مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يُخيّم شبح الغلاء على أسواق محافظة الاسكندرية، حيث تشهد أسعار الملابس ارتفاعًا جنونيًا يفوق قدرة المواطنين على الشراء، مما يهدد فرحة العيد ويُحوّله إلى عبء ثقيل على كاهلهم. لان عائل الاسرة حائر بين ملابس العيد وكحك العيد بجانب الدروس الخصوصية التى مازالت ترهق المواطن وخاصا ان الامتحانات تبدء عقب اجازة العيد الفطر ، تسبب فى شعور المواطنين بالقلق بشكل كبير ما افسد عدد كبير منهم بقرب قدوم العيد .

وشهدت اسواق الملابس الجاهزة اقبال متوسط مع نهاية شهر رمضان المبارك وبدء موسم عيد الفطر والذى يليه عيد القيامة المجيد رغم ارتفاع الأسعار.

وأرجع عدد من التجار ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل، أهمها: ارتفاع أسعار الخامات خاصة الأقمشة التي تدخل في صناعة الملابس بجانب سعر صرف الدولار بالإضافة إلى قلة المعروض من الملابس نتيجة للسببين السابقين.

تجولت " الوفد " داخل محلات الملابس شهدت أسعار الملابس الجاهزة ارتفاعا كبيرا هذا العام مقارنة بالعام الماضى، إلى درجة يصعب معها شراء أطقم العيد للاسرة بالكامل خاصة المكونة من 4 أفراد فما فوق، خاصة وأن أسعار الملابس باتت مرتفعة بشكل كبير

قالت مياده حسن موظفة، إن أسعار الملابس الجاهزة مرتفعة جدا وفوق طاقة الغلابة، مشيرة إلى أن سعر بنطلون الأطفال يصل إلى 400 جنيه وهو ما يضاهي أسعار ملابس الشباب والرجال وربما يتخطاها، كما أن سعر البلوزة تبدأ من 300 جنيه، الطرحة تبدأ من 150 جنيه والجيبة تبدأ من 400 جنيه وطقم الأطفال الأولادى الصغير يبدأ من 1200 جنيه ويصل إلى 2000 جنيه.

وأكدت ساميه أحمد ربة منزل، أن الاسعار مرتفعة جدا وكل رب اسرة يخرج فى حيرة شديدة بين الملابس والكحك والدروس الخصوصية وخاصا انى لدى بنت ثانوية عامة وتاخد دروس خصوصية بمبالغ كبيرة ، زوجى موظف بسيط لم يستطيع الراتب ان يكفى كل هده المتطلبات اين المسئولين مما يحدث احنا خلاص لم نستيطع التحمل كل هده الاسعار التى فى تزايد مستمر وكان التجار فوق القانون ، وابناءنا هم الضحية للارتفاع الاسعار . اصبحنا لم نستيطع ان نلبى طلباتهم ونشعر امامهم بالعجز وهدا اصعب احساس للاب انه يقول لنجله لم يوجد معى فلوس كافية .

وأشار منعم السيد صاحب محل ملابس جاهزة، إلى أن ارتفاع الأسعار ساهم في عزوف المواطنين عن الشراء وبالتالى القوة الشرائية انخفضت بمعدلات كبيرة تصل إلى 50% في معظم المحلات، خاصة وأن الملابس أصبحت في المرتبة الثانية لدى اهتمامات المواطنين بعد الأكل والشراب خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ما يساهم في تراجع معدلات البيع والشراء في الملابس تزامنًا مع ارتفاع أسعارها.واضاف إن أسعار الملابس البالة، والتي كانت الملاذ الوحيد للغلابة ومحدودي الدخل ارتفع سعرها أيضاً ما أثار تحفظ التجار وأصحاب المحلات لعجزهم عن البيع في ظل الارتفاع الغير مبرر في الأسعار هذا العام.

وذكرت رئيس شعبة الملابس الجاهزة في الغرفة التجارية بالإسكندرية، أن ارتفاع أسعار الملابس هذا العامة جاء بشكل أكبر مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أن ارتفاع الخامات والظروف الاقتصادية والمزاج العام لدى المواطنين وراء تراجع الإقبال على الشراء، فضلا عن ارتفاع الخامات لدى المصانع نفسها بنسبة تقارب 40% .

واضاف إن أجور الأيدي العاملة زادت بشكل مضاعف في المصانع، واليومية والأسبوعية ارتفعت من 600 جنيهاً لـ1200 جنيهاً، فضلا عن زيادة أجور الصنايعية، بالإضافة إلى أسعار المرافق والكهرباء والإيجارات، ما ساهم في ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة باعتبارها المنتج النهائي.

