الذهب هو (عنصر كيميائي) والذي نراه اليوم ونستخدمه هو ذهب محول من خامته الطبيعية يتميز عن المعادن الأخرى بشكله اللامع الجميل ولا يتفاعل مع الهواء والقلويات ولا يتآكل ولا يتشوه سهل التشكيل وجميل المنظر وهو من أوائل المعادن التي جذبت انتباه الإنسان وله مكانة مرموقة في تاريخ البشرية ويميلون إليه دون المعادن الأخرى لأنه يتمتع بقيمة، وأهمية كبيرة واستثنائية وشهرة عالمية ولا تزال نماذج من أعمال الذهب المتقنة العديد منها في حالة جيدة، باقية من الحضارات القديمة ومنها الحضارة اليمنية وبفضل مزاياه الفريدة أصبح مفضلاً للغاية في صناعة المجوهرات وغيرها من التحف الزخرفية ولقدرته على الاحتفاظ بالقيمة على مر الأزمان فعلى مدى قرون كان يعتبر وحدة قياس للقيمة ووسيلة للتبادل التجاري لقابليته على التخزين والحفاظ على قيمته على المدى الطويل فقد مثل قوة الاقتصاد في العصور السابقة، لذلك فهو معدن ثمين ومميز لمكانته الفريدة في عالم الاقتصاد ولخصائصه الجوهرية وأهميته التاريخية فهو المعدن الفريد والنفيس والمرغوب به منذ الأزل.
وحتى الآن لايزال الذهب مادة مقبولة حول العالم مما يجعله اختياراً شائعاً للذين يسعون للحفاظ على ثروتهم ومخزناً للادخار في شكل عملات معدنية أو سبائك كما لايزال مقبولاً لدى جميع الدول كوسيلة دفع عالمية وبنفس الآلية القديمة حيث كان يتم به التبادل مقابل السلع والخدمات فقد لعب الذهب دوراً رئيسياً كعملة ذات فئات كبيرة ونوع العيار الذي يقصد به مقياس نقائه سواء كان قطعة مجوهرات أو سبيكة.
وعند استخدام العملات الورقية احتفظت بصلة قوية مع الذهب من خلال ما يعرف بقاعدة الذهب (وهي نظام نقدي يقوم على استخدام الذهب كقاعدة أو معيار لتحديد قيمة العملة الورقية لدولة ما من خلال ربطها بكمية ثابتة من الذهب وكان يتم تحويل العملات المحلية بحرية إلى كمية محددة من الذهب بعد اعتماد سعر ثابت لبيع الذهب وشرائه) حيث أصبح العمل بهذه القاعدة داعماً رئيسياً لأنظمة العملات الورقية عندما انتشرت على نطاق واسع منذ سبعينيات القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الأولى على الرغم من التراجع الكبير لدور الذهب الرسمي في النظام النقدي الدولي بحلول سبعينيات القرن العشرين.
إلا أن معظم دول العالم استمرت تحتفظ به كأصل احتياطي ذي قيمة عالية، حيث يعتبر الذهب أصلاً أكثر أماناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي للحيلولة دون وقوع المحذور في الاقتصاد لقدرته في الاحتفاظ بقيمته إلى حد كبير، حيث تتناسب قيمته عكسياً مع قيمة العملة، فعندما تزيد قيمة العملة في الأسواق العالمية تقل قيمة الذهب والعكس صحيح فعندما تنخفض قيمة العملة في الأسواق العالمية ترتفع قيمة الذهب هنا يكون قد حافظ على قيمة رأس المال من دون خسارة قيمتها الشرائية.
وفي ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية تسعى البنوك المركزية إلى استحواذ كميات كبيرة منه وخصوصا في الفترة الأخيرة شهدت موجة غير اعتيادية من شراء الذهب الذي يعتبر تحولاً استراتيجياً يعكس مستوى عال من الحذر ورغبة متزايدة في حماية الاحتياطيات النقدية ومدفوعة من مخاوف ومخاطر تقلبات الأسواق العالمية المتعددة لأنه يمنح ميزة استراتيجية حيث يبقى تحت سيطرة الدولة المالكة مهما كانت الظروف والمتغيرات الاقتصادية وغيرها من التغيرات ما يجعله أداة فعالة لتحقيق الاستقلال المالي.
أما الطلب عليه من قبل أفراد المجتمع فهو مستمر على مر العصور باعتباره أداة للادخار والاستثمار الجيد لجميع أفراد المجتمع بكل مكوناته وأنشطته العملية أو التجارية على حد سواء لكونه يتميز عن الكثير من العملات والسلع بغلاء ثمنه وسهولة حمله ويعتبر بمثابة عملة دولية يمكن بيعها في أي مكان من العالم بدون التعرض لخطر التذبذب الذي تواجهه العملات الورقية ورمز هام للمكانة الاجتماعية، مثال ذلك في حفلات الخطوبة والزواج واللقاءات الاجتماعية بشكل كبير في معظم الثقافات كما أصبح مكوناً أساسياً في العديد من المنتجات الإلكترونية والتقنية وحتى في المجال الطبي والرياضي من خلال سك ميداليات ذهبية.
