نجاة عبد الرحمن تكتب : جودر والزمن الجميل
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
مسلسل جودر عاد بِنَا إلى زمن الفن الجميل، عاد بنا لزمن العمالقة و فن صناعة الخدع. و الخيال، المسلسل أعاد إلى الأذهان سيرة المخرج العبقري فهمي عبد الحميد و أعماله المتميزة التي ارتبطت بطفولتنا وكيف كنّا ننتظر بشغف مشاهدة الخدع والخيال و فن الرسوم المتحركة المصنوعة داخل الفوازير و مسلسل ألف ليلة و ليلة، الذي بدأها المخرج الرائع الراحل فهمي عبد الحميد عام 1974 عندما قرر استثمار دراسته للفنون الجميلة و فن الرسوم المتحركة في صناعة الخيال و الحيل و الجرافيك و الدخول بالمشاهد لعالم الأساطير، ما جعله يحصل على نوط الامتياز من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، لنجاحاته المتميزة بأعماله التي احترمت الآسرة المصرية وجذبت الصغار قبل الكبار.
مسلسل جودر لا يقل أهمية عن أعمال المخرج الراحل فهمي عبد الحميد، استطاع المؤلف أنور عبد المغيث استخدام فنون الأدب و الكتابة المتقنة ليفرز قصة و سيناريو و جمل حوارية تحترم عقلية المشاهد و الأسرة المصرية بعادتها و تقاليدها، يستطيع كل أفراد الأسرة من أطفال و آنسات مشاهدته مع ذويهم دون خجل ملتفين حول التلفاز في صورة أشبه بعصر الثمانينيات الذي انتهى و أصبح تراث، بعدما تفشت البلطجه و الابتذال و الجمل الحوارية التي انحدرت بثقافة المجتمع، و أصبحت تتصدر الشاشة وصلات الردح الذي يتفنن كاتبها في إفراز قاموس شتائم جديد مع كل عمل، لينعكس على الشارع المصري و شبابنا الذي يهوى حب التقليد و المحاكاة، و كانت نتيجته وفاة النخوة و الشهامة و الغيرة على عادات و تقاليد أصبحت مجرد تراث لدى البعض.
استطاع المخرج اسلام خيرى و المؤلف انور عبد المغيث و الفنان الرائع ياسر جلال تقديم عمل تراثي اصطحبنا لعالم الخيال بحرافية عالية، و كل فنان بهذا العمل له دور متميز بسياق متناغم يخدم على كل الأدوار كأنهم سلسلة متصلة لا يوجد بها فراغات و لا فجوات وعلامات استفهام لدى المشاهد، حتى الشر الذي تجسده الفنانة نور و الفنان عادل شعبان، و الفنان مجدي فكري، احمد كشك، وليد فواز، يقدم في سياق محترم بعيدا عن الانحدار بأسلوب الحُوَار.
فضلا عن استعانة المخرج بعمالقة الفن منهم من ينتمى للزمن الجميل مثل الرائع رشوان توفيق، احمد بدير، عبد العزيز مخيون، سماح أنور، عايدة رياض، سامي مغاوري، طارق النهري، وفاء عامر، أيتن عامر، محمود البزاوي، كأن المخرج و المؤلف أرادا أن يبنى جسر تواصل بين جيل العمالقة القادمين من زمن الفن الجميل و جيل الشباب المنتمين لعصر السوشيال ميديا لتكوين خلطة فنية حديثة برائحة زمان.
ألف ليلة وليلة هو كتاب يتضمّن مجموعة من القصص التي وردت في غرب وجنوب آسيا بالإضافة إلى الحكايات الشعبية التي جُمِعت وتُرجمت إلى العربية خلال العصر الذهبي للإسلام. يعرف الكتاب أيضاً باسم الليالي العربية في اللغة الإنجليزية، منذ أن صدرت النسخة الإنجليزية الأولى منه سنة 1706 واسمه العربي القديم سمار الليالي للعرب.
جُمع العمل على مدى قرون، من قِبل مؤلفين ومترجمين وباحثين من غرب ووسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا. تعود الحكايات إلى القرون القديمة والوسطى لكل من الحضارات العربية والفارسية والهندية والمصرية وبلاد الرافدين. معظم الحكايات كانت في الأساس قصصاً شعبية من عهد الخلافة، وبعضها الآخر، ولا سيما قصة الإطار، فعلى الأرجح تم استخلاصها من العمل البهلوي الفارسي «ألف خرافة» (بالفارسية: هزار أفسان) التي بدورها اعتمدت جزئياً على الأدب الهندي بالمقابل هناك من يقول أن أصل هذه الروايات بابلي لما هو شائع في جميع النُّسخ الخاصة بالليالي، القصة الإطارية عن الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، التي أدرجت في جميع الحكايات. حيث تنطلق القصص من هذه القصة.