ولفت إلى أن الارتفاعات سجلت 40%، كما سجلت أسعار الخامات نفس النسبة، مشيراً إلى تراجع القوة الشرائية في الإسكندرية بشكل كبير نتيجة الارتفاعات الغير مبررة في أسعار الملابس الجاهزة وخاصة ملابس الأطفال والتي سجلت ارتفاعات تخطت ملابس الشبابى الرجالى والحريمى .

قال حسن حلمى صاحب محل ملابس، اقبال المواطنين متوسط من المسلمين والاقباط نظرا لان عيد الاقباط عقب عيد المسلمين نجد اقبال من الطرفان لشراء ملابس العيد ولكن متوسط نظرا لارتفاع الاسعار ودلك لان  أسعار الخامات الداخلة في صناعة الملابس ارتفعت بشكل كبير، سواء المستوردة أو المحلية، مما أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج. واضاف  أنهم كتجار يعانون أيضاً من ارتفاع أسعار الخامات، ويحاولوا قدر الإمكان تخفيف العبء على المواطنين، لكن ذلك يقابله صعوبة كبيرة في ظل هذه الظروف التي يمر بها الجميع الآن.واضاف ان ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنية المصرى في الفترات الأخيرة أدى إلى زيادة تكلفة استيراد الملابس من الخارج.وأدى ذلك إلى زيادة تكلفة الإنتاج بشكل كبير، ونحن نحاول قدر الإمكان عدم تحميل المواطنين هذه الزيادة.

وأوضح إبراهيم حسن تاجر ملابس أن قلة المعروض من الملابس في السوق، بسبب قلة الإنتاج المتأثر أيضا بارتفاع صرف الدولار ومن ثم ارتفاع أسعار الخامات فارتفاع أسعار الملابس بنسبة تقترب من الـ40 % عن أسعار نفس الفترة في العام الماضي.، واستطرد أن تجار الملابس لا يرون حل لهذه الأزمة إلا من خلال إجرائين الأول هو خفض سعر صرف الدولار أو دعم صناعة الملابس المحلية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية ملابس العيد ارتفاع الدولار معاناة المواطنين أسعار الملابس الجاهزة ارتفاع الأسعار أسعار الخامات ارتفاع أسعار بشکل کبیر إلى أن

إقرأ أيضاً:

اختصاصية: فرحة العيد فرصة لاستعادة التوازن النفسي للطلبة

تلعب الأسرة دورا نفسيا بالغ الأهمية في تخفيف حدة التوتر المصاحب لفترة الامتحانات خصوصا عندما تتقاطع مع أجواء العيد حسب رأي الأخصائية النفسية خولة بنت خميس البهلاوية التي قالت: توفر الأسرة ما يعرف بالدعم النفسي الاجتماعي وهو أحد العوامل الأساسية في تعزيز القدرة على التكيف مع الضغوط.

وأضافت: حين تحتضن الأسرة الطالب بتفهم واحتواء وتظهر مرونة في متطلباتها الاجتماعية فإنها تمنحه شعورا بالأمان العاطفي ما يقلل من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول ويرفع من مستوى التركيز والاستعداد الذهني.

كما أن إشراك الطالب في بعض طقوس العيد البسيطة مع مراعاة حالته النفسية وجدوله الدراسي يعد وسيلة فعالة لتعزيز الروح المعنوية وتحقيق توازن بين الإنجاز الدراسي والشعور بالانتماء الأسري والاجتماعي.

وحول كيفية تنظيم الوقت بين الدراسة والاحتفال بالعيد، أوضحت: الوقت هو المورد الأثمن خلال هذه المرحلة، وتنظيمه يعتمد على وعي الطالب بأهمية التوازن بين الإنجاز الدراسي واحتياجاته النفسية والاجتماعية حيث إنه من منظور علم النفس السلوكي فإن الإنسان يعمل بكفاءة أكبر حين يشبع جوانبه النفسية والوجدانية إلى جانب تركيزه المعرفي.

ومن الضروري وضع خطة زمنية مرنة تتضمن فترات دراسة مركزة وفق ما يعرف بساعات الذروة الذهنية وهي الفترات التي يكون فيها الدماغ في أقصى درجات التركيز وبين تلك الفترات يمكن تخصيص فواصل قصيرة للمشاركة في أجواء العيد مما يساعد على تجديد النشاط ومنع الاحتراق الذهني.

مؤكدة أن التوازن لا يعني المساواة في الوقت بل الذكاء في توزيعه حسب الحاجة بحيث لا يشعر الطالب بالحرمان من الفرح ولا يثقل كاهله بالذنب أو التقصير.

