إسرائيل تعزز دفاعاتها وسط غليان بالشرق الأوسط وترقب لرد إيران بعد الهجوم على قنصليتها
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه يعمل على تعزيز إجراءاته الدفاعية، في ظل حالة الغليان التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط إثر الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين، والذي أودى بحياة سبعة من أفراد الحرس الثوري.
وكان ضمن قتلى الهجوم سبعة عناصر في الحرس الثوري، بينهم عميدان.
وبعد إعلان تعليق منح تراخيص مغادرة للوحدات القتالية مؤقتا وحجب إشارات نظام تحديد المواقع (جي بي إس) في بعض المناطق وتعزيز التأهب، توعّد نتانياهو بإلحاق الأذى بمن يؤذي بلاده.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "منذ سنوات تعمل إيران ضدنا سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها، لذا فإن إسرائيل تعمل ضد إيران ووكلائها دفاعيا وهجوميا". مضيفا: "نعرف كيف ندافع عن أنفسنا وسنعمل وفقا لمبدأ بسيط مفاده من يؤذينا أو يخطط لإيذائنا ، سنؤذيه".
مزيد من الجنود والتشويش على "جي بي إس"كما أعلن الجيش أنه "تقرر تأجيل الأذونات الممنوحة للوحدات القتالية مؤقتا"، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية "في حالة حرب ويتم مراجعة مسألة نشر الجنود باستمرار وفقا للاحتياجات". وقال أيضا إنه يدعو إلى إرسال جنود احتياطيين إضافيين لوحداته الجوية والاستخبارات والدفاع المدني.
وأكد المتحدث باسمه دانيال هاغاري التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع في خطوة دفاعية بمواجهة أسلحة معينة مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة. وأضاف: "قمنا بتعزيز تأهب وحداتنا القتالية حيث تدعو الحاجة.. عززنا الأنظمة الدفاعية ولدينا طائرات جاهزة للدفاع وجاهزة للهجوم في سيناريوهات مختلفة".
وآثرت تل أبيب عدم التعليق على هجوم دمشق، لكن محللين اعتبروا الضربة تصعيدا إسرائيليا في حملة ضد وكلاء إيران الإقليميين، ما ينطوي على مخاطر اندلاع حرب أوسع نطاقا.
موجات صدمة هزت الشرق الأوسطيرى محللون بأن هذه الضربة تشكل تصعيدا خطيرا في الحملة الإسرائيلية الأوسع نطاقا لتقويض النفوذ الذي اكتسبته إيران في سوريا على مدى العقد الماضي. وتسببت الطريقة التي وقع بها الهجوم في موجات صدمة هزت المنطقة المضطربة بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة.
في هذا السياق، قال غريغوري برو المحلل في مجموعة يوراسيا: "من وجهة نظري الأمر غير مسبوق". وأضاف أنه لا يتذكر قيام أي دولة باستهداف مباشر للوجود الدبلوماسي لدولة أخرى بتلك الطريقة. وتابع: "اعتقد ضباط الحرس الثوري، على الأرجح، أنهم في مأمن طالما بقوا في المجمع الدبلوماسي.. لا أتخيل أن أي ضابط في الحرس الثوري يشعر بالأمان حاليا".
ومع تعهد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالثأر، تنطوي تبعات الهجوم على مخاطر زيادة تصعيد الصراع الذي يتمدد بالفعل في الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة. وجاء في منشور خامنئي بالعبرية: "بعون الله سنجعل الصهاينة يندمون على جريمتهم العدوانية على القنصلية الإيرانية في دمشق".
وقال مسؤول إيراني بارز إن الجمهورية الإسلامية مضطرة لاتخاذ رد فعل جدي لردع إسرائيل عن تكرار مثل تلك الهجمات أو التصعيد. لكنه أضاف أن مستوى الرد سيكون محدودا ويهدف للردع دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وأحجم مكتب العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني عن التعليق.
وقال مصدر أمني إيراني آخر إن بلاده ستعدّل أساليبها في ضوء الهجوم.
ولحظ مصدر إقليمي مقرب من طهران أنه لم يعد هناك أي مكان آمن في سوريا بعد تعدي إسرائيل على الأعراف الدبلوماسية.