أثَّر كتاب «ألف ليلة وليلة» بشكل كبير جداً على الأدب العالمي، وقد أشار عدد من الكتّاب مثل هنري فيلدنغ ونجيب محفوظ إلى مجموعة قصص «ألف ليلة وليلة» في أعمالهم. بالإضافة إلى كُتّاب آخرون استوحوا أعمالهم من الكتاب، منهم جون بارث، خورخي لويس بورخيس، سلمان رشدي، أورخان باموق، يوهان فولفغانغ فون غوته، والتر سكوت، وليم ثاكري، ويلكي كولينز، إليزابيث غاسكل، شارل نوديه، جوستاف فلوبير، ستندال، ألكسندر دوما، جيرار دي نرفال، آرثر دو غوبينو، ألكسندر بوشكين، ليو تولستوي، هوجو فون هوفمانستال، آرثر كونان دويل، ويليام بتلر ييتس، هربرت جورج ويلز، قسطنطين كفافيس، إيتالو كالفينو، جورج بيريك، هوارد فيليبس لافكرافت، مارسيل بروست، أنتونيا سوزان بيات، أنجيلا كارتر.
العديد من الشخصيات التي وردت في «ألف ليلة وليلة» أصبحت رموزاً بارزة في الثقافة الغربية، أبرز تلك الشخصيات علاء الدين وسندباد وعلي بابا. كما ساهمت بعض من الحكايات في معرفة الحقائق التاريخية والجغرافية للمنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ألف لیلة ولیلة ألف لیلة
إقرأ أيضاً:
بن طريف تكتب في حق العيسوي
صراحة نيوز- د اسراء بن طريف
في حضرة الرجال الكبار، تنحني الكلمات احتراماً، وتبحث الأقلام عن الحروف التي تليق بمقامهم. ومعالي يوسف حسن العيسوي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، واحد من هؤلاء الرجال الذين لا يُشبهون أحدًا، فهو نموذج استثنائي لمسؤول أردني جمع بين الهيبة والتواضع، وبين الانتماء العميق للوطن وخدمة الناس بكل حبٍ وإخلاص.
نشأ معاليه في بيئة عسكرية عريقة، خدم في صفوف القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بشرف، فكان الجندي الأمين الذي نهل من مدرسة الانضباط، والوفاء، والتضحية. واليوم، ما زال يحمل تلك القيم في كل خطوة من مسيرته داخل أروقة الديوان الملكي، حيث يمثل همزة الوصل الصادقة بين المواطن وقيادته الهاشمية الحكيمة.
منذ توليه رئاسة الديوان الملكي، حمل همّ المواطن الأردني في قلبه وضميره، ولم يتوانَ لحظة عن إيصال صوت الناس إلى سيد البلاد، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم – حفظه الله – بكل أمانةٍ وصدق. لا يغلق بابه في وجه أحد، ولا يعرف الكبر أو التردد في تلبية أي نداء يحمل في طيّاته حاجة الناس أو مصلحة الوطن.
إن معالي يوسف العيسوي لا يرى في منصبه سوى فرصة لخدمة وطنه وأهله، ولا مكان فيه للرتب أو الألقاب أمام إنسانية المواطن، بل يُعامله كأخ أو أب، ينقل همومه ويناضل من أجله، بروح متواضعة ومخلصة، تنبع من حب عميق للوطن وقائده.
شهادتي بمعالي يوسف العيسوي ليست مجرد كلمات، بل تجربة شخصية أفتخر بها. حين زرت مكتبه برفقة والدي، استقبلنا بكل محبة وتواضع، وقال لنا من قلبه:
“هذا بيت الأردنيين، وأهلاً وسهلاً فيكم بأي وقت.”
كانت لحظة تشعر فيها بأنك في بيت والدك، لا مكتب مسؤول رفيع. وأكثر من ذلك، كلما تواصلت معه، يردّ على اتصالي بمحبة كبيرة، ويقول لي دائماً:
“الدكتورة، إنتِ زي حفيدتي… أي شي بدك إياه أنا بالخدمة.”
هذه الكلمات لا تصدر إلا عن إنسان نبيل، يعرف كيف يكون أباً لكل أردني قبل أن يكون مسؤولاً في الدولة. رجل يخدم الناس بقلبه، ويمد يده لكل من يطلب العون، دون حساب أو انتظار مقابل.
في زمنٍ قلّ فيه من يحملون الأمانة بهذا الصدق، يظلّ معالي يوسف العيسوي رمزاً نقيّاً للمسؤول الأردني الذي يمثل الشعب والقيادة بكل وفاء. هو الوجه المشرق للمؤسسة الملكية، والسند الأمين لكل محتاج، وصوت المحبة الذي لا ينقطع عن أبناء هذا الوطن الطيب.
وما يميز معاليه أيضاً هو تواضعه الجم، وابتسامته الدائمة التي تُشعر كل من يقابله بأنه محل تقدير واحترام، مهما كانت مكانته. فهو رجل الدولة الذي لا ينسى أبداً أنه خادم للشعب، يحمل قضاياهم على صدره، وينقلها بدقة وحرص إلى أعالي السلطة، بصدق وأمانة.
ختاماً، نقولها بكل فخر: أمثال معالي يوسف العيسوي لا يُكرّرهم الزمن، ولا تنصفهم الكلمات، فهم رجال دولة من طراز نادر، يعيشون لأجل الوطن، ويعملون في صمت، ويبقون في القلوب طويلاً، وكلنا ثقة بأن سيرته ستظل نوراً يُضيء دروب الأجيال القادمة.