وتابعت: من استراتيجيات إدارة الوقت التي تمكن أن تساعد في تحقيق هذا التوازن استخدام تقنية بومودورو التي تعد من أكثر المهارات النفسية تأثيرا في خفض القلق وزيادة الإنتاجية والتي تقسم وقت الدراسة إلى 25 دقيقة من التركيز يليها 5 دقائق راحة مما يرفع من كفاءة الانتباه ويقلل من التشتت الذهني.

كما يمكن للطالب تحديد الأولويات حيث يميز بين المهام العاجلة والمهمة مما يساعده في اتخاذ قرارات ذكية بشأن ما يجب إنجازه أولا وما يمكن تأجيله دون ضغط، مشيرة إلى أن السر ليس في عدد الساعات بل في نوعية استخدامها وكل دقيقة تدار بوعي تساوي ساعات من الإنجاز الفعال. ومن الضروري أن يخصص الطالب وقتا للنوم والراحة إذ تشير الدراسات إلى أن النوم الجيد يعزز من عملية ترسيخ المعلومات وتحسين الذاكرة.

ووضحت البهلاوية أن أجواء العيد يمكن أن تكون فرصة لاستعادة التوازن النفسي حيث تعزز مشاعر الفرح والامتنان وتساعد في إفراز هرمون السعادة، ويمكن للطالب الاستفادة من أجواء العيد لتخفيف التوتر أثناء فترة الامتحانات حيث إن أجواء العيد ليست عبئا على الطالب بل يمكن أن تكون فرصة ذهبية لاستعادة التوازن النفسي وفق علم النفس الإيجابي فإن مشاعر الفرح الامتنان تعزز من إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والأوكسيتوسين مما ينعكس إيجابا على الاستقرار النفسي والقدرة على التركيز.

ويمكن للطالب الاستفادة من هذه الأجواء عبر لحظات صغيرة جلسة روحانية مع العائلة تبادل التهاني أوحتى نزهة بسيطة لكسر روتين الدراسة كل هذه اللحظات تعيد شحن الطاقة النفسية وتكسر دوامة الضغط دون أن تتعارض مع الهدف الدراسي. فالتعامل مع العيد كحليف نفسي وليس كمعرقل هو ما يصنع الفرق في التجربة الدراسية خلال هذه الفترة.

قدمت البهلاوية نصائح مهمة للطلبة مثل قبول الوضع كما هو وتهيئة النفس جيدا، مبينة أن الموازنة بين فرحة العيد وقلق الامتحان ليست سهلة لكنها ممكنة بالرضا بقبول الوضع كما هو دون مقاومة أو شكوى، كما أن التهيئة النفسية الجيدة تبدأ من الحوار الداخلي لذا يجب على الطالب أن يطمئن نفسه بأنه قادر على إدارة وقته وأن الامتحان محطة مؤقتة لا تلغي حقه في الفرح.

وأوصت الأخصائية النفسية بممارسة تمارين التنفس العميق أو التأمل لعدة دقائق يوميا لتفريغ التوتر والانخراط بوعي في أجواء العيد بما لا يخل بالخطة الدراسية، مؤكدة على أهمية الاستعانة بدعم الأهل أو الأصدقاء أو المختصين النفسيين عند الشعور بالإرهاق لأن الصحة النفسية هي ركيزة النجاح الدراسي والحياتي.

مقالات مشابهة

  • فرحة مش ديون وصرخة.. كيف تدير ربة المنزل ميزانية العيد بنجاح؟| خبيرة تجيب
  • تحرك برلماني لمواجهة ارتفاع أسعار الأسماك رغم وفرة الإنتاج المحلي
  • الأضاحي السودانية بمصر: غلاء الأسعار يهدد الموسم
  • أسعار النفط ترتفع مع تراجع آمال اتفاق نووي إيراني وتضرر الإنتاج الكندي بحريق الغابات
  • بلغت 2600 ريال.. ارتفاع كبير في أسعار المواشي بـ "سوق حفر الباطن"
  • بلغت 2600 ريال.. ارتفاع كبير في أسعار المواشي بـ"سوق حفر الباطن"
  • لحمة العيد على بطاقات التموين في المجمعات الاستهلاكية.. الأسعار والأنواع
  • قفزة جديدة في الأسعار بإسطنبول خلال مايو: الغذاء والسكن في الصدارة
  • اختصاصية: فرحة العيد فرصة لاستعادة التوازن النفسي للطلبة
  • القدس.. ارتفاع جنوني في أسعار اللحوم يحرم المقدسيين من الأضاحي