وقفة لتأبين موظف إغاثة بولندي في مسقط رأسه بعد مقتله في غزة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
سرايا - أقيمت مساء الخميس، وقفة لتأبين موظف إغاثة بولندي في مسقط رأسه بمدينة بشيميشل في جنوب شرق بولندا بعد أيام من مقتله في ضربة جوية إسرائيلية على قطاع غزة.
وكان داميان سوبول البالغ من العمر 35 عاما في غزة مع منظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية لتقديم المساعدات للفلسطينيين عندما قُتل مع ستة موظفين آخرين بالمنظمة الاثنين.
وذكرت وكالة (بي.إيه.بي) الإخبارية أن المئات تجمعوا لتأبين سوبول بالقرب من محطة قطار بشيميشل حيث أضاءوا الشموع في المكان الذي بدأ فيه عمله في المجال الإغاثي عندما تطوع لمساعدة الأوكرانيين الفارين من بلادهم بعد هجوم روسيا للجارة الشرقية لبولندا في شباط 2022.
وقال فالديمار، وهو موظف إغاثة كان يساعد برفقة سوبول لاجئين أوكرانيين في المحطة، لقناة (تي.في.إن) الخاصة "لا نرضى بقتل الأبرياء، دعونا نتذكر ذلك ودعونا نتذكر أن داميان كان يساعد حتى لا يموت الآخرون من الجوع".
وأضاف، رافضا ذكر اسمه بالكامل، "بدأنا هنا كمتطوعين. ومضى داميان في طريق التطوع، ولسوء الحظ اغتيل على يد القوات الإسرائيلية".
وقالت إسرائيل إنها قتلت موظفي الإغاثة بطريق الخطأ وتعهدت بإجراء تحقيق كامل وتعديل تكتيكاتها.
وتطالب السلطات البولندية بإجراء تحقيق دولي في قتل موظفي الإغاثة بالإضافة إلى قيام إسرائيل بتقديم اعتذار وتعويض عائلة سوبول.
وقال زميله موظف الإغاثة المحلي ستيفان موسكوفيتش، الذي تحدث أيضا إلى قناة (تي.في.إن)، إن أنباء وفاة سوبول "كانت بمثابة ضربة على الرأس".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
وقفة للتأمل
قال تعالى في كتابه الكريم: (وخلق الإنسان ضعيفًا)
من هنا تعلمت وأدركت أن الإنسان هو أضعف كائن حي، وهذه هي الطبيعة البشرية التي جُبِلت على الوهن والضعف، مهما كابرت تلك الأنفس وتعالت وتعاظم شأنها، فهي في حقيقة الأمر ما هي إلا أنفس ضعيفة واهنة لا تقوى إلا على ما يناسبها ويشاكلها.
علمتني هذه الحياة خلال تلك التجارب التي خضتها على مدار خمس وعشرين سنة من الركض المستمر واللهاث المضني في أروقة المستشفيات المختلفةوغرف العناية المركزة وغرف الإنعاش في ذلك الوقت مع رفيق العمر زوجي الراحل رحمه الله.
تعلمت خلال تلك السنوات الطويلة الكثير، وخرجت بكم هائل من الدروس والعبر البليغة في تلك الأروقة وفي تلك الغرف كنت أرى وأسمع أنين وتوجع المرضى، وأحيانًا أرى من فارق الحياة أمامي، ولكم أن تتخيلوا مدى صعوبة ذلك الأمر على أي شخص، وهو أن يرى شخصًا آخر يلفظ أنفاسه الأخيرة أمامه.
كنت أقف وحيدة في تلك الأروقة وبين تلك الأسرة التي يرقد عليها المرضى، ورأيت من خلال تلك المناظر ما جعلني أزهد الدنيا بكبرها.
لم أجد حولي في أحلك الظروف التي مررت بها من يساندني في تلك المواقف، لا إخوة، ولا صديقات، ولا أقارب، ولا معارف.
كنت أقف كالشجرة الثابتة في قيعان الأرض، تهزني رياح الصعاب والمحن من كل اتجاه، ومن كثرة عصف كل تلك الصعاب والمحن المتتالية كدت يومًا أن أُقتلع من جذوري، لولا لطف الله بي وعونه ومساندته ورحمته فقط حينها، وفي تلك اللحظات، أدركت أن المحن هي من تزيح الستار وتكشف لك عن حقيقة معادن من هم حولك، وخاصة في محن المرض، أو الموت وهي من المحن التي يحتاج الإنسان فيها إلى الدعم والمساندة والمؤازرة.
مع الأسف، هذا الوقت الذي نعيش فيه أصبح وجود الأشخاص الحقيقيين حولنا نادراً جدا وهو اشبه بمن يبحث عن إبرة في كومة قش. مع الأسف، لم يعد هناك مشاعر متبادلة، ولا عطف متبادل، ولم يعد الأشخاص يحبذون الخير لبعضهم البعض. لم يعد هناك من تُسره مسراتك، ولا تُحزنه أحزانك، لم تعد هناك مشاركات وجدانية في هذا الزمان،.
لم يعد هناك ملاذ يلجأ إليه الفرد منا وقت شدته وضيقه سوى خالقه سبحانه، وهو أجل وأرحم وألطف من سائر البشر، فالجأوا إليه فقط.
ولأنني مررت بمحن كثيرة خلال فترة مرض “رفيق العمر” رحمه الله، دارت في عقلي تلك الأفكار عن تأثير وجود المعادن الأصيلة والحقيقية من الناس حولك، فقد يساعد ذلك بشكل أو بآخر على التغلب على الصعاب التي تواجهها، ولو بشكل بسيط.
وأخيرًا، هي دعوة للاهتمام بمن حولكم، اهتموا بمن باعدت بينكم وبينهم مشاغل الحياة، لأن الأشخاص الأوفياء النادرون اذا وجدو فهم كنز لا يفنى، فاحرصوا ألا يضيع، فقيمته وقدره يزيد مع الزمن.
وهي دعوة ايضا ووقفة للتأمل في هذه الحياة التي لا تساوي أن نتنازع عليها لحظة، ولا أن نركض وراءها برهة، فهي متاع زائل، فلنغسل قلوبنا من الحقد والغل والحسد، ونتقرب إلى الله بأعمالنا الصالحة وبالتقوى.