، من أن حكومة الاحتلال والمتطرفين مثل بن غفير «يدفعون الأمور نحو حرب دينية» من خلال «إثارة مشاعر المسلمين حول العالم».

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

كيف يستخدم الاحتلال العمارة لإضعاف الأقصى وطمس هويته؟ الجواب في الرحلة

حذّر الأكاديمي والمختص في التخطيط العمراني الدكتور سلطان بركات من خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى من تدخلات معمارية إسرائيلية قد تؤدي إلى انهياره "في لحظة"، معتبرًا أن الاحتلال يوظف العمارة كسلاح لتغيير الهوية الإسلامية للمكان وسحب رمزيته السياسية والدينية.

جاء ذلك في الحلقة الأولى من بودكاست "الرحلة"، الذي يعده ويقدمه مسؤول قسم "أفكار" في "عربي21" عادل الحامدي، حيث ناقش مع الدكتور بركات خطط الاحتلال الممنهجة لتغيير طبيعة المسجد الأقصى، ليس فقط من خلال الاعتداءات المباشرة، بل عبر الهندسة المكانية والتخطيطية التي تنفذ على الأرض بهدوء، لكنها لا تقل خطرًا عن الاقتحامات العسكرية.

الهيمنة من تحت الأرض.. لا فوقها فقط

يرى بركات أن الاحتلال بات يركز على التحكم الجوفي من خلال الحفريات أسفل المسجد، مما يهدد البنية التحتية ويزيد من احتمالية الانهيار الهيكلي. وأشار إلى أن أي تصدع قد يقع، سيُبرر لاحقًا بأنه "طبيعي"، بينما هو نتيجة مباشرة لتخطيط مسبق.

كما تحدث عن تغييرات ممنهجة في محيط الأقصى، تهدف إلى فصل المسجد عن عمقه السكاني العربي، من خلال مشاريع عمرانية تهويدية تفصل البلدة القديمة عن محيطها المقدسي.

"سلاح العمارة".. تغيير الواجهة لطمس الذاكرة

أكد بركات أن "العمارة سلاح"، وأن السيطرة المعمارية هي إحدى أدوات الاحتلال في إعادة تشكيل الفضاء العام لصالح الرواية الصهيونية. وهذا يشمل: إزالة أو تهميش المعالم الإسلامية، فرض تصاميم "محايدة" ظاهريًا لكنها تخدم الهيمنة، إضعاف العناصر الرمزية كالقبة والقباب الثانوية.

خطر فيزيائي.. وخطر رمزي

لفت بركات إلى أن الخطر لا يقتصر على البناء المادي، بل يمتد إلى المعنى الرمزي والسياسي للمسجد الأقصى، إذ تسعى إسرائيل لفرض رؤية ترى في المكان مجرد "موقع تراثي مشترك"، وليس رمزًا للعقيدة والسيادة العربية والإسلامية.

ودعا بركات إلى: توثيق علمي دقيق لكل تفصيل عمراني في الأقصى، وإشراك الخبراء المسلمين عالميًا في حماية الموقع، وتنشيط الوعي المعماري العام، لا سيما بين الشباب، لفهم ما يحدث خارج إطار الاشتباك الأمني أو السياسي.

من وساطة طالبان إلى القدس.. مقارنة مؤلمة

وفي ذات الحلقة، استعاد الدكتور بركات تجربته في الوساطة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، مشيرًا إلى نجاح مسار الدوحة بفضل وجود وساطة إقليمية موثوقة (قطر، إيران) واستعداد الأطراف للاستماع والتفاوض بجدية. وقد أسهم هذا المسار في تحقيق انسحاب أمريكي عبر تفاهم سياسي مباشر.

لكنه اعتبر أن الوضع الفلسطيني يفتقر لهذه المقومات بالكامل، إذ: لا توجد جهة إقليمية أو دولية تمتلك ثقة الأطراف كافة، وتغيب الخبرة التفاوضية التراكمية لدى الفصائل الفلسطينية مقارنة بطالبان، ولا توجد قنوات وساطة نشطة أو متماسكة تسهم في بناء مسار تفاوضي عادل.

وأوضح أن غياب هذا النوع من الوساطة المركبة، كما حدث في أفغانستان، يجعل الفلسطينيين عرضة لمزيد من التآكل الرمزي والمادي، كما يظهر في حال المسجد الأقصى.

يمكنك متابعة الحلقة كاملة على الرابط التالي:




مقالات مشابهة

  • حرب الإبادة والقدس وتهجير الشعب الفلسطيني
  • بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيامة
  • إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين بعد 12 يومًا من الإغلاق
  • كيف يستخدم الاحتلال العمارة لإضعاف الأقصى وطمس هويته؟ الجواب في الرحلة
  • تحركوا قبل فوات الأوان
  • تحذير صحي: 5 عادات يومية تُدمّر كبدك بصمت.. اكتشفها الآن قبل فوات الأوان!
  • وسط إجراءات عسكرية مشددة.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إغلاق المسجد الأقصى
  • لليوم التاسع.. قوات الاحتلال تواصل إغلاق المسجد الأقصى
  • قوات الاحتلال تقتحم مسجد الأقصى وتعتقل حراسًا
  • تصعيد خطير - الاحتلال يُعيد إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حرّاسه