"إضعاف القدرات العملياتية لمحور المقاومة"اعتبرت صنم وكيل نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد "تشاتام هاوس" بأن الهجوم هو الأحدث الذي يظهر الطبيعة الدقيقة لمعلومات المخابرات الإسرائيلية في سوريا والمنطقة على نطاق أوسع. وأشارت إلى غارة إسرائيلية أدت في الثاني من يناير/كانون الثاني إلى مقتل قيادي كبير في حماس بلبنان، معقل جماعة حزب الله. والجماعتان جزء من "محور المقاومة" الإقليمي المرتبط بإيران.
The strike is the most serious escalation with deliberate intent to put Iran on the defensive” said Sanam Vakil “Israel’s war is not just against Hamas, but very clearly designed to strike across the axis of resistance to weaken & deter multiple groups”
https://t.co/8yjEI867VG
وأضافت صنم: "لقد شهدنا عمليات قتل على مستوى عال جدا لمسؤولين يضطلعون بمسؤوليات إدارية.."، مضيفة بأن الهجوم الأخير الذي استهدف زاهدي "يتعلق بهدف إسرائيل الأوسع المتمثل في محاولة إضعاف القدرات العملياتية لمحور المقاومة على مدى الأشهر الستة الماضية".
من جهته، وصف قاسم محب علي، المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم، بأنه نقطة تحول في هجمات إسرائيل على الحضور الإيراني بسوريا. وقال إن إسرائيل "توخت الحذر فيما سبق وعزفت عن استهداف مسؤولين إيرانيين ومواقع دبلوماسية إيرانية".
وخلص محب إلى أن "الحرب المباشرة مع إسرائيل ليست في مصلحة إيران بأي شكل من الأشكال". وتابع: "دخول تلك الساحة لن ينتهي فقط بخوض حرب مع إسرائيل، قد يتصاعد الصراع وقد يشترك لاعبون آخرون مثل الولايات المتحدة".
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات البلدية التركية ريبورتاج إسرائيل إيران الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حزب الله لبنان الحرس الثوري الإيراني حرب إسرائيل للمزيد إيران حزب الله دمشق الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الشرق الأوسط الحرس الثوری
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟
تناول تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية المشهد الإقليمي للنظام المصري حيث اعتبرته أكبر الخاسرين من التغيرات الأخيرة في المنطقة.
ونشرت المجلة تقريرها الذي حمل عنوان: الخاسرون في الشرق الأوسط الجديد، متناولة الخاسرين من التحولات الأخيرة التي يشهدها الشرق الأوسط الجديد، مشيرة إلى أن أول الخاسرين هو رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.
وأشارت المجلة إلى أن السيسي كان قبل 8 سنوات في مركز المسرح، فقد استقبله الرئيس دونالد ترامب بحفاوة واضحة في البيت الأبيض في نيسان/ أبريل عام 2017.، وعندما زار ترامب السعودية، موضحة أنه لا أحد كلف نفسه العناء هذه المرة لاستدعائه عندما عاد الرئيس ترامب إلى الرياض في أيار/ مايو.
وقالت المجلة، إن اللحظة الحالية هي لحظة تحول في الشرق الأوسط، مؤكدة أن على رأس قائمة المتفرجين مصر، ويقع اللوم على السيسي نفسه، فقد دمر الاقتصاد المصري الذي راكم ديونا لا يمكن تحملها، تصل إلى 90 بالمئة من نسبة الناتج المحلي العام وذلك لتمويل مشاريع تافهة، رافضا الإصلاحات المنطقية التي قد تعزز القطاع الخاص الراكد.
وبينت، أنه "بالنسبة للسيسي، كان الحلفاء العرب الذين دعموه يعولون عليه آمالا كبيرة قبل عقد من الزمان. لكن الشرق الأوسط قد تغير، فقد انقسم وعلى مدى عقود بناء على أسس أيديولوجية، أما اليوم فبات الانقسام بين دول عاجزة وأخرى تستطيع الوفاء بالوعود.
ودخل الاقتصاد المصري دائرة الديون الخارجية مع أول قرض لحكومة السيسي، تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بقيمة 12 مليار دولار، لتتوالى القروض، وتحصل مصر حتى عام 2021 على 20 مليار دولار من الصندوق الذي رفع لها قرضا من 3 إلى 8 مليارات دولار ، بالربع الأول من العام الماضي.
ونتيجة لسلسة القروض المتواصلة حتى الآن، وصل الدين العام بالربع الثالث من 2024 إلى 13.3 تريليون جنيه، فيما بلغ الدين الخارجي 155.3مليار دولار، بحسب بيانات وزارة التخطيط المصرية.