الناتو يحيي ذكرى تأسيسه في ظل تهديدات جديدة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
حضّ ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الولايات المتحدة، اليوم الخميس، على الوقوف بجانب أوروبا تزامنا مع الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف.
يأتي تخليد ذكرى تأسيس التحالف هذه السنة على وقع تهديدات وشبح عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أن أدلى بتصريحات حول عدم دفاع بلاده عن الدول الأعضاء التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع.
أعادت الأزمة الأوكرانية، التي بدأت عام 2022، إنعاش الناتو فيما واجه أحد أخطر التحديات منذ خرج من رماد الحرب العالمية الثانية.
عزز الحلف قواته في أنحاء شرق أوروبا وبات يضم 32 عضوا بعدما انضمت إلى صفوفه كل من فنلندا والسويد.
لكن بينما أعادت الأزمة تركيز الناتو على روسيا شرقا، يثير تهديد آخر آت من الغرب قلق الحلفاء من القوة الأبرز التي تقود الحلف وهي الولايات المتحدة.
يتمثّل هذا التهديد في احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، علما أنه صرح، خلال حملته الانتخابية الحالية، بأنه سيشّجع روسيا على مهاجمة أي دولة منضوية في الناتو لا تنفق ما يكفي على الدفاع.
وقال ستولتنبرغ، خلال مراسم أقيمت في مقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل "لا أؤمن بأميركا وحيدة، كما لا أؤمن بأوروبا وحيدة... أؤمن بأميركا وأوروبا معا في حلف شمال الأطلسي، لأنّنا أقوى وأكثر أمانا معا".
وفي مسعى لدرء انتقادات ترامب، استعرض الناتو زيادة في إنفاق الحلفاء الأوروبيين، إذ يتوقع أن يصل 20 عضوا هذا العام إلى هدف إنفاق 2 % من الناتج الداخلي الإجمالي على الدفاع.
وقال ستولتنبرغ، بعدما عزفت فرقة تابعة للجيش البلجيكي نشيد الناتو "تحتاج أميركا الشمالية أيضا إلى أوروبا".
وأضاف "تملك الولايات المتحدة، من خلال الناتو، أصدقاء وحلفاء أكثر من أي قوة كبرى أخرى".
بينما يخيّم شبح ترامب على مستقبل الحلف، تواجه بلدان الناتو التحدي الأكثر إلحاحا المتمثل في ضمان عدم خسارة أوكرانيا الأزمة الحالية.
وألقى أعضاء الحلف بثقلهم خلف كييف الساعية للانضمام إلى الناتو عبر إرسال أسلحة بقيمة عشرات مليارات الدولارات الأميركية.
لكن هذه الإمدادات تراجعت الآن في وقت ما زالت حزمة مساعدات ضرورية عالقة في إطار السجالات السياسية التي تشهدها الولايات المتحدة. وعلى خط الجبهة، تواجه القوات الأوكرانية، التي تعاني نقصا في الذخيرة، انتكاسات متتالية.
وتناشد كييف داعميها الغربيين إرسال كل أنظمة "باتريوت" الدفاعية التي يمكنها إرسالها.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قبل المحادثات مع نظرائه في الناتو "لا أرغب في تخريب الأجواء الاحتفالية، لكن بالتأكيد رسالتي الرئيسية اليوم ستكون (صواريخ) باتريوت".
وأضاف "إنقاذ حياة الأوكرانيين وإنقاذ الاقتصاد الأوكراني وإنقاذ المدن الأوكرانية يعتمد على توافر باتريوت وغيرها من أنظمة الدفاع الجوي في أوكرانيا". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حلف الناتو حلف شمال الأطلسي تهديدات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، أنها قدمت احتجاجًا رسميًا إلى الولايات المتحدة، على خلفية تصريحات وصفتها بـ"المسيئة" أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، خلال كلمته أمس في منتدى حوار شانجري-لا في سنغافورة، والتي اعتبرت أنها تتجاهل دعوات دول المنطقة إلى السلام وتروج لصدام القوى.
وقالت الوزارة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن هيجسيث شوه سمعة الصين بادعاءات تشهيرية، واصفًا إياها زورًا بأنها تمثل "خطرًا حقيقيًا ووشيكًا" في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهو ما اعتبرته بكين ترويجًا لعقلية الحرب الباردة والسعي لإشعال التوتر في المنطقة.
نشر أسلحة هجوميةواتهم البيان الجانب الأمريكي بـ"نشر أسلحة هجومية في بحر الصين الجنوبي"، محذرًا من أن هذه السياسات تدفع منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى شفا صراع مسلح، في وقت تطالب فيه شعوب المنطقة بـ"السلام والتنمية".
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة توسعية عسكرية، مشيرًا إلى نشر قاذفات "تايفون" القادرة على ضرب أهداف داخل الصين وروسيا من جزيرة لوزون الفلبينية، في إطار التعاون الدفاعي المتزايد بين واشنطن ومانيلا، الأمر الذي تعتبره بكين تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وجددت الخارجية الصينية تحذيرها لواشنطن من "اللعب بالنار" في ملف تايوان، معتبرة أن تصريحات هيجسيث التي حذّر فيها من "عواقب وخيمة" لأي محاولة صينية لغزو تايوان، تدخل سافر في الشؤون الداخلية للصين.
وكان هيجسيث قد أكد خلال كلمته أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما قررت الصين التحرك عسكريًا ضد تايوان، وهو ما ردت عليه بكين بالتأكيد على أن "إعادة التوحيد" مع الجزيرة أمر لا مفر منه، وبالقوة إذا لزم الأمر، مجددة رفضها التام لأي دعم أمريكي لـ"الانفصاليين" في تايبيه.
صراع النفوذ في بحر الصين الجنوبيوتشهد مياه بحر الصين الجنوبي توترًا متزايدًا، مع تصاعد المناوشات بين الصين والفلبين حول عدد من الجزر والجزر المرجانية المتنازع عليها، حيث كثف الطرفان من دوريات خفر السواحل خلال الأشهر الأخيرة، وسط تنامي النفوذ العسكري الأمريكي في المنطقة.
وتختم بكين بيانها بتأكيد رفضها الكامل لما وصفته بـ"السياسات العدائية الأمريكية"، داعية واشنطن إلى "الكف عن إثارة الفتن"، والعودة إلى مسار الحوار والدبلوماسية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.