إنما الإشكالية تكمن في اعتباره مورداً محدوداً والتوقع انه في مرحلة ما لن يتبقى منه أي شيء لاستخراجه فتكلفة استخراجه من المناجم حاليا تعتبر كبيرة جدا مما يجعل سعره مرتفعاً.
لكن الأمل يأتي في التقدم العلمي والتقنيات الجديدة التي تشهدها البشرية في الوقت الحاضر والتي تشمل أحدث الابتكارات للبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي واستخراج البيانات الذكية والتي يمكن أن تدفع بعمليات الاستخراج وتقل التكاليف فقد تم استخدام الروبوتات في بعض مواقع في بعض البلدان المتقدمة ومن المتوقع أن تصبح تقنيات قياسية في استكشاف مناجم الذهب بشكل متزايد تساعد باستمرار استخراج بعض الاحتياطيات المعروفة التي يعتبر الوصول إليها واستخراجها حاليا غير مجد اقتصاديا.
باحث في وزارة المالية
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الجميل زار سلام: على إيران أن تحترم قرار لبنان وسيادته ومصلحته
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام صباح اليوم في السرايا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ونواب الحزب سليم الصايغ، نديم الجميل والياس حنكش.بعد اللقاء قال النائب سامي الجميل :" اتينا اليوم ككتلة لتهنئة دولة الرئيس سلام ولنشد على يده ، ونتمنى له التوفيق بكل ما يقوم به كما حييناه على صلابته ومواقفه الشجاعة ، واليوم بالتأكيد التحديات كبيرة امامه، ولكننا متأكدين انه بوجوده ووجود فخامة الرئيس والوزراء في الحكومة ، لدينا فرصة تاريخية كي يستطيع لبنان ان يعود ليقف مجددا على رجليه، كما كانت مناسبة لنقدم أمل للبنانيين بمستقبل أفضل لنا ولاولادنا.
هناك تحديات كبيرة امامنا ونحنا متاكدين بحكمته وبحكمة فخامة الرئيس ، سنستطيع الوصول الى النتيجة المطلوبة.
اضاف:" وفي هذا النهار لا نستطيع الا نوجه تحية الى الجيش اللبناني الذي قدم شهداء بالامس ، شهداء السيادة والشرعية اللبنانية، وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها ، هؤلاء الشباب هم امانة بعنق كل واحد منا ، لان نستمر بعملنا من أجل فرض سلطة الدولة على كامل أرضيها، وتعازينا لقيادة الجيش و لاهل الشهداء ، ونحن سنبقى إلى جانب الجيش بكل المحطات وبكل المناسبات."
وردا على سؤال بشأن التدخلات الايرانية بالشؤون اللبنانية قال:" لا اريد من هذا المنبر توريط دولة الرئيس بمواقف، ولكن راي حزب الكتائب هو رفض لكل التصاريح الإيرانية ، إن كان المستشار الخامنئي أو وزير الخارجية، أو نائبه أو مسؤولي الحرس الإيراني، وهم جميعا ينتهكون سيادة لبنان ويعتدون على قرار الدولة اللبنانية، نحن نرفض هذه التصاريح مضمونا وشكلا ، على إيران أنه تحترم قرار لبنان وسيادته ومصلحته ، اعتقد أن لبنان دفع بما فيه كفاية عن سياسة إيران وثمن كل التدخلات المباشرة لإيران بالشؤون اللبنانية عبر تمويل وتسليح "حزب الله "وجر الحزب إلى معارك دفع ثمنها ليس فقط " حزب الله " نفسه با كل اللبنانية، من هنا اعتقد انه من المفترض على القيادة الإيرانية ان يكون لديها حد أدنى من التواضع، بعد ما مرت به هي والمنطقة و ان يتعاطوا معنا باحترام أكبر."
ابو الحسن
والتقى الرئيس سلام امين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن ، وقد تم البحث في قضايا وطنية ومسائل إنمائية مهمة.
الصمد
كذلك استقبل الرئيس سلام النائب عبد العزيز الصمد وبحث معه الاوضاع العامة.
المؤسسة اللبنانية للانتشار
والتقى رئيس الحكومة رئيسة المؤسسة المارونية للانتشار السيدة روز شويري والمديرة العامة للمؤسسة هيام بستاني، وتناول البحث مواضيع تخص المؤسسة ، لا سيما ما يتعلق باستعادة الجنسية والمراسيم العالقة لعدد كبير من اللبنانيين والتي تحتاج الى تواقيع من رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية. مواضيع ذات صلة النائب سامي الجميل من السراي الحكومي: التصاريح الإيرانية مرفوضة وعلى طهران احترام سيادة لبنان ومصلحته Lebanon 24 النائب سامي الجميل من السراي الحكومي: التصاريح الإيرانية مرفوضة وعلى طهران احترام سيادة لبنان ومصلحته